19,048 عدد المشاهدات
الكاتب: حسين حمد حسين الفقيه – محاضر في جامعة السيد محمد بن علي السنوسي الإسلامية
لم ينل تاريخ الخيول في ليبيا، وخاصة الخيول البرقية، أي اهتمام من قبل الباحثين الليبيين، والتي اشتهرت في العصور القديمة بأنها أسرع الخيول في العالم المعروف آنذاك. وقد تتبعنا هنا المراحل التي مرت بها خلال العصر الإسلامي، وأثبتنا بما توافر بين يدينا من معلومات تأثيرها في التاريخ الإسلامي، وبشكلٍ خاص دورها في دعم الجيش المملوكي، خاصة أن دولة المماليك كانت دولة تعتمد في قوة جيوشها على الفروسية والفرسان، ومن هذا المُنطلق كانت خيول برقة بسبب قوتها وسرعتها وخشونتها هي المطلب الأول للجيش المملوكي، وذلك لدورها الحاسم في معارك جهاد المماليك للغزو التتاري والصليبي على بلاد الإسلام.
مدخل
حسب ما ورد في سجلات بابل القديمة؛ كانت الخيول قيد الاستخدام نحو عام (1500 ق.م). ورغم ذلك فإن الليبيين القدماء عرفوا كسر الخيول وترويضها لتسخيرها للركوب قبل عدة قرون من هذا التاريخ، وتعلموا بالفعل ركوبها بكل مهارة(1). يقول سترابون عن تربية الخيول عند الليبيين القدماء: «وبالنسبة لخيولهم وأبقارهم فهي ذات رقاب أطول من سواها في البلاد الأخرى، ويمارس ملوكهم تربية الخيول بشغفٍ لا نظير له، حتى إن عدد الأمهار ليبلغ كل عام مائة ألف مهر»(2). وقد ثبت أن النساء الليبيات أيضاً قد عرفن ركوب الخيل قبل القرن السابع عشر قبل الميلاد، وتوصلوا كذلك إلى اختراع واستخدام العربة التي تجرها أربعة خيول(3).
من ناحية أخرى؛ يقول البروفيسور ريتشارد ليديكر، الجيولوجي وعالم الطبيعيات، إنَّ هناك مجموعة من العظام والأسنان لبقايا خيول، عُثر عليها في رواسب عصر البليوستوسين بفرنسا وإنجلترا، كانت لخيولٍ ذات رأس مقعَّرٍ ونحيف، ويبلغ ارتفاعها من (12 قبضة) إلى (13 قبضة) – وهي أقل من ارتفاع الجواد الحالي الذي يكون عادة بارتفاع 14 قبضة – وكانت طواحين أسنانها قصيرة وتتميز بجبهة متوسطة الاتساع. ويرى البروفيسور إيوارت أنها قد تعود إلى النوع الكلتي، أو أنها تعود إلى سلالة الخيول الليبية(4).
تاريخ السلالة
إنَّ أحدث الدراسات التي أُجريت حول أصالة الخيول الليبية، هي تلك التي قام بها البروفيسور ريدجواي، حيث ناقش في كتابه الشهير المعنون: «أصل وتأثير الحصان الأصيل»، تاريخ سلالة الخيول الليبية وتأثيرها في خيول العالم، مما جعله يعطي السلالة الليبية اسماً خاصاً بها وهو: (Equus Caballus Libycus)، ويقول البروفيسور ريدجواي: «بما أن سلالة الخيول الليبية قد وجدت بين القبائل الليبية منذ فجر التاريخ؛ فقد كانت لديها درجة عالية من الخصائص في بيئتها الخاصة، وقد تم تدجينها وتهجينها من قبل الليبيين أنفسهم، وإذا ما تتبعنا تاريخ المركبات والخيول لدى الليبيين حتى فترة زمنية معاصرة تقريباً لظهور الحصان لأول مرة في الآثار المصرية، فقد نجزم بأنَّ المصريين اقتبسوا استخدام الحصان والعربة من أشخاصٍ أو شعوبٍ أخرى عرفت استخدام العربات الليبية نحو عام (1400 ق.م)، وسوف يتضح لنا جليّاً أنهم لم يمتلكوا الحصان قبل عام (1500 ق.م)، فضلاً عن العربة التي تجرها أربعة خيول، وأنهم حصلوا على الحصان من الليبيين»(5).
الفحول الأكثر شهرة
في العصور الهوميرية، كان هناك اعتقاد سائد في اليونان أنَّ الخيول السريعة جاءت من المحيط الغربي، وأنَّ الخيول ذات اللون الكُمَيْت – وهو اللون الثابت لوبر الخيول الليبية – كانت معروفة بالفعل في آسيا الصُّغرى، وهي من أفضل الدماء في شمال إفريقيا، وفي القرن العاشر قبل الميلاد؛ كان الحثيون والآشوريون – على الرغم من أن لديهم الكثير من الخيول – حريصين على شراء الخيول من مصر بسعرٍ باهظ(6). ففي الفترة الوسيطة قام (الملك سليمان Solomon) بالتجارة في الخيول عن طريق استيرادها من شمال إفريقيا ومصر وبيعها في آسيا، حيث اشترى خيولاً من مصر ودفع فيها مائة وخمسين شيكلاً من الفضة(7). وهذا عائد – في نظرنا – إلى سببين وهما: إما أنه لم يجد خيولاً أصيلة في موطنه، وإما أن السلالة الليبية كانت هي الأفضل من بين السلالات التي يمكن شراؤها.
