صرحُ زايد المؤسّس فنٌّ مبتكَر يجاور نجوم «الثريا»

Business مجلة مدارات ونقوش – العدد 10

 1,465 عدد المشاهدات

أبوظبي – خاص

 

أُنشئ صرح زايد المؤسِّس عام 2018 ليكونَ تكريماً وطنياً دائماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، واحتفاءً بالإرث المُلهم والقيم النبيلة للأب القائد مؤسِّس دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بالتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2018 «عام زايد» بمناسبة مرور 100 عامٍ على مولد الأب المؤسِّس.
وقد اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاسم الرسمي للصرح التذكاري «صرح زايد المؤسِّس»، الذي يأتي تخليداً لذكرى باني الوطن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وما قدَّمه من مبادئ سامية ورؤية ثاقبة، وترسيخاً لقيمه النبيلة وإنجازاته العظيمة على مستوى الدولة والعالم أجمع. وقد تمَّ تدشين الصرح في 26 فبراير من خلال الكشف عن العمل الفني الذي يتوسّط الصرح «الثريا».

وجهة ثقافية
ويُعدُّ «صرح زايد المؤسِّس»، الذي يقع عند تقاطع الشارعيْن الأول والثاني على امتداد شارع «الكورنيش» في العاصمة أبوظبي، مَعلماً ووجهة وطنية وثقافية يقصدها المواطنون والمقيمون والزوّار، حيث المساحات الخضراء للصرح، الذي يمتد على 3.3 هكتارات، ويضمُّ أشجاراً وشتلاتٍ ونباتاتٍ تشكِّل جزءاً من البيئة الطبيعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة شبه الجزيرة العربية. كما يضمُّ المكان أيضاً ممشىً يطل على العمل الفنّي الذي يتوسَّط الصرح، وعلى أفق العاصمة أبوظبي الغنية بالمعالم البارزة.
وتتاح للزوّار في الصرح فرصة التعرُّف بشكلٍ أعمقَ إلى الوالد المؤسِّس، وذلك من خلال عمل فني مُبتكر، ومساحات خضراء فسيحة، ومركز لخدمات الزوّار يضمُّ صوراً وقصصاً عنه، طيّب الله ثراه. ومجموعة من التجارب التفاعلية للتعرف أكثر إلى أثره الطيب على مستوى الدولة والعالم.
كما تتاح فرصة اختبار تجارب تعتمد على الوسائط المتعددة، وتُلقي الضوء على حياة وإرث وقيم المغفور له الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، من خلال صور أرشيفية نادرة وقصص شخصية يقصُّها أشخاص جمعتهم به معرفة شخصية وتسجيلات صوتية بصوت الشيخ زايد. كما يتيح للزوّار أن يعيشوا مجموعة من التجارب الحسية الشائقة مع الزعيم الراحل، سواء من خلال فرصة الاستماع إلى تسجيلات نادرة للشيخ زايد رحِمه الله، أو تأمل كلماته، أو استكشاف القضايا التي أيّدها ودافع عنها.

 

 

فن وديناميكية
ويتوسط صرح زايد المؤسّس «الثريا»، وهي عمل فني مُبتكر، حيث يتميّز هذا العمل ثلاثي الأبعاد بطابع ديناميكي يُظهر ملامح الشيخ زايد من زوايا عدة حول الصرح، ومن نقاط المشاهدة المخصصة أيضاً. وخلال الليل، تتلألأ الأشكال الهندسية بشكلٍ يحاكي نجوم السماء التي لا تزال تشعُّ نوراً على بعد آلاف السنين الضوئية وتُرشدنا إلى الطريق الصحيح.
واحتفاءً بحب الشيخ زايد للطبيعة، والتزامه بالمحافظة على البيئة المحلية، يضمُّ صرح زايد المؤسِّس العديد من الأشجار والشتلات والنباتات التي تنتمي إلى البيئة المحلية؛ ففي «حديقة النباتات التراثية»، ستتاح الفرصة أمام الزوّار للتعرُّف إلى النباتات التي استخدمها الأهالي على مرّ القرون لخصائصها الطبية وأهميتها العلاجية والدوائية، بما في ذلك القطن الصحراوي، والحناء، وشجر الأراك، والأعشاب القلوية، ونباتات الغلثى والحرمل.
في حين تضمُّ «الروضة»، التي تحيط بالعمل الفني «الثريا»، أشجار الغاف والسدر التي توفّر أجواءً من الراحة والهدوء تبعث على التأمل تحت ظلالها الوارفة، وتنتشر في أنحاء «صرح زايد المؤسّس» مجموعة مختلفة من أنواع الأشجار الأخرى، بما في ذلك أشجار النخيل والفتنة والسَّمر.
وبالقرب من «الروضة»، يوجد تصميم معاصر لأنظمة الري بالأفلاج التي كان يستخدمها سكان شبه الجزيرة العربية في الزراعة، والتي طوّرها لاحقاً المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
ويرتفع «الممشى» فوق الحديقة المفتوحة متيحاً للزوّار إطلالات خلّابة على العمل الفني وأفق مدينة أبوظبي الغني بالمعالم البارزة. كما يضمُّ أقوالاً للمغفور له الشيخ زايد، مملوءة بالحكمة تُلهم الأجيال الإماراتية المقبلة، وتشكِّل بوصلة تُرشدهم إلى مواصلة نهج التطوُّر والتقدُّم.
وتُعَدُّ كلُّ زيارة إلى صرح زايد المؤسّس تجربةً غامرةً جديدة، إذ ستختبر مجموعة من التجارب الشخصية التفاعلية مع شخصية الشيخ زايد.. الإنسان والقائد، وستكتشف إرثه المُلهم ورؤيته القيادية.