2,026 عدد المشاهدات
مركز جمال بن حويرب للدراسات
بدأ المستشار جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس المركز ، بعد أن قدمه الإعلامي حسين درويش ، كمؤرخ ، شاعر، صحافي وباحث ، واسمه غني عن التعريف ، قائلاً : أبارك لكم شهر الصيام ، الذي سعدنا بمرور 10 أيام منه ، ونستقبل العشر الثانية ، مبتهلين إليه سبحانه وتعالى أن يقدرنا على صيامه وقيامه وطاعته ، حتى نهاية الشهر الفضيل .
وأضاف.. أحببت أن نلتقي في رمضان ، لنتداول في موضوعات خفيفة ، بعيداً عن السياسة وهمومها ، خاصة ونحن نرى مايدور من حولنا من مصائب وحروب وكوارث . إن مانراه في الشام واليمن يعتصر قلوبنا ألماً ، لكن مابعد العسر إلاٌ اليسر ، وستعود أمتنا ، بعون الله ، إلى قوتها وعزتها . وهنا أذّكر برؤية والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله تعالى ، الذي مات وهو يحسن الظن بالله وبأمته العربية ، وكان يقف إلى جانب قضايا هذه الأمة حتى آخر يوم من حياته.
المغفور له زايد ، لم يغير نظرته إزاء أمته العربية ، مهما حصل ، كان يرى أن الشعوب تبقى ، والدول تبقى ، وغيرهم يزول .
كان زايد يقول : سنظل باقين على العهد ، ولن يغيرنا ، إنشاء الله ، أي شئ رغم المصائب والمحن ، وسوف يخرج من أمتنا ، السلام ، والعلماء ، وجيل جديد من الشباب والقادة العظام.
وضرب بن حويرب مثالاً في محمد صلاح ، لاعب الكرة المصري ،الذي غير العالم ، قائلاً لو كان لدينا عشرة أمثاله ، لغيرنا العالم لصالحنا . وأتى بالذكر على العالم المصري محمد زويل ، رحمه الله ، الذي لايوجد سوى ثلاثة علماء مثله ، كما قال ريئس جائزة نوبل ، التي حضصل عليها المرحوم زويل .
شهر رمضان
قال المحاضر : حديثنا اليوم عن شهر رمضان المبارك ، فأصله مأخوذ من رمض الجوف ، وما يعانيه من عطش في الحر ، والعرب في الجاهلية عرفوا هذا الشهر من خلال كتبهم ، وكانوا يصومونه 30 يوماً ، لكنهم ذهبوا ، لاحقاً ، إلى قساوستهم ، واتفقوا معهم على زيادته عشرة أيام ليصبح صيامهم 40 يوماً ، وهذا ما نجده لدى المسيحيين اليوم .
ورمضان لم يكن من الأشهر الحرم لدى العرب ” محرم ، ذو القعدة وذو الحجة ” ، ومع هذا فقد كانوا يعتبرون الحرب والقتال فيه حراماً ، والجاهلي كان يرى قاتل والده ، فلا يقترب منه أو يقتله ، انتقاماً لوالده ، في حين نرى العرب اليوم يتحاربون ويقتلون بعضهم بعضاً ، في رمضان وغيره من الأشهر الحرم .!!
أما عن رمضان في كتب الرحالة ، فقال بن حويرب ، قبل الإسلام كان هناك رحالة كثر ، وعندما جاء الإسلام راح أصحاب الرحلات يسافرون شرقاً وغرباً ، لكن أغلب الرحلات جاءت من بلاد المغرب ” تونس ، الجزائر والمغرب ” ومن بلاد الأندلس . كانوا يأتون إلى الحج ، ثم ينطلق بعضهم إلى بلاد العالم الواسع ، حتى وصلوا إلى أندونيسيا والصين .أمثال الرحالة العربي ابن بطوطة .
ولعل أغلب الرحالة القادمين من بلاد المغرب ، كانوا يرون في بلاد المشرق أنها الأصل في العلوم والدين والتمدن في شتى المجالات . لذا كانوا يشدون الرحال بكثرة إلى الديار المقدسة ، بلاد الشام والعراق.