لقد ورد في أسطورة (بيغاسوس)؛ أن الفحول الأكثر شهرة من بين فحول الخيل، كانت تتمثل في خيول الصحراء الليبية، وكل هذه الحقائق تثبت أنه قبل نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، كان الليبيون يمتلكون خيولاً تفوق سرعتها كل الخيول التي كانت موجودة في أوروبا وآسيا(8).
كما أن السلالة الليبية كانت تتميز بلونها الكُمَيْت مع نجمة (غُرَّة) بيضاء على الجبهة، ومُحَجَّلة بأساور بيضاء على قوائمها، ورأس قصير رفيع، وأذنين صغيرتين، وتقَعُّر مميز في جمجمتها أمام المحجرين، وذيل خفيف منتصب يشبه النافورة(9).
ويقول الأستاذ جون بارنيس، في كتابه الذي تناول أصل وتاريخ الخيول؛ إنه قد ثبت بلا شك أنَّ الخيول العربية تعود في أصلها إلى السلالة التي كانت موجودة في شمال إفريقيا، والتي انقرضت الآن هناك، والتي كان يربيها الليبيون القدماء في غرب مصر(10).
المبحث الأول
صفات ومميزات الخيول البرقية
لقد انفردت الخيول البرقية بمزايا جعلت منها فريدة في نوعها وفي أصالتها منذ القدم، حيث ورد في أغلب المصادر التاريخية القديمة، أن أسرع حصان عُرِف في أيام الشاعر اليوناني الملحمي هوميروس، كان يتميز بلونه الكُميت وله نجمة (غُرَّة) بيضاء على جبهته، وفي العصور الكلاسيكية اليونانية كانت الخيول الكُميتية الداكنة المعروفة في ليبيا هي الأسرع، فقد نجحت هذه الخيول في العصور المتأخرة في الفوز على جميع الخيول الأخرى في السيرك الروماني(11).
ويُعلل البروفيسور ريدجواي السبب في اكتساب الخيول الليبية لهذا اللون فيقول: «بما أن الحصان الليبي ظهر لأول مرة بين القبائل البدوية في ليبيا التي كانت أراضيها تقارب خط الطول (32 درجة) شمالاً، فمن الإنصاف الإشارة إلى أن الظروف الملائمة للمناخ والمرعى وما شابه، دعت إلى الحاجة لاكتساب لون واقٍ مناسب للحياة في تلك السهول المفتوحة لكل من الخيول البرية (الكواجا) والحصان الليبي»(12). ونحن لدينا ما يُبرَّر في استنتاج أن اللون الكُميت هو السمة الأساسية له، وأنَّ ذلك لا يرجع إلى التهجين والانتقاء الاصطناعي، بل هو راجع إلى الخاصية الطبيعية له(13).
ومقارنة مع ما سبق ذكره؛ فتجدر بنا الإشارة إلى ما ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في كتب السنة والحديث، حيث قال: «عليكم بكل جوادٍ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّل»(14). ومن خلال هذا النص تتأكد لدينا نظرية اللون الكُمَيْت والغرّة وتحجيل القوائم التي تميزت بها السلالة الليبية، ويؤكد أيضاً معرفة الرسول، صلى الله عليه وسلم، بهذه النظرية الطبيعية بالعلاقة بين اللون وأصالة الخيول.
وهناك إشارة أخرى تدل على صحة هذه النظرية وردت في كتاب لأبي بكر بن بدر الدين البيطار؛ وهو خبير بالخيول من العصر المملوكي، وكان صاحب خيل السلطان الناصر محمد بن قلاوون (741هـ/ 1341م)، حيث يقول: «وقد مدحت العرب الأحمر (الكُمَيْت) لشدته وصبره وقوته، وزعم بعضهم أنه أقوى الخيل وأشدّها وأصبرها»(15).
لقد ذكرت العديد من مصادر التاريخ الإسلامية صفات الخيول البرقية، ونبدأ بما ورد في هذا المخطوط: «والهيكلي(16) من خيول العرب ببرقة عظيم الجثة، غليظ الأكارع، كبير الحافر»(17).
ثم يضع ابن البيطار الخيول البرقية من ضمن السلالات العشر للخيول فيقول: «فأما أنساب الخيول التي ذكرت فهي عشرة أنساب، أولها وهو أشرفها الحجازي والنجدي، وهو أيمنها، واليمني وهو أصبرها، والشامي وهو ألونها، والجزيري وهو أحسنها، والبرقي وهو أخشنها، والمصري وهو أفرهها، والخفاجي وهو أيصلها، والمغربي وهو أنسلها، والفرنجي وهو أفشلها»(18).
ويشير البيطار في موضعٍ آخر قائلاً: «وأما الخيول البرقية فلها خشونة الأبدان، وتلحيم الصدور، وكبر الرؤوس، وغلظ القوائم، واتِّساع الحوافر»(19).
ويركز البيطار على أنَّ ما يميز الحصان البرقي عن باقي الخيول هو اتساع حافره، واعوجاجه إلى الداخل، ويؤكد كلامه فيما ذكره في باب آخر من كتابه عند حديثه عن أنواع النعال (الحدوات) وأشكالها، فقال: «وفي صفة النعل (الماليا) ومعرفة طريقته وهو الذي يُنعل به الخيول البرقية والحوافر المُتَّسِعة؛ لأنه أكبر من النعل العربي وهو أفخر الطرقات بعد العربي ويُنعل به الأحنف وغيره»(20).
