منهج ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الكتاب مجلة مدارات ونقوش – العدد 22 - 23

 7,025 عدد المشاهدات

 

مريم جمعة عبدالله – كاتبة وباحثة إماراتية

 

لا أتذكر بالضبط متى اشتريت كتاب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء). ما أذكره أنني اشتريته في المرحلة الإعدادية لبحث في مسابقة نظمتها المدرسة، من مكتبة دار الآداب الواقعة في شارع (الرولة) في الشارقة آنذاك، تلك المكتبة العامرة بالكتب كانت مزاري في ذلك العمر الغض. وقد دلَّني على الكتاب صاحب المكتبة -جزاه الله خيراً- بعد أن سألته عن كتب في الطب، تفاجأت من حجم الكتاب، وكعادتي مع أي كتاب استقبلته بابتسامة عريضة ولمسة حنان وامتنان، شدني اسم المؤلف، الذي لم أسمع به قبلاً، وأثار العنوان فيَّ فضولاً كبيراً وتساؤلات، قلبت صفحاته، فإذا بي أفاجأ بالشعر؛ طب وشعر! ووقعت في غرامه، وزاد من حماستي لاقتنائه تاريخ طباعته، فقد طبع عام 1965، واحتضنته؛ فبين يديَّ كنز لا يُقدَّر بثمن!

 

 كتابي الغالي هذا، الذي حقَّقه د. نزار رضا، ونشرته دار مكتبة الحياة، بيروت، ظل مرافقاً لي في جميع مراحل حياتي، متنقلاً معي من مكان لمكان، ومن مكتبة لمكتبة، يتصدَّر رفوفي كإرث عظيم، يذكي روحي بمآثر تاريخ عظيمة، أتصفَّحه بين الحين والحين فتنتشي روحي بشذى صفحاته الصفراء الملهمة، ويحضر في خيالي عالِمٌ بهيُّ الطلعة مُنْكَّبٌ بشغف على كِتابة مخطوطته القيمة.

ووفاء لذكرى بداياتي معه، وددت أن أكون في حضرته، متتبعة منهجه في التأليف. ولأنَّ طبيعة البحث اعتمدت على استقراء منهجية ابن أبي أصيبعة في التأليف عبر تتبعها في كتابه، اقتضت المادة المتحصلة من ذلك أن يتكون البحث من مبحثين هما:

– المبحث الأول: في حضرة الكاتب والكتاب.

– المبحث الثاني: منهج ابن أبي أصيبعة في كتابه: (عيون الأنباء في طبقات الأطباء).

إضافة إلى المقدمة والخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع.

وقد اعتمد البحث على مجموعة من المصادر والمراجع العربية، وفي مقدمتها كتاب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة أبي العباس موفق الدين أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي، الذي مثّل حجر الأساس، وكان المعول عليه في اكتشاف منهج البحث عنده.

والله من وراء القصد وعليه سواء السبيل

 

المبحث الأول

في حضرة الكاتب والكتاب

 

1. في حضرة الكاتب:

اسمه ونسبه وكنيته:   

هو موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة بن أبي أصيبعة السعدي الخزرجي الأنصاري، وقد اكتسب هذا اللقب عن جده الحكيم الذي كان يعمل في بلاط الناصر صلاح الدين. ولد في دمشق سنة 600 للهجرة في بيت علم وأدب، وتوفي سنة 668 للهجرة في مدينة صرخد[1]  إحدى مدن حوران.

عصره:

عاش ابن أبي أصيبعة معظم القرن السابع الهجري، ذلك العصر الحرج الذي تقاذفته تيارات سياسية متعددة سيطر كلٌّ منها على أجزاء من الدولة الإسلامية[2]، إلا أنَّ هذا العصر القلق سياسياً كان عصر الموسوعات بلا منازع، حيث ظهرت فيه أشهر الموسوعات في رحاب الفكر الإسلامي على امتداد زمانه طولاً، وعلى سعة أرضه عرضاً[3].

وكانت بلاد الشام ومصر تحت حكم الأيوبيين الذين اعتنوا بالطب وقربوا الأطباء، وعنوا بهم عناية فائقة، وأجروا عليهم الرواتب المجزية، وهيؤوا لهم كافة المستلزمات الطبية والمعيشية وألحقوا المتميزين منهم بخدمة الدولة، فكانت هذه البيئة المحفّزة سبباً في بزوغ نجم ابن أبي أصيبعة كطبيب متميز، مهتم بالتاريخ والأدب والشعر.

وقد عاصر أربعة من الخلفاء العباسيين وهم:

1. الخليفة الناصر لدين الله (575هـ /  622هـ).

2. الخليفة الظاهر بأمر الله (دامت فترة حكمة تسعة أشهر من عام 622هـ).

3. الخليفة المستنصر بالله (622هـ / 640هـ).

4. الخليفة المستعصم بالله (640هـ / 656هـ).

 

 محطات في حياته:

· نشأ ابن أبي أصيبعة في بيت علم وأدب، فهو سليل أسرة اشتهرت بالطب، وكان والده من أمهر الكحالين (أطباء العيون) في دمشق، وقد اشتهر بعلاج الرمد فيها، وعنه تلقّى الطب، كما كان عمه طبيباً أيضاً.

1. هي اليوم مدينة صلخد جنوبي سوريا، من أعمال جبل العرب.

