2,330 عدد المشاهدات
الكاتب : أحبيب الشيخ «مدارات ونقوش»
الساعة السادسة إلا حزمة من أشعة الشمس تصر على معابثة الماء المنساب في خور دبي، وكأنها تؤكد قوة العلاقة بينهما، وحتمية عودتها بإذن ربها حين يختفي المساء المقبل ويشرق صبح جديد في اليوم التالي، لا يبدو الخور مكترثا لرحيل الشمس وتواريها خلف الحجاب، فهو مشغول معظم ساعات النهار والليل بالعابرين من أطرافه إلى إحدى ضفافه، وكأنه يختزل بشكل ما نمط حياة مدينة دبي، تلك التي تعد كل القادمين إليها بأن يؤموا رزقهم بمنتهى السلاسة، وعبر شبكة مواصلات هي الأحدث في العالم، ووفق أحدث خدمات الجمهور وأكثرها مرونة.
ليس الخور منطقة يمكن للمرء أن يمر عليها دون أن تثير في نفسه أسئلة عديدة عن المدن التي تحتفظ بشخصيتها الأصيلة، حتى وهي تعبر نحو أجواز فضاءات الحداثة، وعن ذلك الإنسان الذي يظلمهما تغيرت ظروفه، قادرا على تطويع الأشياء من حوله لتبدو متناسقة مع جمال الطبيعة وحكمتها، وأسئلة عن الماء، والشمس، والحركة الدائبة لصنع شيء ما في كل لحظة سعي لشخص ما على الأرض.
صورة دبي
خور دبي هو إثبات تراثي وثقافي لخطأ الصورة النمطية التي تنطبع في أذهان الكثيرين حول العالم ممن سمعوا فقط عن تطور دبي، ممن رأوا أبراجها الشاهقة، ومترو الأنفاق الراقي الذي يخترقها ذهابا وإيابا، ومراكزها التجارية الفخمة التي تجمع العالم كله وتقدمه لزائرها، وليست تلك إلا جزئية من صورة دبي الشاملة حداثة وأصالة.
فالخور يقدم صورة أعمق وأكثر تأصيلاً لحقيقة دبي الساحرة: دبي التي تستوطن التاريخ عميقاً، وتقدم للعالم عبر تلك الحياة التي نشأت عليه منذ أوائل القرن العشرين وما زالت تواصل سيرورتها، صورة أخرى مختلفة، ونمطا ثقافيا متنوعاً يضيف لصورة حداثة دبي ألوانا من التراث الإنساني الذي بات اليوم ضمن أشهر المزارات السياحية التي يقصدها من يقرر زيارة دبي والتعرف على عمقها الأصيل.
شريان التاريخ
الخور في اللغة العربية الفصحى تعني لساناً بحرياً يتشكل في البر على شكل خليج صغير، ويتفاوت عمقه بحسب طبيعة التربة الأرضية التي يوجد عليها، ولسان دبي البحري ذاك هو امتداد مائي منبثق من الخليج العربي بطول يقارب 15 كلم، ويقسم المدينة إلى قسمين رئيسين هما بر دبي، وديرة، وقد لعب الخور دوراً رئيساً في التنمية الاقتصادية للإمارة عبر تاريخها، وترتبط الأجزاء الشرقية والغربية من المدينة الآن عبر أربعة جسور هي: جسر آل مكتوم، وجسر القرهود ومعبر الخليج التجاري والجسر العائم، إضافة إلى نفق واحد هو نفق الشندغة، ورغم توفر كل تلك المسارات الحديثة ما زالت المراكب الخشبية التقليدية المعروفة بـ«العبرة» جذابة للعديدين ممن ينتقلون يومياً بين كلا القسمين الغربي والشرقي العبرة، التي كانت ولا تزال جزءاً من أصالة الخور وتراث المدينة، مزودة بمحرك متوسط الحجم، وتعمل بطاقة تبلغ نحو 20 راكباً وتوفر فرصة
للسياح الذين يتوافدون بكثرة على الخور، ليجربوا رحلة فريدة من نوعها، وعلى قدر بساطتها تكمن إثارتها ومتعتها اللامحدودة، وقد اعتاد الناس على رؤية “العبرات”، والمراكب الشراعية التي تحمل الناس والبضائع على امتداد الخور، كتراث متبق من تقليد تجاري قديم كان يعتمد على تفريغ البضائع الثمينة على ضفاف الخور وبيعها في الأسواق القريبة، فقد ارتبط الخور منذ عقود بالتجارة الحرة المتخصصة في السلع الثمينة مثل للؤلؤ، والذهب، والتوابل، وهي ممارسات تقليدية ما زالت حية وقائمة بما تبقى من آثارها على الرغم من التحولات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، المهمة التي حدثت منذ اكتشاف النفط في المنطقة.
