3,057 عدد المشاهدات
الكاتب: عبد الغفار حسين
لو عاش الشيخ عبدالله بن حميد السالمي العُماني الذي نتحدّث عنه في هذه المقالة، في بلدٍ غير بلده عُمان، التي لم ينصف تاريخها المؤرخون العرب القدامى منهم والمحدثون، وأغمطوه كثيراً من حقّه، لكان الشيخ السالمي يقف في الصفوف الأمامية مع الروّاد من ذوي الدور القيادي في التاريخ السياسي والثقافي المعاصر للأمة العربية، وذلك لما كان لهذا الشيخ الجليل من دور له شأنه في تاريخ بلاده، حتى أصبح يشار إليه كَعَلَمٍ من أعلام التاريخ العُماني.
والواقع أنَّ الذي يريد البحث في التاريخ العُماني، ويحاول الرجوع إلى المصادر التاريخية التي خلفها لنا الأسلاف من المسلمين الأوائل، في العصور الأولى والمتأخرة على السواء، لا يجد أمامه غير شيء يسير من الأخبار العُمانية التي يمرُّ عليها المؤرخ مروراً سريعاً، وجلُّها يتعلّق بالسرايا والجيوش التي كان يبعثها هذا الخليفة أو ذاك، لإخضاع المعارضين للخلافة أو المتمردين على الخليفة، دون أن يعتني المؤرخ إلا فيما ندر، بإلقاء أضواء تكشف لنا أحوال البلاد وما كان يجري فيها من الحوادث السياسية والاجتماعية وغيرها، كما كان هؤلاء المؤرخون يفعلونه بالنسبة إلى الشؤون المتعلقة بالولايات الإسلامية الأخرى.
ذخائر تاريخية
والحقيقة أنه لولا أن اهتمَّ العُمانيون أنفسهم بتاريخهم، وسجلوا مجريات الأمور والحوادث في بلادهم وخاصة إبّان العهد اليعربي، لضاع الكثير ممّا نجده اليوم، مع أنَّ ما ضاع من الثروة الفكرية والثقافية في هذه البلاد يبدو شيئاً ليس بالقليل؛ بسبب ما ابتليت به عُمان من الحروب والفتن والغزوات التي كانت تتعرّض لها من الخارج نظراً للروح الاستقلالية لدى العُمانيين، وعدم تقبُّلهم شكل البنية السياسية والاجتماعية لمخالفيهم، وبالتالي ما كان عليه أكثر الغزاة من التعصُّب الطائفي والنظر الضيق، وخاصة دولتي الصفويين والقاجاريين في إيران اللتين كانتا مثالاً للتعصُّب الأعمى، وناصبتا غيرهما من المسلمين العداء بسبب الخلافات المذهبية، فأصبحتا وبالاً على عُمان بغزواتهما، كما كانتا وبالاً على بلاد فارس نفسها التي عمَّها على أيديهما الجهل والتخلف.
والذي يجعلنا نميل إلى تصديق الرواية القائلة إنَّ المتعصبين من الغزاة أتلفوا الذخائر الفكرية من كتب وغيرها، خبر يقول إنَّ البلاد لم تكن خالية من المكتبات وخزائن الكتب. فقد ذكر الشيخ محمد السالمي، ابن الشيخ عبدالله بن حميد السالمي في كتابه نهضة الأعيان بحرية عُمان، أنَّ أحد الفقهاء العُمانيين، وكان قاضياً للإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي تولّى الإمامة في عُمان عام 1649، واسم هذا القاضي الشيخ خلف بن سنان الغافري، كانت لديه مكتبة تحتوي على تسعة آلاف وثلاثمائة وسبعين كتاباً مخطوطاً، وقد نظم شعراً يمدح مكتبته ويصفها بقوله:
لنا كتبٌ في كلِّ فنٍّ كأنها
جِنانٌ بها من كلِّ ما تشتهي النَّفسُ!
ولا أبتغي ما عشت خلا مؤانساً
سواها، فنعم الخلُّ لي وهي الأنسُ
ثلاث مئين ثمَّ سبعون عدها
وتسعة آلاف لها ثمنٌ بخسُ
وهذه الرواية تظهر لنا بأنَّ مكتبات عدة كان يقتنيها العُمانيون، خاصة إذا علمنا أنَّ عُمان أنجبت فقهاء وأدباء وشعراء كثيرين، كما تظهر الرواية أنَّ التلف الذي أصاب الثروة الثقافية كبير بالمقارنة مع الموجود من الكتب والمخطوطات التي خلفها العُمانيون والموجودة اليوم.