2. د. رحيم حلو محمد، منهج ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مجلة أبحاث ميسان. كلية التربية، ميسان، جامعة البصرة. مج 2، ع 3. 2006 1986. ص 124

3. مصطفى الشكعة. مناهج التأليف عند العرب. ط 6، بيروت، لبنان: دار العلم للملايين. 1991. ص 731

 

· عاش في دمشق في بيئة حافلة بالعلم والدرس والتدريس، والتطبيب والمعالجة.

·  تلقى أولاً العلوم اللسانية على علماء زمانه، وبعد أن أتقنها انصرف لتلقي علوم الطب عن والده.

· لم يكتفِ بالعلم الذي تلقاه من والده بل توسَّع في شتى أمراض العيون على كل من يحسنها.

· درس العلوم والطب في دمشق نظرياً وعملياً، وطبّق دروسه في البيمارستان النوري[4]  أول مستشفى في التاريخ الإسلامي، وكان من أساتذته ابن البيطار العالم الشهير.

· وللاستزادة من العلم سافر إلى القاهرة التي كانت حاضرة العلم وملتقى العلماء في عز مجد الدولة الأيوبية، والتحق بالبيمارستان الناصري[5]، وفيه استفاد من دروس السديد ابن أبي البيان، الطبيب الكحال ومؤلف كتاب الأقراباذين[6] المعروف باسم الدستور البيمارستاني، وقد اشتهر بذكائه وحسن مداواته، وأُلحق بخدمة الدولة.

· تخطت شهرته الآفاق، وسافر إلى العديد من البلاد، وبناء على دعوة الأمير عز الدين أيدمر[7] صاحب صرخد ذهب إليه وعاش هناك، حيث أعجبه مناخها فمكث فيها حتى وافته المنية سنة 668 للهجرة/ 1270م.

 

كتبه:

له في مجال التأليف، إضافة إلى كتاب: «عيون الأنباء في طبقات الأطباء»، كتب أخرى تعدُّ ضمن عداد المفقودات ولم تصل إلينا، هي:

1. كتاب: معالم الأمم وأخبار ذوي الحكم.

2. كتاب: إصابات المنجمين.

3. كتاب: حكايات الأطباء في علاجات الأدواء.

4. كتاب: التجارب والفوائد.

 

البيمارستان النوري بدمشق أول مستشفى في التاريخ الإسلامي
البيمارستان النوري بدمشق أول مستشفى في التاريخ الإسلامي

 

2. في حضرة الكتاب:

 يأتي كتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» ضمن كتب الطبقات والتراجم، العلم الذي اختص به المسلمون وانفردوا، والذي يتناول سير حياة الأعلام من الناس عبر العصور المختلفة. وهو علم دقيق يبحث في أحوال الشخصيات والأفراد من الناس الذين تركوا آثاراً في المجتمع. ويهتم بذكر حياتهم الشخصية، ومواقفهم وأثرهم في الحياة وتأثيرهم، ويعدُّ علم التراجم عموماً فرعاً من فروع علم التاريخ. كما يعدُّ من “الموسوعات”، تلك الكتب النفيسة التي لا يكاد يستغني عنها كل باحث، والتي جمعت إلى ضخامة الحجم نفاسة المستوى، وإلى وفرة العدد أصول علومنا الحضارية[8].

 

 وتعدُّ كتب الطبقات والتراجم من الروافد التاريخية المهمَّة لمعرفة أخبار فئات المجتمع الإسلامي على اختلاف الطبقات والمراتب، وهي نتاج حضارة منفتحة على العلم، تعطي كلَّ ذي قدر قدره بعيداً عن التعصب، وصولاً للسمو الإنساني.

روح الكتاب:

كتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» مؤلف ضخم في تراجم الأطباء، وبهذا يكون من أمهات المصادر، ليس لدراسة تاريخ الطب عند المسلمين فقط، بل في معرفة الفنون الأخرى التي كانوا يتقنونها، ومعرفة الحكّام الذين شجعوا المهنة، والمدارس والمستشفيات التي تعلموا فيها ومارسوا مهنة الطب فيها.

 ألف ابن أبي أصيبعة هذا الكتاب لأمين الدولة[9] وزير الملك الصالح، أثناء خدمته في البيمارستان الناصري في مصر، وقضى السنين الطوال محققاً ومدققاً في تأليفه، مستمعاً إلى الرواة من المعاصرين.

احتوى الكتاب نكتاً وعيوناً في مراتب المتميزين من الأطباء على الامتداد التاريخي للإنسانية لبدء صناعة الطب وأول ظهورها، والامتداد الجغرافي للدولة الإسلامية، كما ذكر فيه نبذاً من أقوالهم وحكاياتهم ونوادرهم وأسماء كتبهم، بأسلوب شائق تضمَّن صوراً رائعة عن الحياة الاجتماعية التي أحاطت بكل طبيب.

البيمارستان الناصري بالقاهرة
البيمارستان الناصري بالقاهرة 

 

كما ضمَّ الكتاب أيضاً نخباً متميزة من الحكماء والفلاسفة الذين كانت لهم عناية وخبرة في صناعة الطب، وترك الآخرين ليفرد لهم كتاباً خاصاً ذكر اسمه في المقدمة، وهو كتاب (معالم الأمم، وأخبار ذوي الحكم)، وللأسف يعدُّ هذا الكتاب ضمن عداد المفقودات التي لم تصل إلينا كما أشرنا سابقاً.

