939 عدد المشاهدات
دبي مركز جمال بن حويرب للدراسات
في جلسة عن التميز الإماراتي، وواضع لبناته الأولى، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، استضاف مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء الأول من أمس الدكتور عماد الدين حسين، مؤلف كتاب ” زايد والتميز “، من إصدارات الأرشيف الوطني في الدولة، وقدم المحاضر الدكتور خالد محمد، المستشار في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة. بحضور المستشار والخبير التراثي عبد الله بن جاسم المطيري والشاعر والكاتب الدكتور شهاب غانم، والكاتب محمد صالح بداه، والخبير التراثي راشد بن هاشم، وعدد من الإعلاميين والصحافيين، وجمع من المهتمين والمتابعين.وعن محاور الجلسة قال المحاضر، لدينا ستة محاور، أولاها، لماذا زايد ولماذا التميز، وثانيها، إطلالة في كتاب ” زايد والتميز”، والثالث التجربة الشخصية للشيخ زايد بين الغرس والحصاد، والرابع زايد ومنظومة التميز، والخامس عن القيمة المعرفية والمجتمعية للكتاب، أما المحور السادس فهو ” ماذا بعد زايد والتميز”.مفهوم الشجرةوعن الكتاب قال الدكتور عماد الدين حسين، هو قائم على «مفهوم الشجرة» من حيث جذورها العميقة وجذعها الراسخ وثمارها اليانعة، ولهذا جاءت أبوابه الثلاثة مرتبطة بتلك الثلاثية من خلال ثلاثة عشر فصلاً، استقت منابعها المعرفية من أكثر من مئتي مرجع من الوثائق والمخطوطات ومصادر التاريخ الشفاهي التي يزخر بها الأرشيف الوطني كأول إصدار يتفرد بتلك التكاملية المرجعية.وأضاف الكتاب ليس إصداراً وثائقياً أو تاريخياً أو أدبياً فحسب، وإنما هو مشروع وطني تعريفي تنويري متكامل، ليكون بذلك الإصدار الأول من نوعه في توثيق الشخصيات القيادية المؤثرة في العالم ولهذا يبحر القارئ في أدب التميز من خلال نموذج إنساني شديد التفرد، عميق الأبعاد، استباقي الرؤية، راداري المعلومة، محتواه الإبداعي، فكر وشخصية زايد، طيب الله ثراه.سلطان وزايدقال المحاضر لعل أحد أبرز الأسباب التي أخذت بيدي لتأليف هذا الكتاب هو ما جاء في كلمة ألقاها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في احتفالية نظمت في أبوظبي.
حيث قال:” إن زايد وحّد الأمّة المشتتة، وأطعم الجائع، وعلّم الجاهل، واختصر المسافات، وأنشأ دولة ارتقى بها يوماً بعد يوم إلى مقدمة دول العالم، واكتسبت محبة جميع الدول بسبب سياستها التي انتهجتها في تعاملها الإنساني مع الجميع: وأوضح سموه … منذ أكثر من 40 عاما وصل الى هذه الأرض وزير الخارجية البريطاني لحكومة حزب العمال وأكد للجميع أن بريطانيا لن تنسحب من قواعدها فيما وراء السويس، وبعد ستة أشهر إذا بنفس الوزير يعلن الانسحاب المفاجئ الذي سبب صدمة للجميع. فأصبح الناس كالأغنام في ليلة ممطرة، وافترقت الفئات وتداعت علينا الأمم وإذا بنجم من هذه الأرض يلوح بالأفق، نجم لاح بناظره على صفحات الماء، إنه نجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
التميز المستدام وأضاف د. عماد الدين حسين …