طرفة رمضانية
أمتع بن حويرب الحضور بطرفة رمضانية ، عن أكلة تدعى ” المضيرة : ، تصنع من اللبن الحامض ، وكان أمير مكة ، آنذاك، زياد بن عبدالله ، يحبها كثيراً ، وتقدم له بقصعة تكفي خمسة أشخاص ، وذات مرة ، كان الأشعب ومعه نفر من أهل مكة في ضيافته ، فأمر الأمير غلامه بوضع القصعة الكبيرة أمام أشعب وصحبه تكريماً لهم ، دون أن يدري أن في القصعة طعامه المفضل ” المضيرة ” ، وعندما طال انتظاره دون أن يحضر الخادم القصعة التي ينتظرها ، سأله أين ” المضيرة ياغلام ؟؟ فرد عليه أنني وضعتها أمام أبي علاء ” أشعب” ، حسب أوامرك ، وكان أشعب وصحبه أتوا على القصعة بكل ما فيها ، فقال الأمير : هنيئاً لك يا أشعب ، لكني سأضعك في السجن ، تلهي الناس نهاراً ، وتصلي بهم ليلاً . فما كان من أشعب إلاّ أن توجه إلى الأمير طالباً الصفح ، قائلاً ” أعدك أني لن آكل مضيرتك بعد اليوم .
ابن بطوطة
انتقل بن حويرب للحديث عن أشهر الرحالة العرب والمسلمين الذين وردت سيرهم في التاريخ، وما زال الناس يتداولونها حتي يومنا هذا .
فقال : لعل من أشهر الرحالة العرب والمسلمين وأقدمهم ، الرحالة بن بطوطة ، محمد بن عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بـ (ابن بَـطُّوطَة) الذي ولد في طنجة وبعدما درس الشريعة قرر السفر حاجًا، وبهذا بدأت رحلة أسفار دامت أكثر من 30 سنة ، وهو ليس رحالة فقط ، بل كذلك مؤرخ وقاضٍ وفقيه مغربي.
بدأ رحلته الكبرى عام 725م ليطوف بالمغرب ومصر والسودان والشام والحجاز وتهامة والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر، والهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا، ثم عاد إلى المغرب وبدأ في إملاء أخبار رحلاته التي جمعها في كتاب اسماه (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وهذا الكتاب تُرجم لأغلب لغات العالم وجامعة كامبريدج لقبت (ابن بطوطة) في كتبها بأمير الرحالة المسلمين والوطنين، ويعتبر الرحّالة العبقـري (ابن بطوطة) صاحب رحلات ومخاطر ومغامرات في طريق استكشاف العالم، وقد كتب ابن بطوطة كثيراً عن شهر رمضان المبارك ، منها على سبيل المثال ، يوم الركبة ، وتبعاً لما جاء في رحلاته أن أغلب حكام البلاد وأمرائها وأعيانها، كانوا يستقبلونه أحسن استقبال، ويكرمونه أفضل تكريم، وأغلبهم كانوا يستضيفونه في منازلهم.
ومن هذا المنطلق زار ابن بطوطة قاضي مدينة أبيار ، في مصر ، (عز الدين المليجي الشافعي)، وتصادف أن الزيارة كانت يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، أي (يوم الركبة) كما أسماه الرحالة، أو (يوم ارتقاب هلال رمضان) كما يسمونه أهالي أبيار، ومن عادة الأهالي في هذه المدينة – في مثل هذا اليوم من كل عام، كما قال ابن بطوطة: اجتماع “فقهاء المدينة ووجوهها بعد العصر من اليوم التاسع والعشرين لشعبان بدار القاضي، فإذا تكاملوا هنالك، ركب القاضي وركب من معه أجمعين، وتبعهم جميع من بالمدينة من الرجال والنساء والصبيان وينتهون إلى موضع مرتفع خارج المدينة، وهو مرتقب الهلال عندهم، وقد فرش ذلك الموضع بالبسط والفرش، فينزل فيه القاضي ومن معه فيرتقبون الهلال، ثم يعودون إلى المدينة بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والمشاعل والفوانيس، ويوقد أهل الحوانيت بحوانيتهم الشمع، ويصل الناس مع القاضي إلى داره، ثم ينصرفون، هكذا فعلهم في كل سنة”.
والوصف الذي جاء به ابن بطوطة لاستطلاع هلال رمضان في مدينة أبيار، أن المدينة بأكملها يسير أهلها ليلاً بشموع مضاءة وبفوانيس متلألأة، وأن جميع حوانيتها مضاءة بالشموع، ليوحي بمنظر خلاب يستحق التدوين في رحلات ابن بطوطة.
ويصف ابن بطوطة مدينة (قوص) بأنها ” مدينة عظيمة لها خيرات عميمة، بساتينها مورقة، وأسواقها مونقة، ولها المساجد الكثيرة، والمدارسة الأثيرة، وهي منزل ولاة الصعيد”.
كما تطرق إلى ما بها من زوايا وأضرحة للمشايخ والصوفية، مثل زاوية الشيخ شهاب الدين بن عبد الغفار، وزاوية الأفرم. وزار هذه المدينة في شهر رمضان؛ وذلك على الرغم من عدم ذكره لتاريخ الزيارة بصورة محددة، والسبب في ذلك أنه قال عن هذه المدينة: “وبها اجتماع الفقراء المتجردين في شهر رمضان من كل سنة”.
