الإعلام والأدب السعودي

مجلة مدارات ونقوش – العدد 4

 1,186 عدد المشاهدات

الكاتب: خليل البري

 قالت الشاعرة والإعلامية السعودية ميسون أبو بكر: “إنَّ الثقافة والصحافة صِنوان متلازمان، لا ينهض أحدهما إلا بنهضة الآخر؛ فإن ارتقت الثقافة في بلد ما، نهضت فيه الصحافة بما تغذيها الثقافة من ألوان العلم وأفنان الأدب”.

جاء ذلك في أمسية استضافها مركز جمال بن حويرب للدراسات في مقره الجديد في الجميرا بعنوان “الإعلام والأدب السعودي”.

قدَّم الباحث جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس المركز، المحاضرة بقوله:

محدثتنا اليوم، الشاعرة والإعلامية والأديبة السعودية ميسون أبو بكر، مستشارة في القناة الثقافية السعودية سابقاً، وناشطة ثقافية على مستوى العالم، حيث صوَّرت برامجها عبر القارات، الأميركيتين وأوروبا وآسيا وإفريقيا.

أطلَّت على “الإخبارية” كأول امرأة قدَّمت برنامجاً شعريًّا أدبيًّا، بعنوان “الأشرعة”، ولها برنامج يومي على القناة الثقافية “المقهى الثقافي”، ولها برامج متنوعة عدة، منها: (ستون دقيقة)، الذي يتعلَّق بالثقافة والفن، وقد تميَّز هذا البرنامج بضيوفه المتألقين، وقضاياه النوعية، وحصلت على العديد من الجوائز التقديرية.

كما تعدُّ وتقدّمُ برنامج (مرافئ) الأسبوعي على القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وصدر لها 5 دواوين من الشعر، والسادس يصدر قريباً بعنوان «جسد الكلمات»، وهو مترجَم إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وسيصدر عن دار النشر الفرنسية “إيريك بونيه”.

حضر الأمسية نخبة من المثقفين والأدباء يتقدمهم عبدالرحمن المطيوعي، مدير مكتب وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دبي، والأستاذ بلال البدور، رئيس مجلس إدارة الثقافة والفنون، والباحث التراثي رشاد بوخش، مدير جمعية التراث العمراني، والإعلامي والأديب علي عبيد، رئيس مركز الأخبار في مؤسَّسة دبي للإعلام، والدكتور خالد الوزني، المستشار في مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتورة رفيعة غباش ، رئيسة الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، وجمع من الصحافيين والإعلاميين والمهتمين، في طليعتهم الإعلامية ميسون عزام من قناة “العربية” .

بدأت ميسون أبوبكر أمسيتها الثقافية بالقول: حين أشير إلى الإعلام فإني أقصد قنواته المختلفة؛ المقروءة والمرئية والمسموعة، وسأتحدث عن وجهين من أوجهه وأصنافه: الصحافة والتلفزيون.

الصحافة السعودية هي المرآة التي عكست صورة هذا المجتمع منذُ نشأته الأولى، وواكبت حركة تقدمه وازدهاره، بل كانت من أهمِّ ازدهار المجتمع السعودي في شتَّى المجالات الاجتماعية والثقافية والدينية.

ووسيلة الصحافة، كما هو معروف، الكلمة المعبِّرة بصدقٍ وإخلاص عن غاياتٍ نبيلةٍ ومقاصدَ شريفةٍ، ومن ثَمَّ كان ميلاد الأدب السعودي الحديث على صفحات الجرائد والمجلات قبل أن يُوجد كتّاب في الأدب السعودي الحديث.

عبء ثقيل

أضافت المحاضِرة أنَّ الصحافة السعودية حملت عبئاً ثقيلاً تجاه نهضة البلاد، ولا سيَّما صحافة الأفراد التي بدأت في ظلِّ الملك عبدالعزيز- رحمه الله – واستمرَّت إلى العام 1363هـ، حيث صدر في السعودية آنذاك أكثرُ من ثلاثين جريدة ومجلة تكاد أهدافها تتَّحد وتتركَّز حول الإسهام الفعلي في نهضة البلاد ورقيها.

