2,505 عدد المشاهدات
الكاتب: عبد الغفار حسين
وقع في يدي كتاب صغير الحجم لأدونيس، عنوانه “الشعرية العربية”.. وقرأته في الطائرة في أحد الأسفار، رغم أنه مؤلّف من سنين، وكانت متعة قراءته من أجمل ما مرَّ بي من المتع.
الكتاب صغير الحجم كما قلت، وعدد صفحاته لا يزيد على مائة صفحة إلا بالقليل.. ولكنك لا تفرغ من قراءته حتى تحس بأنَّ الكتاب الذي قرأته كان كتاباً ضخماً، ضخماً بما يحتويه من قيمة معرفية في الشعر العربي، قد لا تحتويها مجلدات من الكتب في موضوعه. وتحس من قراءته بأن قلم أدونيس ليس قلماً عادياً، وأن قلم أدونيس ذو قامة معرفية عالية.
يتكلم أدونيس، أولاً عن الشعرية، والشفوية الشعرية.. أي أن الشعر العربي نشأ نشأة شفوية، كالكلام الذي يتكلم به الإنسان.. ثمَّ يتحدث عن نشأة هذا الشعر كنشيد وصل إلى الآذان عن طريق السماع.. ويعرّف أدونيس الصلة بين الشعر العربي والغنائي.. ويقول: “كان الإنشاد والذاكرة بمثابة الكتاب الذي ينشر الشعر الجاهلي، من جهة، ويحفظه من جهة ثانية”.
وإذا رجعنا إلى جذر كلمة نشيد في اللغة، نرى أنها تعني الصوت، ورفع الصوت، والشعر نفسه الذي يتناشده الناس.. وبما أنَّ الأصل في الشعر الجاهلي هو أن ينشد، فقد كان الأصل أن ينشد الشاعر نفسه قصيدَته.. فالشعر من فم قائله أحسن، كما يعبّر الجاحظ.. وفي هذا ما يلمح إلى أنَّ عرب الجاهلية كانوا يعدون إنشاد الشعر موهبة أخرى، تضاف إلى موهبة قوله.. والحق أنه كان لموهبة الإنشاد أهمية قصوى في امتلاك السمع، أي في الجذب والتأثير.. خصوصاً أنَّ السمع للجاهلي أصل في وعي الكلام وفي الطرب.. فهو، كما يعبّر ابن خلدون “أب للكلمات اللسانية”.
ويواصل الأستاذ أدونيس كلامه عن إنشاد الشعر وغنائه، فيقول:
“وليس الإنشاد إلا شكلاً من أشكال الغناء، ويحفل الموروث الأدبي العربي بالإشارات إلى ما يؤكد ذلك.. فكثيراً ما شُبه الشعراء المنشدون بالطيور المغردة، وشُبِّه شعرهم المنشود بتغاريدها.. وثمة كلمة مشهورة توجز ما نذهب إليه، تقول: مقود الشعر الغناء”.
تتجلى لنا الصلة العضوية بين الشعر والغناء في الجاهلية. ومن هنا نفهم دلالة القول إنَّ العرب كانت “تزن الشعر بالغناء”، أو “إنَّ الغناء ميزان الشعر”.
(المرزباني، الموشح، ص39)
ويذهب ابن رشيق إلى القول: إنَّ الغناء أصل القافية والوزن (العمدة 1/15)، مؤكداً أنَّ “الأوزان قواعد الألحان، والأشعار معايير الأوتار” (المصدر نفسه 1/9). وأسطع دليل على أنَّ الشعر، بالنسبة إلى العربي الجاهلي، إنشاد وغناء، كتاب “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني، الذي يقع في واحد وعشرين مجلداً، والذي صرف في تأليفه خمسين سنة.
ويحلل ابن خلدون هذه الظاهرة، قائلاً: “كان الغناء في الصدر الأول من أجزاء الفن، لأنه تابع للشعر، إذ الغناء إنما هو تلحينه.. وكان الكتّاب والفضلاء من الخواص في الدولة العباسية يأخذون أنفسهم به، حرصاً على تحصيل أساليب الشعر وفنونه”، ويضيف محدداً صناعة الغناء بأنها “تلحين الأشعار الموزونة بتقطيع الأصوات على نسب منتظمة”. (المقدمة، ص488).
أمّا إنشاد الشعر ذاته، فقد كانت له في الجاهلية، تقاليد خاصة استمرت في العصور اللاحقة.. كان بعض الشعراء مثلاً، ينشد قائماً، وكان بعضهم يرفض، كبرياءً، أن ينشد إلا جالساً، وكان بعضهم يقوم بحركات من يديه أو جسمه كله، كالخنساء التي كانت، فيما يُروى “تهتز.. وتنظر في أعطافها”، وفي هذا ما يحقّق شفوية اللقاء بين فعل الصوت وفعل الجسد، وفعل الكلمة وفعل الحركة.