ونجد في كتاب الرحالة العربي ابن العُمري وصفاً حيّاً للخيول البرقية، فيقول: «إن برقة من أزكى البلاد أرضاً للدواب وأمرأها مرعى لها، وأما خيل برقة فهي من أقوى الخيل بناءً، وإذا قيل الخيل البرقية كفى، وهي مدورات ليست بمفرطات العلو؛ ولكنها عراض مرددات، صلبة الحوافر، قد جمعت بين سبق العربيات وقوة صدماتها وكمال تخاطيطها، وصلابة حوافر البراذين وثباتها على الجبال والوعور وإدمان الركوب. وأما صورها فهي بين العراب والبراذين، عليها منها سمات الشبه، وهي إلى محاسن الخيل العراب أميل، وفحول الخيل البرقية أنجب من إناثها، ولجند مصر بها عناية، وتُباع بالأثمان الغالية، ولكنها لا تبلغ مبلغ خيل البحرين والحجاز والشام»(21).
أما الرحّالة الحسن الوزان فقد سجَّل لنا وصفاً للخيول التي شاهدها في ليبيا، حيث يقول: «لا يوجد إلا القليل من الخيول العربية في بلاد البربر، إلا أنَّ أعراب الصحراء وأهل ليبيا يربون الكثير منها، ولا يستعملونها للسفر ولا للحرب، بل للصيد فقط، ولا يطعمونها غير لبن النياق مرتين في النهار والليل، وكذلك يحافظون على نشاطها وخفتها ولو أنها تبدو ضامرة، ويتركونها ترعى العشب في فصل الربيع، لكنهم لا يركبونها في ذلك الوقت، وليس للخيل التي يملكها ملوك البربر مثل هذه السرعة في السباق، لكنها أكثر حسناً وامتلاءً لأنها تعلف الحبوب، وبفضل هذه الخيل ينجون بأنفسهم إذا ما اضطروا إلى الهروب من وجه أعدائهم»(22).
ونظراً لشهرة الخيول البرقية في فترة ازدهار دولة المماليك، تفنن الأدباء في وصف محاسنها وفضائلها وأصالتها، واتخذوا منها موضوعاً فنياً في رسائلهم وكتاباتهم، وقد حفظت لنا مصادر الأدب التي أُلفت في العصر المملوكي هذا الوصف، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره أحد كتاب الرسائل معاصر لدولة المماليك في وصفٍ لحصانٍ برقيٍّ في إحدى رسائله قائلاً: «والحصان البرقي الذي هو كالليل ملبساً (يشير إلى لونها الكُمَيْت الداكن)، والنسيم ملمساً والصخر الأصم، إلا أنه أسرى وأسرع من الخيال والطود الأشم إلا من علاه تلا: ﴿ويوم نسيِّر الجبال﴾(23)، يتلعَّب بأعطافه مرح الصِّبا، ويتلفت في انعطافه رحمة للصَّبا، تفوت يداه مرامي عنان، ويُدرك البرق ثوب الشفق: حتى سابقه فأحرز دونه السبق، ولا أخذ بمجامع القلوب إلا لأنه صُبِغَ صِبْغَةَ حب القلوب والحذق، ولا تقطعت أنفاسه الرياح إلا لوقوفها حسرى دون غاياته، ولا سرت هواجس الأحلام في الظلام إلا لتُطوى الأرض بسراها تحت راياته، ولا سمى طرفاً إلا لمناسبة إنسان الطرف في لونه وسرعة إدراكه، ولا قيل له برقي إلا لمساهمة البرق في وصفه واشتراكه، وكيف لإنسان الطرف به وذا يمدح بسرعته، ويُذم الإنسان بكونه خُلِقَ من عجل؟!، وأنَّى للبروق بمباراته، وحُمرته دليل الخجل، وخفوقه أمارة الوجل؟!، وكيف يدَّعي الليل أنه واهبه صبغة الليل المستقلة (يقصد السواد الذي يشوب قوائمه)، وهو يتشرف إذ يعلوه هلال واحد، وهذا يطأ على أربعة أهلة؟! وقابل المملوك هذه النِّعَم بتقبيل الأرض لديها، واستقبل قِبْلة هذا الكرم بتوجه تَعَبُّدِه إليها، وتشرف منها بملابس البر والإحسان، وافتخر بملك ذلك الطرف الذي هو في المعنى حِصْنٌ وفي الصورة حصان، ورفل في حُلل الافتخار، وسبق بذلك الأدهم كلما جاره، فلولا نصُّ الآية لتوهَّم أنَّ الليل سابق النهار، وأيقن ببلوغ مآربه عليه، ثقة بسبقه، ورام لولا امتثاله الأمر المُطاع في ركوبه أن يُجلَّه، إعظاماً لحقِّه، ويُحقِّق المملوك ما أشارت إليه الصدقات الشريفة من الإنعام عليه قبل السؤال»(24).
وهناك مقال ورد في مجلة الفيصل يذكر معلومات وردت في رحلة الجنرال ألكساندر دوما إلى إفريقيا: «وأما الخيل الموجودة في نجد برقة حتى غربي مراكش، فما هي إلا من أصل الخيل العربية، وهي متناسبة الأعضاء وآذانها قصيرة، وعظامها ثقيلة، ولكنها رقيقة، وهي ذات وجه صفيف وأنف كبير وعنق طويلة وصدر ناتئ وكُفل مُستدير وشعر رقيق وذنب ثخين عند مغرزه، ومُنتشر عند طرفه، وهي خيول حَمِسَة ركّاضة وقادرة على احتمال المشاق والمتاعب والحر والبرد… وبعد أن بحث الجنرال دوما بتدقيق عن أحوال هذه الخيل وقوتها وطباعها؛ حكم بأنها تفوق كثيراً جميع الخيل الأوروبية بالاقتدار على القيام بالأمور الحربية في كل بلد، وأن أكرمها هي الخيل المنسوبة للصحراء»(25).