ومن هذه الصحف “أم القرى”، “صوت الحجاز”، “المنهل”، “البلاد السعودية”، “المدينة المنورة”، و”اليمامة”، وأنهر هذه الصحف تفيض علماً وثقافة ومعرفة وأدباً، وقد تركت آثاراً ضخمة واضطلعت بمهام كبرى، ولا سيَّما المجلة الأدبيَّة، ولقد وجدتني أمام حشدٍ هائل من الآراء والأفكار حيال الموضوعات الاجتماعية والثقافية والأدبية، وخاصة أنَّ المجلة الأدبية السعودية – كالمنهل مثلاً – تجاوزت حُدود المملكة العربية السعودية إلى الأقطار العربية والإسلامية، وسهل هذا حركة الحج والعمرة وتوافد الحجاج من كل أقطاب الدنيا، كما أصبحت الصحافة في عالم اليوم قوَّة هائلة من قوى الأمم والدول فيحسب حسابها في الخارج، هذا إذا كانت الصحافة قويَّة رائعة في مظهرها وإخراجها وتحريرها وسعة انتشارها، فهي قوَّة في داخل الأمَّة والدولة، وهي سياج مكين لها، يدفع عنها غوائل الكيد الدولي، ويحيطها علماً بمجريات الأمور، وبما يُحاك في الخفاء وينسج في الجلاء، كما ينقل إليها ألوان التقدُّم العالي في شتَّى أشكالها.

الثقافة والأدب في الصحافة
استطردت الشاعرة ميسون قائلة: الثقافة والصحافة صِنوان متلازمان لا ينهض أحدهما إلا بنهضة الآخر؛ فإن ارتقت الثقافة في بلدٍ ما، نهضت فيه الصحافة بما تغذيها الثقافة من ألوان العلم وأفنان الأدب، وإنَّ نهضة الصحافة في بلدٍ تقدَّمت فيه الثقافة بما ترسله الصحافة الراشدة على حقول العلم من أضواء والتوجيه القيم، والتنشيط وحسن التوجيه، ومختلف المعونات والروافد، وصحافة الأفراد السعوديَّة أدبية أولاً وأخيرًا ، أدبيَّة بقادتها وبأسلوبها، وأدبيَّة بمفهوم الأدب الخاص والعام، ولا أخفيكم ما ذكره بعض المؤرخين من أنها تعرَّضت لهجوم الصحافيين الذين نشؤوا في أُواخر العقد السابع وأُوائل الثامن من القرن الرابع عشر الهجري، من السعوديين الذين تعلَّموا الصحافة في القاهرة؛ إذ طالب هؤلاء بضرورة الحدِّ من سُلطان الأدب على الصحف، وكان لهم ما أرادوا.

مهد اللغة والشعر

وقد ذكرت أنَّ تاريخ الصحافة العربية فيه معالم فكرية وفصاحة لا يستطيع باحث أنْ يغفلها؛ نظراً لما خلفته من أثر عميق في وجدان العرب وتفكيرهم، ولما أثمرته من وحدة ذهنية تلقائية سبقت كلَّ دعوة سياسية أو مذهبية؛ فقد قامت المجلة الأدبية على توالي العصور، وتعدَّدت الأسماء بمهمَّة مقدورة عزَّ على غيرها من الوسائل الاضطلاع بمثلها، وخدمت الثقافة والفكر والعروبة خدمات باقية خالدة.

وأكَّدت الشاعرة أنَّ المنطقة الجغرافية التي تمتد عليها المملكة العربية السُّعودية وما يحيط بها تعدُّ مهداً للغة العربية وللشِّعر العربي، وللسُّعودية حصَّة ليست بالقليلة من ديوان الشِّعر العربي الحديث، فقد كان الشِّعر في المملكة جزءاً من معركة التأسيس التي خاضها حكَّام المملكة خلال مراحل عدة، لذلك سنجد لشعر المديح والشِّعر الوطني جزءاً كبيراً من اهتمامات شعراء السُّعودية.