إن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، قال في تقديمه للكتاب ” استطاع الشيخ زايد أن يستشرف المستقبل بكل وضوح وثقة، وعزم وهمة، وسار بشعبه نحو حضارة أدهشت العالم بأسره، حضارة قامت على رمال صحراء قاحلة، استطاع خلال 58 عاماً- منذ توليه مسؤولية تمثيل الحاكم في العين وحتى وفاته في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 – أن يجعلها قبلة سياحية رائدة في العالم.واستطرد سموه: تأكيداً لهذا التميز المتفرد في شخصية الشيخ الوالد زايد، فكراً ورؤية، كان لا بد من توثيقه، ليس سرداً تاريخياً فحسب، وإنما إسقاطاً علمياً موضوعياً ممنهجاً وفق معايير دولية وظفت التاريخ توظيفاً فعالاً، وركزت في قياس إنجازات ونتائج وغرس مستدام، له ثماره داخل الدولة وخارجها وفق مفاهيم ومعايير النموذج الأوروبي للتميز الذي اعتمدته المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة.وقال سموه: «لقد تجاوز الشيخ زايد التاريخ، وتجاوز اللغات، وتفرد بإتقان صناعة من أعقد أنواع الصناعات وهي التميز المستدام، وجعلها علامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة”.وختم سموه يسعدنا أن نقدم هذا الكتاب ليعزز رسالة الأرشيف الوطني (ذاكرة الوطن) في التعريف بالموروث الإماراتي، من باب مستحدث وغير مسبوق بالبحث والدراسة، وهو «تأريخ التميز»، وليكون الإصدار الأول من نوعه في توثيق الشخصيات القيادية المؤثرة في العالم، ودراستها وفق منهجية التميز المستدام.غرس زايدويستطرد المحاضر …في الباب الأول بفصوله الثلاثة يعيش القارئ مع زايد الرؤى والممارسات من خلال واحات غنية ثرية ترصد البدايات من عام 1946 بعيون التميز، ثم يُختَتَم الباب الأول بفصل محوري، وهو زايد ومفاهيم التميز الثمانية في فكر زايد الإنسان والدولة والنهج.وفي الباب الثاني يكون القارئ على موعد غير عادي ليمضي رحلته مع خمسة فصول تشكل معالم نهج زايد في البناء والتطوير والتمكين من خلال القيادة الاستراتيجية التكاملية ورأس المال البشري الواعد والشراكات الفاعلة والخدمات الحكومية الرائدة. وقدم المحاضر أكثر من مثال عما وصلت إليه الخدمات الحكومية، وبالقمم الحكومية التي تنظمها الدولة سنوياً برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن ر اشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والتي وضعت الإمارات في مراتب التنافسية على الدرجة الأولى مع الدول المتقدمة والمتطورة. وأتى بالذكر على جواز السفر الإماراتي الذي احتل المرتبة الأولى على مستوى العالم، وقال إن كل ذلك ماهو إلاّ نتيجة غرس زايد، رحمه الله.وأكد على المثل القائل ” أحسن جذورك .. يشتد عودك ، وتؤتي ثمارك يانعة”.نموذج إنسانيويضيف المحاضر … مع نهاية الباب الثاني يتيقن القارئ أنه أمام رجل ليس بحجم أُمةٍ فحسب ولكنه نموذج إنساني عالمي الأبعاد، صَنَعَ أمة بحاضرها ومستقبلها، وقدم قدوة استثنائية نراها حاضرة وماثلة وراسخة في القادة أبناءً وأحفاداً وشعباً استثنائياً تَفَرَّد بالريادة واللا مُستحيل والسعي الدؤوب نحو الرقم الأول.وجاء الباب الثالث والأخير من الكتاب ليتحدث عن الحصاد؛ الحصاد فيما يتصل بخدمة الناس، والحصاد فيما يتصل برأس المال البشري، والحصاد فيما يتصل بالمجتمع، والحصاد العام، إضافة الى فصل ختامي عن استدامة التميز ومستقبله في السنوات المقبلة، خاصة بعد ظهور الجيل الرابع من نموذج التميز، الذي هو إضافة حصرية لدولة الإمارات في هذا المجال. «دبلوماسية زايد» يقول د. عماد الدين: ” إن المنطق الحكيم والحس الدبلوماسي الذي كان يتمتع بهما الشيخ زايد ساعداه على أن يتبوأ مكانة فريدة بين قادة العالم التاريخيين، فيما استطاع بفضل قدراته وسماته القيادية أن ينقل هذه المكانة من شخصه إلى الدولة”.