المبحث الثاني
مراكز تصدير الخيول البرقية
تميزت سواحل برقة بانتشار الموانئ التي أسسها المستعمرون الأوائل من اليونانيين والرومان على طول شواطئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وكانت أسواقها مزدهرة منذ القدم، وكانت هذه الموانئ تمثل اقتصاد المدن التي تمَّ تأسيسها على شواطئها، وازداد ازدهارها بعد انتشار الإسلام فيها وتوسَّعت حركتها التجارية وخاصة مع الإسكندرية في مصر.
لقد كانت منتجات برقة بشتى أنواعها مرغوبة في كل أنحاء العالم، وكانت أغلب هذه المنتجات تحمل اسمها، وخاصة المواد الخام مثل الصوف والقطن والجلود بمختلف أنواعها والعسل وزيت الزيتون وبيض النعام، إلخ. ولكن من أهم هذه الصادرات كانت خيولها البرقية الشهيرة(26).
لقد كانت هذه الموانئ كثيرة على سواحل برقة، وكانت هي المنفذ الرئيس لتصدير الخيول البرقية إلى موانئ الإسكندرية خاصة في العصر المملوكي، وسوف نكتفي بذكر البعض منها على سبيل التوضيح لا الحصر، ولنبين كيف انتقل الحصان البرقي إلى المناطق المجاورة لبرقة، ونأخذ على سبيل المثال ما ذكره ابن سعيد المغربي من أنَّ قبيلة هوارة الليبية كانت تعتمد على تجارة الخيول البرقية وتقوم بتصديرها إلى موانئ الإسكندرية(27).
وقد ترك لنا بيبرس المنصوري معلومات عن أهم الموانئ في برقة، حيث يقول: «وهذه برقة فيها مدن على البحر الملح، ولها موانئ تدخلها المراكب، وخيولها البرقية معروفة، وتُجلب منها الجمال الجيدة والأغنام والعسل والشمع والقطران، وبها الأشجار العظيمة، وأكبر مدنها المرج، ومسافتها من البحر أقل من اليوم، ومن المدن هناك طلميثة… وهناك مرسى بني غازي»(28).
وبما أن طلميثة كانت تتصدر الموانئ في برقة، لقربها من مدينة المرج، فربما كانت من أهم نقاط تصدير الخيول البرقية إلى الإسكندرية، لارتباطها التجاري الوثيق بها(29).
وتؤكد لنا رواية الجغرافي ابن الفرات ما كانت تُصدِّره موانئ برقة من سلع مع إشارته بشكلٍ بارزٍ للخيول البرقية، حيث يقول: «لكل مدينة ميناء، وتدخلها المراكب بالبضائع، وخيولها البرقية معروفة، وتُجلب منها الجمال الجيدة والأغنام الكثيرة»(30).
ونتيجة لكل هذه المعلومات يتأكد لدينا أنَّ الخيول الأصيلة الموجودة في مصر، هي من نفس السلالة البرقية التي كانت مصر تستوردها بكثرة، سواء منذ العصور القديمة، أو في العصور الوسطى اللاحقة.
المبحث الثالث
الخيل البرقية في صدر الإسلام
لقد كانت نظرية الرسول، صلى الله عليه وسلم، في جودة وأصالة الخيول ذات اللون الكُمَيْت من أبرز النظريات العلمية في علم سلالات الخيول، وهي التي تبناها العديد من العلماء، ومن أبرزهم البروفيسور ريدجواي، لكن ربما لا يعرف كل هؤلاء العلماء أنَّ الرسول، عليه الصلاة والسلام، قد سبقهم بعشرات القرون بهذه النظرية، وعلى كل حال فقد أيدوا بما قدموه من أبحاث نظريته حول جودة وأصالة الخيول ذات اللون الكُمَيْت، وقد أثبتت الدراسات التي أجراها عدد من العلماء من خلال حصر الخيول التي فازت في أغلب سباقات الدربي والأواكس وسانت ليغر العالمية، فكانت الخيول ذات اللون الكُميت هي الأكثر عدداً من بين الخيول المتفوقة في السرعة(31).
ونذكر هنا بعض الأحاديث التي رويت عن الرسول، صلى الله عليه وسلم: «التمسوا الحوائج على الفرس الكُمَيْت الأرثم المُحَجَّلِ المُطلقِ اليدِ اليُمنى»(32).
وهناك حديث آخر: أخرج أبو عبيدة عن عطاءِ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إنَّ خير الخيل الحُوّ». وعن نافع بن جبير عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «اليُمن في الخيل؛ كل أحْوىً أَحَمّ»(33).
وعندما ظهر الإسلام بين العرب ازدادت مكانة الخيل عندهم، فقد كان الرسول، عليه الصلاة والسلام، يحب الخيل، ويوصي المسلمين باقتناء الأصيلة منها والاهتمام بها ورعايتها، وكان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، عدة أفراسٍ يهتم بها ويغزو عليها(34).
