2,889 عدد المشاهدات
مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي
المطالبة بتأسيس متحف للغوص على مستوى الدولة
بن ثاني يروي حكاية الغوص بو سبعة أرزاق في مركز بن حويرب للدراسات
بن حويرب: وجود خبراء مواطنين أمثال اللواء أحمد ووالده
وجمعة بن ثالث دافع للإسراع بإنشاء المتحف
بن ثاني: تعلمت في مدرسة والدي مفاهيم ومعاني ومعاناة الغوص
أمضيت 5 سنوات في إعداد الكتاب وتتبعت فيه دقة المعلومات
طالب الباحث والمؤرخ المستشار جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بتأسيس متحف متكامل للغوص في الدولة، حفاظاً وحرصاً على تاريخ أهم مهنة تراثية ، عمل بها الآباء والأجداد منذ الأزل ، وكانت المصدر الرئيس للعيش لسكان هذه المنطقة منذ قرون عدة. كحرصنا على أمننا واقتصادنا وبلادنا.
وفي معرض تقديمه للواء أحمد محمد بن ثاني، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون المنافذ، الذي ألقى محاضرة في مركز جمال بن حويرب للدراسات استعرض فيها كتابه ” الغوص بو سبعة أرزاق” ، أشاد بن حويرب بالمؤلف ودقة المعلومات الواردة في كتابه، مشيراً إلى أنه من أفضل المؤلفات التي توثق مهنة الأجداد، ومن حيث المعلومات التي يتضمنها .
رحلة الغوص
وفي أمسية تراثية شهدها عدد من الخبراء والمهتمين يتقدمهم الإعلامي والخبير جمعة بن ثالث ، المهندس رشاد بوخش ، رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة ، الأديب الدكتور شهاب غانم والخبير التراثي راشد بن هاشم ، وآخرون …تطرق المؤلف في كتابه لرحلة الغوص عبر التاريخ، وكيف عاش الأجداد على هذه المهنة قبل ظهور النفط، كما تناول العديد من الجوانب الأخرى المتعلقة بالغوص كالمعدات والأدوات التي كان يستخدمها الغواصون والأدوات الملاحية مثل «البوصلة العربية»، ونجوم البوصلة، والاستعدادات والتجهيزات التي كان يحضر لها قبل رحلة الغوص، إلى جانب أسماء المغاصات، وأنواع السفن، والرياح الموسمية وأنواعها ومسمياتها، والمسميات المتعلقة بمهنة الغوص والعاملين فيها وأدوارهم، وأنواع ومسميات اللؤلؤ وطرق بيعه، و«القفال» –أي رحلة العودة من الغوص- والدور الذي يقوم به «الطواش» في بيع اللؤلؤ .
كما أدرج المؤلف في كتابه إحصائيات ومقارنات من مناطق مختلفة من الخليج والعالم، تتعلق باللؤلؤ وأنواعه، وحدد أكثر من 250 مغاصاً للؤلؤ مع مواقعها وإحداثياتها ومسمياتها وعمق كل منها، كما تحدث عن لؤلؤة الإمارات التي يعود تاريخها إلى 5500 عام قبل الميلاد. مستشهداً بقول لخبير استرالي يؤكد أن لؤلؤ الخليج العربي يتفوق في صفاته ونقائه على ما سواه من أنواع اللؤلؤ في العالم، وبخاصة اللؤلؤ السيلاني. وتابع … لكن اللؤلؤ المستزرع في اليابان قضى على تجارة اللؤلؤ الطبيعي.
وتطرق المؤلف إلى رحلات الغوص التي كانت تتم في مناطق بعيدة عن منطقة الخليج العربي، مثل جزيرة سيلان، وسقطرى، وجزر «دهلك» التي تقع في البحر الأحمر وتبعد 2000 ميل بحري. واستعرض مواسم الصيد التي صنفها على أربعة مواسم هي فصل الشتاء ، الصفري ، القيظ والصيف.
وتحدث المؤلف في كتابه عن الملاحة بشكل عام في الخليج العربي، والخرائط التي كانت تستخدم في الرحلات البحرية وتحديد مواقع المغاصات، ومنها خارطة الشيخ مانع بن راشد آل مكتوم، كما تناول سيرة الملاح العربي والإماراتي الشهير أحمد بن ماجد، الذي ظلمه التاريخ كثيراً ، وأتى على مساهماته الكبيرة في الاكتشافات البحرية والملاحة عبر التاريخ. حيث جمع ابن ماجد بين العلم النّظري، والاختراع التقني، فكان أول مَن طوّر البوصلة الملاحية بالمفهوم الحديث، وأول مَن ابتكر تعليق الإبرة الممغنطة على محور لتتحرّك حركة حرّة، وأوّل من ابتكر آلة «الكمال»، وهي قطعة خشبيّة مربّعة على شكل متوازي المستطيلات، في وسطها ثقب يمثّل مركزها، يمرّ من خلاله حبل، وقسّم الحبل إلى أجزاء تفصل بين كل جزء وآخر عقدة، حيث يتفق تدريجياً مع ظلّ تمام منتصف الزاوية وبين الأُفق وعين الراصد والنجم المرصود .
