1,125 عدد المشاهدات
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرته رقم (732) بعنوان “توثيق التاريخ المحلي بين الواقع والطموح”، ألقاها سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وذلك يوم الاثنين، الموافق 20 يناير 2020، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي، وحضرها لفيف من المسؤولين والمفكرين والإعلاميين والمهتمين.
وقد استهل ابن حويرب محاضرته بتوجيه الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مشيداً بجهود سعادته في الاهتمام بالبحث العلمي والفكر والثقافة، مثنياً على الفعاليات والأنشطة المتميزة التي يقدمها المركز.
وفي بداية المحاضرة تحدث جمال بن حويرب عن أهمية تدوين التاريخ المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقال: هذا التاريخ مهدد بالضياع بسبب عدم الاهتمام بتوثيقه وتدوينه بشكل مهني وعلمي، حيث إن معظم الوثائق أو الأوراق لدى الأفراد أو في المؤسسات العامة لا يتم الاحتفاظ بها، بل يجري التخلص منها بشكل متواصل، موضحاً أن هناك عدم وعي لدى العامة بأهمية توثيق التاريخ المحلي، والمحافظة عليه، سببه عدم معرفة قيمة هذا التاريخ وأهميته، ومعظم الناس لا يعلمون أهمية الوثائق التاريخية والمخطوطات القديمة التي قد تكون في بيوتهم أو لدى كبار السن، وفي الغالب يقوم الأبناء بالتخلص من جميع الأوراق التاريخية والوثائق الخاصة بكبار السن بعد وفاتهم، ويتم عندها فقد هذا الإرث التاريخي المهم.
وطرح المحاضر العديد من التساؤلات المتعلقة بالتاريخ وأهميته في حياة الأمم والمجتمعات، مؤكداً أن التاريخ يعتبر شاهداً على الأحداث التي مضت وانقضت، وأصبحت في طي الذكريات، وأنه ليس عبارة عن أخبار وحسب، كما يظن البعض، وإنما هو النظر والتحقيق في أخبار الشعوب والأحداث التي شهدتها. ويمكّن الإنسان من معرفة الصديق من العدو، ويعرّف الأفراد والمؤسسات والحكومات بالأحداث الماضية. وأضاف أن هناك أهمية كبيرة لتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وينبغي العمل من أجل المحافظة عليه، ونشر الوعي والمعرفة حول قيمته وأهميته.
كما تساءل المحاضر: أين نذهب لمعرفة تاريخ دولة الإمارات؟ ويرى أن نسبة كبيرة من التاريخ موجودة لدى كبار المواطنين، لكن النشر التاريخي والتوثيق الإعلامي لتاريخ دولة الإمارات ضعيفان، باستثناء بعض التوثيق عبر القنوات التلفزيونية، مضيفاً أننا في دولة الإمارات نحتاج إلى مؤرخين متخصصين يقومون بالنظر والتحقيق، لأن العديد ممن يكتبون في موضوع التاريخ هم من الهواة، ولا توجد بحوث متخصصة في مجال توثيق وتحقيق التاريخ بالدولة.
وأكد المحاضر أن لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1971 وحتى اليوم تاريخاً عظيماً، فقد ترك الآباء المؤسسون إرثاً تاريخياً كبيراً ينبغي الاهتمام به والمحافظة عليه، وإن هذه الفترة تحوي الشيء الكثير من المعلومات للحديث عنها، وهي بحاجة إلى توثيق وتأصيل وتحقيق، من أجل توفيرها لجيل الشباب.
وختم المحاضر بأنه ينبغي الاهتمام بتوثيق التاريخ لما لذلك من أهمية كبرى متمثلة في الاستفادة من تجارب الأولين، واستخلاص العبر والدروس، واستشراف المستقبل، مشيراً إلى أن هذا التوثيق يكون من خلال جميع الوسائل المتاحة، مؤكداً أن على الجامعات تفعيل أقسام تخصص التاريخ في كلياتها، من أجل تخريج مؤرخين متخصصين في هذا المجال.
المصدر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
بتاريخ: 22 يناير 2020