1,538 عدد المشاهدات
الكاتب: دكتور عمرو سميح طلعت
تتسع عيناه ويرفع حاجبيه، ثمَّ يصيح “حاجة غريبة أوى خالص”، استهجاناً أو استحساناً! إذا كنت من هواة الأفلام الأبيض والأسود، بمزيج رومانسيتها وأناقتها وسذاجتها، فلا بدَّ أنك تذكرت الفنَّان الأنيق خفيف الظل سليمان نجيب، أو بالأحرى سليمان بك نجيب! سليمان بك كان سليل أسرة عريقة، بدأ حياته العملية في السلك الدبلوماسي تحت رعاية خاله أحمد زيور باشا رئيس الحكومة في عشرينيات القرن الماضي، الذي صاغ التعبير المشهور: “إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
في أربعينيات القرن العشرين، أتت إلى القاهرة فرقة مسرحية مرموقة لتقيم عروضها على مسرح الأوبرا لثلاثة أيام، وقت أن كان مديرها سليمان نجيب. ويتصل ياوران الأميرة ساحرة الجمال فوزية شقيقة الملك فاروق بسليمان بك ليطلب منه إعداد المقصورة الملكية لتشريف الأميرة، بيد أنه لم يحدد أيًّا من الأيام الثلاثة ستحضر الأميرة.
ومضى اليومان؛ الأول والثاني ولم تظهر الأميرة، وفي ظهر اليوم الأخير يتلقى سليمان بك مكالمة أخرى، هذه المرة من صديقه الحميم يوسف بك وهبي عميد المسرح العربى. طلب يوسف بك من صديقه أن يحجز له مقعداً لمشاهدة العرض، رغم أن جميع التذاكر مباعة. تحرَّج سليمان بك من أن يرفض طلب صاحبه، فهداه تفكيره لاستخدام مقصورة الأميرة، وقد قدر أنها نسيت الأمر أو انشغلت بغيره ولن تأتي. وبالفعل يحضر يوسف بك إلى الأوبرا شاكراً صديقه ويتخذ مقعده في المقصورة الملكية سعيداً. وما هي إلا دقائق حتى يتلقى سليمان مكالمة ثالثة من السراى تخطره بأنَّ الأميرة في الطريق!
أسقط في يد الرجل، ووجد حرجاً شديداً في أن يطلب من وهبي مغادرة المقصورة، وأخذ يفكر في مخرج من ورطته حتى أتاه من أخبره بأنَّ الأميرة وصلت، وهو لا يزال في مأزقه. همَّ سليمان بك لاستقبال صاحبة السمو وحيرته تسبقه، ولعلَّ حسن الأميرة الأخاذ وروعة طَلَّتِها، هو ما هدى سليمان بك إلى مخرج؛ فما أن رآها حتى بادرها قائلاً: “توقعت تشريفك اليوم يا صاحبة السمو، فاستدعيت عملاق المسرح يوسف بك وهبي ليشهد العرض مع سموك، لربما تريدين الاستفسار منه عن بعض التفاصيل الفنية”، فشكرته ممتنة راضية!
طالب.. في باريس!
لن أعيد عليك سيدي القارئ ما هو متداول ومعروف عن الأوبرا المصرية؛ بناها الخديوي إسماعيل ضمن مشروعه لتصبح مصر قطعة من أوروبا وكلف الموسيقار الإيطالي فيردي، أو الأسطى فيردي بلغة العصر، بتأليف أوبرا “عايدة” لتعرض عليها، لكنها لم تكن قد اكتملت وقت الافتتاح، فعرضوا “ريجولتو”.
غير أنني أختلف تماماً مع القول الشائع بأنَّ إسماعيل باشا بنى الأوبرا فقط لمحاكاة أوروبا؛ إذ أرى فيه تبسيطاً مفرطاً وتحليلاً مسطحاً للأمر. فالأوبرا في تقديري بنيت في إطار مشروع عملاق متكامل لإثراء الحياة الثقافية والسمو بالذوق والوجدان، فضلاً عن تطوير الحياة الاجتماعية وما كان يسودها من أنماط وأعراف.
