3,031 عدد المشاهدات
الكاتب: محمد بابا
التراث الإسلامي زاخر بكنوز الرحلات المنسية والمحققة، ومن هذا التراث ما يتعلق بوصف فريضة راكزة في الوجدان الإسلامي، ألا وهي الحج، الذي أفرد له الرحالة، الغربيون والمسلمون، على حد السواء، مكانة كبيرة في مؤلفاتهم، سواء تعلق الأمر بوصف الطريق، أو العمران في الحجاز، أو التوغل في المشعر الحرام، لنقل صورة مقربة عن هذه المناسك.
تحفة النظار
من الكتب الشهيرة كتاب «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» لصاحبه ابن بطوطة، (توفي سنة 1377م)، الذي بدأ رحلته الحجازية من دمشق، ووصف الطريق وارتحالهم عبر بصرى إلى تبوك، ومن بعدها إلى طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقدماً معلومات عن محطات الرحلة وعادات ركاب الحج من الشام، كما وصف طيبة وحرمها الشريف، وتفصيلات دقيقة لمسجد رسول الله، الذي قال عنه إنه مستطيل، و«تحفة في جهاته الأربع بلاطات دائرة به، ووسطه صحن مفروش بالرمل، كما يدور بالمسجد الشريف شارع مبلط بالحجر المنحوت، والروضة المقدسة صلوات الله وسلامه على ساكنها، في الجهة القبلية مما يلي الشرق من المسجد الكريم، وشكلها عجيب لا يتأتى تمثيله، وهي منورة بالرخام البديع النحت الرائق النعت»، كما وصف مكة المكرمة فقال «مدينة كبيرة متصلة البنيان، في بطن واد تحف به الجبال، فلا يراها قاصدها حتى يصل إليها..”، وقال عن المسجد الحرام «في وسط البلد متسع الساحة طوله من شرق إلى غرب أزيد من أربعمائة ذراع، والكعبة العظمى في وسطه..»، وذكر الحجر الأسود والمقام الكريم والطواف وزمزم، وأبواب المسجد وما دار به من المشاهد، وأتى على ذكر علماء الحجاز وأهلها وفضائلهم، وروى مجموعة من الحكايات في سياقات مختلفة تعطي تفاصيل عن الحج وعاداته، فقال «إذا كان في أول يوم شهر ذي الحجة تضرب الطبول والدبادب في أوقات الصلوات بكرة وعشية، إشعارها بالموسم المبارك، ولا تزال كذلك إلى يوم الصعود إلى عرفات..».
وذكر كسوة الكعبة التي بعثت في يوم النحر من الركب المصري إلى البيت الكريم، ووصف كيفية إسبالها على الكعبة الشريفة.
من الكتب الشهيرة كتاب «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» لصاحبه ابن بطوطة، (توفي سنة 1377م)، الذي بدأ رحلته الحجازية من دمشق، ووصف الطريق وارتحالهم عبر بصرى إلى تبوك، ومن بعدها إلى طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقدماً معلومات عن محطات الرحلة وعادات ركاب الحج من الشام، كما وصف طيبة وحرمها الشريف، وتفصيلات دقيقة لمسجد رسول الله، الذي قال عنه إنه مستطيل، و«تحفة في جهاته الأربع بلاطات دائرة به، ووسطه صحن مفروش بالرمل، كما يدور بالمسجد الشريف شارع مبلط بالحجر المنحوت، والروضة المقدسة صلوات الله وسلامه على ساكنها، في الجهة القبلية مما يلي الشرق من المسجد الكريم، وشكلها عجيب لا يتأتى تمثيله، وهي منورة بالرخام البديع النحت الرائق النعت»، كما وصف مكة المكرمة فقال «مدينة كبيرة متصلة البنيان، في بطن واد تحف به الجبال، فلا يراها قاصدها حتى يصل إليها..”، وقال عن المسجد الحرام «في وسط البلد متسع الساحة طوله من شرق إلى غرب أزيد من أربعمائة ذراع، والكعبة العظمى في وسطه..»، وذكر الحجر الأسود والمقام الكريم والطواف وزمزم، وأبواب المسجد وما دار به من المشاهد، وأتى على ذكر علماء الحجاز وأهلها وفضائلهم، وروى مجموعة من الحكايات في سياقات مختلفة تعطي تفاصيل عن الحج وعاداته، فقال «إذا كان في أول يوم شهر ذي الحجة تضرب الطبول والدبادب في أوقات الصلوات بكرة وعشية، إشعارها بالموسم المبارك، ولا تزال كذلك إلى يوم الصعود إلى عرفات..».
