1,361 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
ولدي الحبيب..مرّت علينا السنوات وكأنّها من سرعتها في سباقٍ دوليٍّ للسيارات السريعة منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حتى اليوم، كلّما ودّعنا سنةً ودّعنا أختها معها، ننظر إليها ونحن في أحلامٍ عريضةٍ لا حدودَ لنا ولكنّنا كنّا نحلم ونرى الحلم يتحقق في أرض الواقع بعد وقتٍ قصير، بعكس ما تراه اليوم حيث صارت لك أحلامنا حقيقةً تعيشها ونحن كنّا نحلم بها ونتخيّلها ونظنّها بعيدة جداً، ولهذا يحقُّ لنا أن نشعر بالفخر والامتنان لبُناة حضارتنا العالمية ويحقُّ لك ولجميع جيلك أن تنعموا بما لم نره في أوّل حياتنا ووجدتموه أنتم في أول حياتكم، فكم حلمنا بمطاراتٍ عالميةٍ وطُرُقٍ سريعةٍ وفنادقَ فخمةٍ وخدماتٍ راقية صحيّة وتعليمية وغير ذلك كلّما ذهبنا إلى إحدى الدول التي سبقتنا في الحضارة شرقاً وغرباً، فهل ستكمل يا ولدي الأحلام التي ترتقي بدولتنا وتقف مع قيادتنا الرشيدة بقلبك وعلمك وعملك وجدّك وإخلاصك؟
كما وقفنا نحن ومازلنا على العهد، لتحقق أحلامك وينعم من يأتي من بعدك بهذه النعم العظيمة والمنن من ربِّ العالمين.
ولدي الحبيب.. هل تعلم ماذا أريد منك وأنت مقبلٌ الآن على حياتك المستقلّة وفكرك الحرّ الذي لا يقيّده رأي والدٍ ولا عقلية مدرس ولا تستمع إلا لعقلك فأنت تشعر بالاستقلال وتريده بقوّةٍ وتحبُّ أن تكوّن نفسك بعيداً عن لبس “جلباب” أبيك كما يقال؟
سأخبرك ولعلّك تدري ما سأقوله؛ إنّي أريد منك أن تحافظ على هذه المكتسبات التي حققناها على مرّ الوقت منذ زمن القلاقل والفتن حتى فترة المعاهدات والسلام ثم بداية وضع أساسات البناء العظيم يوم 2 ديسمبر 1971 الذي شارك فيه حكامنا الكرام وشعبهم المخلص في التقدّم والرقي، يحققّون أحلامنا ونحن ننفذ آمالهم، أخرجونا من الفقر إلى الغنى ومن الغربة في البلدان إلى البقاء والعمل في وطننا الغالي ومن الضعف إلى القوة ومن صعوبة الحياة إلى الرفاهية في كل شيء حتى صارت بلادنا حُلُماً وأملاً لكل من يرغب في الحياة الآمنة الهادئة ويريد أن يتنعّم بالرفاهية وطيب العيش، إنّها الإمارات يا ولدي ليس يشبهها بلد في حكّامها وشعبها وأسلوب حياتها.
ولدي الحبيب.. نحتفل في هذه الأيام باليوم الوطني الـ41 لدولتنا الحبيبة ونتذكر المؤسسين الراحلين ونترحم عليهم ونثني على إنجازاتهم ونعيد تجديد العهد لولاة أمرنا وحماتنا وفخرنا، تعود هذه الذكرى الوطنية العزيزة والمؤشرات العالمية تشير إلينا بأننا الأكثر سعادة بين الدول العربية ووصلنا إلى المرتبة الـ17 عالميا ومنذ يومين حصلت إمارتا دبي وأبوظبي على المركزين الأول والثاني عربياً من حيث الرفاهية والرضا وحصلتا أيضاً على المرتبة 73 و78 عالميا متجاوزة مدناً كثيرةً لا تعدُّ ولا تُحصى كنّا منذ أربعين سنة نأتي دونها بمراحل كثيرة ولكننا اليوم بنعمة من الله وفضل ثم بعزم حكامنا المخلصين وصلنا إلى هذه الدرجة، ولا بد أن تسير أنت وجيلك يا ولدي والأجيال القادمة على نفس الطريق لتكملوا المسيرة ولا تتأخّروا عنها ولتحافظوا على وحدة بلادكم ولا تلتفتوا إلى الأفكار الهدّامة ولا إلى كلام الحاقدين الذين يريدون بنا الشرَّ ولا يريدون إلا أن نعود إلى ما كنّا عليه من فرقةٍ وشتاتٍ باسم الدين تارةً وباسم الحريّات تارةً أخرى، وهم يا ولدي أبعد الناس عن الأخلاق والدين والحريّات وانظر بنظرتك الثاقبة ماذا حصل في الدول الأخرى التي دُمّرت عن بكرة أبيها وتفرّق أهلها وضاعت ممتلكاتهم وزُهقت أرواحهم بعد الأمن والاستقرار والنعمة؟!
اللهم احفظ بلادي الإمارات بحفظك واحمنا من كيد الأعداء الحاقدين ووفّق حكامنا وشعبنا لما تحبُّ وترضى آمين آمين.
نشر بتاريخ: 06 ديسمبر 2012