الشندغة القلب النابض
وعلى الرغم من النمو الهائل الذي شهدته دبي الحديثة لعشرات الكيلومترات على طول شاطئ بحر الخليج، إلا أن الخور لا يزال يمثل قلب المدينة النابض بالحياة التي شكلتها الأحياء التاريخية التي ترتبط به كحي الشندغة وحي الفهيدي والأحياء الحديثة كمشروع السيف، الذي يربط التراث بالحداثة.
فعند مدخل الخور تقع الشندغة، تلك التي احتوت تاريخياً أحياء ومساكن حكام دبي الأوائل، وظهرت الأهمية التاريخية لمنطقة الشندغة منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما أدت زيادة السكان في المدينة، إلى ظهور الحاجة لتخطيط جديد لها وإنشاء أحياء سكنية جديدة، فأصبحت منطقة الشندغة تضم سكن العائلة الحاكمة وانتقل إليها المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم في أواخر القرن الـ19.
وتطل الشندغة على مدخل خور دبي من جهة الجنوب، وتشرف على منفذ المدينة البحري، وشريانها الحيوي، وتبلغ المساحة الكلية للمنطقة ما يقرب من 11 هكتاراً، وقد شهدت اهتماما رسمياً وحكومياً كبيراً خلال السنوات الماضية، إضافة إلى مشاريع عدة لترميم مبانيها التاريخية، وإعادة إنشاء المباني التاريخية على عدة مراحل، وبلغ عدد مباني المنطقة 226 مبنى، موزعة على 62 شكلا بين المساكن والمتاجر والأسواق وغيرها.
وفي عام 1996 بدأت بلدية دبي خطة لإعادة الإنشاء والقيام بأعمال الترميم وتأهيل المباني لتمارس فيها الحياة الطبيعية بشكل اعتيادي، فأطلقت أعمال المرحلة الأولى التي شملت إحياء الممر الساحلي الذي تقع عليه مجموعة من المباني ذات القيمة التاريخية، وإعادة تأهيلها لوظائف معاصرة، ومنها بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، وقريتي الغوص، والتراث، وبيت الشيخ عبيد بن ثاني، والعديد من المساجد التقليدية.
وفي المرحلة الثانية ومنذ عام 2005 تولى قسم المباني التاريخية تنفيذ مشاريع الترميم للمباني، ومن أهم هذه المشروعات السوق التقليدي، وإعادة إنشاء بيت الشيخ حشر آل مكتوم، إلى جانب تصميم مشروع الحديقة التراثية، والتي تحتوي على مجموعة من الفعاليات، والأنشطة التراثية، بالإضافة للمطعم التراثي. والجدير بالذكر أنه تم إنجاز كم كبير من هذه المشاريع، وبدأ استخدامها لأغراض ثقافية واجتماعية واقتصادية، كالمتاحف والأسواق والمطاعم وغيرها.
ومن أبرز معالم تلك المنطقة بيت الشيخ سعيد آل مكتوم الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1896، حيث كان يستخدم مقراً للحاكم، مما أكسبه أهمية تاريخية من الناحية الوظيفية، ثم اكتسب أهمية أخرى من الناحية المعمارية والفنية، حيث يمتاز بثراء مكوناته العمرانية وعناصره التراثية، إضافة إلى استراتيجية موقعه، حيث يشرف على منطقة خور دبي التجارية، والتي تعد الشريان الرئيسي للحياة الاقتصادية والتجارية في إمارة دبي.
وتم تنفيذ مشروع ترميم البيت في إطار المحافظة على الطابع التقليدي، وتم الانتهاء من الترميم عام 1986، وجرت إعادة إدراج المبنى في البيئة المعاصرة، حيث جهز المبنى ليستخدم كمتحف للصور والوثائق التاريخية لإمارة دبي، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة الملائمة من وسائل وأساليب للعرض ليكون المبنى شاهداً على حضارة دبي وتطورها التاريخي، ويعتبر المبنى حالياً نواة جذب عمرانية وسياحية، مما يساعد على تنمية المنطقة بصورة إيجابية، ويعد معلماً معمارياً يتميز بسمات الثقافة والإبداع المعماري والجمال الفني.
وقد شملت عمليات تطوير المنطقة كذلك، ترميم بيت الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم والذي يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة الشندغة التراثية بجوار مسجد ابن زايد، على قطعة أرض تبلغ مساحتها 1085 متراً مربعاً، ويرجع تاريخ تشييده إلى عام 1928 .بالإضافة إلى ترميم بيت الشيخ عبيد بن ثاني و الذي يقع بدوره، في منتصف الجزء الشرقي من منطقة الشندغة الى الشمال من بيت المرحوم الشيخ سعيد آل مكتوم على قطعة أرض تبلغ مساحتها 1250 متراً مربعاً، وقد شيد المبنى في عام 1916م.
