1,390 عدد المشاهدات
عنوان الكتاب: خارطة المعرفة: تاريخ ألف عام حول ضياع الأفكار الكلاسيكية وإعادة استكشافها
المؤلف: فيوليت مولر
تاريخ النشر: 14 مايو 2019
دار النشر: دوبلداي
بعد سقوط روما وما تلاه من ضياع لأفكار عظيمة بسبب ويلات العصور المظلمة، عبرت ثلاث مخطوطات مهمة سبع حواضر متوسطية فنجحت معاً في إحياء عصر النهضة.
وضع الإغريقُ أُسُسَ المعرفة الحديثة من الفلسفة والرياضيات إلى علم الفلك والجغرافيا، فكتبوا أفكارهم على لفائف حُفِظَت في مكتبات على طول سواحل البحر المتوسط، بل وأبعد من ذلك. ولكن عندما تفكَّكت الإمبراطورية الرومانية مترامية الأطراف، تلاشى معها الاهتمام بهذه النصوص الثمينة، فأُحْرِقَت الكتبُ ودُمِّرَت مكتبةُ الإسكندرية التي تعدُّ أكبر مستودع للمعرفة الكلاسيكية.
غير أنَّ بعض المخطوطات نجا من هذه المجزرة. ويأتي هذا الكتاب ليسلِّط الضوء على الدور المحوري الذي لعبته سبع مدن متوسطية، كانت مراكز معرفة نادرة في عالم مظلم، حيث إنَّ العلماء في تلك المدائن، وبدعم من قادة مستنيرين، قاموا بجمع المخطوطات وترجمتها ومشاركتها.
في القرن الثامن أسهمت الاكتشافاتُ العربية في بغداد بتعزيز انتشار العلوم اليونانية؛ فجلب التبادلُ داخل العالم الإسلامي المزدهر تلك المعرفة إلى قرطبة الإسبانية. وأصبحت «توليدو» مركزاً مشهوراً للترجمة من العربية إلى اللاتينية، فكان ذلك بمثابة بوابة عبور وصلت من خلالها الأفكار اليونانية والعربية إلى أوروبا الغربية. كما كانت «ساليرنو» على الساحل الإيطالي مركزاً مهماً للدراسات الطبية، أمّا «صقلية»، مستعمرة اليونان القديمة، فكانت واحدة من الأماكن القليلة في الغرب التي حافظت على اتصالها بالثقافة واللغة اليونانية. أسهم العلماء في هذه المدن في نقل الأفكار الكلاسيكية لتصل إلى مدينة «البندقية» في القرن الخامس عشر، حيث ازدهرت الطابعات وبدأ عصر النهضة.
يأخذنا كتاب «خارطة المعرفة» في رحلة مشوِّقة يدفعها فضولٌ لا يرتوي عن العالم، ليقتفيَ آثار ثلاث مخطوطات مهمة، هي كتاب «العناصر» لإقليدس، و«المجسطي» لبطليموس، و«كتابات جالينوس في الطب».
المؤلف في سطور
فيوليت مولر، مؤرخة وكاتبة في أوكسفورد، إنجلترا. حصلت على درجة الدكتوراة في التاريخ الفكري من جامعة إدنبرة، حيث كتبت أطروحتها حول مكتبة أحد علماء القرن السادس عشر.