وكان بعض الشعراء يلبس، حين ينشد شعره، ثياباً جميلة مختلفة عن ثيابه العادية، كأنَّ الإنشاد احتفال – عرس أو عيد.. وكان بعضهم، في العصور اللاحقة، يتزيّن بزي الماضين من شعراء الجاهلية، تأكيداً على الصلة الحية بين الحاضر والماضي”.
. . . . . . .
مرَّ بنا ما يراه المفكر الكبير أدونيس، عن الشعر الغنائي وإنشاد الشعر، والحقيقة هي كما يراها أدونيس، أنَّ الشعر العربي يطربنا ويجعلنا نصيخ السمع إليه، عندما ينشدنا إياه ذو صوت شجي، وقد تضيع علينا حلاوته لو كان صوت المنشد من الأصوات التي لا تطرب لها الأسماع.
وقد كان في الماضي شعراء فحول، لم يكونوا من ذوي الأصوات الغنائية الجيدة، وكانوا عندما يلقون أشعارهم بين أيدي ممدوحيهم، مثلاً، يحسون بأنَّ أصواتهم غير مستساغة، وغير ذات تأثير في السامعين، ومن هؤلاء الفحول، الشاعر المعروف جرير، الذي كان يستأجر شخصاً ليلقي عنه قصائده.. ويقال الشيء نفسه عن أحمد شوقي، الذي كان ممَّن لا يستساغ صوته، وكان يطلب أحياناً من صديقه الشاعر حافظ إبراهيم أن يلقي عنه القصائد التي كتبها، وكان حافظ من أصحاب الأصوات الجميلة، وصاحب حنجرة خطابية عالية.
وقد تتسبَّب مغنية أو مطربة في شهرة شاعر أكثر من شعر الشاعر نفسه، وكانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم من تلكم المطربات، حيث كانت تشهر من تغني له، وتجعل الناس يقبلون على البحث عن الشاعر الذي يكتب كلمات أغنيتها، وعندما غنّت أم كلثوم رباعيات الخيام التي ترجمها أحمد رامي، اشتهر هذا الشاعر والمترجم، وأصبح ملء السمع والبصر.. ويروى عن نزار قباني الشاعر المشهور قوله إنَّ الأغنية التي غنتها له نجاة الصغيرة:
“أيظن أني لعبة بيديه
أنا لا أفكر في الرجوع إليه”
هي التي أذاعت اسمه على الملأ أكثر من دواوينه، وجعلت الناس تقبل عليه كشاعر.
وفي الإمارات كان ومازال عندنا شعراء منشدون، يُطربون من يستمع إليهم وهم يتلون أشعارهم بطريقة غنائية، وأكبر شاعر غنائي عرفته الإمارات، هو الشاعر مبارك العقيلي، الذي يقال إنه كان يغني بشعره أحياناً ويضرب عليه بالدف، وكان منزله منتدى لأهل الأدب والفكر في سوق ديرة بدبي.. وكان شعر العقيلي بسبب موسيقاه ونغماته الحلوة، يتردد على الألسن وينشده المنشدون في مجالسهم.. وأول من غنّى في الإمارات بشعر العقيلي وسجّله على “إسطوانات” هو المطرب محمد عبد السلام، في الهند، بتمويل وترتيب من رجل الأعمال والوجيه المعروف يوسف الخاجه، الذي كان يتعامل في الأدوات الموسيقية، وله محل في ديرة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وما زال.
وطرب الناس كثيراً لأغنية محمد عبد السلام من كلمات العقيلي، عام 1951، وكان الناس يتجمعون في المقاهي في دبي والشارقة وأبو ظبي والباطنة بعُمان، للاستماع إلى أغاني محمد عبدالسلام وغيره من المطربين الخليجيين كمحمد فارس، وضاحي بن وليد، والفضالة، ومحمد الماس ومحمد خان اليمانيين.
وغنى محمد عبدالسلام للعقيلي أغنيتين على ما أعتقد إحداهما:
قلب الشجي المدلُه
من ذا على الحب دلّه
حتى غدا ذا ولوع
وذا غرام مولّه
فؤاده ذاب وجداً
وطرفه الدمع هلّه
يا من لمضنى معنّى
فرط الأسى قد أعلّه
مشتاق وصل حبيب
لما تولاه سلّه
بالله أن تسألوه
قتلي له من أحله؟!
فيا رسولي إليه
إذا بلغت المحلّه
فاقرأ سلامي عليه
برأفة ثم قل له
الهجر من غير جرم
يجوز في أي ملّه؟!
والهجر إن دام قتل
والقتل حرّمه الله
واسأله وصلاً وقرباً
إذا ما سألت بذلّه
وصف له ما أقاسي
من الجوى فلعلّه
قل قد تركناه صَباًّ
عقد التصبّر حلّه
يقول رائيه هذا
فتى أصابته خِلّه!