والرأي عندنا أنَّ مهمة التطور الاجتماعي والنهضة الثقافية التي آلى إسماعيل على نفسه أن يشقَّ مضمارها الوعر، لهي مهمة أصعب بكثير من التحديث المعماري أو الإصلاح السياسي أو حتى النماء الاقتصادي. ومن ثمَّ يتعين علينا، ونحن نقوِّم عهد هذا الحاكم الذي ثار حوله خلاف على نحو متفرِّد، أن ندرس مدى نجاحه في تحقيق ما اعتزم وإنجاز ما نوى.
وتأسيساً على هذا الطرح، أرى أن اللبنة الأولى للمشروع لم توضع قبل افتتاح الأوبرا يوم 29 نوفمبر 1869 بخمسة أشهر، وهو الوقت الذي استغرقه بناؤها، فحديثنا ليس منصباً على الأوبرا ولا مقصوراً عليها، بل كانت سنة 1845. في تلك السنة اختير إسماعيل ضمن أربعة فقط من ذرية جده محمد علي باشا الكبير للسفر إلى مدينة النور، باريس، نبض الثقافة الأوروبية. انخرط الرجل وهو على أعتاب شبابه في الحياة الأوروبية، لم تكن السفرة لبضعة أشهر، أميراً زائراً أو حتى شرقياً سائحاً، بل ساعياً في طلب العلم، فطفق ذهنه يتقد ومداركه تتوهج ووجدانه يترقرق، ينهل العلم ويستقي الثقافة ويستوعب الفنون، دارساً ومفكراً ومقارناً.
ويسوغ لنا الاعتقاد بأنَّ إسماعيل قد اختزن في ضميره تجربة السنين الأربع التي أمضاها في أوروبا طوال حياته، وقد بدا تأثيرها جلياً في الرؤى التي تبلورت في ذهنه لمستقبل بلاده، حتى حانت فرصة تنفيذها حين اعتلى العرش سنة 1863.
باريس.. الثانوية بنين!
وفي هذا السياق أزعم أنَّ ما جرى لرفاعة الطهطاوي انطبق على إسماعيل، انبهار بكثير من سمات الحضارة الأوروبية ومقارنات مستمرة بتخلف الأحوال الذي كان سائداً آنذاك في بلاد الشرق. عند الطهطاوي انطلق قلمه النابغ يسجِّل رؤاه ويصف انطباعاته، أما إسماعيل فاستقر كحلم في عقله وروحه، وما إن تولى الحكم حتى طفق يحيله إلى حقيقة. أيقن الرجل أنَّ الحضارة الأصيلة الراسخة لا يمكن أن تنهض إلا بالتعليم، فجاء أول قراراته بعد أسبوع من توليه الحكم بعودة ديوان المدارس. تأمل معي سيدي القارئ، لم تكن بادئة قرارات إسماعيل بناء قصور أو إقامة حفلات أو غيرها من مظاهر سطحية كما يحلو للبعض أن يصوره ظلماً وغبناً، بل ثقافة رحبة وعلم وضَّاء!