الإباضية ودورها في التاريخ العماني
للحديث عن شخصية، كشخصية الشيخ عبدالله السالمي، الذي كان زعيماً وفقيهاً ومفتياً في المدرسة الفقهية الإباضية، لا بدَّ لنا من إيراد نبذة قصيرة عن الإباضية ومدرستها الفكرية التي يتبعها اليوم خلق كثير من أهل عُمان، خاصة سكان المناطق الجبلية الداخلية من عُمان، وكذلك في أجزاء من شمال إفريقيا وخاصة الجزائر.
وقد عرفت الإباضية، بهذا الاسم، نسبة إلى قائد لها هو عبدالله بن إباض التميمي الذي تولّى زعامة الفئة التي انشقت من الجماعة التي عارضت علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، عندما قَبل التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، في الخلاف المشهور الذي وقع بينهما، واعتبرت الجماعةُ المعارضةُ، ومنهم الإباضية، أنَّ مبدأَ التحكيم خطأٌ وقع فيه خليفة المسلمين علي بن أبي طالب، وطالبوا رفاقه وجنوده بالرجوع عن التحكيم والمضي في قتال معاوية والمنشقين على عليّ بن أبي طالب وعلى كلِّ الخلفاء الذين جاؤوا من بعده من الأمويين والعباسيين، باسم «الخوارج»، إلا أنَّ هذا الاسم لا ينطبق إلا على الفرق المتشددة ذات الآراء المتطرفة من الخوارج الذين لم يعد لهم وجود يذكر، كالأزارقة والصفرية والنجدات. أمّا الإباضية فإنهم لولا التسمية، يكادون يكونون من جماعة أهل السنة، إذ إنهم يتفقون اتفاقاً كاملاً في الأصول الشرعية مع المدارس السنية الأربع المعروفة «الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية»، وكذلك يتفقون مع السنة في كثير من المسائل الفقهية الفرعية، ولا يتعدّى الخلاف تلك الخلافات بين المدارس الأربع نفسها.
ولكن أهم ما يميّز جماعة الإباضية، هو معتقداتهم السياسية، وانفرادهم بوضوح الرأي في بنية الحكم والخلافة والإمامة؛ فالإباضيون يقررون بآراء لا لبس ولا غموض فيها، بأنَّ إمام المسلمين وخليفتهم، لا بدَّ أن يأتي إلى السلطة عن طريق الاختيار من عامة المسلمين وبيعتهم له، وفي هذا يختار المسلمون من يجدون فيه الكفاءة والعلم لتولي الإمامة أو الخلافة، بغض النظر عن انتمائه القبلي أو العشائري أو العرقي. وبهذه الأيديولوجية السياسية المتقدمة في نظام الحكم، والتي تتفق مع روح الإسلام ومبادئه، عارض الإباضيون الخلفاء الذين جاؤوا إلى السلطة بعد الخلافة الراشدة، واعتبروهم غير شرعيين لأنهم لم يأتوا باختيار من المسلمين، وكان من الطبيعي أنهم بهذه الآراء شكّلوا تهديداً خطيراً للبنية التي قامت عليها الحكومات الأموية والعباسية التي ظلّت تحارب وتكافح الإباضية ومن نهج نهجهم، باعتبار أنهم خارجون عن الطاعة وعصاة! وهكذا اتسمت علاقة الإباضية مع السلطة، بالخلاف الدائم والنزاع المسلح، ولم يتمكّنوا من العيش في الولايات التي هيمنت عليها سلطة الخلافة، واعتصموا بمناطق بعيدة عنها كعُمان وشمال إفريقيا، حيث قامت للإباضية دول مستقلة في فترات مختلفة، وكانوا يستبسلون في الدفاع عنها استبسالهم في الدفاع عن معتقداتهم.
وفي الحقيقة أنَّ معرفة الإباضية ودراستها، مسألة يحتمها الإلمام الثقافي بالقطر العُماني وتاريخه، وهو موضوع لا يمكن الإلمام بجوانبه المختلفة في عرض موجز، ولكن الإتيان في حديثنا هذا على ذكر الإباضية كان ضرورياً لارتباطه بالشيخ السالمي كواحد من كبار الإباضية وزعيم من زعمائها المعاصرين.
نشأته ودوره الثقافي
قرية الحوقين، هي إحدى القرى المحيطة بمدينة الرستاق العمانية المشهورة التي تبعد عن ساحل عُمان جنوباً بحوالي مائة كيلومتر، وفي هذه القرية وُلِد الشيخ عبدالله بن حميد السالمي عام 1870، وكان والده طالب علم، فنشأ عبدالله في كنف هذا الوالد ميّالاً للعلم، وبدأ بحفظ القرآن وهو لما يتجاوز العاشرة من عمره.