ولكن ما يهمنا في هذه الدراسة من بين خيول النبي، صلى الله عليه وسلم، – والذي هو موضوع النقاش في دراستنا – هو ذلك الفرس الذي أُطلق عليه اسم (لِزازٌ) بكسر اللام(35)، وهو جواد أهداه (المقوقس) ملك القبط في مصر لرسول الله، صلى الله عليه وسلم(36)، والذي كان الرسول يأخذه معه في معظم غزواته(37)، وكان مُعجباً به(38).
وتجدر بنا الإشارة هنا إلى أنَّ هذا الاسم الذي أُطلق على هذا الفرس؛ يدل على ميزة قد تميز بها، ألا وهي السرعة، فقد شرح أغلب اللغويين العرب هذه الصفة، يقول ابن منظور: «ولِزازٌ: اسم فرس سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سُمِّي به لشدَّة تَلَزُّزِهِ واجتماع خَلْقِه»(39). ويشرح الفعل (لَزَّ): «ولَزَّ به الشيء، أي لَصق به، كأنه يلتصق بالمطلوب لسرعته»(40).
ويقول الحرضي في حديثه عن هذا الجواد: «سُمي لزازاً، لقوة نزعه في الجري كأنه يَلِزُّ الأرض أي يجمعها بقوائمه»(41).
والجدير بالملاحظة هنا؛ أنَّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، شارك بهذا الجواد في سباقٍ للخيل فسبقها كلها، فأهدى الرسول، صلى الله عليه وسلم، لمن كان يركبه في السباق حلة يمانية(42).
ومن خلال ما سبق؛ تظهر لدينا نقاشات وتحليلات، وهي بما أنَّ هذا الجواد الذي وصل إلى شبه الجزيرة العربية من مصر؛ وبما أنَّ مصر – كما بينا سابقاً – كانت قد حصلت على الخيول من ليبيا؛ فلا يدع ذلك مجالاً للشك أنَّ هذا الجواد قد جلبه المقوقس من ليبيا، أو أنه ينتمي إلى السلالة الليبية التي تمَّ جلبها إلى موانئ الإسكندرية منذ فترة أقدم. ثمَّ إن هذا الجواد الذي تفوق بسرعته على الخيول العربية المعروفة بسرعتها والموجودة في الجزيرة العربية آنذاك، يدل على أنه كان من سلالة أصيلة وسريعة.
وفي العصر الأُموي، كانت الخيول الموجودة في مصر هي من نفس السلالة الليبية، أو لها من الدماء الليبية نصيب كبير، وقد وصلت إلى الشام خيول أصيلة من مصر تفوقت بسرعتها على كل الخيول الموجودة لدى الأمويين، ويتضح ذلك في هذا النص الذي ذكره السيوطي في تاريخه عند حديثه عن فضائل مصر، حيث يقول: «وبها من النتاج العجيب من الخيل والبغال والحمير ما يفوق نتاج أهل الدنيا، وليس في الدنيا فرس في نهاية الصورة في العنق غير الفرس المصري، وليس في الدنيا فرس لا يردف غير المصري، وسبب ذلك قِصَر ساقيه وبلاغة صدره وقِصَرُ ظهره. ويُحكى أنَّ الوليد عزم على إجراء الحَلْبَة، فكتب إلى الأمصار أن يُوَجَّه إليه بخيار خيل كل بلد، فلما اجتمعت عُرِضَت عليه، فمرَّت عليه المصرية، فلما رآها دقيقة العصب، لينة المفاصل والأعطاف، قال: هذه خيل ما عندها طائل، فقال له عمر بن عبد العزيز: وأين الخير كله إلا لهذه! فقال له الوليد: ما تترك تعصبك لمصر يا أبا حفص! لما أُجريت الخيل جاءت المصرية كلها سابقة ما خالطها غيرها»(43).
يقول ابن الفقيه عن خيول مصر: «ولنا الحمير المريسية، والبغال المصرية، والخيل العتاق»(44).
ويقول عبد اللطيف البغدادي في حديثه عن مصر: «وأما خيلها فعتاق سابقة ومنها ما يبلغ ثمنه ألف دينار إلى أربعة آلاف دينار»(45).
المبحث الرابع
الخيول البرقية ودورها في دعم جيوش المماليك
لقد كان لبرقة أهمية كبيرة لما وجد على أرضها من حيوانات الركوب والتنقل مثل الإبل والخيل، حيث كانت خيولها تتميز بالقوة، ولها شهرة واسعة، ونتيجة لذلك فقد حرص سلاطين المماليك وجنودهم على اقتنائها(46)، وفي ذلك يقول العمري: «ولجند مصر بها عناية، وتُباع بالأثمان الغالية»(47).
ومن جانبٍ آخر، كان سكانها من البدو أهل بادية عاشوا عيشة بدائية بسيطة اعتمدوا فيها على رعي الماشية، وقد حرص سلاطين المماليك على تقسيم برقة كإقطاعات تمَّ توزيعها بين الأمراء البدو من بني سُليم، مثل «فائد بن مقدم السلمي» الذي كان مقطعاً لقسم كبير من برقة(48).
وتميز العصر المملوكي بالقوة، وكان اقتناء الخيول والاهتمام بها مظهراً من مظاهر القوة والهيبة، ولا عجب، فقد قام النظام المملوكي على دعامتين؛ الفارس والفرس، وكان هذا سبباً قوياً في أهمية سوق الخيل وقربه من قلعة الجبل، مركز الحكم، ورمز السلطة في مصر آنذاك(49). فكانوا حريصين على اقتناء أنفس الأنواع، وأنقى السلالات(50).