الحفاظ على التراث
وأكد بن ثاني أهمية الحفاظ على التراث، كونه متعلقاً بموروث الأجداد الأصيل الذي تفتقر إليه أجيال اليوم، موضحاً أن الاجداد عانوا كثيراً في السابق من أجل بناء جيل محافظ على تراثه مترابط ويعمل على منظور مشترك، وهي منفعة المجتمع، لافتاً إلى أنه متمسك بتراثه وعلاقته الوثيقة بالبحر، ويحتفظ بكثير من أسرار البحر اكتسبها خلال رحلات الصيد بصحبة والده، والتي كانت تمتد إلى أسابيع، وحرص منذ الطفولة على اصطياد الأسماك بشتى الطرق المحلية، وغيرها من الوسائل الأخرى.
وقال إن أبناء دولة الإمارات ودول الخليج كان مصيرهم مرتبط بالبحر، حيث كان البحر مصدر رزقهم من خلال صيد الاسماك والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، ونقل البضائع التجارية، مشيراً إلى أن البحر يشكل مصدر إلهام وعشق وراحة للنفس ومتعة لا توصف، ومصدراً للتخلص من الطاقة السلبية، فضلاً عن أنه مصدر للغذاء.
تجربة ممتعة
وتحدث اللواء أحمد محمد بن ثاني عن تلك التجربة التي وصفها بالممتعة والشاقة في آن واحد قائلاً: “خمس سنوات هي الفترة التي قضيتها من أجل أن يرى هذا العمل النور، ومن أجل تلك اللحظة التي تشرفت فيها بتدشين جمعة الماجد لسطوري، وهو الرجل الذي تحمس للفكرة وتبنّاها وشجعني ودعمني“.
وأضاف .. “حلم الكتابة عن عالم الغوص راودني منذ الصغر، فطالما حلمت بتأليف كتاب يحوي كل تلك القصص والأحداث عن التراث البحري، ليحمل بين صفحاته ما كان يدور على شاطئ البحر في تلك الورشة التي ما زلت أذكرها جيداً، وهي تلك التي كانت تخص والدي. لقد تعلقت بالبقارة والشاحوف والسنبوق، ورأيت والدي يصنع معدات السفينة بيديه كالدقل والحبال المتعلقة به، والدستور والفرمن، من هنا تعلمت في مدرسة والدي مفاهيم ومعاني ومعاناة الغوص “.
واستشهد المحاضر بقصائد عدة تتناول موضوع الغوص وأشجانه ، منها قصيدة لناصر بن جبران السويدي .
نشأة
يعد المؤلف اللواء طيار أحمد محمد بن ثاني، ابن البيئة البحرية، حيث ولد وترعرع في بيئة مرتبطة بصيد الأسماك وصناعة السفن والغوص على اللؤلؤ، وتشرب في سن الطفولة قصص الغوص والبطولات التي عاشها كبار المواطنين من البحارة والطواويش والنواخذة والغاصة والسيوب، ورافق في طفولته والده في صناعة السفن الخشبية.
درس في مدرسة آل مكتوم في المرحلة الابتدائية، وانتقل إلى المرحلة المتوسطة في مدرسة جمال عبدالناصر، ثم انتقل إلى دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة المعربي. وبعد تخرّجه التحق بشرطة دبي كمرشح طيار. وابتعث إلى الولايات المتحدة الاميركية لتلقي التدريبات اللازمة لقيادة طائرة هليكوبتر عمودي، وبعد عودته عمل في وظيفة مدرب طيار لطائرة الهليكوبتر، وعمل 18 سنة في الجناح الجوي لشرطة دبي، وبعدها انتقل إلى مركز شرطة بر دبي، وقضى فيه سنتين في التدريب المروري والجنائي، وغيرها من الوظائف. وفي عام 2000 انتقل إلى العمل في مطار دبي الدولي نائباً لمدير الإدارة العامة لأمن المطارات، وفي عام 2004 عين مديراً عاماً لها، وتم تعيينه لاحقاً مساعداً للقائد العام لشرطة دبي لأمن المطارات.
وفي نهاية الأمسية كرم جمال بن حويرب اللواء بن ثاني بدرع المركز .