وعلى مدار ستة عشر عاماً، وهي الفترة التي قضاها إسماعيل في الحكم، استمسك الرجل بهذا المسلك دون مغايرة أو تبديل؛ أنشأ ما يربو على أربعة آلاف مدرسة، وزادت ميزانية التعليم في عهده من ستة آلاف إلى خمسة وسبعين ألف جنيه، بنى بها مدارس في كل المحافظات، كما بنى مدارس عليا في كافة التخصصات كالطب والهندسة والزراعة والعلوم العسكرية وغيرها الكثير. على أن من أكثر ما يسترعي نظري عند مطالعة تخصصات المدارس الإسماعيلية النشأة، هي مدرسة البنات ومدرستي الموسيقى والفنون، ومدرسة البكم والمكفوفين للبنين والبنات. حين أتأمل تلك المدارس أجد أنها تبلور خطة جادة ومشروع مدروس لنهضة اجتماعية وثَّابة جاء به رجل يرنو إلى غد مختلف لبلاده. مدارس تقدر مكانة المرأة وتطور فكرها وتسعى لتثقيفها، ومدارس تثري الوجدان بالموسيقى والفن. أما الثالثة، فأذكر أنني حين قرأت لأول مرة أنه أقام للمكفوفين مدرسة، تذكرت ما سطره عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في رائعته “الأيام”، بعد نحو قرن من إسماعيل. في “الأيام” يصف طه حسين انبهاره، حين سافر إلى باريس، بتنامي الإحساس بالمسؤولية في ضمير المجتمع الغربي قبالة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمنيه أن تنتقل هذه القيمة الرفيعة لمجتمعاتنا، ذلك ما كان إسماعيل يستهدفه بتخصيص مدرسة لهم.
لم يكتفِ الخديوي بالاهتمام الجاد ببناء المدارس، بل أحيى استراتيجية جده محمد علي في إرسال البعثات، وأعاد فتح المدرسة المصرية في باريس. فالرجل يهدف إلى أن تكتسب طليعة المثقفين في بلده التجربة التي صقلته هو شخصيًّا، بالاحتكاك القريب مع المجتمع الغربي لاكتساب نظرة جديدة تطوِّر المفاهيم البالية التي كان المجتمع يعاني منها، نتيجة قرون ثقيلة من عتمة الجهل وأصفاد التخلف تحت نير الاستعمار العثماني.
الإنفتياترو.. والكتبخانة!
والمقام هنا يضيق عن معالجة نهضة التعليم في العهد الإسماعيلي، فالذي يعنينا هو النهضة الثقافية والاجتماعية التي صاحبت الإنجاز التعليمي، والتي جاءت الأوبرا تكريساً لها. مكان مدرسة الخديوية الآن كان قصر درب الجماميز، نقل إليه الخديوي العديد من المدارس وأنشأ لكل منها مبنى في القصر تحت إشراف النابغة علي باشا مبارك، فكانت أشبه بالجامعة. الأهم أنه أنشأ مدرجاً كبيراً كانوا يسمونه “الإنفتياترو”، يدعى إليه الأساتذة من كل الفروع لإلقاء محاضرات تثقيفية، لا تقتصر على الطلبة فقط، بل تتاح للشباب والموظفين وكل توَّاق للمعرفة شغوف بالعلم. هكذا بدأ في عصر إسماعيل باشا تخليق طبقة متوسطة جديدة، قوامها ثقافة رحبة تثري الألباب وعمادها فنون راقية تشجي الوجدان. هذه الطبقة، في تقديري، هي التي قادت المسيرة الوطنية بتداعياتها السياسية وحراكها الثوري طوال القرن الذي أعقب حكم الخديوي إسماعيل.
وأجد أمامي وثائق عن تنظيم التعليم، تسجل تصميم الخديوي على أن يقترن تعليم الطلبة بإكسابهم عادات اجتماعية أرقى وأكثر تحضراً. ويفسر هذا حرصه على أن تكون الكثير من هذه المدارس داخلية بها قسم مجاني، وتطالع في الأوراق اهتماماً خديوياً فائقاً بأماكن نوم الطلبة وأدوات طعامهم وقواعد النظافة وغيرها من نظم صارمة أوجب عليهم اتباعها لأمورهم الحياتية كافَّة. كذلك اقتبس الخديو من الغرب تقليد حفلات تخريج الطلبة، وتسجل وثائق العصر وصفاً مسهباً لها، وقد طفق أفندينا يوزع الهدايا الثمينة والمكافآت السخية على الطلبة المتفوقين، إعلاءً لقيمة العلم وترغيباً في محرابه.
