1,950 عدد المشاهدات
دبي – مركز جمال بن حويرب للدراسات
بين قصائد ساحرة واستعراض تجارب عمالقة الإعلام والأدب السعودي، امتزج الجمال بالشجن، واستطاعت الإعلامية والشاعرة ميسون أبوبكر أن تنثر رحيق تجربتها في مركز جمال بن حويرب للدراسات بدبي، أول من أمس، بحضور جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عبدالرحمن غانم المطيوعي مدير مكتب وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دبي.
بلال البدور رئيس جمعية حماية اللغة العربية، علي عبيد مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، عبيد الشمري..ومجموعة من المثقفين والمسؤولين، والذين تشاركوا همومهم الثقافية وقدموا حلولاً كثيرة، أملاً في حراك ثقافي مجتمعي شامل، يساعد المثقف يوماً ما على نيل الأهمية والرعاية والشعبية التي يحظى بها اللاعب الرياضي على سبيل المثال لا الحصر.
ورغم شعور أبوبكر، بالأسى تجاه استسهال حذف الصفحات الثقافية في الصحف من ناحية، والميزانيات الضخمة التي يتم استثمارها في برامج موسيقية وترفيهية، بينما تفتقر البرامج الشعرية والثقافية للدعم، من ناحية أخرى، إلا أنها متفائلة برؤية المملكة العربية السعودية 2030، وقدرتها على تحقيق نهضة إعلامية ثقافية.
تجارب ثرية
وتحدثت الإعلامية والشاعرة ميسون أبوبكر، خلال أمسيتها الثقافية، والتي كانت بعنوان «الإعلام والأدب السعودي»، عن رموز وأعلام ممن يمتلكون تجربة ثرية، وإبداعات أدبية ونتاجاً فكرياً مميزاً، وقالت لـ«البيان»: علاقة الإعلام مع الأدب السعودي، علاقة متوازية، وقد بدأت منذ بدايات المملكة، حيث واكب الشعر مسيرة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
وذلك عبر ملاحم شعرية كان لها انعكاسات كثيرة على توحيد المملكة العربية السعودية، ومن بينها منافسات الشعراء في سوق عكاظ، التي أحياها الأمير خالد الفيصل في مكانها، ثم بدأت القصائد تُعلق على الكعبة المشرفة، وذلك يؤكد أن مهد الشعراء أمثال الأعشى وامرؤ القيس وغيرهم، الجزيرة العربية والمملكة بمناطقها المختلفة.
وتابعت: واكب الشعر أيضاً الحركة الحداثية والشعراء السعوديين، ومن بينهم، الدكتورة فوزية أبو خالد التي أصدرت أول ديوان شعري في بيروت ومحمد بن جبل الحربي ود. غازي القصيبي وعبدالله الصيخان ومحمد الثبيتي، إضافة إلى شعراء القصيدة النبطية، ومن بينهم:
بدر بن عبدالمحسن الذي حفر عميقاً في الذاكرة الشعرية، وخلف العتيبي وخالد الفيصل ومساعد الرشيد الذي يحفظ السعوديون أشعاره عن ظهر قلب، ولا بد أيضاً أن آتي على ذكر القناة الثقافية التي واكبت الثقافة حول العالم.
مواقع التواصل
وقالت ميسون: على المثقف أن يروج نفسه على منصات التواصل الاجتماعي، كما أفعل أنا على «تويتر» و«سناب شات»، وأن يخاطب الشباب، أمثال إبراهيم الوافي وشعراء كثر، نشطوا في الفضاء الرقمي وخرجوا من أسوارهم وقلاعهم العاجية ومدوا جسوراً للتواصل مع الجمهور وساهموا في تحفيز الشعراء الشباب.
جسد الكلمات
وبسؤالها عن جديدها، قالت: سيصدر قريباً ديواني السادس بعنوان «جسد الكلمات»، وهو مترجم إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، والصادر عن دار النشر الفرنسية «إيريك بونيه»، كما يمكنكم متابعة قناتي الجديدة على «يوتيوب» وهي بمثابة ذاكرة مكان وإنسان وذاكرة سياسية، علاوة على قراءة القصائد لي ولشعراء سعوديين وعرب، وبرامج شبابية منوعة لاستقطاب الأجيال الجديدة.
الأدب النسائي
من جانبه، قال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، لـ«البيان»: لقد كانت ندوة الإعلامية والشاعرة القديرة ميسون أبوبكر قيمة بلا شك، لا سيما وإنني اكتشفت ملامح من الأدب السعودي كانت غائبة عني حقيقة.
إضافة إلى أن أبوبكر وبحكم احتكاكها وقربها من الأدباء والشعراء والمثقفين السعوديين، فقد قدمت لنا جوانب مخفية وتفاصيل مهمة حول الأدب النسائي، والذي يعد مجهولاً لدى كثير من الناس، ولكن بالرؤية الحديثة للمملكة العربية السعودية، أعتقد أن هذا اللون الأدبي سيظهر ويبرز بقوة ويحقق العالمية أيضاً.
وعبر بن حويرب عن رفضه لفكرة تخصيص قنوات تلفزيونية بالكامل للثقافة، وقال: نريد أن نرى في التلفزيون ثقافة وعلماً وترفيهاً، وخاصة وأن هذه التوليفة المنوعة ستبعد الملل عن المشاهد، وستغلف الثقافية في إطار جميل وحديث وغير تقليدي.
رأي
وفي مداخلته حول رحلة الإعـــلام الثقافــــــي، قال علي عبيد : من المؤسف أن قنواتنا التلفزيونية أصبحت ربحية أكثر من كونها أداة تثقيف وتوعية وتوجيه للمشاهد، وأكاد أجزم أن البرامج الثقافية غير مغرية للمعلنين على عكس الدراما والبرامج الترفيهية، وهنا أحمل إدارات المؤسسات الإعلامية مسؤولية مستقبل الثقافة، لأن لهم دوراً كبيراً فيه.