27 عدد المشاهدات
مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي
نظم مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء يوم الثلاثاء 18 مارس الجاري أمسية ثقافية بعنوان (في ذكرى الأديب محمد صالح القرق) شارك فيها كل من:
سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة وسعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم والدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي للعطاء، والدكتور عمر عبد العزيز مدير قسم النشر في دائرة الثقافة بالشارقة، وأدارها الشاعر والإعلامي حسين درويش.
في بداية الجلسة تم تسليط الضوء على شخصية الراحل محمد صالح القرق (1930 ـ 2020) فهو شاعر ومترجم وباحث ومثقف أخلص للمعرفة والبحث وترك أثراً كبيراً عبر ترجمته لرباعيات عمر الخيام التي كانت بأربع لغات هي الفارسية والعربية والإنجليزية والفرنسية، فضلاً عن كتابه (غيض من فيض) الذي دخل الذاكرة طيلة سنوات عندما كانت تُنشر مقاطع منه في مجلة الرياضة والشباب التي كانت تصدر عن جريدة البيان ومن ثم نشرت مقاطع منه في جريدة الخليج، كما أن له مساجلات شعرية مع شعراء جايلوه مثل سلطان العويس وحمد خليفة بو شهاب والشيخ صقر القاسمي، كما أن له معارضات شعرية كسينية البحتري ونونية الرندي ودالية القيرواني.
خلال الجلسة قدم الدكتور طارق القرق نجل الأديب محمد صالح القرق شهادة وجدانية عن والده اتسمت بالحب والحنين والشجن العاطفي، فقد كان والداً محباً عطوفاً صديقاً لأبنائه، كما استعرض بعض الرسائل التي كانت تصله من جهات مرموقة رداً على أسئلته أو مقترحاته ومنها رسالة من هيئة الإذاعة البريطانية تعود للعام 1949 فيها شكر وتقدير لاهتمامه ببرامج الإذاعة، كما عرض لبعض الكتب النادرة في مكتبته العامرة بآلاف الكتب والمخطوطات والتي يجري العمل على تنسيقها وحفظها بشكل سليم، حيث أشار إلى شقيقته أريج القرق التي تولت شؤون المكتبة.
وبدوره أستعرض بلال البدور علاقته بالقرق الذي لم ينقطع عن زيارة ندوة الثقافة والعلوم حتى رحليه في العام 2020، مشيراً إلى كثير من الوثائق التي كان يناقشها ويعرضها على الحاضرين وهو يحاول التأكد من المعلومة وصحتها، وأضاف البدور أن لعلاقته مع محمد صالح القرق نكهة خاصة حيث أن بلال البدور له باع طويل في البحث والتأصيل خاصة في تاريخ المنطقة، وأشار إلى ضرورة أن يكون للقرق متحف يضم متعلقاته من رسائل أو صور أو كتب وغيرها من التذكارات وهو تقليد متبع حول العالم وضرب مثلاً ببيت راشد الخضر في عجمان الذي تحول إلى متحف ومركز ثقافي يرتاده الزوار وتقام فيه الأمسيات.
بدوره تحدث الدكتور عمر عبد العزيز عن علاقته الطويلة مع محمد صالح القرق حيث كان يعرض عليه الكثير من الصور التي التقطها بعدسته ومنها صورة لفتاة مجذوبة ألهمت عمر عبد العزيز أن يكتب عنها رواية سردية، وتحدث عن زيارته إلى بيته حيث المكتبة النادرة للمخطوطات والتي لا يبخل في إعارة احد كتبها شريطة أن تتوفر نسخة ثانية من الكتاب وإذا لم تتوفر يعمل على تصوير الكتاب وتغليفه ويقدمه لمن يطلبه، كما أشار عمر عبد العزيز إلى طبيعة الاهتمامات المختلفة التي تميز القرق ومنها التصوير والترجمة والعزف على العود والبحث والتنقيب وهو ما أضفى على شخصيته شمولية تناسب وصفه بالمثقف الشامل أو المبدع الشامل.
واختتم الجلسة جمال بن حويرب متحدثاً عن طبيعة علاقته الوطيدة مع محمد صالح القرق رغم فارق العمر، وأضاف بن حويرب أن القرق كان شديد العناية بما يكتبه تمحيصاً وتدقيقاً وقد شهد ولادة الرباعيات التي عكف على ترجمتها حوالي تسعة سنوات وتم إطلاقها خلال مهرجان دبي الدولي للشعر وذلك في بيت الشعر بالشندغة حيث وقع القرق العديد من النسخ وأهداها للشعراء المشاركين في المهرجان، كما أضاف بن حويرب ان مجلسه (مركز جمال بن حويرب للدراسات) شهد إطلاق كتابه غيض من فيض الذي حضرة عشرات المهتمين. وجال بن حويرب في عالم القرق المعرفي الواسع من خلال نقاشات مشتركة طالت عالم البحث والتوثيق والنوادر من الصور والرسائل والمخطوطات وغيرها.

وعلى هامش الأمسية وقع الدكتور عمر عبد العزيز العديد من نسخاً من كتابه (محمد صالح القرق ـ المقيم في أسئلة الوجود) والذي صدر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ضمن سلسلة أعلام من الإمارات.
كما كانت الأمسية فرصة ثمينة لأصدقاء القرق أو لأفراد من عائلته ليدلوا بشهادات عنه من موقع شخصي حيث كان الراحل على مسافة قريبة منهم ويعرفون الكثير من طقوس عيشه وعاداته متذكرين قصصاً معينة عاشوها بصحبته أو نقاشات خاضوها معه فحواها الثقافة والأدب والموسيقى والفن الراقي الجميل.
في الختام شكر سعادة جمال بن حويرب الحاضرين على مساهمتهم الغنية التي أضافت للندوة، ثم تم التقاط الصور الجماعية ا لتذكارية.