وهذه العبارة تدل على أنه شاهد بنفسه جموع الفقراء في هذه المدينة في شهر رمضان، أو أنه – على أقل تقدير – سمع بذلك، وهذا السمع يدل بجلاء أن هذه المدينة مشهورة باجتماع الفقراء المحتاجين في هذا الشهر الكريم.
والرحالة يقصد أن هذه المدينة هي ملجأ الفقراء المحتاجين في شهر رمضان، وذلك لثراء أهلها، وتسابقهم على فعل الخير، لا سيما التصدق على الفقراء والمساكين، وإطعامهم في هذا الشهر الكريم. وهذا الأمر أكده ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان)، عندما تحدث عن هذه المدينة، فوصفها بأنها “مدينة كبيرة عظيمة واسعة … وأهلها أرباب ثروة واسعة”.
في دمشق
وعن رحلته إلى دمشق التي دخلها العام 726 ه ، يقول ابن بطوطة : في دمشق لايفطر أحد من سكانها ، البتة، حيث نجد طبقة الأمراء والأعيان ، طبقة التجار ، والعامة ، ويقصد بهم عامة الناس ، من الفقراء والقادمين من البادية .
الأمراء والأعيان يقيمون موائد الإفطار في قصورهم ، والتجار يقدمون طعام رمضان ، في بيوتهم ومنازلهم . أما الفقراء والقادمين من البادية ، فإنهم يفطرون في الساحات والمساجد ، حيث يحضر كل منهم ما عنده من طعام ، يضمه إلى مائدة جماعية يشارك فيها سكان الحي ، أو المنطقة .
ويتحدث ابن بطوطة عن الصيام في بلاد البلغار ، قائلاً : سمعت عن هذه البلاد ، وعن قصر اليل والنهار فيها ، فوصلتها في رمضان عند المغرب ، وما كدنا ننتهي من إفطارنا ، حتى حان موعد أذان العشاء ، فصلينا الفرض ، وأتبعناه بالشفع والوتر ، لكن ما كدنا ننتهي من ذلك حتى أذّن الفجر!!
وفي موقع آخر وصل ابن بطوطة إلى سلطنة مالي في فريقيا ، ومكث فيها شهرين ، دون أن يستقبله السلطان ، أو يعطيه شيئاً ، وعندما جاء شهر رمضان كتب إليه : لقد سافرت إلى بلاد الدنيا ، وكانوا يكرمونني ، وصار لي عندكم أربعة أشهر ، دون أن أرى منكم شيئاً ، فماذا أقول عنكم لدى السلاطين ؟ فأجابه ، لم أعلم بوجودك بيننا ، وأمر له بسكن ، وقدم له ما يحتاجه من طعام وكساء وماء ، وعندما سافر من مالي يوم 27 رمضان قدم له مائة دينار ذهباً .
رحلات ناصر خسرو
الرحالة الفارسي ، ناصر خسرو ، المولود في خراسان ، كتب في ثلاثة من الأصناف الأدبية – الرحلات والشعر والفلسفة – وكل منها تشكل نافذة لنا إلى شخصيته. وقام برحلات مهمة ، زار فيها مصر ، والجزيرة العربية ، ووصل إلى الرياض عام 1036 م
فقد زار مصر زمن الخليفة المستنصر بالله الفاطمي ، وبهر بها ، وما شاهده فيها من تقدم حضاري ، في البناء والتجارة ، وقال لقد شاهدت فيها 20 ألف محل ، مزدهرة بما تقدمه من أنواع مختلفة في شتى المجالات
والسلطان يقيم مأدبة كبرى لعامة الناس في كل من العيدين ” الفطر والأضحى ” .
وأورد حادثة طريفة عن أهل مصر ، حيث أن جماعة مصريين باعوا مسجد ابن طولون لأحد التجار بمبلغ 30 ألف دينار مغربي . لكنهم ما لبثوا أن راحوا يهمون بهدم المئذنة ، وعندما سئلوا عن سبب ذلك ، قالوا هي ليست ضمن قيمة المسجد ، فدفع لهم المشتري خمسة آلاف أخرى ثمناً للمئذنة !!
ابن الطقطقي
هو الرحالة ، الأديب والمؤرخ ، محمد بن علي ، ولد في العراق 1309- 1262 م .
