تاريخ المياه الغازية في العالم

Business عالمي مجلة مدارات ونقوش – العدد 18 - 19

 24,245 عدد المشاهدات

إعداد: خليل البري

دخلت المشروبات الغازية كل الدول؛ فأصبحت تُقدَّم للضيوف في البيوت، وللمسافرين في رحلات الطيران، وفي المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وصار لها مكانٌ للبيع وأكشاكٌ خاصة بها، كما أنَّ شعار المشروبات الغازية انتشر في العالم كله، وأصبحت الأكشاك الموجودة في الشارع تُصمَّم بنفس شعار تلك المشروبات.

تُصنَّف المشروبات الغازية في المواصفات الغذائية العالمية على أنها «منتج غذائي»، وبالتالي يجب أن تتوافر الظروف الصحية السليمة لإنتاجها، وذلك للحدِّ من أية تلوُّثات أو تسمُّمات غذائية.

تعدُّ السوائل المختلفة من مياه الشرب مروراً بالمشروبات الطبيعية الطازجة، وانتهاءً ببعض أنواع الفاكهة والخضروات ذات المحتوى المائي العالي من أهمِّ الضرورات الغذائية التي يحتاج إليها الإنسان بصفة يومية، وذلك للحفاظ على المحتوى المائي للجسم وترطيبه وصيانة أعضائه للقيام بوظائفه الحيوية.

وتعدُّ المشروبات الغازية من الصناعات ذات الطابع المتنامي على مستوى العالم، وذلك لزيادة الطلب عليها، ما أدّى إلى حدوث تغييرات رئيسة في طريقة الإنتاج والتعبئة، وذلك لتلبية احتياجات السوق، أضف إلى ذلك المكاسب المادية التي أصبحت السمة الرئيسة لاقتصادات السوق في عصرنا الحالي.

وقد بدأت هذه الصناعة في منتصف الستينيات من القرن الثامن عشر عن طريق إنتاج ماء مكربن، بواسطة الدكتور «جوزيف بريستيلي» عام 1760م، وبمرور الوقت أصبح في لندن وحدها ما يقارب 50 مصنعاً لإنتاج المشروبات الغازية، ما دفع شركة «جي شويبس» إلى بيع مليون زجاجة في معرض المشروبات والأغذية الذي أقيم في لندن عام 1851م.

الماء.. الدواء

تعدُّ «شويبس» أقدم شركة مُصنِّعة للمشروبات الغازية في العالم، وهي أحد فروع شركات كوكاكولا العالمية، أسَّسها «جوهان شويب» الذي كان يعمل صائغاً في مدينة جنيف، فقدَّم أوَّلَ مشروب مياه غازية فى العالم عام 1775، عندما أضاف الصودا إلى المياه وقام بتعبئتها، ووضع رسوماً رمزية عليها لبيعها، وأطلق عليها اسم «شويبس»، واشتهرت آنذاك بالمشروب الغازي المُنعِش.

المياه الغازية مطلب الجميع

ثمَّ انتقل جوهان شويب إلى لندن عام 1792، وافتتح مصنعاً للمشروبات الغازية بالعاصمة الإنجليزية، ومن خلاله انتشر منتج شويبس في باقي أنحاء العالم، فانتشرت في الأسواق مُحقِّقَةً نجاحاً كبيراً في ظل المُنافسة الشديدة بين منتجات المشروبات الغازية، وكانت أوَّل مُنتج يجمع بين الصودا وقطع الفاكهة المختلفة كاليوسفي والبُرتقال والليمون، ما جعلها مشروباً غازياً مميزاً.

خلال تلك الفترة اُسْتُخْدِمَت المياهُ الغازيَّةُ التي أنتجها «يوهان شويب» في المجال الطبي، وكمبادرة من أجل الإنسانية جعل المخترع السويسري سعر المياه الغازية في متناول الجميع، حيث لم يتعدَّ ثمنه كلفة إنتاجه.

خلال سنة 1790، استقرَّ «يوهان شويب» في إنجلترا، وفي سعي منه لتوسيع نشاطاته افتتح رفقة كل من المهندس «نيقولا بول» والصيدلي «هنري ألبرت غوس»، ما عرف بمؤسَّسة «شويب- بول وغوس» لإنتاج المياه الغازية. وقد سجَّلت هذه المؤسَّسة بدايتها خلال سنة 1792 بمدينة لندن.

خلال السنوات الأولى عانت هذه المؤسَّسة الجديدة مصاعبَ عدة؛ بسبب الحروب النابليونية، وعلى إثر ذلك تخلّى كلٌّ من «نيقولا بول» و«هنري ألبرت غوس» عن المؤسَّسة، ليجد «شويب» نفسه وحيداً، على إثر رحيل شريكيه، لكنه لم يفقد الأمل وأعاد هيكلة مؤسَّسته وجعل اسمها «جي. شويب وشركاؤه». وخلال السنوات التالية حقَّقت شركة المياه الغازية هذه نجاحاً غير مسبوق، حيث كانت المياه الغازية تقدَّم كدواء وتُدْرَج في الوصفات الطبية من أجل معالجة أمراض الكلية والحويصلة الصفراوية وعسر الهضم، وقد حمل حينها الماء الغازي اسم «الماء–الدواء». فضلاً عن كل ذلك اعتمد «يوهان شويب» على زجاجات بيضوية الشكل من أجل حفظ مشروباته الغازية داخلها. وقد آمن هذا المكتشف حينها بأنَّ تلك الزجاجات البيضوية الشكل كانت تساعد بشكل كبير على الحفاظ على المياه الغازية لأكثر وقت ممكن. واستمرَّ اعتماد هذا النوع من الزجاجات لدى مؤسَّسة «شويب» حتى أواخر القرن التاسع عشر.