وذكر كسوة الكعبة التي بعثت في يوم النحر من الركب المصري إلى البيت الكريم، ووصف كيفية إسبالها على الكعبة الشريفة.
رحلة العياشي
ومن الكنوز التراثية رحلة أبي سالم بن أبي بكر العياشي (القرن 11 هـ/17م) والتي عرفت في الحقول العلمية، بـ«تعداد المنازل الحجازية»، و«التعريف والإيجاز ببعض ما تدعو الضرورة إليه في طريق الحجاز»، و«رحلة العياشي الصغرى»، وهي في الأصل رسالة بعث بها مؤلفها إلى أحد أصحابه من علماء فاس، ممن أخذوا عنه وأجازهم، وفيها توصيف لركب الحج السجلماسي، ضمن رحلات الحج المغربية، وقد لخص العالم والرحالة أبو سالم العياشي في رحلته الصغرى لعام 1068 هـ/1657م المراحل والمنازل في الطريق إلى الحجاز، وهذه الرسالة مؤرخة بتاريخ 28 ربيع الأول عام 1068 هـ/ الموافق نحو 3 يناير 1658 م، وقدم فيها لصاحبه نصائح تهم المسافر في طريقه إلى الحج، وأسماء الحواضر العلمية والعلماء في طريقه من سجلماسة إلى الحجاز، وما يجب أن يتزود به لنفسه ولرفقته وللدواب من علف، وأتى على ذكر الأسواق في الطريق واختلاف البضائع من مكان إلى آخر، والاحتياط في مواقيت السفر من مكان إلى آخر، لإدراك الحج.
ومن الكنوز التراثية رحلة أبي سالم بن أبي بكر العياشي (القرن 11 هـ/17م) والتي عرفت في الحقول العلمية، بـ«تعداد المنازل الحجازية»، و«التعريف والإيجاز ببعض ما تدعو الضرورة إليه في طريق الحجاز»، و«رحلة العياشي الصغرى»، وهي في الأصل رسالة بعث بها مؤلفها إلى أحد أصحابه من علماء فاس، ممن أخذوا عنه وأجازهم، وفيها توصيف لركب الحج السجلماسي، ضمن رحلات الحج المغربية، وقد لخص العالم والرحالة أبو سالم العياشي في رحلته الصغرى لعام 1068 هـ/1657م المراحل والمنازل في الطريق إلى الحجاز، وهذه الرسالة مؤرخة بتاريخ 28 ربيع الأول عام 1068 هـ/ الموافق نحو 3 يناير 1658 م، وقدم فيها لصاحبه نصائح تهم المسافر في طريقه إلى الحج، وأسماء الحواضر العلمية والعلماء في طريقه من سجلماسة إلى الحجاز، وما يجب أن يتزود به لنفسه ولرفقته وللدواب من علف، وأتى على ذكر الأسواق في الطريق واختلاف البضائع من مكان إلى آخر، والاحتياط في مواقيت السفر من مكان إلى آخر، لإدراك الحج.
المحمل المصري
ومن الكتابات الشهيرة عن الرحلات الحجازية مؤلفات محمد صادق باشا (1822 – 1902م)، والتي تتضمن روايته لرحلات الحج، مرافقاً للمحمل المصري، وهي المؤلفات التي تصف الرحلة الحجازية، والتي نشرت تحت العناوين التالية: «نبذة في استكشاف طريق الأرض الحجازية من الوجه وينبع البحر إلى المدينة النبوية»، وطبع في القاهرة سنة 1294 هـ(1877م)، و”مشعل المحمل” وطبع أيضا في القاهرة سنة 1298 هـ 1881 م، و«دليل الحج للوارد إلى مكة والمدينة من كل فج»، المطبوع في مطبعة بولاق بالقاهرة سنة 1896م.
وقد قام محمد صادق بزيارة الأراضي الحجازية عدة مرات، استهلها بزيارته الأولى للمدينة وكانت عام 1277 هـ 1860 م بمعية الوالي سعيد باشا، اتبعها بزيارة ثانية للمدينة أيضاً عام 1861وسجلها في كتابه «نبذة في استكشاف طريق الأرض الحجازية»، والثالثة والرابعة عامي 1880 و1884 وكانتا بقصد أداء فريضة الحج، وسجل وقائعهما في كتابيه «مشعل المحمل» و”كوكب الحج” وكانت رحلته الأخيرة في مهمة رسمية بقصد تسليم قمح صدقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة بجدة عام 1885، وجاء ذكرها في ذيل كتاب “كوكب الحج”.