وكان سلاطين المماليك يُقَدِّرون خيول برقة لعظيم نفعها، ومن بين هؤلاء السلاطين؛ السلطان المنصور سيف الدين قلاوون (689هـ/ 1290م) الذي كان يميل ويرغب في اقتناء خيول برقة أكثر من خيل العرب ولا يُعرف عنه أنه اشترى فرساً بأكثر من خمسة آلاف درهم، وكان يقول: «خيل برقة نافعة؛ وخيل العرب زينة»(51).
إنَّ هذه العبارة تدلُّ دلالة واضحة على اعتماد سلاطين المماليك على خيول برقة، وعلى الدور الذي لعبته في تدعيم الجيش المملوكي الذي كان أكثر اعتماده على سلاح الفرسان، وهذا بسبب قوة تحملها وسرعتها في الحروب.
أما السلطان الناصر محمد بن قلاوون (741هـ/ 1341م) فقد كان من أكثر سلاطين المماليك شغفاً باقتناء الخيول المُسَوَّمة، وقد قيل عنه إنه كان لا يقتني من خيول برقة إلا ما بلغ الغاية في الجودة(51)، وما عدا ذلك إذا جُلِبَت إليه كان يفرقها بين خاصته وقادته(52).
أما السلطان الملك الظاهر أبو سعيد برقوق (791هـ/ 1388م) فقد اشتهر برسالته التي هدَّد فيها الملك التتاري تيمورلنك بخيوله البرقية(53)، حيث أرسل إليه رسالة بليغة يقول فيها: «أعجب العجب تهديد الرتوت بالتوت، والسباع بالضباع، والكُماة بالكُراع، نحن خيولنا برقية، وسهامنا عربية، وسيوفنا يمانية، وليوثنا مصرية، وأكُفُّنا شديدة المضارب، وصفتنا مذكورة في المشارق والمغارب،… إلخ»(54). وكان السلطان قد خلف وراءه ستة آلاف فرس(55).
ونظراً لأصالة وجودة خيول برقة، فقد كان سلاطين المماليك يعدُّونها من أنفس الهدايا للأمراء والخاصة من القادة، وقد ذكر أبو الفداء في تاريخه الهدايا التي كانت تصله من السلطان، حيث يقول: «وصلني من صدقات السلطان(56) من الحصن البرقية اثنان بالعدّة الكافية»(1) (57). وفي موضع آخر يقول: «وصلني من صدقات السلطان حصان برقي بسرجه ولجامه»(58).
وهذا آخر يمتدح في رسالته ما يصل إليه من خيول برقة، حيث يقول: «وتوضَّح لعلمه الكريم أنه غير خافٍ عنه ما يصل إلى أبوابنا الشريفة من الخيول البرقية في كل عام»(59).
وفي جواب آخر: «ما برحت مماليك هذه الدولة الشريفة في إنعامها العميم تتقلَّب، والخيل السوابق بسعادتها الأبدية تُجْلَبُ وتُجْنَبُ وتُرْكَب، من تجهيز الحصان البرقي بسرجه ولجامه وعُدَّته الكاملة، وشمول المملوك بالصدقات التي ما برحت مترادفة متواصلة، ولعبد هذا البيت الشريف شاملة، وقَبَّلَ المملوك الأرض وقَبَّلَ حوافره، واعتد بهذه النعمة الباطنة والظاهرة، وأعَدَّهُ ليومي تَجَمُّلٍ وجهاد، ولقاء عدوٍّ وطِراد»(60).
وما ورد في هذا النص لا يدع مجالاً للشك في أن الخيول البرقية كانت تتخذ للزينة، وذلك بسبب جمال بناء هيكلها وفخامته، وتتخذ للحرب بسبب قوة صبرها وتحملها وسرعتها في مواجهة العدو أو مطاردته.
وهناك رسالة أخرى تؤكد تفضيل السلاطين لخيول برقة في الجهاد ما نصها: «لا زالت مبشِّرة بأعظم الخير وكرام الخيل، ميسرة النعماء بسوابق السير كدوافق السيل، مُسفِرَةً عن إيجاد سوابح إلا أنها في الفخار والشِّيَةِ ضافية الذيل، سفيرة بكل جوادٍ تبتسم غُرَّتُه ابتسام النهار، ويُدرك طلبه إدراك الليل… وتأمَّل شِياتِها البرقية واستمطر من السعود غيوماً، فأدنت له من الإقبال أمد قاصيها، وظل بمنزله الخير المعقود بنواصيها، وتضاعفت أدعيته الصَّالحة لهذه الدولة القاهرة الصَّالحية زادها الله من فضله… وأعدَّ المملوك هذه الثلاثة من الخيل ليُفني عليها بالقتال أهل التعطيل والتثليث، ويستخف بها آجال الأعداء بين يدي مالكه، فإنها من ذوات العز والعزم الحثيث، وما هي إلا كواكب سعد تمددها أسنتها الوقّادة»(61).
نتائج البحث:
لقد توصلت في هذا البحث إلى عدة نتائج، وهي كما يلي:
-
تميز الحصان البرقي بلونه الكُميت مع نجمة (غُرَّة) على الجبين، مع تحجيل قوائمه، وغلظ حافره، واستدارة كفله، وقوة هيكله، ونعومة وبره، وصلابة عظامه، وغلظ مغرز ذيله مع انتشار أسفله، وقوته تحمله، وشدة صبره واقتداره، وهذا ما اتفق عليه أغلب مؤرخي العصور الوسطى.
