613 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
تتابع الأحداث الكبيرة في (اليابان) وخاصة في العاصمة العريقة «طوكيو» هذا البلد العجيب في تاريخه وسكّانه وتضاريسه وجيرانه بل إني أعدّه وشعبه من الشعوب العظيمة التي استطاعت بعزيمتها أن تحوّل الهزائم إلى انتصاراتٍ حضاريةٍ، واستبدلت القوانين البائدة بقوانين مفيدة لحاضرها ومستقبلها.
وانتقلت إلى الدول المتقدمة بكل ثقةٍ وعزيمةٍ وخرجت من رماد الزلازل المدمرة إلى ناطحات السحاب التي تقود كبرى شركات العالم في المجالات كافة، ولم توقفها القنابل النووية التي ألقيت على أراضيها من الاستمرار في البناء والازدهار والوصول بشعبها إلى ما وصلت إليه اليوم، وهذا أمر من الأمور العظيمة التي يجب أن نتعلم منها وندرّب الأجيال الناشئة كيف يمكنهم أن يحولوا السلبيات إلى إيجابياتٍ.
وتقليل وقع الكوارث على الناس بروح التعاون للخروج منها كما فعل اليابانيون في زلزال «طوكيو» عام 1923 والتدمير التي تعرضوا له من جرّاء الحرب العالمية الثانية وأخيراً ما شاهدناه مؤخراً في 11 مارس من عام 2011 عندما تعرضت منطقة «توهوكو» لتسونامي خطير قضى على الأخضر واليابس وقتل أكثر من خمسة عشر ألف نفس وخلّف مئات الآلاف بلا مأوى مع الضربة القوية التي تعرّض لها مفاعل (فوكوشيما دايجي).
حيث تعاني من آثاره (اليابان) حتى الآن وقد كلّفها أكثر 122 مليار دولاراً ومع هذا الدمار الكبير رأينا اليابانيين في تعاون غريبٍ أبهر العالم ولم نر لها مثيلاً حتى إنّ الناس عندما أحسوا بالزلزال وهم يشترون أرجعوا البضائع إلى أماكنها وخرجوا مسرعين بدل أخذها معهم ومن أخذها وهم قلّة عاد في اليوم التالي ودفع قيمتها وهذا من أمانتهم التي جُبلوا عليها من قديم الزمان.
حكم الإمبراطور «هيروهيتو» اليابان بعد وفاة والده عام 1926 وبدأ في تقوية دعائم بلاده الإقتصادية والسياسية والعسكرية والعلمية وكانت فترته الأطول في تاريخ الحكم الأمبراطوري وقد شاهد بلاده تهزم هزيمة نكراء عام 1945 بعد إلقاء القنبلتين الذريتين الأميركيتين على «هيروشيما ونجازاكي» بعد انتصاراتٍ يابانيةٍ متواصلةٍ وشعورٍ بأنّ اليابانيين شعب لا يمكن أن يُهزم .
ولكن لم يتوقع العالم أن تستخدم (الولايات المتحدة الأميركية) هذا السلاح الفتّاك على مدينتين من أهم مدن اليابان وقد تركتها قاعاً صفصفاً فأخضعت الإمبراطور للاستلام واحتلال بلاده لمدة سبع سنوات وانتهى به الحلم العسكري الياباني.
خرجت (اليابان) من هذه الكارثة بتقوية النظام التعليمي ونقل جميع المعارف العالمية إلى أبنائها وشركاتها وقامت بأكبر نقلةٍ حضاريةٍ بعد عهد (ميجي) جد الإمبراطور الذي يرجع له الفضل في كل التقدم العملي في بلاده، وإني أتعجب ممن يظن أنّ التقدم العلمي لم يحصل إلا بعد احتلال الأميركان لليابان.
وهذا خطأ كبير بل التقدم العلمي كان موجوداً قبل (أميركا) وكذلك حصل في (ألمانيا) فإنّ (أميركا) ليس لها فضل في تقدّمها العلمي بل كانت متقدمة جداً قبلها، وقد سرقت من (ألمانيا) كبار علمائها كما هو معروف ولا أستبعد أن تكون فعلت الشيء نفسه مع (اليابان).
كان عهد «شووا» أو «شووا جيداي» وهو لقب فترة «هيرهيتو» التي امتدت من 1926حتى 1989 وتعني عهد السلام المستنير يشابه كثيراً عهد جده «ميجي» لولا الحرب العالمية الثانية التي قضت على قوته العسكرية ولكنه حوّل الهزيمة إلى انتصار وبدأ بتحويل الانفاق العسكري إلى الإنفاق السخي على النهضة الشاملة لبلاده والتي تابع فيها عهد السلام والصناعة والتقنية مما جعل (اليابان) وعاصمتها «طوكيو».
