سين جيم مدارات ونقوش العدد (22-23)

block-2 مجلة مدارات ونقوش – العدد 22 - 23

 2,568 عدد المشاهدات

السؤال الأول:

ما معنى التشوليب؟ وهل لها أصل في الفصحى؟

ع . ص الإمارات

الجواب:

بعد البحث الطويل لم نجد مادة “شلب” في معاجم اللغة، وقد ذكرت معاجم البلدان القديمة مدينةً أندلسية بهذا الاسم، مما يدل على أنها معرَّبة من لغة أهلها قبل وصول العرب.

ولفهم أصل المفردة الشعبية علينا فهم معناها؛ فعندما نقول “فلان يشولب” فهو يرفع صوته مع غناء على ظهر جواده بأبيات حماسية استعداداً للحرب. أمّا في جنوب السعودية فيقولون: فلان يشولب إذا رمى سلاحه إلى الأعلى ورفع صوته وغنّى بالأبيات الحماسية، ويدلُّ المعنى على القوة والقضاء على الأعداء، وبه تشترك لهجتنا ولهجتهم في المعاني والأداء.

وفي نجد يسمّون شعر الفرسان على خيولهم بالحداوي، وهي مفردة شعبية يُقال إنها مأخوذة من حداء الإبل كما يُظن، أو من التحدي كما بينّا سابقاً في هذه المجلة. أمّا في لهجتنا الشعبية في الإمارات فنسمّيها “تشوليب”، ونقول: فلان يشولب، وحين يسمعون قصيدة بوزن وأسلوب معين يقولون: هذي “تشوليبة”.

وهناك مفردات عربية موجودة في اللهجة المحلية غير موجودة في المعاجم القديمة مما يدلُّ على أنَّ مادة “شلب” من فوائت الفصيح وليست إبدالاً من الكاف كما ظنَّ بعضهم أنَّ أصل مادتها من التكالب، وأيضاً لا علاقة لمفردة شلب بالمدينة الأندلسية، ولعلَّ معجماً عربياً جديداً، لم يُطْبَعْ بعد، يظهر لنا وتكون هذه المفردة مخبّأة فيه والله أعلم.


*السؤال الثاني:

يقال إنَّ قبيلة آل بومهير الياسية يعود أصلها إلى أمير اليمامة المهير بن سلمى، وبعضهم يقول إنهم قدموا من منطقة سمائل في سلطنة عمان.. هل هذه المعلومات صحيحة؟

عبدالرحمن المهيري – الإمارات

**الجواب:

قبيلة آل بومهير قبيلة أصيلة من قبائل بني ياس بن عامر الهوازنية، ولا علاقة لهم بالأمير مهير بن سلمى بن هليل الحنفي الذي تأمّر في اليمامة (الرياض اليوم)، ولم يقدموا من منطقة سمائل العمانية، بل قدموا من نجد مع أبناء عمهم من بني ياس والله أعلم.


*السؤال الثالث:

ينتشر عند بعض الناس أنَّ اسم دبي ليس عربياً وأنه اسم مركب من “دو” بمعنى اثنين و”بي” بمعنى البحر، فهل هذا مؤكد؟

حميد – دبي


**الجواب:

سُئِلْتُ كثيراً عن معنى اسم دبي، ومن أين اشتق؟ وقد جرى خلاف كثير في ذلك. وهناك أيضاً من يسأل: هل اسم دبي مذكّر أم مؤنّث؟ ونجد أنَّ كثيراً من البنات يسمونهن الآن دبي.

نسمع قصصاً عجيبة وأساطير غريبة عن سر تسمية دبي بهذا الاسم، لكنها لا تصح. وإذا بحثنا في المعاجم الجغرافية، وجدنا أنَّ اسم دبي موجود، فيقولون: دبي كسُمَي: موضع في الدهناء. كذلك في المعاجم الجغرافية القديمة يصفون هذا المكان –مكان دبي- بأنه موضع واسع. فإذا كان اسم دبي موجوداً عند العرب منذ القدم فهو اسم عربي صريح فصيح.

