في أمسية استضافها ” بن حويرب للدراسات” ريم الكمالي تعرض ” اللغة العربية في ديانة الفيدا الهندية”

مجالس

 1,584 عدد المشاهدات

مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي

استضاف مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء أمس الكاتبة الأول الباحثة والروائية ريم الكمالي في أمسية تحدثت فيها عن ” اللغة العربية في ديانة الفيدا الهندية ” ، قدمها للحضور الباحث والخطاط خالد الجلاف ، بحضور لفيف من المثقفين والمهتمين والإعلاميين يتقدمهم المؤرخ والمستشار جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ، الباحث رشاد بوخش ، رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة ، الباحث راشد بن هاشم ، والأدباء عادل المدفع ، عبدالله الرستماني ومحمد صالح بداه .

قالت الكمالي أنها خلال أبحاثها ودراساتها في تاريخ الحضارات القديمة ، وبخاصة في الحضارة الهندية ، ” حقبة الفيدا ” ، التي امتدت خلال الفترة من 1500 إلى 500 قبل الميلاد ، لاحظت أن هناك كثيراً من الألفاظ والكلمات العربية موجودة في لغة ” الفيدا” ، التي تعني الفائدة ، حسب الهندوس . وضربت على ذلك أمثلة عدة ، مؤكدة أنها ليست بصدد تحديد من الذي أخذ من الآخر ” حضارياً” ، ولكنها تعرض مجرد تشابه في مفردات اللغة بين ” العربية ” و ” الفيدية “.

الكاتبة والروائية ريم الكمالي

وأضافت… أنشأ الآريون الحضارة الفيدية في مناطق شمال الهند وبصفة خاصة ما يسمى بالسهل الشمالي أو سهل شمال نهر الهند (وهى حاليا تضم أغلب شمال وغرب الهند، ومعظم الأجزاء المأهولة من باكستان وأجزاء من جنوب نيبال ويكاد يكون كل بنجلاديش).

ان ديانة الـ( فيدا) والتي معناها (معرفة – او فايدة) تعد من أقدم الديانات التي عرفتها الهند – تلك الديانة التي وجد الاريون (الناجا) ( الناس) يعتنقونها. وكلمة (فيدا) يمكن ارجاعها الى كلمة (فائدة – فايدة) العربية التي تفيد اللفظ والمعنى حيث تعطي المعنى الحقيقي لأديان (الفيدا) .

ان عبادة الفيدا هي عبادة روحية طوطمية لارواح تسكن الصخور والحيوان والمياه والشجر (والثعبان هو من المقدسات لدى معتنقيهما) وهنا نلفت النظر الى رمز الثعبان – الحية الذي يعني الحياة ايضا، هذا الرمز الذي وصل الينا في العديد من التشكيلات الرمزية لنراه في شعار الصيدلة والطب ليدل على الحياة، كما نراه في العصا التي يحملها المطارنة في الديانة المسيحية للدلالة على الحياة بعد الموت ايضا.

ونظرا لان في الحياة أرواح شريرة وارواح طيبة، كما يعتقد الهنود، فقد نشأت مجموعة من التعاويذ والرقي من الارواح الشريرة سميت بـ(فيدا اتا رافا) ومعناها سفر الالمام بالسحر، ولفظها بالعربية (فايدة العرافة).

أسفار الفيدا

لقد حاول بعض العلماء قياس كلمة ( فيدا) على الفاظ بعض الكلمات الاوروبية الحديثة فقيل انها تشبه الاتي: (اويدا) باليونانية – (فيديو) باللاتينية – (ويز) بالالمانية – وغيرها مما لا نرى اي منها أقرب الى المعنى من كلمة (فايدة) العربية التي وحدها تفيد كل المعنى .

تتألف الفيدا من أسفار عدة ، فُقدت ولم يبق منها الا اربعة هي :

– سفر رج: ومعناه معرفة ترانيم الثناء – او بالعربية سفر الرجاء (بلفظ مطابق).

ب- سفر سما: ومعناه معرفة الانغام -او بالعربية سفر سمع (بلفظ مطابق أيضا).

– سفر ياجور: ومعناه معرفة الصيغ الخاصة للقرابين – او بالعربية سفر (يأجر) من اجر – جمعها اجور).)

د- سفر اتارافا: ومعناه معرفة التعاويذ والرقى السحرية – وبالعربية ” سفر العرافة”.

وأضافت الباحثة ريم الكمالي: اشتهر في الهند ايضا نهر يسمى بـ(الغانج – او الكانج) وهذا النهر هو بالنسبة للهنود ( نهر الخلاص ) حيث يتطهر الهنود للنجاة من الامراض والذنوب – اما لفظه العربي فهو – (كا – نج) او لأجل النجاة.

أدب خاص

وذهبت المحاضرة إلى العقائد التي تنتشر بكثرة في الهند وقالت: للهند ايضا ادب خاص بالعقيدة اسماه الهنود ( بيورانا ) ومعناها القصص القديمة -ونلاحظ الشبه بينها وبين كلمة ( يروى – رواية) وهو ما معناه القصة الطويلة بالعربية – تتالف البيورانا من شعر طويل يصل الى اربعماية الف بيت من الشعر – يسميها الهنود ( دو – بيت) ومعناها بيتان من الشعر، ونلاحظ ان كلمة (دو) هي كلمة (زوج) نفسها بلهجة القطع، وان كلمة ( بيت ) مطابقة للغة العربية.

يستوقفنا ايضا في حضارة الهند اسم الاله (شيفا) الذي حير العلماء، فمعنى الكلمة الحرفي عند الهنود (عطوف) مع انه اله القسوة والقتل والتدمير، اما علاقة ذلك باللغة العربية فهو ان (شيفا) العطوف من مصدر ( شفاء) العربية، وان (شيفا) اله القسوة فهو من مصدر (سيف) العربية- ونرى ان كلا المعنيين يدلان على عمق العلاقة بين (الهند- ولغة العرب).

وتابعت الكمالي: هناك مفردات كثيرة في (الهند) لم يحاول اي من الناس اعادتها الى اللغة العربية، لكنني وجدت صلتها بالعربية مذهلة الى الحد الكافي لاقناع كل الناس بان العربية (الارامية – الاربية بالابدال اللفظي الجائز بين حرفي باء و ميم) هي ام اللغات، هذه الكلمات هي (سوريا) ومعناها الشمس – من مصدر ثريا – وكلمة (سوما) التي معناها الدواء – من مصدر (سم) – وكلمة (اجني) ومعناها النار – من مصدر (اج).

هكذا تكون احدى اهم فروع الثقافة العالمية ولغاتها، من مصدر واحد ومن لغة واحدة، هي اللغة العربية الام – لغة ادم.

واختتمت الجلسة بحوارات أثرتها مشاركة عدد من الحضور ، كرم في نهايتها الأديب خالد الجلاف المحاضرة بدرع المركز.

ريم الكمالي في سطور

-روائية وكاتبة وباحثة

ليسانس في التاريخ ومهتمة بالأدب والآثار والفنون.

محررة في القسم الثقافي في صحيفة البيان – دبي.

عضوة في اتحاد كُتاب وأدباء الإمارات.

عضوة في جائزة العويس للإبداع بندوة الثقافة والعلوم بدبي.

عضوة في جمعية الصحافيين في الإمارات.

إصدارها الأول رواية “سلطنة هرمز” عام 2013م وحصول الرواية على جائزة العويس للإبداع عام 2015م

-رواية “تمثال دلما” صدرت عام 2018م هو إنجازها الروائي الثاني، وفازت الرواية بجائزة الشارقة للإبداع 2018م