ولما بلغ الثانية عشرة مرضت عيناه، وأصابهما الرمد والتراخوما، والتي كانت عُمان موطناً لهما قبل سنين، ولعدم وجود العلاج فقد الغلامُ بصره وهو في هذه السن المبكرة من عمره، ولكن هذه المصيبة لم تهد من قواه الفكرية النيّرة، ولم تثبط من عزيمته على مواصلة طلب العلم؛ فترك قريته وذهب إلى الرستاق يدرس العلوم الشرعية على يد فقيهها الشيخ راشد بن سيف اللمكي، وفقيه آخر هو الشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي.
وعندما كان السالمي تلميذاً في مدرسة هذين الفقيهين اللمكي والهاشمي، جذب إلى نفسه الأنظار، لما كان فيه من ذكاء مفرط، وذهن متوقد، وحفظ سريع للدروس بصورة أثارت الإعجاب من حوله.
وفي سن مبكرة جداً «السابعة عشرة»، شرع في التأليف واستنباط الأحكام الفقهية، وأجاز له شيوخه ومعلموه بالتدريس؛ لما لمسوا فيه من نباهة وفطنة غير عاديين.
ولم يكد الشيخ يبلغ الأربعين من عمره، حتى وجد له تلاميذه ومريدوه نحو اثنين وعشرين مؤلفاً بين كتب وأراجيز ورسائل في الفقه واللغة والتاريخ والأدب. وإذا علمنا أنه كان كفيف البصر لا يرى ما حوله إلا ببصيرته المتوقدة، وعاش حياة قصيرة لم تزد على أربعة عقود من السنين ألَّف خلالها هذا العدد الكبير من الكتب والرسائل، وتزعَّم الحركات السياسية، ودرَّس وأنشأ المدارس الفقهية، فإننا في الحقيقة لسنا أمام شخصية عادية، بل شخصية نادرة قلّما يجود الزمان بمثلها.
وعلى الرغم من أنَّ شهرة الشيخ عبدالله السالمي لم تتجاوز عُمان كثيراً إلى البلاد العربية الأخرى، نظراً للانعزالية التي عاشت فيها عُمان ردحاً من الزمن، فإنَّ كتابيْن من كتب الشيخ السالمي كان لهما أثر غير قليل في التعريف بهذه الشخصية الفريدة في تاريخ عُمان والخليج العربي بأسره، وخاصة لدى المؤرخين والباحثين الذين كتبوا عن الخليج وعُمان في بداية النصف الثاني من هذا القرن، وهذان الكتابان هما: «تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان» في التاريخ، و«جوهر النظام في أصول الأحكام» في الفقه، والكتاب الأخير هو أرجوزة تبلغ حوالي أربعة عشر ألف بيت في أبواب الفقه «العبادات والمعاملات».
ويعدُّ كتاب تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان، الذي يتألّف من جزأين، أكبر وأهم كتاب في تاريخ عُمان، ومرجعاً أثبت فيه السالمي سعة الاطلاع وعمق المعرفة في التاريخ العُماني. ومع أنَّ الشيخ السالمي التزم بأسلوب القدامى من المؤرخين المسلمين وسار على نهجهم دون تحليل للموضوعات التي يتناولها أو ينقلها عن الغير، لكن الذين أقرضوا كتابه وصفوه بالصدق والأمانة في النقل إضافة إلى سعة الاطلاع، ما جعل المؤرخين الذين جاؤوا من بعده يأخذون عنه ويستقون من مصادره، ويقول الباحث والمستشرق «ولكنسون» بعد مقابلة تحفة الأعيان بما ورد في المصادر الأخرى التي نقل عنها السالمي: «إنَّ السالمي كان أميناً ودقيقاً جداً في اقتباساته».
والحقيقة أنَّ من يقرأ كتاب تحفة الأعيان، يجد نفسه أمام عالم كبير بالتاريخ عميق المعرفة وقرأ كثيراً من كتب التاريخ والتراجم، وهو يستشهد في ثنايا كتابه بمؤرخين أمثال المسعودي وابن كثير وابن خلدون وغيرهم، إضافة إلى مؤرخين وفقهاء عُمانيين من أمثال العوتبي وابن زريق، كما يستشهد بالشعر في إثبات الوقائع، ما يدلُّ على الحفظ والباع الطويل في الفهم.
كما يدل كتاب تحفة الأعيان وغيره من كتب السالمي على أنه كان غزير المعرفة باللغة، كما كان أديباً وشاعراً وخطيباً، ويصفه ابنه محمد بن عبدالله السالمي الذي كان ملازماً لأبيه، فيقول: «إنَّ الشيخ كان خطيباً منطقياً يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة، وجمع الشمل يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان».