وفي إطار رؤية إسماعيل باشا لبناء حراك ثقافي يتجذر في عقول المصريين، شهد عصره أول مكتبة عامة؛ الكتبخانة الخديوية، فقد جمع الخديوي الكتب المتناثرة في مكتبات المساجد، وزاد عليها ألفي مجلد اشتراها من مكتبة حسن باشا المناسترلي وجعلها نواة دار الكتب التي أنشأها سنة 1870، ثم زادها بثلاثة آلاف أخرى ابتاعها من ورثة أخيه الأمير مصطفى فاضل بعد وفاته سنة 1875.
كانت دار الأوبرا المصرية أهم المسارح التي أنشأها الخديو، لكنها لم تكن أولها، فميل الرجل للفنون والموسيقى كان فطرياً، فكان محبًّا للموسيقى والغناء والتمثيل بشكل شخصي، وقد خبر فنونها على أرفع مستوى في باريس، فعاد يشجعها في بلاده. أنشأ مسرح “الكوميدي فرانسيز” سنة 1868 قبل الأوبرا بعام، كما أقام مسرحين بالإسكندرية. ولربما لم يحفظ لنا التاريخ أعمال ألماس (أو ألمظ كما يجري على ألسنة الناس) وعبده الحامولي، لكنه سجل لنا اهتمام الخديوي بهما وتشجيعه لفنهما بدعوتهما إلى حفلات قصره وسهراته.
اليعسوب.. مجاناً!
دائماً يتهم الخديوي إسماعيل بميله لكل ما هو أوروبي، وعزوفه عن إحياء مجدنا الفرعوني والعربي وكيف شحب اعتزازنا بتراثنا ووهنت هويتنا الإسلامية في عهده، بيد أنَّ دراسة تاريخ الرجل تثبت عكس ذلك! اهتم الخديوي بتدعيم الأزهر الشريف وتطويره، فاختار الشيخ العباسي المهدي إماماً له، فجدَّد أساليب التعليم وأدخل نظام الامتحانات لأول مرة، فدخلت هذه الجامعة طوراً جديداً من التنور والحداثة، أنتج جيلاً نابهاً من العلماء في طليعتهم رائد التنوير الشيخ محمد عبده.
ولم يفت إسماعيل تكريس اعتزازنا بمجد الأجداد، ولعلك لاحظت اختياره لرواية “عايدة” لافتتاح الأوبرا تأكيداً على هذا. ويأمر الخديوي بإصلاح المتحف الذي يضم آثارنا الفرعونية في بولاق، ثم يفتتحه بنفسه في حفل مهيب يوم 18 أكتوبر 1863، بعد أقل من عام على اعتلائه العرش. ويقترن عند إسماعيل الحسنيين؛ تمسكه بهوية مصر الفرعونية، واعتزازه بهوية مصر العربية، فتجده يأمر بإنشاء متحفاً للآثار العربية سنة 1869 ترسيخاً لانتمائنا العربي وتأصيلاً لهويتنا الإسلامية، وإن لم يكتمل إلا سنة 1880 بعد انقضاء حكمه.
وفي الإسكندرية أنشئت الجمعية الخيرية الإسلامية سنة 1878 (وهناك جمعية بنفس الاسم أنشئت في عهد حفيده الخديوي عباس الثاني) وهدفها نشر التعليم والوعي الديني، فأقامت مدرسة للبنين والبنات ونادياً للمحاضرات العلمية والخطابة الأدبية، وسرعان ما أنشئت جمعية مماثلة في القاهرة وثالثة في دمياط لنفس الغرض. كذلك دعم إسماعيل مدارس الأقباط، وخصَّص لهم ألف وخمسمائة فدان ليصرف ريعها على مدارسهم وقد بلغت اثنتي عشرة مدرسة في عهده.
