1,812 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
أصداء كلمة سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، التي ألقاها في القمة الحكومية سارت إلى أبعد مما كنا نتصوره بل وصلت هذه الكلمة الاستثنائية حتى أخذت مكانها في سجلات التاريخ المشرق للحكومات الناجحة التي تعرف ماضيها وتبني حاضرها وتخطط لمستقبلها بكل معرفةٍ واقتدارٍ، بل كانت هذه الكلمة بدون مبالغة بمثابة منهجٍ واضحٍ نعرف به فكر قادتنا ونفهم من خلالها خطط حكومتنا الرشيدة وماذا تريد أن تنجزه خلال العقود القادمة، وقد سألتُ كثيراً من الإخوة والأخوات عن هذه الكلمة ولم أجد إلا البشر والابتسامة والفرح في كلامهم وعلى قسمات وجوههم مما يدلك على أهمية حديث الزعماء مع الشعب ومشاركتهم في آمالهم وطموحاتهم حتى يشارك المواطنون وهم على بيّنةٍ من الطريق الطويل الذي يجب عليهم أن يسلكوه ليصلوا إلى قمة الحضارة، وهكذا فعل زايد وراشد، طيب الله ثراهما، ويفعل اليوم خليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد، حفظهم الله ورعاهم وأيدهم بنصره.أثناء مرض العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، نشرت جماعة (المتأخونين) في الخليج العربي كثيراً من الإشاعات حول العلاقات السعودية الإماراتية وأنّ التحالف السعودي الإماراتي المصري ضد الإخوان الإرهابيين على وشك التفكك لأنّ قيادةً جديدةً في المملكة السعودية تقود البلاد على غير نهج الملك عبدالله وأثاروا غباراً كثيراً في هذه المدة جهلاً وظنّاً منهم أنّ سياسات دولٍ عريقةٍ من مثل المملكة السعودية تتغير بهذه السرعة، وهذا إنْ دلّ فإنه يدلُّ على جهل مركّبٍ من هذه الطائفة المنبوذة من الجميع، فلما أذيع الخبر المحزن عن وفاة الملك عبدالله توجه مباشرةً وفدٌ رسميٌّ من دولة الإمارات العربية المتحدة على رأسه ثلاثة حكّام كبار من أعضاء المجلس الأعلى لدولة الإمارات ولم يتمكن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، ولا أخوه سمو الشيخ محمد بن زايد من حضور صلاة الجنازة على الملك عبدالله وهما أشد الناس حباً له وتقديراً وحرصاً على حضورها وذلك بسبب سفرهما خارج الدولة، ولكن الأشرار (المتأخونين) نشطوا في نشر الأكاذيب وروّجوا الافتراءات من خلال قنواتهم وصحفهم وحساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ولكنّ الله قطع دابرهم وأظهر كذبهم أمام الناس جميعا فحضر نائب رئيس الدولة وولي عهد أبوظبي ووزير الخارجية ووفد كبير لتقديم واجب العزاء في اليوم الثاني بل قام الشيخ محمد بن راشد بتغيير صورته في حسابه على تويتر مباشرة عند تأكيد خبر وفاة الملك عبدالله ليضع صورته وهو يقبل جبينه وفاء منه وليظهر حزنه على فقيد الأمتين العربية والإسلامية.
ومن عمق العلاقة بين المملكة السعودية والإمارات آثر الشيخ محمد بن زايد أن يؤكد عليها في بداية كلمته هذه ولتكون جزءا منها للتاريخ فقال رعاه الله: «اسمحوا لي قبل أن أبدأ بكلمتي أن أعزي نفسي وأعزيكم بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، لقد كان الراحل الكبير محباً للإمارات ومحبوباً من أهل الإمارات ولقد كانت علاقته بالوالد الشيخ زايد وثيقة، وإنّ عزاءنا برحيل الملك عبدالله هو أن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في أيدٍ أمينةٍ، وخير خلف لخير سلف، فالملك سلمان بن عبدالعزيز رجل حكيم ومتمرس بالحكم، وقد قام بنقلة كبيرة في المملكة لجيل جديد نتمنى لهم كل التوفيق».
ما كانت هذه الكلمات الأولى من كلمة الشيخ محمد إلا لتدلّ على قوة العلاقات بين المملكة والإمارات وأنّها تاريخية ليست وليدة انفعالات أو تقلبات نفسية، فقد ربطها بالمؤسس الوالد الشيخ «زايد»، رحمه الله، هذا وليعلم المرجفون والدجّالون من الإرهابيين وأذنابهم بأنّ حيلهم لن تنطلي على أهل العقل وأنّ أكاذيبهم مفضوحة قد عرفها كل ذي لُبٍّ.