لكن هذا لم يمنع من انفتاح آفاق مختلفة أمام الشُّعراء السُّعوديين، وتطور قصيدة الشَّاعر السُّعودي، بالتزامن مع تطور القصيدة العربية من حيث الشَّكل والمضمون، كما سنرى من خلال التعرف إلى أبرز شعراء المملكة وأهم قصائدهم.

مسيرة عمل

وانتقلت المحاضِرة إلى مسيرة عملها قائلة: كان لي شرف العمل في التلفزيون السعودي قبل أربعة عشر عاماً في مجال الإعلام الثقافي، حيث كنت أول صوت نسائي يقدم الشعر والأدب في الإذاعة والتلفزيون.

البداية في الإخبارية، ثم القناة الأولى، ثم القناة الثقافية، مذيعة أولى ومستشارة في القناة، وكانت القناة الثقافية من ضمن القنوات القلائل في الوطن العربي التي تختص بالثقافة، فهناك قناة “النيل” الثقافية، ثم “الشارقة”.. القناة التي استضافت رموزاً للشعر السعودي، وكان لي السعادة أن أستضيف أهمهم في برامجي أمثال محمد جبر الحربي، عبدالله الصيخان، محمد الثبيتي، وغازي القصيبي وآخرين.

وقالت: ما ذكرت من أسماء هو اختصار لجيش من الشعراء في المملكة، وسأختصر في الحديث عن أربعة منهم:

محمد الثبيتي

الشاعر الكبير رحمة الله عليه محمد الثبيتي، يعدُّ رمزاً شعريًّا سعوديًّا منفرداً ، ولد في إحدى قرى بلاد بني سعد في مدينة الطائف في العام 1952، وكان لقائي التلفزيوني الأخير به قبل وفاته بأشهر في صنعاء باليمن خلال الأسابيع الثقافية السعودية.

من أجمل قصائده “تغريبة القوافل والمطر”

 أدِرْ مهجة الصبحِ
صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ
يدير الرؤوسْ
وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابة
أدِرْ مهجة الصبح
واسفح على قُلل القوم قهوتَك المرْةَ المستطابة
أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى
وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا

ثم هات الربابةَ

إلى أن يقول:

أدِرْ مهجة الصبحِ
حتى يئن عمودُ الضحى
وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى
أدر مهجة الصبح حتى ترى مفرقَ الضوء

بين الصدور وبين اللحى 

د. غازي القصيبي

هو قامة كبرى في تاريخ الأدب العربي الحديث، نتحدث عن الشاعر والروائي والأديب والسفير والدبلوماسي والوزير السعودي الدكتور غازي القصيبي، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل على الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا، وتمكن من الحصول على الدكتوراه في العلاقات الدولية من لندن، ترك لنا هذا الدبلوماسي المحنك والأديب الرائع مجموعة من القصائد الأدبية الرائعة.

التقيت الدكتور غازي القصيبي في برنامجي “ستون دقيقة” على القناة السعودية الأولى، ولكننا لم نتحدث عن الشعر، بل تحدثنا عن الرواية، وكان للحلقة صدى واسع، وصداقة بعد ذلك تُوِّجَت بإهدائي دواوين عدة بتوقيعه.

من روائعه عن العاصمة المصرية “القاهرة”:
 
أهذي أنت أم هذا خيالي
جلاكِ… وبيننا بحرُ الليالي؟
أقاهرتي! تُرى أذكرتِ وجهي
فتاكِ أنا المعذّب بالجمالِ؟
سلي عني المليحاتِ اللواتي
نظمتُ لهنّ ديوان اللآلي
سلي عني أباكِ النيلَ يشهدْ
بصدقي في الصدود.. وفي الوصال
سلي الأهرامَ عن حُبّ عصوفٍ
خبأت دموعه بين الرمالِ
سلي عني من السنوات خمساً
فِداها العُمر! عاطرة الخصالِ

أشجان هندي

الشاعرة الكبيرة والمدهشة، هكذا  وصفها الدكتور غازي القصيبي، اختيرت إحدى قصائدها من بين أفضل 50 قصيدة معاصرة في الحب، نشرت ذلك صحيفة “الجارديان” البريطانية.

