1,975 عدد المشاهدات
مدارات ونقوش (خاص)
تعد شركة بريتيش بتروليوم إحدى أكبر شركات الطاقة في العالم التي لها عمليات في المملكة المتحدة وبقية أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا وأستراليا وإفريقيا وروسيا. نشاط الشركة الرئيس هو استكشاف وإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي، وتكريرها وتسويقها وتوريدها ونقلها، إضافة إلى تصنيع وتسويق البتروكيماويات. تركز أخيراً بشكل متزايد على قطاع الغاز والطاقة وتوليد الطاقة الشمسية. تعد ثالت أكبر شركة نفط خاصة في العالم بعد إكسون موبيل وشل، شكلت الشركة الذراع النفطية للحكومة البريطانية لسنوات عدة قبل خصخصتها سنة 1976 وللشركة احتياطات نفطية تبلغ 18.3 مليار برميل ولها شبكة توزيع تتكون من 28,500 محطة وقود، كما لها 19 مصفاة، وتمتلك حقول نفط في بحر الشمال، ألاسكا، روسيا، الجزائر، وأنغولا. أسهم الشركة مدرجة في مؤشر فوتسي 100 البريطاني في بورصة لندن.
في عام 1901 حصل وليام نوكس دارسي على امتياز للتنقيب عن النفط في إيران. ومنذ مطلع عام 1905 مولت شركة نفط بورما المحدودة هذا العمل حيث اكتُشِف النفط في عام 1908. وفي 14 أبريل 1909 تأسست شركة النفط الأنجلو- فارسية المحدودة وتولت ملكية الامتياز، لكنها كانت لا تزال تابعة لـ”نفط بورما”. وبقيت الحال كذلك حتى عام 1914 عندما قررت الحكومة البريطانية تحويل أسطولها ليعمل بالنفط، مما أدى إلى استثمار الحكومة بشكل كبير في الشركة ومنحها فائدة بنسبة 66٪. وبقيت الحكومة أحد أهم المساهمين في الشركة إلى أن قررت بيع معظم أسهمها في البورصة في عام 1987.
اكتشفت الشركة النفط في العراق في عام 1923 داخل إقليم عربستان الموجود ضمن منطقة امتياز دارسي. وفي عام 1914، أصبحت أحد المساهمين في شركة النفط التركية المحدودة، وسميت فيما بعد شركة النفط العراقية المحدودة التي اكتشفت النفط في العراق في عام 1927.
في عام 1934 تأسست شركة نفط الكويت المحدودة كمشروع مملوك بشكل مشترك مع شركة نفط الخليج في بنسلفانيا، والتي اكتشفت النفط في الكويت في عام 1938. وقامت الشركة في عام 1932 بتشكيل شركة تسويق بريطانية مشتركة مع شركة شيل سُميّت شيل ميكس و بي بي المحدودة.
في عام 1935 غُيّر اسم الشركة ليصبح شركة النفط الأنجلو- فارسية المحدودة. وطُرِدت الشركة من إيران في عام 1951 بعد تأميم صناعة النفط الإيرانية. وأصبح اسمها شركة بريتيش بيتروليوم المحدودة في عام 1954.
تنويع الأعمال
تشكل بعد ذلك تحالف شركات سمّي شركة مساهمي النفط الإيرانية المحدودة، حازت فيه الشركة على الحصة الأكبر. وهدف هذا التحالف للعمل مع الشركة الوطنية الإيرانية للنفط (التي تشكلت في عام 1951) من أجل تطوير استفادة البلاد من النفط والغاز. وبقي العمل مستمراً حتى نشوب الثورة الإسلامية في عام 1979.
خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، كانت الشركة رائدة في استكشاف وإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال وألاسكا. وتبع ذلك في السبعينيات والثمانينيات استحداث برنامج التنويع الذي شمل إنشاء شركات بريتيش بيتروليوم للمعادن، بريتيش بيتروليوم للفحم وبريتيش بيتروليوم للتغذية. ولكن معظم هذه الأصول تم بيعها بين عامي 1987 و 1994 من أجل تمويل مشتريات شركة ستاندرد أويل في مايو 1987 و شركة بريت أويل في مارس 1988.
ثم خضعت الشركة لعملية تركيز على “الأعمال الأساسية” للتنقيب والتسويق والتكرير والبتروكيماويات. وتعد شركة بريتيش بيتروليوم للطاقة الشمسية إحدى الشركات المهمة التي حافظت على بقائها بعد انتهاج سياسة التنوع التي انتهجتها الشركة في استثماراتها لسنوات. وقد استمرت في نموها خلال فترة التسعينيات وهي الآن إحدى أكبر شركات الطاقة الشمسية في العالم.
في عام 1982 غيرت الشركة اسمها إلى شركة بريتيش بيتروليوم العمومية المحدودة. واندمجت الشركة في 31 ديسمبر 1998 مع شركة النفط الأمريكية أموكو كوربوريشن بنسبة 60/40 فأصبح اسمها بريتيش بيتروليوم أموكو العمومية المحدودة. وفي عام 2000 حدثت عمليتا استحواذ على شركتي أتلانتيك ريتشفيلد وبورما كاسترول. وتم تغيير اسم الشركة إلى بي بي العمومية المحدودة في 1 مايو 2001.
استحوذت أبوظبي في عام 2016 على حصة بقيمة 2.2 مليار دولار أمريكي في شركة “بريتيش بتروليوم”، كجزء من الاتفاق الذي يقضي بتملك الشركة البريطانية لـحصة بنسبة 10% في شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية. وينص الاتفاق على أن تستحوذ شركة “مبادلة” وتدير حصة نسبتها 2% من إجمالي أسهم الشركة البريطانية نيابة عن حكومة أبوظبي.