وقد تم رصد بعضاً من محطات تميز الوالد المؤسس في مجالات شتى، ولاسيما رحلته الفريدة لبناء السياسة الخارجية للدولة، وتجربته العريضة في القيادة ومعرفته المعمقة بالواقع المحلي والمتغيرات الدولية، بجانب التزامه بالقيم الإنسانية الرفيعة وسخائه المعهود، والذي مثّل نقطة تحول جعلت من دولة الإمارات مركز مشورة واستشارة إقليمي وعالمي، ومحطة ذات ثقل وسمعة دولية في حل النزاعات الإقليمية بين الدول والقادة.واستشهد مؤلف الكتاب خلال إلقائه الضوء على «رحلة زايد الدبلوماسية» بالعديد من آراء المسؤولين والمتخصصين في الشأن السياسي والدبلوماسي، حول ما صنعته سياسة الوالد المؤسس الخارجية للعالم، وتأثير هذه السياسات على سمعة ومكانة دولة الإمارات، إذ يقول الدكتور حامد ربيع أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة: ” عكست السياسة الخارجية التي انتهجها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبلاده وعياً دقيقاً لإدراك القيادة السياسية في الإمارات لدور الدولة وأهميتها في المنطقة، إذ مثلت طوال العقود الأربعة الأخيرة دبلوماسية الباب المفتوح من جميع القوى الإقليمية واستطاعت أن تقوم بمهارة بدور الوسيط المقبول من جميع الأطراف في كل نزاعات المنطقة”ويزيد: ” التجارب والتحديات التي مر بها الشيخ زايد طوّرت قدرته على تحقيق هذه السمعة والمكانة الدولية من خلال سياسته الهادئة والواثقة والمتوازنة، وكانت خبراته الطويلة في التعامل مع رؤساء الدول الأوروبيين والآسيويين أو الإفريقيين أو العرب، وتجربته العريضة في القيادة ومعرفته المعمقة بالواقع المحلي والمتغيرات الدولية والتزامه القيم الإنسانية الرفيعة وسخائه المعهود، مدخلاً ونقطة تحول جعلت من دولة الإمارات مركز مشورة واستشارة إقليمي وعالمي، ومحطة ذات ثقل وسمعة دولية في حل النزاعات الإقليمية بين الدول والقادة، بالإضافة إلى أن منطقه الحكيم وحسه الدبلوماسي ساعداه لكي يتبوأ هذه المكانة الفريدة، وكي تنتقل هذه المكانة من شخصه إلى الدولة”.صوت للحوار وضبط النفسوفي جانب آخر من كتاب «زايد والتميز» يعود السفير إدوارد ووكر سفير الولايات المتحدة الأميركية الأسبق لدى الدولة بذاكرته إلى أول لقاء جمعه بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال حفل تقديم أوراق اعتماده سفيراً لدى الدولة عام 1990، قائلاً: «لقد كان دائماً صوتاً للحوار وضبط النفس، في حين كان الآخرون يسارعون للجوء إلى القوة والعنف في حل الخلافات، ومن ثم كنت أتشوق للقائه لاسيما في ظل الدور المهم الذي كان يقوم به للمساعدة على حل الصراعات الإقليمية والذي كان مقدراً جداً في واشنطن”.ولفت ووكر إلى دور الشيخ زايد الرئيسي في دعم القضية الفلسطينية وقضايا الحرب الأهلية في الصومال وأزمة لبنان ومأساة البوسنة والهرسك، بالإضافة إلى قيامه أيضاً بدور الوسيط الحكيم والمحايد في الخلافات بين القادة العرب بعضهم البعض.نهضة ووحدة الأمة ويستذكر المحاضر، وصف الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق ” كوفي عنان ” للوالد المؤسس في بيان رسمي، بأنه كان من الزعماء البارزين في العالم، وقوله بأنه كرّس حياته وجهده الدؤوب منذ توليه مقاليد الحكم من أجل بناء دولته ونهضة ووحدة الأمة العربية.