قد صح أن هواه
بعد الهدى قد أضلّه
فارحمه قبل ثواه
وإن ثوى فتولّه
وإن شوقي إليه
أذاب قلبي كلّه
ويشهد الله أني
أحبّه لا لعلّه
يامن تملك قلبي
دون الأنام وحلّه
رفقاً عليّ فإني
لم أخط في نهج زلّه
مني عليك سلام
ما لمزن ودقاً أهلّه
وما أذاب هواك
القلب الشجي المدلّه
والأغنية طويلة، ولكن على هذا النسق الظريف والمطرب للسمع، رغم وجود بعض الخلل العروضي، خاصة أنَّ محمد عبد السلام الذي كان يلقَّب بمطرب الحي، ذو صوت شجي، وفي نغماته الكثير من الرقة.
ولو أرّخ أحدنا لشعراء الإمارات وأدبائها وكتّابها المنتمين إلى الطبقة الثالثة، والتقييم هنا من عندي، وللسلسلة الزمنية، لوقف عارف الخاجة بغير منازع في مقدمة صفوف هذه الطبقة، ولكن الكلام الذي مرَّ، وهذا الحديث يخصُّان الشعر الغنائي، والشعراء الغنائيين في الإمارات.. وإذا كان في العمر متسع، أرجو أن أكتب يوماً عن الجانب الأدبي والشعري لهذه الطبقة التي أسميها في التسلسل الزمني «الثالثة».. عارف الخاجة، مانع العتيبة، وسلطان الحبتور، بعد الطبقة الثانية التي يأتي فيها سلطان العويس، وأحمد أمين، وحمد بو شهاب.
وإذا تركز حديثنا على عارف الخاجه باعتباره متعدد المواهب، وذا مكانة خاصة في الشعر الغنائي، فإن عارف يعدُّ متميزاً في هذا الفن، ولا أعتقد أنَّ أحداً ممَّن في طبقته أو من غيره في الإمارات يستطيع أن يجاري عارف في هذا النسق الشعري، كما أعتقد أنَّ عارف يقف في المقدمة بين الشعراء الغنائيين الخليجيين بصفة عامة.. إضافة إلى ذلك، فإنَّ عارف يتميَّز بأنه كاتب جيد وناثر ذو أسلوب كتابي غير عادي، وصاحب أعمدة صحفية متميزة، ونثره من طراز فني جميل تغذيه ثقافة واسعة في فن المقالة.
وعندما يشير أحدنا إلى الشعر الغنائي، قد يواجه بسؤال: أليس الشعر العربي “الكلاسيكي” كله بتركيبته وقوافيه وموسيقاه، شعراً غنائياً؟ حتى الشاعر نفسه الذي يقرض الشعر قد يترنم به وينشده، وقد يغنيه أحياناً لو شعر باستحسان الناس لصوته؟! الإجابة عن هذا السؤال هي: نعم.. ولكن ما كل شعر يصلح للغناء، ولا بدَّ أن تكون القصيدة المغناة منتقاة الكلمات والألفاظ، ومن النوع الذي يجري بسهولة على ألسنة الناس، وفيه شيء من لغتهم ومصطلحاتهم العادية، بعيداً عن التقعر ووحشي الكلام، ومن المستحسن أن يتغنّى الشاعر بكلماته ويدندن بها مع نفسه، وبينه وبين خاصته من الناس، بغية استقصاء رأي الآخرين، واعتبر البعض تغني الشاعر بشعره مجالاً لتجريب الشعر واختباره.. كما يقول حسان بن ثابت:
تغنَّ في كل شعر أنت قائله
إنَّ الغناء لهذا الشعر مضمار
وعندي، أنَّ عارف الخاجة قَدرَ أن يتعمَّق في فهم الأغنية وتأثيرها ووقعها على السمع، ولذلك نجح في أن يكون في المقدمة من مؤلفي الأغاني والأناشيد، ليس في الإمارات فقط، بل في المنطقة الخليجية كلها كما قلنا.
تغنّى بشعر عارف كثير من المغنين والمطربين الإماراتيين والخليجيين، ومن النادر أن نجد مطرباً أو مغنياً إماراتياً لم يغنِّ لعارف، كما شارك في غناء أعماله الوطنية كالأوبريت والأناشيد الكثيرة مطربون عرب لهم صيتهم وأسماؤهم الفنية، كمحمد عبده، وأصالة، ورجاء بلمليح، وراشد الماجد وغيرهم، وعارف نفسه ذو صوت غنائي حلو، وإلقاؤه جيد ومطرب للسمع، وهذا الإلقاء يضفي على أشعاره رونقاً وجمالاً وزينة، كما قال الفرزدق لأحد الشعراء بعد أن سمع إنشاده “إنشادك يزيّن الشعر في فهمي”.