أرشيف زاخر بالوثائق
تكون لدى شركة بريتيش بتروليوم خلال سنوات عملها في مختلف أنحاء العالم أرشيف غني يزخر بالمستندات والمواد والوثائق التاريخية. وتحتضن جامعة ووريك في كوفنتري، إنجلترا أرشيف شركة بريتيش بتروليوم الذي يوثق لتاريخ الشركة منذ تأسيسها عام 1909 ورحلتها والشركات التابعة لها من خلال مجموعة من المواد الأصلية، بما في ذلك مجلات الشركات والتقارير السنوية والصور الفوتوغرافية والإعلانات والوثائق الرسمية.
ويضم الأرشيف وثائق الشركات التابعة لبريتيش بتروليوم بما في ذلك كاسترول ليميتد وشركة نفط بورما المحدودة، كما أنه يحتوي على محفوظات العديد من الشركات التابعة المملوكة بشكل مشترك مثل شركة نفط الكويت المحدودة، وشركة نفط العراق المحدودة وشيل ميكس & بي بي ليمتيد. تكوّن الأرشيف منذ عام 1921، وتعكس محتوياته شكل الشركة منذ الأيام الأولى لنشأتها وحتى الوقت الحاضر. كما يتم بشكل مستمر مراجعة المحفوظات التي تجمعت ضمن سجلات شركة بريتيش بتروليوم في سياق عملياتها، لمعرفة قيمتها الأرشيفية وللحفاظ على تاريخ الشركة وقصتها وحفظها من الضياع. الأرشيف متاح للجمهور ويمكن الاطلاع عليه بموجب موعد مسبق. تم إتاحة السجلات حتى 31 ديسمبر 1976 ما لم تكن متاحة بالفعل للعامة.
محتوى الأرشيف
يتضمن أرشيف شركة بريتيش بيتروليوم سجلات مجلس الإدارة الرئيس ومركز فريق الأعمال، وجداول الأعمال التجارية، والشركات التابعة لها في المملكة المتحدة. ويتضمن أيضاً سجلات العمل الأساسية بما في ذلك وثائق التأسيس؛ محاضر الاجتماع العامة ومحاضر مجلس الإدارة والتقارير والجداول وسجلات حملة الأسهم.
ويشتمل الأرشيف أيضاً على مجلات الشركة، التقارير والحسابات السنوية، والصور، والأفلام، ومقالات العلاقات العامة وألبومات عائلة دارسي. ويتوافر فيه كثير من التفاصيل في مجموعة كبيرة من ملفات العمل والتي تشكل نصف مقتنيات الأرشيف، إضافة إلى عدد صغير من الوثائق الخاصة التي أودعها موظفون سابقون.
يتيح الأرشيف إمكانية الاطلاع على مجلات الشركة والتقارير السنوية والحسابات والصور ومقالات العلاقات العامة. ويتطلب الاطلاع على الأوراق موعداً وبالإمكان الاتصال بالموظفين للحصول على أية استفسارات. ولقد أُنْشِئَ الأرشيف داخلياً في فترة عشرينيات القرن التاسع عشر وتتوافر من خلال غرفة البحث قاعدة بيانات للاستخدام العام على مستوى الملفات حيث يُسمح بنسخ المواد بموجب موافقة الأرشيف.
تغييرات جذرية
يحتفظ المستودع بمجموعة كبيرة من الكتب المتعلقة بصناعة النفط. كما أنه يمتلك أوراق ثلاث شركات تابعة مملوكة بشكل مشترك: أرشيف شركة نفط الكويت، وأرشيف شركة النفط العراقية وأرشيف شيل ميكس و بي بي المحدودة. إضافة إلى أوراق الشركة المملوكة بالكامل: أرشيف شركة نفط بورما.
ويغطي الأرشيف التاريخ المحلي والوطني والدولي، حيث تشمل الموضوعات كلَّ جوانب الحياة التي تمسها صناعة النفط من شؤون سياسية وثقافية واجتماعية ونزاعات دولية وحروب. كما تتضمن الطبوغرافيا المتغيرة، العلاقات الصناعية، الاقتصاد وقضايا الأعمال، والتطورات التكنولوجية والإعلانات وعمليات النقل لا سيما الناقلات براً أو بحراً أو عبر السكك.
وباعتبار أن الشركة كانت أول من طور الموارد النفطية في الشرق الأوسط، فقد أصبح لأرشيفها أهمية كبيرة وخصوصاً لتاريخ الشرق الأوسط في القرن العشرين، والتغييرات الجذرية التي جلبتها صناعة النفط إلى كل جانب من جوانب الحياة في بلدانه. ويعد الأرشيف أيضاً مصدراً هاماً لتاريخ المملكة المتحدة والأمريكيتين وأستراليا، ويحتوي على بعض المعلومات عن معظم مناطق العالم الأخرى.
تم استخدام الأرشيف لعدد من الأوراق البحثية من سياسية إلى إعلانية. وشملت المواضيع علاقات العمل في إيران 1929 – 1951. المعماريون البريطانيون في الشرق الأوسط 1918 – 1939؛ الصور الريفية في إعلانات البترول في المملكة المتحدة؛ ناقلات الطرق في أوائل القرن العشرين، الموظفون كمتطوعين في حربين عالميتين؛ التأثير السياسي والاقتصادي لقبيلة بختياري إيران 1890 – 1915؛ تاريخ تصميم محطة بنزين في المملكة المتحدة 1955 – 1995، على سبيل المثال لا الحصر.