وقد انعكست في الكتاب أخلاق المؤلف الحميدة وثقافته الرفيعة، وعلو شأنه في العلوم والمعرفة، وتجلّى حبه للعلوم الطبية بجميع فروعها.

 

نشر الكتاب:

نشر الكتاب لأول مرة المستشرق الألماني (أوغست مولر[10]) الذي عثر على نسختين خطيتين، وقام بالإشراف على طباعته في المكتبة الوهبية بمصر سنة 1882م، وقد طبع في جزأين، إلا أنَّ الناشر تصرَّف فيهما تصرفات دفعت مولر لإصدار (ملحق) في ألمانيا سنة 1884م ضمنه ما أسقطه الناشر. هذه الطبعة الأولى والوحيدة من هذا الكتاب، أصبحت نادرة الوجود، تلتها بعد ذلك طبعات مختلفة، وكلها مبنية على طبعة مولر[11].

أهمية الكتاب:

يعدُّ كتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» كتاباً مهماً لأسباب كثيرة منها:

1. هو كتاب فريد في موضوعه، إذ لم يضع أحد سواه معجماً تاريخياً مفصلاً للأطباء إلى أيامه. ويعدُّ أكبر موسوعة طبية في تاريخ الطب والأطباء بالذات المتميزين والمشاهير منهم على اختلاف أزمانهم وأماكنهم، فهو الوحيد الذي قدّم تراجم وافية حفظت تاريخ كبار الأطباء المسلمين وغيرهم، ومناقبهم وما أنتجوه من مؤلفات شتّى في الطب وغيره من العلوم.

2. حوى الكتاب معلومات عن الطب الهندي واليوناني، وربط بين مدرسة الطب العربي الإسلامي، وبين الأصول والمنابع التي استقت منها العلم.

3. أسهم الكتاب في حفظ معلومات قيمة عن المؤلفات التي لم يبقَ منها سوى الإشارة أو التنويه في بطون المصادر وتعدُّ ضمن المفقودات، حيث جمع فيه ما وجده في الكتب الطبية والتاريخية الموجودة في ذلك الوقت والتي لا أثر لها الآن، منها «تاريخ الأدباء» لإسحاق بن حنين العبادي (ت298هـ)، وظل الباحثون يقتبسون منه على مرّ الزمن معلومات فيه قد اندثر كثير من مصادرها الأولى[12]، خاصة بعد الكوارث المدمرة للحضارة، ومن أبرزها الغزو المغولي التتاري من الشرق، والغزو الصليبي من الغرب.

 

كتاب عيون الأنباء في طبقـــــات الأطباء لإبن أبي أصيبعةٔ
كتاب عيون الأنباء في طبقـــــات الأطباء لإبن أبي أصيبعةٔ

 

 

4. غدا الكتاب مصدراً مهماً للكتب التي ألفت بعده فيما يتعلق بتاريخ الطب والأطباء والحكماء.

5. يعدُّ الكتاب مصدراً مهماً لدراسة تاريخ الحركة الثقافية وتطور الحضارة العربية الإسلامية، إذ يقدم صورة واضحة عن الحياة الاجتماعية والعلمية للعالم العربي في تلك الحقبة من الزمن.

6. قدّم الكتاب مثالاً صادقاً لأحوال الطب والتطبيب في عصور النهضة العلمية والعربية وإلى أخبار المشاهير من الأطباء العرب وآدابهم ومفاهيمهم لرسالة الطب والطبابة، وألقى ضوءاً على وتطور المستشفيات وأسماء الكتب الطبية ومضامينها.

7. ألقى الكتاب الضوء على مكانة الطب عند السلطة الحاكمة، وما كانت تمنحه من امتيازات للأطباء وللمترجمين الذين أسهموا في نقل كثير من الكتب الطبية وغيرها من لغاتها المختلفة للغة العربية[13].

8. يؤرخ الكتاب لأسر طبية كاملة لعهده والعهود السابقة، مما يدل على الامتيازات التي توفرها مهنة الطب لمن كانوا قريباً من السلطان أو في طبقته الخاصة.

9. يؤرخ الكتاب لمعالم مهمة في دمشق والقاهرة والقدس، مساجدها وبيمارستاناتها وقلاعها ومدافنها وأبوابها وأحيائها إبان الدولة الأيوبية.

10. أورد ابن أبي أصيبعة في كتابه الكثير من الشعر العربي الذي نظمه الأطباء الذين ترجم لهم، وترى بين التراجم عدداً كبيراً من المشاهير الذين لم يعرفوا بأنهم أطباء، إنما اشتهروا بكونهم أدباء أو شعراء أو من مشاهير الصوفية، كالشيخ شهاب الدين السهروردي والآمدي والفارابي ونحوهم.

 

المبحث الثاني

منهج ابن أبي أصيبعة تأليف الكتاب

 

1. الطبيب المؤرخ:

لطالما كان البحث في التاريخ الإنساني مؤرقاً غارقاً في غموض البداية، وقد ارتاد العلماء المسلمون هذه الآفاق بجُلّ ما توافر لديهم من علم وإمكانات، فأرّخوا للدول والأمم والملوك والصنائع، مظهرين الوجه المشرق لحضارة تتميز بالرقي الفكري واحترام العلم.