اهتم الخديوي أيضاً بالصحافة، وهي آنذاك أحد الروافد المهمة للثقافة والتنوير، فطور “الوقائع المصرية” أول جريدة في المشرق العربي، حتى صارت لغة تحريرها أرفع ومواضيعها أثرى، وصدرت مجلة روضة المدارس وكان يحررها كوكبة من العلماء والمفكرين، وأمر أن توزَّع مجاناً على الطلبة. قبلها صدرت مجلة طبية متخصصة اسمها “اليعسوب” (ومعنى يعسوب: رئيس أو قائد)، علاوة على نحو عشرين صحيفة أخرى في مختلف فروع العلوم والفنون، وصدرت في عهده أيضاً عدة صحف محررة بلغات أوروبية منها Le Progrès Égyptien “التقدّم المصري”، التي ما زالت سائرة حتى يومنا هذا.
الإنترنت.. عند إسماعيل!
لم يكن الأمر إذاً بناء أوبرا تقليداً للغرب أو إبهاراً لأوجيني، ولا حتى كان حركة تعليمية محضة محورها إنشاء مدارس، وإنما نهضة ثقافية متكاملة بمختلف عناصرها وتعدد أوجهها وفقاً لمعطيات عصرها. وعلى طريقة جده محمد علي باشا الكبير، أخذ الخديوي يستفيد من الأعمال الحربية لخلق نهضة مدنية. حين علم مثلاً بحاجة الجيش إلى إجراء دراسات علمية متخصصة في بلاد أفريقيا التي يغزوها، كلف الرحالة الألماني المشهور جورج أوجوست شوينفيرث Georg August Schweinfurth بتأسيس الجمعية الجغرافية؛ وافتتحها بنفسه في 19 مايو 1875 لإجراء الدراسات الجغرافية ولاسيما الأفريقية. واهتم الخديوي بهذه الجمعية على نحو يدعو إلى الإعجاب فأهداها 2500 مجلد، كما كلفها بالعديد من الدراسات وتهيئة الرحلات الكشفية وتنسيق الدراسات العلمية.
قبل ذلك كانت جمعية المعارف قد تأسست سنة 1868 في الإسكندرية وتولى رئاستها محمد عارف باشا، وعارف اسم على مسمى، فهو من أكثر علماء عصره ثقافة وعلماً. غرض الجمعية كان نشر المعارف والعلوم، فاقتنت مطبعة لتطبع أمهات الكتب في مختلف مناحي العلم. وتنمو الجمعية بسرعة فائقة، وقد أقبل سراة المجتمع على تدعيمها وتنمية نشاطها حتى قارب أعضاؤها سبعمائة شخص.
وإذا كانت الإنترنت هي الوسيلة الأكثر فعالية اليوم في نشر الثقافة، فقد كانت قرينتها في عصر إسماعيل هي المطبعة. فالمطبعة من الوجهة المعرفية هي أم التلفزيون والإنترنت؛ إذ إنها أول اختراع سهل نشر المعرفة لأكبر عدد من الناس، بعد أن كانت مقصورة على عدد قليل من نسخ الكتب تنقل باليد ويقتنيها الأثرياء. ولم تغفل همة الخديوي عن هذا الأمر، فعين حسين باشا حسني، وهو من أكثر مهندسي زمنه علماً واقتداراً، مديراً للمطبعة، فطوَّرها وحسَّن أداءها وأقام مصنعاً للورق بجوارها، فأخذت تنشر أهم كتب العصر، لتصبح في متناول الطبقة المتوسطة. ولم يكتفِ الخديوي بذلك، بل شجَّع العديد من الجهات على اقتناء مطابع أخرى لتتكاثف حركة النشر وتتضاعف الكتب على نحو غير مسبوق.
* * *
ربما تكون الأوبرا حتى احترقت، تقف شامخة بين دفتى أسفار التاريخ، وما برحت راسخة في ذاكرة المصريين تتلألأ في نفوسهم، هي ولا ريب شاهد إثبات قاطع على مشروع نهضوي حقيقي مدروس، استهدف سمو الوجدان وتنوير العقول وتعميق الأفكار.
ترى، أيكون هذا هو السبب في أن المصريين لا يزالون، بعد خمسين عاماً من احتراقها، يسمون الميدان… ميدان الأوبرا*؟!