ويقال إن محمد صادق هو أول من التقط صورة للمسجد النبوي سنة 1861، حيث كانت معه آلة تصوير، كما صور سنة 1880م الحرم المكي الشريف ومواقع أخرى يتصل سبيلها بالحج، وقد أشار إلى ذلك باحثون منهم وليام فيسي.
كما توجد الكثير من الكتب الأخرى في وصف الحج والحجاز كرحلة ابن معصوم المدني، أو سلوة الغريب وأسوة الأريب، ورحلة الطالب أحمد بن أطوير الجنة (المتوفى 1849 م) والمسماة «رحلة المنى والمنة».
انطباعات الرحالة
ومن الرحلات الغربية رحلات شهيرة، كرحلة كارستن نيبور، التي وصف فيها أقاليم شبه الجزيرة العربية، ورحلة الشاعر والأديب الفرنسي، شارل ديديه سنة 1854، وجمعها في كتابه «رحلة إلى رحاب شريف مكة»، وقد بدأ رحلته من مصر، وقد التقى شريف مكة عبد المطلب بن غالب في الطائف، ووصف طريق جدة والبحر الأحمر، والأشخاص الذين قابلهم، كما يضم كتابه بعض الانطباعات الشخصية العامة عن الأمكنة والناس، وبعض الملاحظات اليومية الدقيقة التي كان يدونها عن أحوال الحجاز في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كما التقى العديد من الشخصيات، ويجد القارئ في وصف ديديه تحليلاً سلوكياً رائعاً لكل تلك الشخصيات، ويكرر ديديه في أكثر من موضع أن رحلته جاءت بالصدفة، وليس لها أي مسوغات سياسية.
كتابات وخلاصات
ومن ضمن الرحالة الذين زارو الحجاز تشارلز داوتي وهو رحالة إنجليزي حيث انضم الى قافلة للحج تحت اسم مستعار “خليل” ووصل إلى مدائن صالح سنة 1876 واستطاع ان يتجول في المنطقة، مستنسخا الكتابات والرسوم المنقوشة، وفي الخامس من يوليو 1878 توجه مع قافلة للحجاج إلى الحجاز، ووصل الطائف ثم توجه الى جدة في أغسطس 1878، وكتب كتابه “الجزيرة العربية الصحراوية”، رسم فيه صورة فريدة من نوعها عن المنطقة، وعن البدو وحياتهم، وعن كرمهم وعاداتهم، كما أبرز الكثير من المفارقات في حياتهم.
كما توجد خلاصات كثيرة للرحلات الغربية إلى الحجاز، ومن ذلك كتاب “اكتشاف جزيرة العرب” الذي حاولت فيه الباحثة الفرنسية جاكلين بيرن جمع حصيلة خمسة قرون من المغامرة والعلم، لتروي قصصهم الشيقة، وتسجل ما قدموه من خدمات في حقل المعرفة البشرية من خلال هذه الرحلات، التي تتعدد أوجه الكتابات في سياقاتها، ويصعب حصرها لكثرتها وتنوعها.
ومن ضمن الرحالة الذين زارو الحجاز تشارلز داوتي وهو رحالة إنجليزي حيث انضم الى قافلة للحج تحت اسم مستعار “خليل” ووصل إلى مدائن صالح سنة 1876 واستطاع ان يتجول في المنطقة، مستنسخا الكتابات والرسوم المنقوشة، وفي الخامس من يوليو 1878 توجه مع قافلة للحجاج إلى الحجاز، ووصل الطائف ثم توجه الى جدة في أغسطس 1878، وكتب كتابه “الجزيرة العربية الصحراوية”، رسم فيه صورة فريدة من نوعها عن المنطقة، وعن البدو وحياتهم، وعن كرمهم وعاداتهم، كما أبرز الكثير من المفارقات في حياتهم.
كما توجد خلاصات كثيرة للرحلات الغربية إلى الحجاز، ومن ذلك كتاب “اكتشاف جزيرة العرب” الذي حاولت فيه الباحثة الفرنسية جاكلين بيرن جمع حصيلة خمسة قرون من المغامرة والعلم، لتروي قصصهم الشيقة، وتسجل ما قدموه من خدمات في حقل المعرفة البشرية من خلال هذه الرحلات، التي تتعدد أوجه الكتابات في سياقاتها، ويصعب حصرها لكثرتها وتنوعها.