مع حلول سنة 1798، قرَّر «يوهان جاكوب شويب» التخلي عن شركته في إنجلترا والتقاعد، ولهذا أقدم على بيع ما يقدَّر بنحو 75 في المئة من أسهم هذه المؤسَّسة إلى مجموعة من الأرستقراطيين الفرنسيين الذين نجحوا مع بداية القرن التاسع عشر في توسيع نشاط مؤسَّسة «شويب»، لتشمل مناطق واسعة من المملكة المتحدة.

قوارير المشروبات الغازية

وكما تطوَّرت صناعة المشروب ذاتها، تطوَّرت باقي عناصر المنتج وفي مقدمتها تقنيات مواد التغليف والتعبئة التي لعبت دوراً مهماً في زيادة نمو هذه الصناعة على مستوى العالم. فبعد أن كان الحديد والزجاج هما المادة الخام لصناعة عبوات المياه الغازية، أصبح البلاستيك والألومنيوم المادتين الأوسع والأشهر لصناعة العبوات، وكان لهما الفضل في ازدهار هذه الصناعة ونموها، حيث يقارب سعر العبوات المصنوعة من مادة البولي إيثلين تريفثاليت «Poly Ethylene Terephthalate-PET» أو العبوات المعدنية المصنوعة من الألومنيوم سعر العبوات الزجاجية المرتجعة، بل قد يكون أقلَّ منها كلفة.

يوهان شويب
يوهان شويب

رحلة تاريخية لشكل الكوكا كولا
رحلة تاريخية لشكل الكوكا كولا

ويذكر أنه منذ 20 عاماً تقريباً كان خط إنتاج الزجاجات يعطي 300 زجاجة في الدقيقة، ويحتاج إلى نحو 25 مشغلاً بين مهندس إنتاج وفني وعامل، بينما ينتج خط إنتاج عبوات الألومنيوم «Cans» أكثر من 2000 عبوة في الدقيقة الواحدة، أي أكثر من ستة أضعاف سلفه الزجاجي، ويحتاج إلى 3 مشغلين يقفون فقط لمتابعة الخط ومطالعة شاشات الحاسوب.

التسويق

خلال الأعوام ما بين 1920 و 1930، انتشرت إعلانات شويبس للفنان «وليام باريبال» وأدَّت إلى خلق مجموعة من الملصقات لـ«شويبس».

في العام 1945، صاغت وكالة الإعلان جارفيلد في لندن كلمة «سكويبرفزانس» التي تمَّ استخدامها لأول مرة في العام التالي، بعد ذلك تمَّ استخدامها على نطاق واسع في الإعلانات التي تنتجها «غارلاندس»، والذين باعوا حق المؤلف لهذه الكلمة لشركة شويبس، وظهرت حملة إعلانية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي لضابط بحري مخضرم في البحرية البريطانية يُدْعَى «كوماندر وايتهيد»، الذي وصف نكهة البابن «إفيرزانس» بأنها إفلانسانس.

وفي بريطانيا ظهر الكوميدي بيني هيل في سلسلة من إعلانات شويبس التلفزيونية في الستينيات

شويبس في مصر

ازدادت مبيعات «شويبس» في الأسواق المصرية، خاصة فى فترة الثمانينيات مع انطلاق حملتها مع الفنان الراحل حسن عابدين الذي قدَّم إعلانات «سر شويبس»، وكان يسافر حول العالم لاكتشاف سرِّ طعم «شويبس» الذي لا يقاوم في إيقاع كوميدي، وتفاعل المصريون مع الحملة.

وعلى مدار السنوات أصبح لـ«شويبس» واحدٌ من أكبر خطوط الإنتاج فى مصر، خاصة مع التطوُّرات الجديدة التى أدخلتها عليها بنكهات الفاكهة.

وخلال العام 2014 حقَّقت «شويبس» نجاحاً هائلاً من خلال إعادة طرح شويبس في الأسواق المصرية، حيث استطاعت الشركة جذب ثقة المصريين من خلال تقديم نكهات جديدة كالرمان والبيناكولادا، وإعادة فتافيت الفاكهة الطبيعية بشكل جديد ومميَّز عن طريق واحد من أكبر خطوط الإنتاج بمصر، حيث حقَّقت على سبيل المثال «شويبس رمان الجديدة» نجاحاً بنسبة 400% من خطته المتوقَّعة خلال عام 2014.

