746 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
المؤتمرات في جميع الدول تلعب دوراً مهماً في تحسين حياة الشعوب وتطويرها، حيث تقوم بدارسة الأوضاع في شتى المجالات، ووضع الخطط المناسبة لإنجاحها أو تقييم ما تم تنفيذه لمشاريع مستقبلية، تؤدي إلى نهضة الضعيف واستمرارية القوي.
لم تكن المؤتمرات والملتقيات يوماً إلا لخدمة الناس ومساعدة الحكومات بأنواعها لتحديث مستويات الخدمات أو لدراسة ما تم اكتشافه من العلم الجديد، أو للمضي قدماً في الدراسات العلمية، والتي تصب كلها في أنهار المعرفة التي تمكن أجيال الغد من مواصلة المسيرة الحضارية. المعرفة تأتي بالمال والرخاء عند من يعرف الاستفادة منها بشكل صحيح، ولكن المعرفة ليست اقتصاداً فقط، بل هي الحياة بكاملها.
إن المعرفة ليست خادمة للاقتصاد، ولكن الاقتصاد هو الذي يخدم المعرفة، لأنها هي التي تؤدي إلى راحة الشعوب وتقدمها، ومن أهم مظاهرها النماء الاقتصادي، ولهذا، فإن فكرة تخصيص معظم المؤتمرات للحديث فقط عن الاقتصاد المعرفي، أجدها تحتاج إلى تقليل وزيادة المؤتمرات والملتقيات حول المعرفة وكيفية الوصول بها المستقبل، وهي في أوج عطائها لتمكين الأجيال القادمة.
مؤتمر المعرفة* الأول الذي سيعقد الشهر القادم في دبي، بتنظيم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وبرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يؤسس لحدث عالمي سنوي مختص بمجالات المعرفة ووسائل نشرها ومسارات نقلها.
إن جلسات وورش العمل وحلقات النقاش التي سيتضمنها هذا المؤتمر، على يد خبراء في كافة مجالات المعرفة، تمس بشكل مباشر اهتمامات الأفراد والشركات وحتى الحكومات، لأن ثورة المعلوماتية التي عززت من اتساع المدى المعرفي لا تؤثر جذرياً في الاقتصاد فحسب، بل وفي حياة المجتمع وطبيعة العلاقات بين البشر والمواطن والسلطة، الأمر الذي يمكِّنها من السيطرة على سلوك الفرد وتكوين الوعي، ومقاربة الكثير من القضايا والمشكلات وفهمها.