     في هذا الإطار الراقي وضع ابن أبي أصيبعة كتابه القيّم: «عيون الأنباء في طبقات الأطباء»، وهو موسوعة أرّخ فيها لتاريخ صناعة الطب وسير الأطباء عبر العصور والأقطار، ونقل فيها معلوماته عن مشاهير عصره، جامعاً ما تفرق في الكتب الكثيرة عن حكماء القدماء وعلماء العرب والإسلام الذين عملوا بالطب من عهد الإغريق والرومان والهنود إلى عام 650 للهجرة، فيما يزيد على 400 ترجمة لطبيب وحكيم من كبار علماء الإغريق والرومان والهنود والعجم والسريان والنصارى وأطباء فارس والعراق والشام ومصر والمغرب العربي والأندلس.

 

* تمكن ابن أصيبعة من أدوات التأريخ:

       مما يثير الإعجاب تمكَّن ابن أبي أصيبعة -وهو الطبيب- من أدوات التأريخ التي أهلته أن يكون مؤرخاً للأطباء باقتدار، ومنها:

1. العدل والإنصاف:

ترجم ابن أبي أصيبعة في كتابه للموافق والمخالف، وأنصف جميع من ترجم لهم، وكأنهم كلهم أبناء مذهب واحد هو العلم[14]، مؤكداً بذلك عدله وإنصافه كمؤرخ مسلم، فلا يدفعه دينه إلى إغفال دور من ليسوا على ملته، فلا تعصب، بل وفاء للحق، ولا غمط لدور أو نكران بل كما يعلمنا القرآن: “اعدلوا هو أقرب للتقوى”[15].

2. التدقيق والاستقصاء:

وهما ركيزتان أساسيتان في البحث العلمي، فنراه في كتابه يوثق لجميع الروايات مستقصياً ما يتعلَّق بها، من أجل تقديم صورة واضحة عمّا أورده، فمثلاً يقول أثناء حديثه عن بداية صناعة الطب: «أقول: وإنما نقلنا هذه الآراء التي تقدّم ذكرها على اختلافها وتنوعها، لكون مقصدنا حينئذ أن نذكر جُلّ ما ذهب إليه كل فريق»[16]، وهنا يظهر اجتهاده في إبداء الرأي ومناقشة الرأي الآخر، لغرض غربلة الروايات التاريخية التي لم يتم توضيحها من قبل غيره من الكتّاب أو نقلها على وجه الصحة، أو عندما يكون هناك تناقض في نقل خبر من جهتين مختلفين.

 

 

الصفحة الاخيرة من مخطوط عيون الأنباء في طبقات الأطباء
الصفحة الاخيرة من مخطوط عيون الأنباء في طبقات الأطباء

 

3. النقد والتحليل:

فهو يتحقَّق ولا يقبل الكلام على علاته، بل يحلل ويثبت وينفي ويعارض ويقابل ويحتاط وينتبه، فمثلاً شكك فيما أورده يحيى النحوي فيما يتعلَّق بعمر جالينوس ووقت تعليمه ونبوغه في الطب[17]، وأورد روايات أخرى تفند ما ذهب إليه. كذلك انتقد وفنّد قول صاعد الأندلسي عندما طعن في مؤلفات الكندي، إذ يذكر أنَّ قول صاعد «فيه تحامل كثير عليه وليس ذلك مما يحط من علم الكندي، ولا مما يصد الناس عن النظر في كتب والانتفاع بها»[5].

4. حس المؤرخ:

 الذي دفعه إلى اختصار بعض الروايات التاريخية الخاصة بتاريخ الطب وتراجم الأطباء خيفة الإطالة، بعد أن تجمعت لديه مادة تاريخية واسعة، وقد صرح ابن أبي أصيبعة بهذا المبدأ أثناء حديثه عن ابتداء الطب، يقول: «ولنذكر حينئذ أقساماً مبدئية في هذه الصناعة بقدر الممكن»، وكقوله أيضاً: «وأشياء هذه الأمثلة التي قد ذكرنا كثير»[2]، وعندما تجمَّعت لديه مادة تاريخية واسعة عن حياة (جالينوس[3]) أورد قسماً منها وترك بعضها تجنباً للإطالة قال: «فهذه الأقاويل وغيرها مما لم نورد لطلبة الاختصار»[4]، وأسباب الاختصار تعود لشهرة بعض الروايات، أو ذكرها المفصل في كتبه الأخرى أو كتب غيره من الأعلام، إضافة إلى استخدامه الإحالات لتجنب التكرار، شأنه بذلك شأن غالبية المؤرخين من كتاب التراجم والتاريخ العام[5].

 

  5. مصادر الكتاب:

اعتمد ابن أبي أصيبعة على مصادر عديدة أمدته بهذه المعلومات الثرّة الغزيرة، نلحظ من خلالها الجهد العظيم الذي بذله في البحث والاستقصاء والتدوين، وقد كان حريصاً أشد الحرص على أن يذكر في كتابه من أين استقى مادته[6].

وهذه المصادر هي: المصادر المكتوبة، والمشافهات، والمكاتبات.

ð    المصادر المكتوبة:

اعتمد بن أبي أصيبعة فيما أورده من تراجم ومن مادة تاريخية على ما يزيد على ستين مصدراً من المصادر التاريخية[7]، غير النقول التي لم يصرح بها باسم الكتاب.

وهي تقع في ثلاثة أقسام:

1. مصادر تتعلَّق بالعلوم الطبية المحضة، أو تاريخ الطب.

2. مصادر تتعلَّق بالعلوم الحكمية، والعلوم المساعدة لصناعة الطب.