-
إنَّ الخيل البرقية لها تأثير في دماء الخيول الأصيلة في مصر، وهي الموطن الأقرب جغرافياً لليبيا، وقد تبين ذلك في جودة الخيول التي جُلبت إلى الشام وشبه الجزيرة العربية، وكذلك الأعداد الكبيرة منها التي تمَّ جلبها إلى مصر في عصر الدولة المملوكية.
-
إنَّ قوة الخيل البرقية وشدّة صبرها واقتدارها وخشونتها – خاصة في الحروب – جعل منها المطلب الأول لسلاطين المماليك لتدعيم جيوشهم بها، نظراً لكونها العامل الأول لسلاح الفرسان المماليك، فكان لها دور كبير في تدعيم الجيش المملوكي الذي استطاع ردع هجمات التتار وصد حملات الصليبيين.
هـوامش الخــيول البرقيــة
(1) .BASIL TOZER, THE HORSE IN HISTORY, CHARLES SCRIBNER’S SONS, NEW YORK, 1908. PP, 4-7
(2) سترابون، جغرافية سترابون، ترجمة: محمد المبروك الدويب (منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، 2003م) الكتاب السابع عشر، الفصل الثالث، الفقرة 19، ص113.
(3) هيرودوتس، تاريخ هيرودوت، ترجمة: عبد الإله الملاح (المجمع الثقافي، أبوظبي، 2001م) ج4، ص364.
(4) R, LYDEKKER, THE HORSE and ITS RELATIVES, THE MACMILLAN COMPANY, NEW YORK, 1912, PP, 100-101.
(5) RIDGEWAY, WILLIAM, THE ORIGIN AND INFLUENCE OF THE THROUGHBRED HORSE, UNIVERSITY PRESS OF CAMBRIDGE, 1905, P, 425.
(6) Ibid, P, 426.
(7) وردت هذه المعلومات في: سفر الملوك الأول، الإصحاح العاشر، آية (28).
(8) R. F. MEYSEY-THOMPSON, THE HORSE ITS ORIGIN AND DEVELOPMENT COMBINED WITH STABLE PRACTICE, EDWARD ARNOLD, London, 1911, P, 26.
(9) CARL W. GAY, PRODUCTIVE HORSE HUSBANDRY, J. B. LIPPINCOTT COMPANY, PHILADELPHIA & LONDON, 1920, P, 72. And, RIDGEWAY, Ibid, P, 26.
(10) JOHN S. BARNES, ORIGIN AND HISTORY OF THE HORSE, Metropolitan Club, 1905, P, 15.
(11) PIETER JURIAAN, THE CAPE HORSE Its Origin Breeding and Development in the UNION OF SOUTH AFRICA, Standerton, Transvaal, 1915, P, 9.
(12) RIDGEWAY, Ibid, P, 440.
(13) Ibid, P, 443.
(14) النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني (متوفى: 303هـ/ 916م)، السُّنَنُ الكُبرى، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي (مؤسسة الرسالة، بيروت، 2001م) ج4، ص314.
(15) البيطار، أبو بكر بن بدر الدين (متوفى: نحو 741هـ/ 1340م)، كامل الصناعتين البيطرة والزردقة، مخطوط مصور ومنشور تحت رقم (17603) على موقع المكتبة العالمية: www.wdl.org/item/17603. ورقة 41 وجه.
(16) الهيكل: هو العبل الكثيف اللين العظم من الخيل. انظر: أبو عبيدة، معمر بن المثنى تيم قريش (متوفى: 209هـ/ 824م)، كتاب الخيل (دائرة المعارف العثمانية، أباد الدكن، 1358هـ) ص29.
(17) بن منبه، وهب (متوفى: 114هـ/ 732م)، كتاب في علم سياسة الخيل، مخطوط مصور ومنشور تحت رقم (18413) على موقع المكتبة العالمية: www.wdl.org/item/18413. ورقة 8 وجه.
(18) البيطار، كامل الصناعتين، ورقة 7 ظهر.
(19) المصدر نفسه، ورقة 55 وجه.
(20) البيطار، المرجع السابق، ورقة 266 وجه.
(21) ابن فضل الله العمري، شهاب الدين أحمد بن يحيى (متوفى: 749هـ/ 1349م)، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، تحقيق: كامل سلمان الجبوري (دار الكتب العلمية، بيروت، 2010م) ج4، ص65.
(22) الوزّان، الحسن بن محمد الفاسي (متوفى: نحو 957هـ/ 1550م)، وصف أفريقيا، ترجمة: محمد حجي، وآخر (دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1983م) ج2، ص263.
(23) القرآن الكريم، سورة الكهف، آية (47).
(24) الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (متوفى: 764هـ/ 1363م)، كتاب الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، وآخر (دار إحياء التراث العربي، بيروت، 2000م) ج25، ص184-185.
(25) الخيل ذلك العالم المجهول، مجلة الفيصل، مجلة شهرية تصدر عن دار الفيصل الثقافية، السنة الأولى، رجب 1397هـ/ يونيو 1977م، العدد الأول، ص107.
(26) تيري، جاك، تاريخ الصحراء الليبية في العصور الوسطى، ترجمة: جاد الله عزوز الطلحي (الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، مصراتة، 2004م) ص622.
(27) ابن سعيد المغربي، أبو الحسن علي بن موسى (متوفى: 673هـ/ 1274م)، كتاب الجغرافيا، تحقيق: إسماعيل العربي (منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت، 1970م) ص146.