فضلا عن كل ذلك ولتنويع وزيادة القيمة السياحية للشندغة، وتوسيع مساحة الخدمات الترفيهية والثقافية فيها، تم إنشاء قريتي الغوص والتراث، بما يحقق التنمية السياحية الشاملة لتلك المنطقة، وذلك من خلال الإطار التقليدي للعمارة المحلية وتعميق البعد التراثي بمناطق التنمية السياحية في الإمارة والدولة.
وتحوي الشندغة 7 مساجد تاريخية وتراثية خضعت لعمليات ترميم وإعادة احياء هي الأخرى، وهي مسجد الشيوخ ومسجد العتيبات ومسجد الملا ومسجد ابن زايد ومسجد المر بن حريز، ومسجد حارب بن حارب، و معظمها تم إنشاؤه في أوائل القرن العشرين.
حي الفهيدي
على الضفة الأخرى للخور المقابلة لمحطة السبخة للمراكب البحرية «العبرات»، يقف حي أصيل بامتياز، إنه الفهيدي التاريخي، متمسكاً بهويته الأصيلة التي تعكس ملامح الحياة في الإمارات قبل ظهور النفط، ليمثل نقطة عبور تشبه آلة زمن حية تسمح للزائرين من السياح، ومن أبناء الإمارات الراغبين في التعرف على تاريخ بلدهم، بالعودة إلى الماضي والتعرف على التراث والهوية الوطنية، خصوصاً في ما يرتبط بملامح العمارة الإماراتية القديمة، حيث يزخر الحي الذي يمتد بمحاذاة الخور لمسافة 300 متر وبعمق 200 متر نحو الجنوب، وتبلغ مساحته حالياً 38 ألف متر مربع بالمباني التي تبرز السمات المميزة لأحياء وبيوت ومباني دبي قديماً، ومنها يمكن لزائر المكان أن يتعرف عن كثب على أنماط الحياة التي كانت سائدة في دبي منذ منتصف القرن الـ19 وحتى سبعينات القرن الـماضي.
ويتميز الفهيدي بشوارعه التي تمثل أزقة وحارات ضيقة طويلة، مرصوفة بالحجارة، تتراصّ على جانبيها المباني والبيوت المشيدة بمواد البناء التقليدية من الحجر المرجاني، والجص، وخشب الساج، وسعف وجذوع النخل، وهي بيوت منخفضة لا يزيد ارتفاعها على طابقين، وفوقها تقف البراجيل سامقة ومعلنة عن نفسها، باعتبارها واحدة من أبرز ملامح العمارة الإماراتية، ونموذجاً مثالياً يعكس نجاح أهل المنطقة في التغلب على صعوبة المناخ وقسوته، خصوصاً في الصيف. ولأن المباني والعمارة تمثلان تعبيراً رمزيا عن ثقافة أهل المكان ونظرتهم للحياة، وعاداتهم، وعقائدهم، يلاحظ زائر حي الفهيدي نمط الحياة الاجتماعية التراثية، الذي كان سائداً في دبي، ويستشف من تصميم مباني الحي وتوزيعها، ما يدل على اهتمام المجتمع بالخصوصية المتمثلة في قلة فتحات المباني الخارجية وصغر حجمها، وارتفاعها، وكذلك الاتفاق بين كل البيوت على توجيهها جهة الجنوب الغربي لتكون قاصدة قِبلة الصلاة.
واستمد حي الفهيدي مكانته المميزة في تاريخ دبي من أسباب عدة، من بينها موقعه الاستراتيجي على خور دبي، الذي يمثل ميناء تجارياً يستقبل السفن والتجار من كل العالم، بالإضافة إلى أن الحي مجاور لديوان سمو حاكم دبي، كما يضم «حصن الفهيدي» الذي يقع في الجهة الجنوبية من خور دبي بجوار ديوان سمو الحاكم، ويعود تاريخ تشييده إلى عام 1787، أي منذ ما يزيد على 200 عام، ليكون مقراً لحاكم الإمارة ومركزاً دفاعياً للذّود عنها، إذ كان يقع على حدود منطقة دبي الحضرية وقتها. ثم تحوّل الحصن إلى مخزن للذخائر والسلاح، كما استخدم سجناً للخارجين عن القانون.
وقد تم ترميم الحصن في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وافتتح في عام 1971 متزامنا مع إعلان الاتحاد، ليكون متحفاً رسمياً يعرض تاريخ دبي وتراثها الأصيل، وفي عام 1995 أنشئ متحف آخر جديد تحت الأرض أُضيف للحصن القديم.