3. مصادر تتعلَّق بالتاريخ العام وتاريخ الأدب.

المشافهات:

وقد استقاها من أعلام عصره: شيوخه وزملائه في العمل وأصحابه من المثقفين من أصحاب المناصب الإدارية، كالقضاة والوزراء المهتمين بشؤون الطب والأدب والتاريخ والسياسة[6].

المشاهدات:

التي دونها في أماكن إقامته المختلفة، وهي غنية بالمعلومات الطبية والنكات والنوادر وطرائق التدريب، وما يكون بين الأطباء من تعاون وتفاعل إنساني.

وقد ذكر أن معظم مشاهداته وأوفرها قد أوردها في كتابه (التجارب والفوائد) الذي لم يصل إلينا للأسف.

 

2. منهج تأليف الكتاب:

 

– مفهوم الطبقة عند ابن أبي أصيبعة:

 يختلف مفهوم الطبقة عند ابن أبي أصيبعة عن المفهوم الذي استخدمه غيره من كتّاب الطبقات والتراجم الذي يقضي اشتراك أناس ينتمون إلى طبقة أو صنف في تعاقب زمني لأجيال[8]، وإنما جاء مفهوم الطبقة متنوعاً على امتداد أبواب الكتاب، خاضعاً لطبيعة تأليفه.

 

ما تعنيه الطبقة عند ابن أبي أصيبعة:

1. كانت تعني أحياناً مجموعة من الأطباء ينتمون إلى قومية معينة أو بلد معين مهما تباعدت أزمنتهم.

2. وأحياناً تعني مجموعة من الأطباء الذين يكون القاسم المشترك بينهم عملية نقل الكتب من لغة إلى لغة أخرى.

3. وأحياناً تعني اشتراك الأطباء بفترة زمنية لم يحدّد مداها على وجه الدقة.

الترتيب داخل الطبقة الواحدة:

1. ترتيب زمني حسب القدم والشهرة.

2. ترتيب على أساس القرابة، فيذكر بعد ترجمة بعض الأطباء تراجم أخرى للأبناء أو الإخوة أو الأحفاد أو ذوي القربى.

3. وقد يكون أساس الترتيب استناداً إلى اشتراك الأطباء في ديانة معينة.

4. وفي مواضع تكون صفة التلمذة أساساً للترتيب، فيذكر بعد ترجمة الطبيب ترجمة من أخذ عنه من تلاميذه.

5. وفي حالات نادرة يكون الترتيب على أساس الاشتراك في خدمة الخلفاء.

    وهذه المنهجية استوجبت تكرار تراجم بعض الأطباء في أكثر من باب، لذلك كان يفصل في مواضع ويقتضب في موضع أخرى مستخدماً أسلوب الإحالات تجنباً للتكرار، كما سنرى لاحقاً من خلال أبواب الكتاب.

2. هيكل الكتاب:

1. العنوان:

جاء العنوان «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» مشيراً إلى المحتوى دالاً عليه، وفي سياق الإحساس الجمالي اللفظي لعلماء الحضارة الإسلامية، فعنوانه المسجوع يعطي جرساً محبباً، إضافة إلى الصورة الجماليَّة. 

 

 

 

2. المقدمة:

صدّر ابن أبي أصيبعة كتابه بمقدمة قصيرة، فلسفية ودينية واجتماعية، افتتحها بالحمد والتهليل، وتناول فيها ما يأتي:

·   شرف مهنة الطب بين العلوم والصناعات المختلفة، فهي التي «ورد تفصيلها في الكتب الإلهية والأوامر الشرعية، حتى جعل علم الأبدان قريناً لعلم الأديان»[1].

·   السبب الدافع لتأليف الكتاب وهو: أنه لم يقم أحد من أرباب صناعة الطب بوضع كتاب خاص بالأطباء، يقول: «ولم أجد لأحد من أربابها ولا من أنعم الاعتناء بها كتاباً جامعاً في معرفة طبقات الأطباء وفي ذكر أحوالهم على الولاء، رأيت أن أذكر في هذا الكتاب نكتاً وعيوناً في مراتب المتميزين من الأطباء القدماء والمحدثين، ومعرفة طبقاتهم على توالي أزمنتهم وأوقاتهم، وأن أودعه أيضاً نبذاً من أقوالهم وحكاياتهم، ونوادرهم ومحاوراتهم، وذكر شيء من أسماء كتبهم، ليستدل بذلك على ما خصهم الله تعالى به من العلم، وحباهم به من جودة القريحة والفهم، فإنَّ كثيراً منهم وإن قدمت أزمانهم، وتفاوتت أوقاتهم، فإن لهم علينا من النعم فيما صنفوه، والمنن فيما قد جمعوه في كتبهم من علم هذه الصناعة ووضعوه، ما هو تفضل المعلم على تلميذه والمحسن إلى من أحسن إليه»[2].

3. أبواب الكتاب:

قسّم كتابه إلى خمسة عشر باباً كالآتي:

· الباب الأول: في كيفية وجود صناعة الطب وأول حدوثها.

· الباب الثاني: في طبقات الأطباء الذين ظهرت لهم أجزاء من صناعة الطب وكانوا من المبتدئين بها.

· الباب الثالث: في طبقات الأطباء اليونانيين الذين هم من نسل أسقليبيوس[1].

· الباب الرابع: في طبقات الأطباء اليونانيين الذين أذاع أبقراط فيهم صناعة الطب.

