2,395 عدد المشاهدات
مدارات ونقوش (خاص)
تتباين قيمة الصورة تبايناً تاماً في عصرنا الحالي عنها في العام (1962م)، ذلك التاريخ الذي شهد فرحة شعبية عامة بمناسبة زفاف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان حينذاك ممثلاً لشقيقه في حكم مدينة العين. فأن توثق مثل تلك المناسبة في ذلك الحين بذلك العدد من الصور وبالدقة والجودة التي لم تعهد هو إنجاز تأريخي بالغ الأهمية والروعة، في زمن لم تطغَ فيه الصور على المشهد الحياتي كطغيانه على حياتنا المعاصرة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على القيمة التي حظيت بها تلك المناسبة التي وثقها أنتوني رندل، ضابط المخابرات الصحراوية، ونشرت في كتاب «الإماراتيون… كل أيامنا الخوالي» الذي صدر عن الأرشيف الوطني عام 2012.
تواضع وبساطة
لعل أبرز ما يلحظ في توثيق عدسة الكاميرا لتلك المناسبة الحياة البسيطة التي كان عليها أهل الإمارات في تلك الحقبة، وما تحمله تلك البساطة من قيمة عالية ترى من خلالها الحاكم مع شعبه وبينهم لا يتميز عليهم، وهي قيمة عليا من التواضع ورثها قادة الإمارات إلى أبنائهم حتى وقتنا الحاضر.
ما أجملها من فرحة عندما ترى الحاكم في أفراحه محفوفاً بالبسطاء والسادة على حد سواء، لا تفصل بينهم فواصل، بل تجمعهم وحدة المحبة والوطن وتربة الأرض الطيبة التي نشؤوا عليها. بلباسهم التراثي المعروف، والخنجر الذي عرفته التقاليد الإماراتية منذ القدم. جلسات يرى فيها المتفحص لتلك الصور التواضع والأريحية تتسلل من كل جوانبها، ولا يكاد يمل تقليب صفحاتها لما تختزنه من قيم وجماليات.
قيم متوارثة
في ثنايا تلك التوثيقات المصورة لزفاف الشيخ زايد نلحظ كم هي رائعة تلك العادات المتوارثة التي ورثها الأجداد للآباء والأحفاد، فمشاهد الرقص التراثي والاحتفالات لم تتغير عن سابقتها وإن تقادمت العهود ومرت السنون، هي ذاتها بتفاصيلها وإن اختلفت أشكال الوجوه وأجواء المكان. حفلات في الهواء الطلق وتعبيرات عن السعادة والحبور تحت أشجار الصحراء الخضراء التي تعطيك دليلاً آخر وصورة حية ناطقة بجماليات تلك الحقبة التي مرت على دولة الإمارات في بداياتها، منذ أيام ما قبل الاتحاد.
ولعل الصورة أصدق إنباء من أي كلام يمكن أن يكتب…