وللشيخ السالمي شعر جيد أكثره في الحث على مكارم الأخلاق، ومنه ما يستحث به همم العُمانيين للنهوض ومواجهة الفساد والظلم يتخلل قصائده شيء من الأمثال والحكم؛ ففي قصيدة مطلعها:
المجدُ يُدرك بالقَنا الحسَّاسِ
في كَفِّ مِقدامٍ شديدِ الباسِ
ويقول في كلام جميل:
ما أبعدَ المجدَ الشريفَ منارُهُ
عن منزلِ العجَّازِ والأنكاسِ
ويقول من قصيدة أخرى:
كيف يرجو الحِسَان في الخلدِ قومٌ
ألفوا الذُّلَّ بين غيد نواعم
فامضِ في الأمر إن أردت فلاحاً
عازماً فالفلاح عند العزائم
والبس الحزمَ في الشَّجاعةِ واعلمِ
أنَّه لا يضيعُ في المجدِ حازم
دعوته إلى الإصلاح
إيماناً من الشيخ السالمي بأنَّ على علماء المسلمين وفقهائهم واجب الدعوة إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي في مجتمعاتهم كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، فقد كان شديد الحرص على القيام بهذه الدعوة، والاتصال بالسلطات الحاكمة ناصحاً ومطالباً بالإصلاح. وبدأ يبعث بالرسائل موضحاً هذه النصائح والمطالب، ومحذراً من دسائس الأجانب وخداعهم، خاصة الإنجليز الذين كانوا مسيطرين في ذلك الوقت، ويسميهم الشيخ «النصارى»، فيقول في قصيدة له:
حرب النصارى اليوم بالدواهي
والكل منا غافل ولاهي
فيأخذون الدار بالخدائع
وإنها أقوى من المدافع
ويقول في نصيحة أخرى يردُّ بها على من حاولوا الدسيسة والوقيعة، ويحذّر من الأساليب التي يلجأ إليها المستعمر الخصم:
أتكون ذمتكم لمن
بالحرب إيانا حرب
والله يأمرنا بأن
ننبذ إليهم أن نهب
والخصم لا يخفى عليكم
حاله حيث انقلب
سلب الممالك باحتيال
قد علمتم ما سلب
وأتى يخادعكم فقلتم
إنه الخل المحب!
وفيها يقول أيضاً مشيراً إلى نفسه، وإنه الناصح الذي يقدم النصيحة دون أن يرجو جزاءً على هذه النصيحة، ويحذِّرُ الملوكَ والحكّامَ من جلساء السوء المنافقين الذين لا همَّ لهم غير شهواتهم الشخصية:
فأنا النصيح وإن يكن
قولي عليكم قد صعب
وأنا الشفيق وإن حسبتم
أنني الخصم الحرب
وأنا البصير وإن رأيتم
أنني أعمى أدب!
ما كان نصحي للبرية
بالدراهم مجتلب!
لكنه طبعٌ طُبِّعْتُ
عليه والمولى يهب
بئس المجالس للملوك
فتى به للدين جب
ما همُّه إلا امتلاء البطن
أو نيل النشب
أو كلمة من سيد
يعلو بها وهو الذنب
ويستمر يسمعنا هذا الكلام السلس ذا المعاني الرائعة:
لا يستوي من يطلب العليا
ومن يبغي الذهب
فأخو الدراهم عينه
حيث الدراهم تجتلب
وأخو المعالي همه
يعلو الثواقب والشهب
ومضى الشيخ السالمي يسعى عملياً إلى إقامة الإمامة والدولة الإسلامية، فقام متجولاً في أنحاء مختلفة من عُمان يزور فيها الفقهاء وأهل الرأي، ويستشيرهم في إعادة الإمامة بعد انقطاع دام أمداً طويلاً، فلقي التشجيع والمؤازرة ما جعله يدعو إلى اجتماع عام، تمَّ فيه انتخاب الشيخ سالم بن راشد الخروصي إماماً وذلك في عام 1913.
وقبل أن أختتم هذا الحديث، لا بدَّ لي من الاعتراف بأنَّ الشيخ عبدالله السالمي أكبر بكثير من أن أستطيع أن أوفِّيَه حقَّه من الذكر في مقال عام وسريع كمقالي هذا.. وفي اعتقادي أنَّ التاريخ الخليجي خاصة والعربي عامة لم ينصف هذه الشخصية الكبيرة، ولم يعطها من العناية ما تستحقها، ومن حقِّ السالمي أن يتناوله الباحثون والمؤرخون بالدراسة المستفيضة التي تبرز نواحي كثيرة ومضيئة في حياة هذا الرجل التاريخي الفذ من جوانبها المختلفة، وخاصة الجوانب الثقافية والسياسية. ولعلَّ هذا الحديث يكون بادرة لاستنهاض الهمم من قِبَل هؤلاء الباحثين والدّارسين للاهتمام بهذا العمل خدمة للعلم والثقافة والتاريخ.