حاصلة على الدكتوراه من لندن، وهي أستاذ مساعد في جامعة الملك عبدالعزيز، لها دواوين مترجمة عدة، ومن قصائدها الجميلة

وللقوم أجنحةٌ من قطا
ولي لغةٌ لستُ أذكرها وبقايا جناح
لهم أعينٌ لا تفيض من الدمع
أفئدةٌ لا تهشّ إذا طارح المطر العشبَ
ولي خافقٌ من فُلول الرياحْ
أيعرفني القومُ؟
بوركتِ يا بلدةً تشرب الآه ما نكأ المتعبون الجراحْ
 

د. فوزية أبوخالد

تتلمذت على أيدي عمالقة في الإعلام والأدب، أمثال: حمد الجاسر، خليل حاوي، د. نذير العظمة، البروفيسور جون كانون، والشاعرة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي.

كان لها عمود صحافي في جريدة عكاظ وهي بالمرحلة المتوسطة، وكتبت آلاف المقالات في مختلف المجالات.

هي دكتورة في جامعة الملك سعود، وجارتي في عمود صحافي بصحيفة “الجزيرة” تكتب فيه موضوعات اجتماعية وسياسية.

أول من أصدرت في المملكة ديوان شعر من بيروت العربية، بعنوان: “إلى متى يختطفونكِ ليلة العرس”.

خاضت جدلاً شرساً مدافعة عن قصيدة النثر ضد المتحيزين للقصيدة الكلاسيكية.

قصيدة النساء، أحد أجمل قصائدها، قالت فيها:

أيُّ فردوسٍ انسَلَّ منه النساء
وسكبنَ السَّرابَ
على….
سُبات السابلة؟
نُهرِّب ماءَ السماء في سواد المساء
نُقطِّر شمساً نحاسيّةً على شحوبِ الصحراء
نشكّ الأصابعَ بماسِ العسيب
أيّ نعاسٍ يغالب صحوَ الصبايا؟
نستمطر القلبَ أشواقاً حييّةً ورحيقاً يفور
نستمطر الوقتَ عمراً وصبراً جميلْ
نستمطر الطرقاتِ..
وطناً
يبدّد الوحشةَ المشتركَة

أيُّ قمر علَّقتْه شهرزادُ على ليل اللقاء؟

واختتمت الشاعرة ميسون أبو بكر الجلسة بقصيدة: أنا لست هنَّ، جاء فيها:

أنـا لستُ هنَّ

أنا.. لست إلا أنايْ
امرأةٌ ممهورةٌ بالضياءِ
مسكونةٌ بالقصيد
سمائي بروقٌ
وأرضي مروجْ
لي .. مع البحرِ موعدٌ للحنينِ
وموعدٌ للإيابْ..
مع الغيمِ لي شرفةٌ للبكاءْ..
في الصحاري البعيدةِ
لـي خيمةٌ من سماءْ
“وبيتٌ تخفقُ الأرياحُ فيهِ”
لي عباءةٌ من نسيجُ الصباحاتِ
تشفُّ أسرارَ قلبِ الفتاة
وحينَ يحينُ المساءُ
أعودُ وألبسُ ظلَّ المساءْ..
أنـا لستُ سوايْ..
أنا..
صوتُ الحمامِ
هديلُ السماءِ
ثغاءُ الحقولِ
نسيمُ البوادي
وصمتُ الحروفِ
أنا.. لوحةٌ من صدايْ
أنا البحرُ في خطواتهِ
الموجُ حين ارتحال الحبيبِ
نجدٌ حين يفيقُ العابرون منها إليها
الحجازُ.. وصوتُ المآذن..
يثرب حين تغني اناشيدها
حين يطلعُ نوارها
أنا.. قطرةٌ من سماء تفتحُ أبوابـَها للدعاء
يستحيل دمي وردة كالدهان
تحملني النوارسُ مثل عشبة البحر
جسراً من هنا للمكان

ملامح غائبة

وفي ختام الأمسية علَّق الباحث جمال بن حويرب قائلاً: لقد كانت ندوة الإعلامية والشاعرة القديرة ميسون أبوبكر قيِّمة بلا شك، ولا سيما إنني اكتشفت ملامحَ من الأدب السعودي كانت غائبة عني.