ومع بداية عام 2015 أعلنت الشركة عن استكمال حملة «سر شويبس» بعد غياب دام لمدة 30 عاماً، وتعدُّ الحملة الإعلانية استكمالاً لما بدأه الفنان حسن عابدين فى الثمانينيات من خلال بطل جديد يقوم باكتشاف السر، ليأتى به إلى المصريين في شكل مجموعة من المغامرات المثيرة حول العالم، وسيتمُّ عرضها عن طريق سلسلة من الإعلانات، ما يخلقُ روحاً من التفاعل بين المشاهدين والبطل خلال رحلته في اكتشاف السر.

عابرة للقارات

 شركة كوكاكولا أكبر موزِّع للمشروبات في العالم، ومن خلال بعض العلامات التجارية مثل كوكاكولا، وكوكاكولا دايت، وفانتا، إضافة إلى سبرايت، فهي توزِّع أكثر من 3% من كل المشروبات التي يتمُّ استهلاكها على مدار اليوم، في جميع أنحاء العالم. وقد بدأت الشركة بمنتج واحد فقط عام 1886، ثمَّ تطوَّرت لتشمل أكثر من 3800 علامة تجارية عبر العالم.

بيبسي دخلت السباق
بيبسي دخلت السباق

كان لتاريخ استقرار شركة كوكاكولا، وكونها واحدة من العلامات التجارية الأكثر تميُّزاً على مستوى العالم، إضافة إلى تلبيتها احتياجات عملائها ووفائهم لها، ناهيك عن زيادة الأرباح المتتالية، دورٌ في مساعدة الشركة على أن تحظى بشعبية من جانب المستثمرين لمدة طويلة. ولكن كيف أصبحت القوة المحركة التي نراها اليوم؟

بدأ نشاط شركة كوكاكولا خلال عام 1886، عندما تمكَّن الصيدلي الأمريكي «جون ستيث بمبرتون» صاحب صيدلية «جاكوبس» بولاية جورجيا من تركيب مشروب غازي عن طريق إضافة ثاني أُكسيد الكربون إلى المياه مع محليات السُّكر ومادة الكوك المستخرجة من ورق الكوكايين ونكهة الكولا المُشتقة من بذور نبات الكولا الذي يحتوي على مادة الكافيين، وأطلق «فرانك روبنسون» المحاسب لدى «بمبرتون» على المشروب اسم كوكاكولا، وصمم هذا الاسم بخط يده الأنيق، ليبقى نفس الخط الذي كان ولا يزال يُستعمَل إلى اليوم على المشروب.

وفي عام 1900، بدأ تسويق «كوكاكولا» لأول مرة خارج أمريكا، ثمَّ انتقل إلى العالم كله، وبذلك أصبحت «كوكاكولا» من المُنتجات العابرة للقارات.

وقد اشترى رجل الأعمال «آزا غريغز كاندلر» حقوق صيغة هذا المشروب عام 1888م مقابل 2،300 دولار أمريكي فقط، ثمَّ تأسَّست شركة كوكاكولا في عام 1892م، وتمَّ بيعها للمرة الأولى من خلال خزانات للمشروب بسعر 5 سنتات (3 قروش) للكوب، وبحلول عام 1913، كان واحد من بين كلِّ تسعة مواطنين أمريكيين قد تناول هذا المشروب.

ومع بدء المنافسة في السوق، باع «كاندلر» الحقوق لتعبئة كوكاكولا، ما أدّى إلى إطلاق «نظام كوكاكولا»، وهي شراكة امتياز توجد الآن بين الشركة وأكثر من 250 من شركات تعبئة الزجاجات حول العالم.

تمَّ وضع شعار كوكاكولا على الزجاجات لمنع تقليد المنتج الأصلي سنة 1916، وبعد مرور 100 عام، أصبح من الممكن التعرُّف إليها فوراً في جميع أنحاء العالم.

الدخول إلى البورصة

في العام 1919، اشترى مجموعة من رجال الأعمال بقيادة «إرنست وودروف» شركة كوكاكولا من «كاندلر» بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي، وفي وقت لاحق من ذلك العام، قامت الشركة بالطرح الأولي للاكتتاب العام في بورصة نيويورك، مقابل 40 دولاراً أمريكياً للسهم الواحد.

وفقاً للتقرير السنوي لعام 2016، ارتفعت أسهم كوكاكولا، حيث بلغت القيمة السوقية للشركة نحو 180 مليار دولار أمريكي، إضافة إلى 53 زيادة متتالية في الأرباح. وبنهاية عام 2015، بلغت قيمة السهم الواحد من شركة كوكاكولا التي تمَّ شراؤها عام 1919، مع إعادة استثمار الأرباح، 12.748.802 دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي قدره 14.11%.

الكساد الكبير

عقب مرور عام واحد فقط على الطرح الأولي للاكتتاب العام لأسهم شركة كوكاكولا، قامت الشركة بجمع 40 مليون دولار أمريكي كأصول، وبحلول عام 1929، باعت الشركة نحو 27 مليون غالون من المشروب، بزيادة تبلغ 150% منذ عام 1920، إلا أنه في أعقاب ذلك، وخلال الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1929، انهارت بورصة «وول ستريت» ما أدّى إلى دخول الولايات المتحدة في حالة من التراجع الاقتصادي على مدى عقد من الزمان.

