1,039 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
في مقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعنوان «داعش التي وحدت العالم» يقول سموه: «لا يوجد قوة أكبر من قوة الأمل بحياة ومستقبل أفضل»، ولا شك في أن المستقبل الواعد للأمم يقوم على التطور المستدام للاقتصاد، وهو ما يعتمد في الأساس على بناء مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة.
هناك علاقة عكسية بين الإرهاب والمعرفة، فالدول التي تحظى بارتفاع مستويات المعرفة تضعف وتنحصر فيها بشدة مظاهر الإرهاب، لأن الشعب حينئذ يكون مشغولاً بالعلم والإنجازات والحفاظ على حضارته من أجل مستقبل مزدهر.
استخدام سلاح المعرفة لمحاربة الإرهاب أقوى بكثير من محاربته بأي سلاح آخر، وإن كنا لا نقلل من قيمة الأساليب الأخرى، ولكن التاريخ والواقع الذي نعيشه يشهد بأن الدول التي تزداد فيها مستويات المعرفة تقل فيها نسبة الإرهاب الجماعي. ولذلك تحتل اليابان، أحد أكثر دول العالم تطبيقاً لمفهوم مجتمع واقتصاد المعرفة وتبني العلوم العصرية والتكنولوجيا المتطورة منهجاً، المركز السادس في مؤشر السلام العالمي للدول الأكثر أمناً.
هناك مخيمات كثيرة اليوم للاجئين، وخصوصاً من سوريا، وعلى الدول العربية والغربية لكي تنجح في مقاومة الإرهاب بكل أنواعه أن تنتبه لأطفال المخيمات وتساعد على مواصلة تعليمهم بكل طريقة ممكنة لا أن تكتفي بتزويدهم بضرورات الأكل والثياب.
إن تعليم الأطفال ومتابعة تحصيلهم العلم يحتاج إلى تظافر الجهود الدولية، لإعطاء هؤلاء الأطفال القدر الكافي لمواصلة تعليمهم، واعتماد مناهج مناسبة يمكن تجهيزها عن بعد. إن ترك أطفال المخيمات من دون تعليم سيسبب كارثة حقيقية للمجتمع الدولي، لأن الإرهاب سينشط فيها بشكل كبير ولن ينحصر بل سيتم تصديره إلى العالم، يجب منحهم بارقة آمال جديدة يستطيعون منها أن يحبوا الحياة ويتمسكوا بها ليعودوا لإعمار بلادهم بعد أن مزقتها الحروب على يد المتطرفين والمنظمات الإرهابية.
نشر في البيان
بتاريخ: 26 أكتوبر 2014