ويظهر من مقدمة (خطبة) كتابه أنه صاحب ثقافة كبيرة، ملمٌ بعلوم مختلفة، يهتم باقتناء الكتب و مطالعتها، ويعلي شأن العلم و العقل، ويحفظ الكثير من أقوال الحكماء وشعر الشعراء، وله باع كبير في التاريخ ، لكن مجلسه كان يعج بأنواع الأنس والشعر ، لكن إذا ما دخل شهر رمضان ، أحضرت له الكتب ، والسير الدينية ، ومال إلى التعبد والزهد ، مكثراً من الاقتباس القرآني، ومضمنا الحديث الشريف والأمثال والأقوال والشعر، فجمع أصالة التفكير العلمي إلى جمال التعبير الأدبي.
ابن جبير الأندلسي
ابن جبير من أشهر الرحالة المسلمين الذين قاموا برحلات إلى المشرق العربي ، دون خلالها الكثير من المعلومات التي تعتبر وثائق من الدرجة الأولى لأنه حسن الملاحظة وصريح العبارة ، فكانت رحلته مصدراً مهماً للباحثين في مجال التاريخ و الاجتماع والحضارة العربية في القرن السادس و السابع الهجري.
اسمه : محمد بن أحمد بن جبير وكنيته أبو الحسن
ولد ابن جبير بمدينة بلنسية بالأندلس عام 540 هـ ، و هو ينحدر من أسرة عربية عريقة سكنت الأندلس عام 123هـ ، قادمة من المشرق مع القائد المشهور بَلْج بن بشر بن عياض .
ولاحظ ابن جبير لدى زيارته مكة المكرمة سنة 579 هجرية ، أنه بمجرد بدء شهر رمضان تم تجديد الحصر الموجودة بالمسجد الحرام، والإكثار من إشعال الشموع والقناديل حتى تلألأ الحرم المكي نورًا وسطع ضياء.
كما وصف صلاة التراويحفي وذكر اصطفاف العديد من المصلين خلف الأئمة كل ما قدمه التجار المالكية من شموع عالية أمام المحراب.
ولم يفته ذكر مسألة السحور في ليالي رمضان ، فذكر أن أحد المؤذنين كان يتولى تقديم طعام السحور في الصومعة الموجودة في الركن الشرقي من المسجد الحرام ، بسبب قربها من دار أمير مكة، فيقوم المؤذن وقت السحور داعيًا ومذكرًا ومحرضًا على السحور، ونصبت في أعلى الصومعة خشبة طويلة في رأسها عود كالذراع وفي طرفيه بكرتان صغيرتان فوقهما قنديلان كبيران من الزجاج يضيئان طوال فترة السحور، فإذا اقتربت نهاية وقته قام المؤذن بإنزال القنديلين من أعلى الخشبة وبدأ في الأذان، ونتيجة لاتساع مساحة مكة المكرمة وبُعد الكثير من منازلها عن المكان الموجود به قنديلا التسحير، يذكر ابن جبير ارتفاع منازل مكة، وهو الأمر الذي جعل الذين لم يسمعوا نداء السحور يشاهدون القنديلين يضيئان أعلى الصومعة فإذا لم يبصروهما عرفوا أن وقت السحور قد انتهى.
الثريد ..كان وما يزال
شكر راشد بن هاشم المستشار جمال بن حويرب على ما أوضحه عن طقوس شهر رمضان ، وأخباره لدى الرحّالة العرب والمسلمين في تلك الأيام ، وقال إن ” الثريد” ، الذي قال عنه الرسول محمد بن عبدالله ، صلى الله عليه وسلم ، بأنه ” سيّد الطعام ” ، وكان جزءاً أساسياً من المائدة الرمضانية في كل الأزمان ، لكنه غاب اليوم عن كثير من الموائد في الدول العربية ، لايزال طعام ” الثريد ” ، موجوداً على المائدة الخليجية ، بصورة عامة ، والإماراتية بخاصة ، في كل الأوقات ، سواء في رمضان أو في غيره ، لكنه يؤكد حضوره بقوة في الشهر الفضيل .
وهذا إن دلّ على شئ ، فإنما يدل على أن شعب الخليج ، لايزال متمسكاً ، بكثير من عاداته الأصيلة .
وأضاف بن هاشم .. عادات الأكل الجماعي في المساجد ، لاتزال موجودة في بعض مناطق رأس الخيمة ، وكذلك تبادل الزيارات الأسرية ، مستمرة في المناطق النائية .
وسأل أحد الحضور المستشار بن حويرب : هل استقبال السلاطين لابن بطوطة ، انطلاقاً من سمعته ، أم لأهميته ؟؟.
فأجابه المحاضر: ابن بطوطة كان ينزل عند القضاة ، وإذا ماسمع به السلاطين طلبوه واستضافوه . ولعل قصته مع سلطان مالي خير مثال على ذلك .