إضافة إلى أنَّ الشاعرة ميسون أبوبكر، وبحكم احتكاكها وقربها من الأدباء والشعراء والمثقفين السعوديين، قد قدَّمت لنا جوانب مخفية وتفاصيل مهمة حول الأدب النسوي، الذي يعدُّ مجهولاً لدى كثير من الناس، ولكن بالرؤية الحديثة للمملكة العربية السعودية، أعتقد أنَّ هذا اللون الأدبي سيظهر ويبرز بقوة ويحقِّق العالمية أيضاً.

وعبَّر بن حويرب عن رفضه لفكرة تخصيص قنوات تلفزيونية بأكملها للثقافة، وقال: نريد أن نرى في التلفزيون ثقافة وعلماً وترفيهاً، وخاصة أنَّ هذه التوليفة المنوعة ستبعد الملل عن المشاهد، وستغلف الثقافة في إطار جميل وحديث وغير تقليدي.

ثمَّ تحدَّث كلٌّ من عبدالرحمن المطيوعي وبلال البدور؛ حيث أشادا بالمحاضِرة وما قدمته من سرد عن الصحافة الأدبية في السعودية، وعن أعلام الشعر السعودي. أمَّا علي عبيد فقد علَّق قائلاً: أسجل من باب إحقاق الحق أنَّ تلفزيون الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، كان في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، أكثر تلفزيون عربي يهتم بالجانب الثقافي، وأذكر هنا الأستاذ عبدالوهاب قتاية الذي جاب الوطن العربي وهو يسجل ويوثِّق للشعراء والأدباء، وبخاصة في منطقة الخليج العربي. لكن من المؤسف أنَّ قنواتنا التلفزيونية، اليوم، أصبحت ربحية أكثر من كونها أداة تثقيف وتوعية وتوجيه للمشاهد، وأكاد أجزم أنَّ البرامج الثقافية غير مغرية للمعلنين على عكس الدراما والبرامج الترفيهية، وهنا أحمِّل إدارات المؤسَّسات الإعلامية مسؤولية مستقبل الثقافة؛ لأن لهم دوراً كبيراً فيه.

وعلَّقت الإعلامية ميسون عزام قائلة: أؤيد الأستاذ علي في كلِّ ما طرحه، لكن بعيداً عن كلِّ ما تقدَّم فإنَّ”نشرة الخامسة” في قناة “العربية” تركِّز على الجانب الإنساني، ونتمنَّى أن يواكب هذا رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ إذ تمَّ تخصيص مكاتب وأجندات في كلِّ الوزارات والهيئات لتحقيق هذه الرؤية بنجاح.
واختتمت الشاعرة ميسون أبو بكر الجلسة بقصيدة:
قلبي..
 
مثل فلاح تعود 
أن تكبر الشمس بين ذراعيه كل صباح
فتراقصها السنابل
وترافقها زهرتها حيث تميل
وترتوي الحقول بالضياء
 
مثل كاهن يرتل الدعاء في الكنائس
ويقرع الأجراس إيذاناً للصلاة
 
مثل تلك السواحل ترتوي بالبحر
يداعبها الموج الشقيّ وتظللها النوارس التي لا تنام
 
مثل تلك المرافئ قلبي
يهدهده الشوق فلا يستريح من الحب
ولا يغتسل من الليل
أو يستقيل من السفر الطويل
 
لقلبي ذراعان يمدهما للسماء
وكلما أضناه الشوق
تحولت السنابل أرغفة للفقراء
والغيمات حبراً لقصائد شاردة
من قبضة الصبر
والنوارس طعماً للموجات الهاربة من المرافئ