عاصمة لجميع الشرق حقيقةً واقعةً لا مبالغة فيها تبهر كل من يتجوّل في أرجائها من أمثالي الذين أولعوا بالمعرفة وكتابة التاريخ والتعرف على العالم المتقدم الذي يختلف تماما عن الحضارة الغربية في أخلاقها وطباعها ونتائجها، ويمكن تلخيص هذا الاختلاف بما وصف به أحد أقربائي الشعبَ الياباني وهو يعيش هناك منذ سنوات فقال لي: «هذا الشعب أقدر أسميه الشعب الشهم».
وتقليل وقع الكوارث على الناس بروح التعاون للخروج منها كما فعل اليابانيون في زلزال «طوكيو» عام 1923 والتدمير التي تعرضوا له من جرّاء الحرب العالمية الثانية وأخيراً ما شاهدناه مؤخراً في 11 مارس من عام 2011 عندما تعرضت منطقة «توهوكو» لتسونامي خطير قضى على الأخضر واليابس وقتل أكثر من خمسة عشر ألف نفس وخلّف مئات الآلاف بلا مأوى مع الضربة القوية التي تعرّض لها مفاعل (فوكوشيما دايجي).
حيث تعاني من آثاره (اليابان) حتى الآن وقد كلّفها أكثر 122 مليار دولاراً ومع هذا الدمار الكبير رأينا اليابانيين في تعاون غريبٍ أبهر العالم ولم نر لها مثيلاً حتى إنّ الناس عندما أحسوا بالزلزال وهم يشترون أرجعوا البضائع إلى أماكنها وخرجوا مسرعين بدل أخذها معهم ومن أخذها وهم قلّة عاد في اليوم التالي ودفع قيمتها وهذا من أمانتهم التي جُبلوا عليها من قديم الزمان.
حكم الإمبراطور «هيروهيتو» اليابان بعد وفاة والده عام 1926 وبدأ في تقوية دعائم بلاده الإقتصادية والسياسية والعسكرية والعلمية وكانت فترته الأطول في تاريخ الحكم الأمبراطوري وقد شاهد بلاده تهزم هزيمة نكراء عام 1945 بعد إلقاء القنبلتين الذريتين الأميركيتين على «هيروشيما ونجازاكي» بعد انتصاراتٍ يابانيةٍ متواصلةٍ وشعورٍ بأنّ اليابانيين شعب لا يمكن أن يُهزم .
ولكن لم يتوقع العالم أن تستخدم (الولايات المتحدة الأميركية) هذا السلاح الفتّاك على مدينتين من أهم مدن اليابان وقد تركتها قاعاً صفصفاً فأخضعت الإمبراطور للاستلام واحتلال بلاده لمدة سبع سنوات وانتهى به الحلم العسكري الياباني.
خرجت (اليابان) من هذه الكارثة بتقوية النظام التعليمي ونقل جميع المعارف العالمية إلى أبنائها وشركاتها وقامت بأكبر نقلةٍ حضاريةٍ بعد عهد (ميجي) جد الإمبراطور الذي يرجع له الفضل في كل التقدم العملي في بلاده، وإني أتعجب ممن يظن أنّ التقدم العلمي لم يحصل إلا بعد احتلال الأميركان لليابان.
وهذا خطأ كبير بل التقدم العلمي كان موجوداً قبل (أميركا) وكذلك حصل في (ألمانيا) فإنّ (أميركا) ليس لها فضل في تقدّمها العلمي بل كانت متقدمة جداً قبلها، وقد سرقت من (ألمانيا) كبار علمائها كما هو معروف ولا أستبعد أن تكون فعلت الشيء نفسه مع (اليابان).
كان عهد «شووا» أو «شووا جيداي» وهو لقب فترة «هيرهيتو» التي امتدت من 1926حتى 1989 وتعني عهد السلام المستنير يشابه كثيراً عهد جده «ميجي» لولا الحرب العالمية الثانية التي قضت على قوته العسكرية ولكنه حوّل الهزيمة إلى انتصار وبدأ بتحويل الانفاق العسكري إلى الإنفاق السخي على النهضة الشاملة لبلاده والتي تابع فيها عهد السلام والصناعة والتقنية مما جعل (اليابان) وعاصمتها «طوكيو».
عاصمة لجميع الشرق حقيقةً واقعةً لا مبالغة فيها تبهر كل من يتجوّل في أرجائها من أمثالي الذين أولعوا بالمعرفة وكتابة التاريخ والتعرف على العالم المتقدم الذي يختلف تماما عن الحضارة الغربية في أخلاقها وطباعها ونتائجها، ويمكن تلخيص هذا الاختلاف بما وصف به أحد أقربائي الشعبَ الياباني وهو يعيش هناك منذ سنوات فقال لي: «هذا الشعب أقدر أسميه الشعب الشهم».
نشر في البيان بتاريخ: 01 أكتوبر 2014