وعلى الرغم من انخفاض معدل المبيعات، كرَّست شركة كوكاكولا نفسها من أجل تحقيق عوائد تجارية على المدى الطويل، من خلال الاستمرار في زيادة كلف الإعلانات. وأدّى ذلك إلى وجود ولاء من المستهلك لا مثيل له، على الرغم من انخفاض قيمة الأسهم، ما أدّى إلى خروج الشركة من الأزمة الاقتصادية على نحو قوي نسبياً.

وهذا الأداء ساعد شركة كوكاكولا على الانضمام إلى مؤشر «داو جونز الصناعي»، الذي كان يقيس أداء أكبر 30 شركة في الولايات المتحدة في عام 1932، على الرغم من خروجها منه عام 1935.

وعندما دخلت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، قرَّرت كوكاكولا أن تتيحَ منتجاتها لجميع الجنود، أينما كانوا. وقد أدّى ذلك إلى خلق  طلب عالمي على المشروب، ما أدّى إلى تضاعف عدد البلدان ذات مرافق تعبئة الزجاجات تقريباً من منتصف الأربعينيات وحتى الستينيات.

 

العلامة الأيقونة

صنّفت شركة «فوربس» كوكاكولا سنة 2017، باعتبارها واحدة من أفضل خمس علامات تجارية في العالم. ويعزى جزء كبير من هذا النجاح إلى حملات التسويق التي استطاعت الوصول إلى كل أرجاء العالم.

ومن خلال الحملات الإعلانية، ورعاية الأحداث الرياضية؛ مثل كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأوليمبية، أكَّدت كوكاكولا أنه أيًّا كان اتجاه الاستهلاك، وفي أيِّ عصر، فقد حافظت على مكانة عالية.

ونظراً لوجود مقر الشركة في الولايات المتحدة، فإنَّ كوكاكولا تتأثر بقوة الدولار الأمريكي، حيث يمكن أن يؤدّي الدولار الأمريكي القوي إلى حدوث تحوُّلات ليست بجيدة في المبيعات الخارجية، وتقويض الأرباح، في حين أنَّ ضعف الدولار الأمريكي قد يؤدي إلى هوامش ربح أفضل.

على سبيل المثال، في العام 2016، تسبَّبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في حدوث تقلُّبات في الدولار الأمريكي، والتي أثرت بدورها في أسعار أسهم الشركات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك كوكاكولا.

كوكا كولا في الإعانات المصرية
كوكا كولا في الإعانات المصرية

 

وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات، كان من المتوقّع أن يؤثِّر فوز «دونالد ترامب» في الشركات متعددة الجنسيات بشكل سلبي، وذلك بفضل تأثيره الإيجابي في الدولار الأمريكي. وقد أشار تقرير الأرباح ربع السنوية الأخير لشركة كوكاكولا لعام 2016 إلى انخفاض أرباحها من 1.2 مليار دولار إلى 547 مليون دولار أمريكي، ما يقرب من 7% منها ناجمة عن الأرباح المفقودة بفعل تحويل العملات.

وعقب مضي أسبوعين على تنصيب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، تراجع الدولار الأمريكي وسجَّلت كوكاكولا عائدات فاقت التوقُّعات خلال الربع الثاني من عام 2017. وظلَّ الدولار الأمريكي يعاني حالة من الضعف معظم السنة، مع تزايد الشكوك حول إدارة «ترامب»، ولم يستعِد الدولار الأمريكي قوته إلا نهاية العام.

مواكبة المستهلكين

مع ازدياد الطلب على المشروبات غير الغازية، تباطأ معدل نمو كوكاكولا، وأصبحت المشروبات الغازية محل انتقاد خبراء الصحة العامة، وبدأت الخيارات الصحية في اكتساب شعبية.

إلا أنَّ كوكاكولا تقبَّلت الأمر، ما جعلها تقرِّر تعويض أي خسارة في الإيرادات عن طريق تغيير نشاطها من شركة للمشروبات الغازية إلى «شركة مشروبات كلية».

بيبسي كولا الأكبر عالمياً

يعدُّ البيبسي أكثر المشروبات الغازية شهرة وانتشاراً حول العالم، ولكن من أين بدأ هذا المشروب؟ متى؟ وكيف تمَّ اختراعه؟ هذا ما ستجيبك عنه هذه النبذة عن تاريخ البيبسي. في صيف عام 1893، وكالعادة، كان الجو حاراً ورطباً في برن، ولاية كارولينا الشمالية، حيث بدأ صيدلي شاب يُدعى «كالب براد هام» تجريب مزيج من التوابل والعصائر والشراب في محاولة لخلق شراب منعش جديد لخدمة زبائنه، ولم يكن حينذاك يعتقد أنه نجح في اختراع المشروبات المعروفة في جميع أنحاء العالم «بيبسي كولا».