· الباب الخامس: في طبقات الأطباء الذين كانوا منذ زمن جالينوس وقريباً منه.

· الباب السادس: في طبقات الأطباء الإسكندرانيين ومن كان في زمنهم من الأطباء النصارى وغيرهم.

· الباب السابع: في طبقات الأطباء الذين كانوا في أول ظهور الإسلام من أطباء العرب.

· الباب الثامن: في طبقات الأطباء السريانيين الذين كانوا في ابتداء ظهور دولة بني العباس.

· الباب التاسع: في طبقات الأطباء النقلة الذين نقلوا كتب الطب وغيره من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي وذكر الذين نقلوا لهم.

· الباب العاشر: في طبقات الأطباء العراقيين وأطباء الجزيرة وديار بكر.

· الباب الحادي عشر: في طبقات الأطباء الذي ظهروا في بلاد العجم.

· الباب الثاني عشر: في طبقات الأطباء الذين كانوا في الهند.

· الباب الثالث عشر: في طبقات الأطباء الذين ظهروا في بلاد المغرب وأقاموا بها.

· الباب الرابع عشر: في طبقات الأطباء المشهورين من أطباء ديار مصر.

· الباب الخامس عشر: في طبقات الأطباء المشهورين من أطباء الشام.

 

عناصر الترجمة:

اهتم ابن أبي أصيبعة بالترجمة التفصيلية للأطباء، غير أنها اعتمدت بالأساس على طبيعة وكم ما استخلصه من مادة تراجمه من موارده المتنوعة، فكانت على النحو الآتي:

· الاسم:

 يذكره كاملاً مع سلسلة النسب، وقد يأتي الاسم مفرداً في غالبية الأطباء عند العرب، مع تفسير بعض الأسماء غير العربية[2]، وأحياناً يزيد في التعريف بالمترجم له بذكر نسبه إلى قبيلة أو مدينة أو ديانة أو أسماء الشهرة أو من التحقوا بخدمته.

 

· سنة الولادة والوفاة:

كان يوثق سنة الولادة والوفاة إذا عرفهما، وإذا لم يعرف تكلم عن عمر صاحب الترجمة للدلالة على العصر الذي عاش فيه، ويذكر أحياناً مكان الولادة إن عرفه.

· الموطن والسكن:

كان يحدد مواطن الأطباء، والمدن التي قدموا منها والمدن التي استقروا فيها، ليبين من هو من أصل المدينة ومن هو قادم إليها. نحو قوله في ترجمة حكيم الزمان عبدالمنعم الجلياني أحد أطباء الشام: «أتى من بلاد الأندلس إلى الشام وأقام بدمشق إلى حين وفاته»[3].

 

· الرحلات العلمية:

أثبت ابن أبي أصيبعة في تراجم الأطباء رحلاتهم العلمية من بلد إلى آخر في سبيل تحصيل العلم والالتقاء بكبار الأطباء والحكماء. نحو ما أثبته في ترجمة الطبيب ابن البغونش: «كان من أهل طليطلة ثم رحل إلى قرطبة لطلب العلم بها»[1].

 

· الوظائف الإدارية:

وثّق ابن أبي أصيبعة في تراجمه من مارس الوظائف الإدارية من الأطباء كالولاية والوزارة والقضاء، أو من مارس التجارة أو الكتابة أو الحسبة.

· الديانة:

كان يذكر ديانة الأطباء النصارى واليهود والصابئة، بل قد يذكر مذاهبهم في تلك الديانات.

· السمات الخَلقية والخُلقية:

تطرَّق ابن أبي أصيبعة إلى تفاصيل دقيقة في السمات الخَلقية واصفاً هيئاتهم، من لون الشعر والبشرة وتحديد معالم الوجه والهيئة وطبيعة شعر الرأس واللحية والشارب وغيرها، كما أشار أيضاً إلى بعض عاهاتهم مثل ثقل السمع وثقل اللسان. مثل ما ذكره من صفات الحفيد أبو بكر بن زهر: «كان معتدل القامة صحيح البنية، قوي الأعضاء. وصار في سن الشيخوخة ونضارة لونه وقوة حركاته لم يتبين فيها تغير، وإنما عرض له في أواخر عمره ثقل في السمع»[2].

كما تعرض لسماتهم الخُلقية والنفسية والعقلية، كخفة الطبع أو حدته أو الحمق والظرف والتواضع والعفة والكرم والزهد والمنزلة وجلالة القدر وحسن الأخلاق ودرجات الذكاء ونحو ذلك. ومثاله مما ذكره في ترجمة الطبيب اسحاق بن قسطار وكان يهودياً: «وكان وافر العقل، جميل الأخلاق، وله تقدم في اللغة العبرانية، بارعاً في فقه اليهود، حبراً من أحبارهم»[3].

– أفراد الأسرة:

أشار ابن أبي أصيبعة في بعض ترجماته إلى بعض أفراد الأسرة كالوالدين أو الأبناء أو الإخوان أو الزوجة، ويذكر شيئاً من أخبارهم، وإن كان في الأسرة طبيب متميز آخر كان يدرج ترجمته بعد الطبيب المعني. فمثلاً عندما ترجم للطبيب أبو الغنائم هبة الله بن علي بن الحسين بن اثردي[4] المذكور في طبقة الأطباء العراقيين وأطباء الجزيرة وديار بكر أتبع الترجمة بترجمة لابنيه علي وسعيد على التوالي.