كما تحدث عنان عن حكمة الشيخ زايد وإيمانه العميق بالدبلوماسية سبيلاً لحل الأزمات، وكذلك كرمه في تقديم المساعدات للدول النامية، والذي مكّنه من أن يحظى بشعبية جارفة في بلاده ودول العالمين العربي والإسلامي وأغلبية دول العالم، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان صديقاً باراً للأمم المتحدة، وسعى دوماً نحو تعزيز أوجه العلاقات بين بلاده والمنظمة الدولية.وركز الكاتب على جهود الوالد المؤسس وسعيه الدؤوب لمساعدة الغير، قائلاً: (تحرك الشيخ زايد من منطلق قناعاته بأن متطلبات التنمية في دولة الإمارات يجب ألا تعوق ما كان يعده واجباً نحو الدول الشقيقة والصديقة، فقد كان دائم القول: «إن أمامنا التزاماتنا تجاه أشقائنا، ونطلب من الله أن يوفقنا للتوازن بين حاجة الدولة وحاجة الشقيق والصديق»، مشيراً إلى أن منطقه في هذا الأمر قائم على أن دولة الإمارات لن تعزل نفسها عن بقية دولة العالم، لاسيما أنه كان يصادق في شرف ويتعاون في كرامة).مساعدات وأهداف وأضاف المحاضر: «كان المغفور له بإذن الله يساعد دون زهو أو مفاخرة ويناصر مبادئ العدل والمساواة، ولذلك أصبح من أبرز رواد العمل التطوعي في العالم في تقديم المساعدات الإنسانية بعيداً عن دائرة الضوء الإعلامي، بل كان كل ما يعنيه بالدرجة الأولى السرعة في إمداد الأماكن التي تحتاج فعلياً إلى مساعدة”.وتحدث عن تصور الوالد المؤسس لبناء العلاقات الخارجية للدولة، قائلاً: ” استلزم بناء تصور لعلاقات الإمارات الخارجية تحديد أهداف وأولويات ودوائر مرتبة في الأهمية والوسائل ومواءمة المأمول مع العقبات التي قد تكون خلافات سياسية أو منافسات إقليمية أو غيرها من المعوقات، وفي نهاية الشوط كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يطمح كما أدت الثمار المتحققة بالفعل إلى ما يتجاوز بكثير أن تكون دولة الإمارات على خريطة العالم، بل أن تضطلع بدور إقليمي وعالمي مؤثر تستثمر فيها ثرواتها كافة النفطية والبشرية والثقافية، إضافة إلى استثمار موقعها الجغرافي”.وفي نهاية الأمسية شارك عدد من الحضور في التعليق على ما ورد فيها، وألقى المستشار عبدالله المطيري المزيد من الأضواء على سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله.
الدكتور/ عماد الدين حسين في سطور:
خبير التميز الدولي وإدارة المعرفة ورئيس مقيّمين دولي معتمد في نموذج التميز الأوروبي ( EFQM) من بلجيكا مستشار تطوير مؤسسي ومدرب دولي معتمد في إدارة المعرفة والتفاوض والعقود الدولية محكم تجاري دولي وقام بالتحكيم في العديد من المنازعات التجارية المحلية والاقليمية والدولية كاتب مقال أسبوعي كل خميس في جريدة الرؤية الاماراتية حاصل على الدكتوراه في الإدارة الدولية تخصص (تطوير مؤسسي) من كلية الادارة الدولية في نيويورك عام 2013، المؤسس والرئيس التنفيذي لرواد التميز الاداري الدوليون (CMI)من مؤلفاته:1- كتاب ” زايد والتميز” صدر عن الأرشيف الوطني، وزارة شؤون الرئاسة.2- كتاب “شواهد من الوطن رقم 1” صدر عن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، يستعرض فيه التجربة الإماراتية في التطوير والريادة. 3- كتاب “رحلات وتأملات” حول أسفار الذات في أكثر من 30 دولة وتأملات حياتية.