قدّم «كالب» هذا المشروب لزبائن الصيدلية، حيث كان هدفه جذب الناس للدخول إلى صيدليته، وبالفعل لاقى نجاحاً مبهراً، وأصبح الناس يطلقون عليه اسم شراب «براد»، لكن «كالب» قرَّر أن يطلق عليه اسم «بيبسي كولا»، فكلمة «بيبسي» جاءت من أنزيم الهضم البيبسين، الذي كان يضيفه إلى المشروب لجعله مفيداً في عمليات الهضم السريع، أمّا كلمة «كولا» وهي الجزء الثاني من اسم المشروب؛ فقد جاءت من المكوِّن الرئيس لهذا المشروب، وهو مستخلص من جوز الكولا المنتشر في إفريقيا.

في العام 1902، قرَّر «كالب» إنشاء مصنع صغير للبيبسي كولا، وكان موقعه في الغرفة الخلفية للصيدلية، وظل البيبسي في تلك الفترة يأتي من صنبور مثل صنبور الماء، إلى أن اقتنع «كالب» بأن تعبئته داخل زجاجات يمكن نقلها من مكان إلى آخر، وبالتالي حقَّق انتشاراً أوسع لهذا المنتج. وفي الفترة نفسها سجَّل «كالب» اختراعه كبراءة اختراع وماركة تجارية مسجّلة. بدأت أعمال «كالب» في النمو، وفي اليوم السادس عشر من شهر يونيو عام 1903، كانت بيبسي كولا مسجّلة رسمياً لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي ذلك العام، باع «كالب» 7968 غالوناً، وذلك باستخدام خط الدعاية «الإبهاج»، و«تنشيط الهضم» وبدأ أيضاً بمنح الامتيازات لزجاجة بيبسي للمستثمرين المستقلين، الذين ارتفع عددهم من اثنين فقط في عام 1905 في مدينتي «شارلوت» و«دورهام»، كارولاينا الشمالية، إلى 15 في السنة التالية، و40 عام 1907. بحلول نهاية عام 1910، كان لشركة بيبسي كولا فروعاً في 24 ولاية، ومن هناك انطلقت بيبسي كولا إلى العالم بأسره. وكباقي الشركات تعرّضت بيبسي إلى العديد من الهزات الاقتصادية بسبب الحروب العالمية، والأزمات الاقتصادية المتكررة، إلا أنها نجحت في تجاوزها واحدة تلو الأخرى، ومازالت إلى اليوم المشروب المفضَّل مع معظم أنواع الطعام.

في عام 1902 تمَّ تسجيل «بيبسي كولا» علامة تجارية، وظهرت أول إعلاناتها، وفي العام الذي بعده تمَّ تأسيس شركة «بيبسي كولا» في ولاية كارولاينا الشمالية.

وتعدُّ «بيبسي العالمية» من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 من أصل 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية، تمتلك بيبسي مطاعم بيتزا هت، كنتاكي، فرايد شكن، وسلسلة مطاعم تاكو بيل. وفي عام 1904 أصبح مشروب بيبسي كولا متوافراً في قواريرَ زجاجية. وبحلول عام 1909 كانت هنالك 250 محطة تعبئة في الولايات المتحدة. وبحلول عام 1931 كان سعر علبة البيبسي سعة 350 مللتر 5 سنتات، ثمَّ افتتحت شركة بيبسي كولا أوَّل مصنع تعبئة عالمي لها في مونتريال بكندا في عام 1936. وفي عام 1948 ظهرت بيبسي كولا لأوَّل مرة في علب معدنية، وفي عام 1954 ظهرت بيبسي كولا في جدة على شكل قوارير زجاجية تعاد بعد الاستخدام.

أرقام وتواريخ

– عام 1956 أصبح لدى شركة بيبسي كولا 120 مصنع تعبئة في أكثر من 20 دولة في العالم.

– عام 1958 أصبحت بيبسي كولا متوافرة في القوارير الزجاجية الملتفة المألوفة الشكل.

– عام 1959 تمَّ منح الشيخ سالم أحمد بقشان حقوق الامتياز التجاري لبيبسي كولا للمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، كما قام رئيس بيبسي كولا الجديد «دونالد كيندال» بتقديم مشروب البيبسي إلى «خروتشوف» في روسيا.

– عام 1962 كان هناك 237 مصنع تعبئة لشركة بيبسي كولا في 86 دولة في العالم.

– عام 1968 تمَّ افتتاح مصنع تعبئة البيبسي في شارع المدينة في جدة، كأكبر مصنع للمنتجات الغازية «بيبسي» في العالم، بحجم استثمارات بلغ أكثر من 5 مليارات ريال.

– عام 1981، أصبحت «بيبسي» هي المنتج الأكثر مبيعاً من بين المواد الاستهلاكية في السوق الأمريكي، حيث فاقت مبيعاتها مبيعات شركة كوكا كولا.

– عام 1984 ظهر مايكل جاكسون في دعايات بيبسي التلفزيونية وقدم ألبومه بعنوان «ثريلار» الذي باع منه أكثر من 40 مليون نسخة في العالم. وفي العام نفسه، فاز مصنع جدة بلقب أفضل مصنع تعبئة عالمياً.