و بجانب منطقة الفهيدي ثمة معلم سياحي آخر بات عالميا، بفضل مكوناته التي تجمع بين الأصالة والحداثة وتتناسب مع مختلف الفئات والشرائح السياحية، وهو مشروع السيف، والذي يعتبر وجهة سياحية جديدة على ضفاف خور دبي تمتد على مسافة 1.8 كلم لتقدم للزوار من السياح والمقيمين فرصة للتعرف على قصة دبي عبر تصاميم معمارية وتجارب غنية تجمع بين المعاصرة والتراث، وعبر عناصر تنتمي إلى أجواء ماضي دبي العريق وحاضرها المشرق، وصمم القسم التراثي من السيف بطريقة تستوحي نمط عمارة دبي القديم، بينما يبرز القسم المعاصر منه تصاميم أنيقة تتناغم خطوطها بسلاسة وانسجام.
جانب آخر من منطقة الخور لا يقل أهمية عن الجوانب التراثية والثقافية التي تم استعراضها آنفا هو ما يعرف بحديقة الخور.
وبفضل ما تتمتع به حديقة الخور من مساحات واسعة من المروج والحدائق النباتية ومساحات اللّعب المخصّصة للأطفال، فإنها تُعد مركزًا ترفيهيًا جميلاً في وسط المدينة، و يمكن للزوار في حديقة الخور استغلال الأماكن العديدة المخصّصة لحفلات الشواء في أرجاء الحديقة، كما يمكن الاستمتاع بنزهة على ساحل المياه، وللعائلات أيضاً نصيبٌ من التسلية والتّرفيه؛ حيث يوجد في الحديقة ملعب جولف صغير، ومضمار لسيارات «الكارتينغ»، إلى جانب العديد من ساحات اللّعب المخصّصة للصّغار، وتشتهر حديقة الخور أيضاً بكونها الحديقة الوحيدة في دبي التي تحتوي على «تلفريك»، ما يتيح فرصة رائعة لمشاهدة المدينة من الأعلى والاستمتاع بأجمل مشاهد الخور على ارتفاع 30 مترًا، إلى جانب كل هذه المرافق الرائعة، تضمّ حديقة الخور أيضًا «دبي دولفيناريوم» الذي يمكن للعائلات الاستمتاع فيه ببرنامج ترفيهيّ شامل من ألعاب الدلافين والألعاب البهلوانية للفقمات، وعند انتهاء عروض الدلافين، يمكن للعائلات التوجه إلى «مدينة الطفل»، وهي مركز تعليميّ وترفيهيّ مذهل في قاعات مغلقة.
ميزات الخور
من الواضح أن الخور ببساطة يجمع كل ما يمكن للإنسان أن يتطلع إليه سواء كانت توجهه نحو الأشياء ذات الدلالات التاريخية والقيم الرمزية التراثية، أو كان تطلعه نحو السياحة العصرية بكل مفرداتها البالغة التطور، لكن لا يمكن إطلاقا إنهاء الحديث عن منطقة بمثل هذه الأهمية دون التطرق لاستكشاف أحدث وسائل تطويرها.
ففي أحدث إبداعات دبي والتي تنافس نفسها نحو بلوغ أقصى درجات الإبهار المعماري والحضاري، دشن في العام الجاري مشروع برج خور دبي، والذي سيغدو أطول برج في العالم، متفوقا على شقيقه برج خليفة، وتماشيا مع النمط الثقافي والتراثي الخاص لمنطقة الخور، سيكون برج خور دبي على شكل مئذنة عملاقة، ليجمع كلاً من فن العمارة الإسلامية وفن التصميم الحديث ولينفرد في هندسته مكوناً أيقونة فريدة تتماهى مع فرادة الخور وأهميته البالغة.
ويقع البرج ضمن مشروع الواجهة المائية بجوار خور دبي و التي تسمى مرسى خور دبي، وعلى مقربة من محمية رأس الخور للحياة لفطرية والتي تم إدراجها ضمن اتفاقية «رامسار» الدولية برعاية منظمة «اليونسكو»، وهي مجموعة من الأراضي الرطبة ذات التنوع الحيوي التي تحتضن أكثر من 67 فصيلة من فصائل الطيور المائية.
ومهما قيل عن الخور وكيف تتجسد الحياة حوله، ستبقى عظمة الماء الكامنة في بساطته حين يسير بالأشياء والأشخاص من حوله إلى بر الأمان، وستبقى عظمة الإنسان تكمن في سعيه نحو المستقبل وهو يستحضر تاريخه وإرثه دون أن يؤثر ذلك في مسيره، وكأنه يجسد مفهوما للتاريخ يقول إن التاريخ هو ذلك الماضي الذي لا يجعل المستقبل يتوارى خلف حاضر متجمد، بل يمنحه الفرصة للجريان الطبيعي تماماً كما يجري الماء في مصباته المناسبة دون أن يتوقف ليلتقط نظرة إلى منابعه، إنه واثق بالفطرة أنها تجري.