طفل يحاول صيد الجراد في دبي في مطلع الخمسينيات (كودري)

بعض من ليس لديه تحقيق في العلم يقول: إنَّ دبي مركب من كلمتين أعجميتين: «دو» و«بي» وهذا كلام لا يصح. كما يجدر التنبيه إلى أنَّ الجغرافيين العرب أخطؤوا في تحديد مكان دبي، وقالوا: إنها في الدهناء، ولكنها في الحقيقة هنا في هذا المكان. والاشتقاق الأقرب للصواب أن يقال: إنَّ دبي تصغير لدبا، وهي سوق قديمة معروفة في شمال الإمارات، وهي من أسواق العرب، منذ الجاهلية، ويقال: إنَّ دبي سمّيَت بهذا الاسم تيمُّناً بها. وكذلك فإنَّ الآثار الإسلامية التي وُجِدَت في منطقة جميرا في دبي، التي تعود للعصر الإسلامي الأول تدلُّ على أنَّ دبي سوق قديمة. وقد فسَّر بعض الجغرافيين العرب واشتقوا اسم دبي من الدبا، وهو الجراد الصغير، لكثرة الجراد في هذه المنطقة. وأقول للسائل: إني لن أُرَجِّحَ تفسيراً على آخر، ولكني أؤكد أنَّ اسم دبي اسمٌ عربيٌّ فصيحٌ.

بقي جواب السؤال الذي طرحته: هل اسم دبي مؤنّث أم مذكّر؟

كل ما كان تأنيثه مجازياً فإنه يحتمل الأمرين، ولكني قد وجدت من تسمى باسم دبي قديماً؛ من ألف سنة وأكثر، فهو مذكر، كوهب بن أبي دبي. وعلى هذا من يريد أن يسمِّيَ ابنته أو ابنه دبي، فإنه يصح، والأمر في هذا واسع.

*السؤال الرابع:

الكندورة في اللهجة الإماراتية تعني الثوب التراثي المعروف الذي يلبسه الإماراتيون، فهل لها أصل في اللغة العربية؟

علياء أحمد- أبوظبي

**الجواب:

كثيراً ما أُسأل عن معنى الكندورة، وقد سمعت بعضهم يقول إنها منسوبة إلى مدينة كندر في قزوين، وهذا كلام بعيد كل البعد عن الصحة.

من المعلوم أن كلمة “كندورة” بهذا اللفظ لم ترد في المعاجم العربية، ولكن ما ورد في تاج العروس شرح القاموس المحيط، هو كلمة “قندورة”. جاء فيه (مادة قندر): “وقَنْدُورَة: من مَلابِس النساءِ”. وعلى هذا فإن كلمة كندورة واردة في اللغة للدلالة على نوع من الثياب، ومن المعلوم أن العرب تقلب بعض الحروف، كإبدال الكاف بالقاف، لقرب مخرجيهما. كقولهم “كهرني” بدل “قهرني”، وهي لغة مشهورة في فلسطين وبعض الدول الشامية حتى وقتنا الحالي.

وقد وردت في العصور المتأخرة في بعض كتب المؤرخين، وجاءت في كتاب الإدريسي بصيغة الجمع “قداوير” و”قداور”، أما في لهجتنا المحلية فتجمع على “كنادير”.

ويبدو أن أصل هذا اللباس كان خاصاً بالنساء، إلا أن الرجال لما كانوا يلبسون الإزار، استعيرت هذه الكلمة للدلالة على اللباس المعروف في منطقة الخليج العربي وبعض الدول العربية. ومن هنا فإن أصل كلمة “كندورة” وارد في فصيح كلام العرب.

نستقبل اسئلتكم عبر البريد الإلكتروني: [email protected]