 – عام 1986 فازت جدة بجائزة بيبسي العالمية للجودة.

 – عام 1989 تمَّ إصدار المنتج الجديد «دايت بيبسي».

 

 

 

ما الفرق بين البيبسي كولا والكوكا كولا؟

البيبسي والكوكاكولا يعدّان أشهر المشروبات الغازية التي توجد في الأسواق، وتتنافس هاتان الشركتان الأمريكيتان على أخذ أكبر حصة سوقية، حيث تقوم كل شركة بإنتاج منتج جديد بين الحين والآخر؛ كي تتميَّز عن الأخرى، ومن أشكال المنتجات الجديدة التي تظهر دائماً، نكهات إضافية للمشروب مثل الكرز أو الليمون أو البرتقال وغيرها من النكهات الطبيعية. كما تتوجّه هاتان الشركتان أحياناً للطابع الصحي، حيث تنتجان بعض المشروبات التي تُدْعَى بأنها مناسبة للحميات ولا تحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية، على الرغم من أنَّ هناك تشابهاً كبيراً بين الشركتين من ناحية المنتجات، إلا أنَّ هناك بعض الاختلافات والفوارق بين البيبسي والكوكاكولا، فيما يلي أهمها:

  • تأسَّست الكوكاكولا في عام 1886 في جورجيا، بينما تأسَّست البيبسي في عام 1893 في شمال كارولاينا.

  • تحتوي الكوكاكولا على نسبة سكر أقل من البيبسي، وبالتالي فإنها تعدُّ أقلَّ حلاوة، ولذلك يعتقد بأنَّ البيبسي مرغوب فيه أكثر لهذا السبب.

  • النكهة العامة لمشروب الكوكاكولا هي الفانيلا؛ لأنه يحتوي على بعض المواد الكيميائية من الفانيلا، أما البيبسي فإنَّ نكهته تميل إلى الحمضيات بشكل كبير.

  • يشتهر مشروب البيبسي بحدة نكهته حيث إنَّ تناوله يسبِّب انزعاجات في الحنجرة، بينما تعدُّ نكهة الكوكاكولا أقلَّ حدةً، وبالتالي يسهل تناوله.

  • تعدُّ المياه المستخدمة لتحضير الكوكاكولا مكربنة أكثر، وبالتالي فإنها أكثر غازية مقارنة بالبيبسي.

  • يحتوي مشروب الكوكاكولا على نسب أملاح أكثر من البيبسي، حيث يحتوي مشروب الكوكاكولا على 50 مل غرام من الصوديوم، بينما يحتوي البيبسي على 15 مل غرام فقط.

  • يتفوَّق مشروب البيبسي على مشروب الكوكاكولا بكمية الكافيين التي يحتويها، حيث إنَّ العبوة الواحدة من مشروب البيبسي تحتوي على 37،5 مل غرام من الكافيين، بينما تحتوي العلبة الواحدة من مشروب الكوكاكولا على 34 مل غرام من الكافيين.

  • تحتوي عبوة الكوكاكولا على كمية سعرات حرارية أكبر تصل لـ 160 سعرة حرارية، بينما تحتوي عبوة البيبسي على 150 سعرة حرارية.

 

سكر أكثر

كشف أطباء اختصاصيون عمّا يحدث لجسد الإنسان عندما يتناول المشروبات الغازية، التي تحفّز أعضاء كثيرة في الجسم إلى للتفاعل بطريقة سريعة، ويحذر الأطباء منها.

واستطلعت شبكة “فوكس نيوز” آراء عدد من الأطباء المختصين لمعرفة ما يحصل داخل الجسم عند تناول المشروبات الغازية، وقالوا إنَّ المرحلة الأولى تتمثَّل بإصدار البنكرياس للإنسولين، لنقل كميات السكر القادمة من المشروب إلى العضلات، لكن طبيب الباطنة «ميلتم زايتينوغلو»، أكَّد أنَّ السكر في المشروبات الغازية أكثر ما تحتاج إليه العضلات لإنتاج الطاقة، وهنا يكمن جزءٌ من خطورة هذه المشروبات.

ويقول زايتينوغلو: «عندما يتناول الشخص 0.6 لترات من المشروب الغازي، فهي بمثابة تناوله وجبة كاملة من حيث كم الكربوهيدرات».

ويضيف: «في معظم الحالات، هذه الوجبة السائلة المتمثلة في المشروب الغازي، تكون إلى جانب وجبة حقيقية أخرى، وبدلاً من تحويل السكر إلى طاقة في العضلات، فإنَّه يتحوَّل إلى دهون في الكبد».

أمّا الكلية فسوف تلعب دوراً لمحاولة التخلُّص من السكر الزائد عن طريق إدرار البول، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة الجسم لكميات كبيرة الماء، ما يتسبَّب في جفاف الجسد ويؤدي إلى الشعور بالعطش.

وأشارت دراسة بجامعة برينستون إلى أنَّ المشروبات الغازية قد تؤدي إلى الإدمان الحقيقي، وخاصة السكر الذي يتخلله المشروب، الأمر الذي قد يدفع البعض لتناول أكثر من مشروب غازي واحد يومياً.