·     المكانة الاجتماعية:

حرص ابن أبي أصيبعة على بيان المكانة الاجتماعية الرفيعة التي حظي بها الأطباء عند أصحاب الشأن والسلطان. كذكر ذلك في ترجمة أبي الفضل بن أبي سليمان، حيث يقول: «كان طبيباً للملك المعظم، مقيماً بالكرك، ثمَّ خدم الملك الكامل بالديار المصرية وتوفي فيها»[5].

·     الشيوخ والتلاميذ:

ذكر ابن أبي أصيبعة في ترجمته للأطباء شيوخ العلم الذين تتلمذوا على أيديهم وتلقوا منهم العلم، كما كان يذكر تلاميذهم وخاصة المشاهير منهم، حيث كان يخصهم بتراجم وافية مستقلة تلحق بتراجم شيوخهم مباشرة.

العلوم الأخرى التي برعوا فيها:

في الترجمة للأطباء تجد ذكراً لما برع فيه الطبيب من علوم مختلفة، فأغلبهم قد جمع بين الطب وعلوم أخرى كالفلسفة والهندسة والموسيقى، وعلوم الهيئة والنجوم والآلات والعلوم الرياضية، والعلوم الشرعية كعلوم القرآن الكريم والحديث والفقه، كما برع بعض الأطباء في الأدب والشعر وهؤلاء أورد نماذج من أشعارهم.

 

· الآثار المكتوبة:

جاء ابن أبي أصيبعة على ذكر مؤلفات الأطباء وخاصة المشاهير منهم مسترسلاً في الحديث عنها شرحاً وتفصيلاً، محدداً سنة تأليفها واللغة التي ألفت بها، واصفاً بدقة عدد أجزائها وفصولها وأبوابها ومادتها العلمية، مع ذكر دوافع تأليفها، وبيان عدم المكتمل أو المنحول منها، ناقداً جودة بعضها.

· الأخبار والطرائف والحكم:

حرص ابن أبي أصيبعة على الإحاطة بالشخصية المترجم لها من جميع جوانبها، فنراه يذكر في ترجمته الأخبار والطرائف والنوادر والحكم، ويفرد لها عنواناً خاصاً مثل: آداب سقراط ومواعظ أفلاطون، والأقوال الحكمية للطبيب العنتري[37].

ختاماً:

الحمد لله تتبعتُ في هذا البحث المنهج الذي سار عليه ابن أبي أصيبعة الخزرجي في تأليف كتابه: «عيون الأنباء في طبقات الأطباء»، وقد توصَّلت للنتائج الآتية:

1.  نشأ ابن أبي أصيبعة نشأة علمية خالصة في ظل عائلة اختصت بالطب، وبيئة مشجعة للعلم، كان لها أكبر الأثر في تميزه، ليس في الطب فحسب، بل في العلوم الأخرى كالتأريخ والأدب والشعر.

2. يعدُّ كتاب «عيون الأنباء في طبقات لأطباء» أكبر موسوعة طبية في تاريخ الطب والأطباء بالذات المتميزين والمشاهير منهم على اختلاف أزمانهم وأماكنهم، ظل الباحثون يقتبسون منها على مر الزمن معلومات قيمة اندثرت كثير من مصادرها الأولى، كما يعدُّ الكتاب مصدراً إضافياً في مصادر التاريخ العام، والتاريخ الأدبي، والحياة العلمية الاجتماعية، بما حواه من معلومات كثيرة ذات صلة بالتاريخ العام وتاريخ الأدب والتصنيف.

 

 

3.   امتلك ابن أبي أصيبعة أدوات المؤرخ التي أهلته أن يكون مؤرخ الأطباء بلا منازع منها: العدل والإنصاف، والتدقيق والاستقصاء، والنقد والتحليل.

4.    لم يؤلف ابن أبي أصيبعة كتابه بطريقة ارتجالية، بل اتبع منهجية دقيقة مكنته من تأليف موسوعة طبية تاريخية رصينة، عظيمة الفائدة في تاريخ الطب العربي، كما اشتملت على مادة تاريخية وأدبية واسعة.

5.    اعتمد ابن أبي أصيبعة على ثلاثة أنواع من المصادر: المصادر المكتوبة، والمشافهات، والمشاهدات.

6.    كان ابن أبي أصيبعة دقيقاً في اتباع المنهج الذي اختطه لنفسه في تأليف الكتاب، وانعكس المفهوم الذي وضعه للطبقة على ترتيب الطبقات داخل الكتاب وعلى هيكله وعناصر ترجمات الأطباء الذين ترجم لهم.

7.    تعدُّ كتب الطبقات والتراجم واحدة من الروافد التاريخية المهمة لمعرفة أخبار فئات المجتمع الإسلامي على اختلاف طبقاتهم ومراتبهم.

 

المصادر والمراجع

 

أولاً. المصادر:

1. ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء. تحقيق: نزار رضا. بيروت، لبنان: دار مكتبة الحياة 1965.

2. خير الدين الزركلي. الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين. ط 9، بيروت، لبنان: دار العلم للملايين، 1990.

ثانياً. الكتب المطبوعة:

– مصطفى الشكعة. مناهج التأليف عند العرب. ط 6، بيروت، لبنان: دار العلم للملايين. 1991.