ونستمع إلى ترنيمة خليجية جميلة من شعر عارف:
خليج من النور يمضي إلى القلب
والقلب يمضي إليه
خليج تمكن من خفقة الروح
منذ عرفت التهجي
ومنذ التفت إلى الأرض
والأرض عمري
وتعلمت كيف يطير الحمام بهذا الوجود
لينشر حب الخليج
وكيف النسائم تسري بكل البيوت
محمّلة بأريج الخليج
وكيف المسافات تقرأ فجراً
كتاب الخليج
خليج الأحبة يا أيها المتوهج
بالأنقياء
ويا أيها المتألق بين الدعاء
وبين الغناء
أحبك أنشودة في دمي ساهرة
أحبك نخلاً وموجاً وصحباً
وأسئلة في الهوى عاطرة
ولعارف الخاجة شعر غزلي رقيق مبثوث في الدواوين التي أصدرها، وهو ذو باع طويل ومتمكِّن في قرض كل أنواع الشعر الكلاسيكي والحديث، بنوعيه التفعيلي والنثري، ولم أقرأ لشاعر في الإمارات يستطيع أن يجاري عارف الخاجة في الجمع بين أنواع الشعر، وبجودة فائقة.
وكان الشاعر مبارك العقيلي يقرض الشعر وينشده غنائياً، ولا أعرف إن كان هناك من غنّى شعر العقيلي غير المطرب الإماراتي محمد بن عبدالسلام، في الخمسينيات من القرن المنصرم.. وكما قلت، فإنَّ محمد بن عبدالسلام غنّى أغنيتين للعقيلي اشتهرتا في وقتهما، إحداهما كانت بالشعر الفصيح والأخرى بالنبطي، وقد ذكرنا أغنيته المطربة التي مطلعها:
قلب الشجي المدلّه
من ذا على الحب دلّه
وفيما يلي نأتي على ذكر الأغنية الثانية التي غنّاها من كلمات العقيلي بالشعر النبطي.. بعنوان “لو زاد جور الحبيب”:
هاجت علي الشجون والقلب شب اللظى به
من زود جور الحبيب
بلوى الهوى ما تهون والمبتلي، وا عذابه
والحب فعله عجيب
العشق ريب المنون يا من جرحني عتابه
عليك ربي رقيب
والناس لو يعلمون ما صار، ما حد، رضى به
تجفى المحب الكئيب
أجريت منه العيون مثل المطر من سحابه
بالخد، يجري، صبيب
يا ليت قلبي فطون ما كان قر الهوى به
من قبل يبدي المشيب
لكن بدا بي جنون يهواك قلبي، غدا به
ما أقدر أنا له مجيب
راحت علي السنون وأنا معك في طلابه
والنفس عيّت تطيب
ظنيت وصلك يكون عقب التعب والشقا به
وعرفت مالي نصيب
وسهرت أبدع فنون والحال ما حدٍ درا به
والقلب فيه اللهيب
حاشا عليّه، أخون يا من طغى في شبابه
لو زاد جور الحبيب
ولعلَّ القارئ الكريم يلحظ أنَّ العقيلي كان يقول شعراً فصيحاً أو قريباً جداً من الفصحى، عندما كان ينظم بالنبطي، ومن يقرأ للعقيلي شعره النبطي يجد أنَّ شعره قريب الشبه تماماً بشعره الفصيح، ويستطيع أن يقرأه أو يفهمه أي عربي أو مستعرب.. يقرأ الشعر الفصيح، وليس أدل على مصداق هذا القول من هذه القصيدة الغنائية الجميلة التي أتينا على ذكرها.. ويقول الدكتور أحمد أمين المدني عن شعر العقيلي النبطي: “يمتاز العقيلي عن غيره بأنَّ معظم المفردات المستعملة فصيحة وفنية رقيقة ومنتقاة، فهو بهذا يصح أن يعد أول المجددين في الشعر النبطي في الإمارات”. وكان الدكتور أحمد أمين، رحمه الله، ممَّن ينظم وينشد الشعر بطريقة جيدة، وكان صاحب صوت رخيم، وكان يشدُّ الآذان عندما كان يلقي قصائده، وكان إلقاؤه غنائياً جميلاً، وأذكر أنه ألقى قصيدة في حفلة من حفلات ندوة الثقافة والعلوم، مدحاً في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مطلعها:
تلفت المجد يحدو ركبه الأمل
على أشعته ضاءت بنا السبلُ
نشوان من خمرة الأمجاد منتهجاً
بالرائعات من التكريم يشتمل
فأطرب السامعين بشعره وإنشاده على السواء، ولا أعرف إن كان أحد من المطربين أو المغنين غنّى لأحمد أمين شيئاً من قصائده.