وينصح «كوردياليس مسورا كاساغو» اختصاصي التغذية والمتحدث الرسمي باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية في لوس أنجلوس، بالتحكُّم في جرعة المشروب الغازي، لكنه حذر من أن يصبح شربها عادة منتظمة. ويقول: «ابحث عن مشروبات أخرى بسعرات حرارية أقل، مثل الشاي المثلج والماء».

10 أسباب مهمة

يقبل الناس على تناول المشروبات الغازية في الأيام الحارة، لاعتقادهم بأنها تزيل العطش وتشعرهم بالارتواء، وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً، لأنها تخل بتوازن سوائل الجسم وتصيبه بالجفاف، إذ يحتاج الإنسان إلى شرب كمية من الماء تعادل سبعة أضعاف ما شربه من المشروبات الغازية لاستعادة هذا التوازن، ولا يتوقَّف الموضوع عند هذا الحد، إذ تمَّ أخيراً حصر عشرة أضرار وأمراض تسببها المشروبات الغازية للجسم وهي:

*السمنة: يؤدي شرب عبوة واحدة من المشروبات الغازية يومياً إلى زيادة نصف كيلوغرام شهرياً، نظراً لما تحتويه من كميات كبيرة من السكر، وتزيد مشروبات الدايت المحلاة بالمحليات الصناعية وزن الجسم بنسبة أعلى من تلك التي تحدثها المشروبات الغازية العادية، لما تحدثه من تفاعلات هرمونية.

*تلف الكبد: إنَّ التناول المفرط لهذه المشروبات يزيد من احتمال حدوث تشمع الكبد كما تحدثه المشروبات الكحولية.

*تسوس الأسنان: نظراً لحموضتها الشديدة، فإنَّ هذه المشروبات تذيب بفاعلية كبيرة طبقة الأسنان الخارجية وتزيد من احتمال حدوث تسوُّس الأسنان مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة مع ما تحدثه السكريات الموجودة في الحلويات.

حصوات الكلى: إنَّ شرب أكثر من أربع عبوات بحجم (250) مل أسبوعياً يزيد من احتمال حدوث حصوات الكلى بنسبة 15%، وذلك بسبب احتوائها على حمض الفوسفور الذي يغيّر من تركيب البول في الجسم.

 *مرض السكري: بما أنَّ هذه المشروبات تسبِّب السمنة، فإنها تمهِّد للإصابة بداء السكري وتشكِّل كمية السكر الموجودة في عبوة واحدة عبئاً ثقيلاً على الجسم لاستقلابها وحرقها.

 *الارتجاع المريئي: وهو عبارة عن خروج العصارة المعدية شديدة الحموضة من المعدة إلى المريء، ما يسبب شعوراً مزعجاً بالحرقة يمتد إلى آخر الفم، ويسبب الاستهلاك الزائد لهذه المشروبات زيادة في حموضة المعدة، وتجمعاً للغازات المنطلقة منها أسفل البوابة التي تفصل المعدة عن المريء، ما يؤدي إلى حدوث ضغط وتقلُّصات تحرض على فتحها وخروج عصارة المعدة الحامضية إلى المريء.

 *ترقق العظام وهشاشتها: تنقص هذه المشروبات نسبة الكالسيوم بالدم، فيقوم الجسم بتعويض هذا النقص من خلال سحب الكالسيوم من العظام فتصبح عظام الجسم بالتدريج عظاماً ضعيفة وهشّة.

 

 *ارتفاع ضغط الدم: يسبِّب الاستهلاك المرتفع لهذه المشروبات؛ سواء العادية أو الدايت ارتفاع ضغط الدم، كما أنها تزيد من لزوجة الدم وحموضته.

* أمراض القلب: يؤدي استهلاك أكثر من عبوة واحد يومياً إلى ظهور المتلازمة الاستقلابية وهي عبارة عن أربعة أعراض تتمثل في: (زيادة الوزن – ارتفاع ضغط الدم – ارتفاع سكر الدم – ارتفاع الكوليسترول) وتسبِّب المشروبات الغازية حدوث جميع الأعراض السابقة، ويكفي حدوث ثلاثة منها ليصبح الجسم مرشحاً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 *الالتهابات والاضطرابات المعدية المعوية: تسبِّب الأحماض الموجودة في هذه المشروبات زيادة في حموضة المعدة، ما يؤدي إلى تخريش جدرانها؛ لذلك يحذر الأطباء من شربها على الريق، كما أنها تسبِّب خللاً كبيراً في التوازن الحمضي القلوي للمعدة والاثنى عشر، ما يمهِّد لحدوث الالتهابات فيها.

والإقلاع عن تناول هذه المشروبات هو الحل الوحيد لتجنُّب مضارها؛ فهي مشروبات لا يحتاج إليها الجسم، ويمكن استبدالها بالماء أو العصائر الطازجة.