ثالثاً. الكتب الإلكترونية:

–      إسلام المازني، روائع تاريخ الطب والأطباء المسلمين. نسخة إلكترونية (PDFhttps://fiqheltib.files.wordpress.com

رابعاً. الرسائل الجامعية:

– مساعد بن مساعد بن محمد الصوفي. أخبار الدولة العباسية في كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة الخزرجي جمعاً ودراسة. رسالة دكتوراه في التاريخ الإسلامي. كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية. قسم التاريخ. جامعة القصيم. المملكة العربية السعودية. 2014.

خامساً. الدوريات المحكمة:

1. أميمة قاسم يحيى. البيئة وأثرها في الإنسان من خلال كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة. مجلة الآداب. جامعة بغداد، كلية الآداب. ع 107. 2014.

2. رحيم حلو محمد، منهج ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مجلة أبحاث ميسان. كلية التربية، ميسان، جامعة البصرة. مج 2، ع 3. 2006.

3. فاضل السباعي. مناقشة ابن أبي أصيبعة في مقولته عمن دفع ابن زهر لتأليفه كتاب التيسير. المجلة العربية للثقافة. المنظمة العربية للثقافة والعلوم. مج 4، ع 7. 1984.

4. محمد شحادة كرزون. ابن أبي أصيبعة ومصنفه في طبقات الأطباء. مجلة اتحاد الكتاب العرب. اتحاد الكتاب العرب. مج 6، ع 24. يوليو- ذو القعدة 1986.

5. محمد كرد علي. كنوز الأجداد (11). مجلة المجمع العلمي العربي. المجمع العلمي العربي. مج 24، ج 4،1. كانون الثاني 1949.

6. مخطوطات ومطبوعات. مجلة المجمع العلمي العربي. المجمع العلمي العربي. مج 18، ج 4،3. نيسان 1943.

 

المصادر :
  1. البيمارستان النوري يقع في قلب مدينة دمشق، ويعدُّ واحداً من ثلاثة بيمارستانات اشتهرت بها المدينة. بناه الملك العادل نور الدين زنكي عام 543هـ/1154م، وخصصه ليكون مستشفى للمساكين والفقراء، ثمَّ تحوَّل ليصبح واحداً من أشهر المشافي ومدارس الطب والصيدلة في البلاد الإسلامية، وقد تعلَّم فيه كبار الأطباء مثل ابن سينا والزهراوي.

  2. البيمارستان الناصري: أنشأه الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي في مصر سنة 577هـ / 1182م

  3.  الأقرباذين: كتاب الأدوية. وهذه اللفظة من الدخيل الذي كان شائعاً في ذلك العصر.

  4. أيدمر بن عبدالله التركي، المكنى بعلم الدين المحيوي، ولقب بفخر الترك، تركي الأصل، من الموالي، أعتقه بمصر محيي الدين بن محمد بن ندي، اشتهر في العصر الأيوبي، وكان شاعراً لهقصائد وموشحات جيدة السبك، وله اشتغال بالحديث. (خير الدين الزركلي. الأعلام، ج 2 ص 34)

  5. مصطفى الشكعة. مناهج التأليف عند العرب. مرجع سابق ص 731

    2. ابن غزال (… – 648هـ / …. – 1250م)، أمين الدولة بن غزال بن أبي سعيد، أبو الحسن: وزير عالم، طبيب. كان سامرياً ثمَّ أسلم في دمشق، كان وزيراً للملك الأمجد (بهرام شاه)، ثمَّ وزيراً للملك الصالح إسماعيل. (الأعلام ج 2)

  6.  المصدر نفسه ص 17

  7.  جالينوس: جالينوس هو طبيب إغريقي ولد في بيرغامون سنة 129 م وتوفي سنة 216 م مارس الطب في أنحاء الإمبراطورية الرومانية وعالج العديد من الأباطرة الرومان. كان أكبر أطباء اليونان وأحد أعظم أطباء العصور القديمة.

  8.  ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مصدر سابق ص 114

  9.  د. رحيم حلو محمد، منهج ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مرجع سابق ص 132

  10.  محمد شحادة كرزون. ابن أبي أصيبعة ومصنفه في طبقات الأطباء. مرجع سابق ص 148 مساعد بن مساعد بن محمد الصوفي. أخبار الدولة العباسية في كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة الخزرجي جمعاً ودراسة. مرجع سابق ص 280

  11.  محمد شحادة كرزون. ابن أبي أصيبعة ومصنفه في طبقات الأطباء. مرجع سابق ص 150

  12. د. رحيم حلو محمد، منهج ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مرجع سابق ص 135

  13.  ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مصدر سابق ص 7

  14. ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مصدر سابق ص 7

  15. هو إله الطب ابن أبولون. لم يرضَ بشفاء المرضى كما جاء في الميثولوجيا الإغريقية القديمة، بل أحيا الموتى. وقد أثار ذلك جوبيتر فدمره بناء لرجاء أخيه بلوطون إله الجحيم الذي خاف أن تصبح مملكته صحراء.

  16.  نحو تفسيره لمعنى سقراطيس باليونانية، أي: المعتصم بالعدل

  17.  ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مصدر سابق ص 630

  18.  المصدر نفسه ص 495

  19.  ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مصدر سابق ص 521

  20.  المصدر نفسه ص 498

  21.  المصدر نفسه ص 399

  22.  المصدر نفسه ص 590 ابن أبي أصيبعة. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، مصدر سابق ص 390