(28) المنصوري، بيبرس (متوفى: 725هـ/ 1324م)، مختار الأخبار تاريخ الدولة الأيوبية ودولة المماليك البحرية حتى سنة 702هـ، تحقيق: عبد الحميد صالح حمدان (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1993م) ص50.
(29) أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر (متوفى: 732هـ/ 1330م)، تقويم البلدان (دار صادر، بيروت، د.ت) ص149.
(30) ابن الفرات، ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم الحنفي (متوفى: 807هـ/ 1405م)، تاريخ ابن الفرات، تحقيق: قسطنطين زريق (منشورات جامعة بيروت الأمريكية، بيروت، 1942م) ص42.
(31) RIDGEWAY, Ibid, P, 446.
(31) السيوطي، جلال الدين (متوفى: 911هـ/ 1505م)، جر الذيل في علم الخيل، تحقيق: حاتم صالح الضامن (دار البشائر، دمشق، 2009م) ص58.
(32) نفس المصدر والصفحة.
(33) السبيعي، سند بن مطلق، الخيل معقود في نواصيها الخير (مكتبة العبيكان، الرياض، 1424هـ) ص24-26.
(34) الواقدي، محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي (متوفى: 207هـ/ 823م)، المغازي، تحقيق: مارسدن جونز (دار الأعلمي، بيروت، 1989م) ج2، ص426.
(35) أبو سعد، عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي (متوفى: 407هـ/ 1016م)، شرف المصطفى (دار البشائر الإسلامية، مكة، 1424هـ) ج3، ص295.
(36) ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الزهري (متوفى: 230هـ/ 845م)، كتاب الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر (مكتبة الخانجي، القاهرة، 2001م) ج2، ص60.
(37) البلقيني، سراج الدين عمر بن رسلان (متوفى: 805هـ/ 1403م)، قطر السيل في أمر الخيل، تحقيق: حاتم صالح الضامن (دار البشائر، دمشق، 2009م) ص71.
(38) ابن منظور، محمد بن مكرم (متوفى: 711هـ/ 1311م)، لسان العرب، تحقيق: عبد الله الكبير، وآخرون (دار المعارف، القاهرة، د.ت) ج2، ص4027.
(39) نفس المصدر والجزء والصفحة.
(40) الحرضي، يحيى بن أبي بكر بن محمد بن يحيى العامري (متوفى: 893هـ/ 1488م)، السيرة والشمائل (دار صادر، بيروت، د.ت) ج2، ص164.
(41) البلقيني، قطر السيل، ص163. كذلك المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين (متوفى: 845هـ/ 1446م)، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي (دار الكتب العلمية، بيروت، 1999م) ج7، ص207. الطبري المكي، علي بن عبد القادر الحسيني (متوفى: 1070هـ/ 1660م)، فوائد النيل بفضائل الخيل، تحقيق: حاتم صالح الضامن (دار البشائر، دمشق، 2009م) ص60.
(42) السيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1968م) ص328.
(43) ابن الفقيه، أبو بكر أحمد بن محمد الهمذاني (متوفى: نحو 340هـ/ 951م)، مختصر كتاب البلدان (مطبعة بريل، ليدن، 1302هـ) ص69.
(44) البغدادي، موفق الدين عبد اللطيف (متوفى: 629هـ/ 1231م)، رحلة عبد اللطيف البغدادي في مصر أو كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر، إشراف: عبد الرحمن الشيخ (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998م) ص84.
(45) الحجي، حياة ناصر، صور من الحضارة العربية الإسلامية في سلطنة المماليك (دار القلم، الكويت، 1992م) ص51.
(46) ابن العمري، مسالك الأبصار، ج4، ص347.
(47) حياة الحجي، صور من الحضارة العربية، ص51.
(48) الغيطاني، جمال، ملامح القاهرة في ألف سنة (نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة، 1997م) ص36.
(49) عبد العزيز، نبيل محمد، الخيل ورياضتها في عصر سلاطين المماليك (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1976م) ص12-13.
(50) المقريزي، المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، تحقيق: أيمن فؤاد سيد (مؤسسة الفرقان، القاهرة، د.ت) ص728.
(51) المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا (دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م) ج3، ص303.
(52) ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف الأتابكي (متوفى: 874هـ/ 1470م)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، تحقيق: محمد حسين شمس الدين (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت) ج9، ص128. كذلك مبارك، علي باشا (متوفى: 1311هـ/ 1893م)، الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة (المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق، 1306م) ج1، ص55. المقريزي، المواعظ والاعتبار، ص728.
(53) جمال الغيطاني، ملامح القاهرة، ص36.
(54) ابن تغري بردي، المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، تحقيق: نبيل محمد عبد العزيز (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1985م) ج3، ص324.
(55) ابن إياس، محمد بن أحمد (متوفى: 930هـ/ 1524م)، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحقيق: محمد مصطفى (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1984م) ج1، ص169.
(56) يقصد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
(57) أبو الفدا، عماد الدين إسماعيل (متوفى: 732هـ/ 1331م)، كتاب المختصر في أخبار البشر (المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، د.ت) ج4، ص99.
(58) المصدر نفسه، ج2، ص428.
(59) القلقشندي، أبو العباس أحمد (متوفى: 821هـ/ 1418م)، كتاب صبح الأعشى (المطبعة الأميرية، القاهرة، 1915م) ج8، ص352.
(60) المصدر نفسه، ج8، ص385-386.
(61) القلقشندي، صبح الأعشى، ج9، ص106-107.