لا شكَّ أنَّ الإقلاع عن تناول المشروبات الغازية ليس سهلاً على الإطلاق، خاصة إذا كنت واقعاً في حبالها، ولاسيما وهي تملأ كلَّ فراغات الوجود حولنا، وللأسف لا توجد مَشَافٍ لإعادة تأهيل مدمني المشروبات الغازية، لكن على الأقل هناك بعض النصائح التي يمكنها أن تعينك على الإقلاع عن تلك العادة الضارة بالصحة، والبدء بعيش حياة صحية من جديد.

مشروبات «الدايت»

تعاطي مشروبات «الدايت» قد تكون عواقبه على الصحة أكثر؛ لأنها تحتوي على مادة الأسبارتيم، التي تتحوَّل داخل الجسم إلى عدد من الكيماويات السامة، أكثر هذه الكيماويات سمِّيَّةً هي مادة الفورمالدهيد، وهي المادة المستخدمة في حفظ أعضاء الجسم وعينات التشريح من التحلُّل.

وقد ارتبط الأسبارتيم بعدد من الاضطرابات العصبية، مثل الشقيقة (الصداع النصفي)، الدوار، الارتعاد، الارتعاش، التشوش الذهني، وتعكُّر المزاج والزهايمر، وربما يصل الأمر إلى عمى دائم.

الماء وشاي الأعشاب وعصائر الفواكه بلا إضافات من السكر بدائل رائعة، وإذا كانت هناك رغبة عارمة في استعادة مذاق الصودا، فتناول شراب الليمون المثلَّج مع الفوّار، ولعلَّ أفضل خيار أمامك كبديل هو الحليب منزوع الدسم، خاصة إذا كنت معتاداً على شرب المياه الغازية منذ أمد بعيد، فهذا سوف يساعد على ترسيب الكالسيوم مرة أخرى في عظامك، وإصلاح ما أصابها من عطب.

متحف المطيري للمشروبات الغازية

المستشار والباحث عبد الله بن جاسم المطيري، أيقونة جمع الطوابع والعملات الأثرية والصحف والمجلات القديمة، والذي خصَّص لذلك متحفاً بمنزله، قلَّ نظيره كمتحف خاص. فوجئت خلال إعدادي ملف المشروبات الغازية أنَّ هناك قسماً خصَّصه المطيري للمشروبات الغازية، يضمُّ علباً وزجاجاتٍ يعود تاريخها إلى نحو ستة عقود، كانت بعض مصانع المشروبات في دبي استخدمتها في تلك الحقبة من الزمن.

في منزله المتواضع بمنطقة الوصل، التقيت المطيري الذي أطلعني على مقتنياته «الغازية».

والحق يقال، إنني لم أجدها حتى في متحف شركة دبي للمرطبات التي زرتها الأسبوع الماضي.

متحف المطيري للمشروبات الغازية يضمُّ زجاجات وعلب «بيبسي كولا»، «كوكاكولا»، «سفن أب» و«كندا دراي»، إضافة إلى لوحات لصور إعلانية.

قلت له مازحاً: أرى أنك تجمع زجاجاتٍ وعلباً لكلِّ شركات المشروبات الغازية في دبي، فأيها الأحبُّ إلى نفسك؟!

ابتسم، وقال: أنا أجمع وأقتني للتاريخ والمستقبل، والباحث التراثي ينبغي أن يتوخّى النزاهة والعدالة والتوازن في عمله. لذا أنا لا أُقَدِّمُ هذه على تلك، ولا أُسَانِدُ تلك على حساب هذه؛ فالكلُّ عندي سواء، والنتيجة يحكم عليها الجمهور من خلال تذوُّقه للأطيب والأنفع، وإن كانت الدراسات الحديثة تدين جميع المشروبات بسبب إضرارها بالصحة العامة؛ لأنها منتجٌ مشبَّعٌ بالسكريات والمواد الكيماوية المضرة، حسب قولهم. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنا لا أملك أسهماً في هذه الشركة أو تلك حتى أحابيها على غيرها.

 

نماذج متنوعة للمشروبات الغازية
نماذج متنوعة للمشروبات الغازية

 

لوحة إعلانية ضمن مقتنيات متحف المطيري للمشروبات الغازية
لوحة إعلانية ضمن مقتنيات متحف المطيري للمشروبات الغازية

 

 

علب «بيبسي» تشير إلى «مايكل جاكسون»

 

لفت نظري، من بين مقتنيات المطيري الغازية، زجاجة «سفن أب» مكتوب عليها: دبي- الإمارات المتصالحة، أي يعود تاريخ إنتاجها إلى ما قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، قال المطيري إنه اشتراها بـ«900» درهم، وإنه دفع هذا المبلغ نظراً لقيمتها التاريخية والأثرية.  وهناك 3 علب كُتِبَ على كل منها اسم أحد أبناء عبد الله المطيري (عمر، حصة، وعفراء)، إضافة إلى زجاجات صغيرة تعدُّ نماذج لبعض المشروبات الغازية، وكذلك عبوات تجسِّد مناسبات رياضية مختلفة تمَّ تنظيمها في الدولة، وأخرى تشير إلى راقص الراي الأميركي «مايكل جاكسون».