1,750 عدد المشاهدات
السؤال الأول: أين تقع جزر الواق واق وهل هي حقيقة أم من خيال البحارة العرب؟
محمد ـ البحرين
الجواب له أوجه عديدة من حيث اللغة والجغرافيا، ومن تحدَّث عنها في الكتب القديمة والحديثة، والعلماء الجغرافيون فسَّروا اسم هذه الجزر بأنه حكاية صوت (واق) (واق)، وأظنه حكاية صوت طائر يكثر في هذه الجزر فسميت به، وبعضهم يغرب في تفسير هذا الاسم فيقولون: إنَّ في هذه الجزر شجر له ثمر يشبه النساء يقلن واق واق، وبه سمِّيت هذه الجزر. وهذا بلا شك من أساطير الأولين.
أما عن مكانها فإنَّ العرب تسمِّي أقاصي بلاد الزنج بأرض سُفالة، وقد تكون جزيرة مدغشقر التي يكثر بها اليوم أندر الطيور والحيوانات في العالم، أو قد تكون أرض جنوب إفريقيا هي جزر “الواق واق”، وقد وصف الجغرافيون القدامى أهل جزر الواق واق بأنهم لا يعرفون الحديث وبلادهم يكثر فيها الذهب، وهم عراة لا يلبسون ثياباً، وأنَّ ملاحي عُمان ومدينة سيراف (التي تقع اليوم في محافظة بوشهر الفارسية) يعرفون طريقهم جيداً إلى هذه الجزر البعيدة. أمَّا الرحالة المصري محمد ثابت، فقد أكَّد بعد دراسات قام بها أنَّ جنوب إفريقيا هي جزر الواق واق.
وعلى هذا، فإنَّ جزر الواق واق هي جزر حقيقية، نُسِجَ حولها كثيرٌ من الأساطير في كتب أصحاب الرحلات والجغرافيين القدامى.
السؤال الثاني: ما معنى اسم حشر الذي يشتهر في أسرة آل مكتوم حكَّام إمارة دبي؟
هيفاء ـ الإمارات
الجواب إذا ذُكر هذا الاسم تتبادر إلى الذهن مباشرةً عائلة آل مكتوم، العائلة العريقة الكريمة الحاكمة لإمارة دبي التي تنتمي إلى قبيلة آل بوفلاسة، أحد فروع قبيلة بني ياس بن عامر المشهورة.
وهذا الاسم ليس حديثاً كما يظنُّه بعضهم، بل هو من أسماء ما قبل البعثة النبوية، وقد وجدتُ في معجم أسماء صحابة رسول الله صحابيَّيْن في سلسة آبائهما اسم «حَشْر»، وكلاهما عدناني؛ الأول: سالم بن حرملة بن زهير بن عبد الله بن «حَشْر» العدوي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام، وروى حديثاً واحداً، والثاني: عتّاب بن سليم بن قيس بن خالد بن مدلج أبي «الحَشْر» القرشي التيمي، أسلم يوم فتح مكة، وقُتِل يوم اليمامة شهيداً.
قلتُ: وهذا يدلُّ على وجود هذا الاسم في القبائل العدنانية منذ القدم، ولا مانع أن يكون الاسم في غير العدنانيين؛ لأنَّ الأسماء لا تشترى، ولكنِّي لم أجد أحداً سمِّي به مِن غيرهم ممَّا وصل إلينا، والله أعلم.
ومن العجيب أنَّ هذا الاسم مشهور أيضاً في عائلة «الحثلين» شيوخ قبيلة العِجمان العريقة، من مثل الشيخ «حشر» بن فالح بن حثلين، ابن عم «راكان» بن حثلين وأخيه لأمه، وقد رثاه بقصيدةٍ، منها:
يا «حَشْر» من عقبك يفكّ الطلابهْ
لا جت من عيٍّ طروقه مخلّاهْ
هذا وكنت أظنُّ أنَّ اسم «حشر» تحريفٌ لاسم الرسول صلى الله عليه وسلم «الحاشر»، ولكن كما ذكرت لكم أنَّ العرب يتأثرون بانفعالاتهم، ويطلبون الأسماء الشديدة لأبنائهم، لتكون قويةً ولها هيبتها عند أعدائهم وخصومهم، ولهذا أقول إنَّ اسم «حشر» مأخوذ إمَّا من قولهم: سِنانٌ «حَشْرٌ» أي دقيق، يقال: حشْرته حشراً، أو من «الحَشْر» بمعنى الجمع، كأنهم يتفاءلون لابنهم بأنه سيجمع الناس حوله ويكون زعيماً، أو يمكن أن يكون بمعنى الهلاك؛ أي يهلك أعداءه، ومنه تفسير بعضهم لقوله تعالى: »وإذا الوحوشُ حُشِرَت» التكوير آية (5).
واسم «حَشْر» عزيزٌ علينا؛ لأنه يحمل اسم الشيخ «حَشْر» بن مكتوم، ابن مؤسس إمارة دبي، وجدُّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفيه قيل من شجاعته وشهامته وكرمه وحكمته:
السؤال الثالث: هل سجن الشيخ راكان بن حثلين شيخ قبيلة العجمان في اسطنبول أم في مدينة أخرى؟ وهل قاتل الصرب؟
عبدالله.أحمد السعودية
الجواب: بعد أسر الأتراك غدراً الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين وبعضاً من مرافقيه في سنة 1879م في مدينة الهفوف، وهي من مدن الأحساء اليوم، فقد تمَّ نقله إلى البصرة ومنها إلى بغداد ثم اسطنبول ثم إلى بلغاريا في منطقة اسمها اليوم نيش الحدودية مع تركيا، وقد زرتها بنفسي وأُودِعَ في سجن نيش الذي خُصِّصَ للشخصيات الخطرة على ما أظن لهذا أبعد عن عاصمتهم اسطنبول وكان سجَّانه يدعى حمزة، وقد ورد كثيراً في شعره وهو مسجون.
وقد جاء في الوثائق الثمانية وفي شعر الشيخ راكان- رحمه الله- كيف وصل إلى هذه المنطقة، وكيف اشترك في قتال الصرب وقد أفرج عنه بسبب جهاده وشجاعته وعاد إلى أهله سالماً يقول راكان:
حـــــمـــــزة مــشـــيـــنـــا مـــــــــــن ديـــــــــــار الــمــحــبــيـــنْ
الله يــــــرجــــــعــــــنـــــــا عــــــلــــــيـــــــهـــــــم سُــــــــلـــــــــومِ
مــــشــــو بــــنــــا الــعــســكــر لــــــــدار الــســلاطــيـــنْ
فـــي مـركــبٍ جـــزواه تــــركٍ ورومِ
عــشــريـــن لـــيــــلٍ يــــمّــــة الــــغــــرب مــقــفــيــنْ
مــــا حـــــن نــشـــوف الا الـســمــا والـنـجـومِ
إذا مــــشــــى الــمـــركـــب غـــــــــدا الــــهـــــم هـــمـــيـــنْ
والــــصـــــبـــــر بـــــالـــــشـــــدة عـــلــــيــــنــــا لـــــــزومِ
والــنـــوم يـــــا مـشــكــاي مـــــا لاج فـــــي الــعــيــنْ
و الـــقـــلــــب يـــــــــــا حـــــمــــــزه تـــــزايــــــد هـــمــــومِ
السؤال الرابع: ما الفرق بين القلعة والحصن والبرج؟
م.م البحرين
الجواب: القلعة الحصن في الجبل؛ لأنَّ القلعة أصلها الصخرة الكبيرة تنقلع منه، أمَّا الحصن فهو البناء الحصين الذي لا يوصل إلى جوفه من مناعته، والبرج هو ركن الحصن وقد يكون منفصلاً عنه وفي لهجتنا نسميه “بري” بكسر الباء والراء وإبدال الجيم ياءً.