1,414 عدد المشاهدات
مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي
قال الباحث الصيني علي وانغ ، المقيم في دبي إن افتتاح مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” ، لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة بكين لدراسة اللغات الأجنبية في العام 1995 ، كان ولا يزال له دور كبير في نشر اللغة العربية في الصين.
جاء ذلك في أمسية نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء الأول من أمس ، بعنوان ” اللغة العربية في الصين” ، قدمه خلالها المستشار والمؤرخ جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بحضور كوكبة من المهتمين والباحثين والإعلاميين يتقدمهم المستشارون التراثيون عبدالله بن جاسم المطيري ، راشد بن هاشم والمهندس رشاد بوخش ، رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة ، الشاعر د. شهاب غانم ، والأديب محمد صالح بداه ” أبو عايدة” ، الأديب عبدالله الرستماني ورجل الأعمال محمد زكريا ، المدير السابق لشركة مرطبات دبي .
بدأ المحاضر قوله: تعتبر اللغة العربية حاملة مهمة للثقافة الإسلامية العربية ، وهي من أهم اللغات الأكاديمية العالمية منذ القرن الثامن الميلادي وحتى عصر النهضة الأوربية في القرن السادس عشر، مع انتشار واسع للثقافة العربية الإسلامية في الشرق والغرب.
كما تم نشر اللغة العربية على نطاق واسع ، وانتشر مجال تعلم اللغة العربية واستخدامها ، تقريباً، في جميع أنحاء آسيا ، أفريقيا وأوربا وقارات أخرى عدة.
وتشير الحقائق التاريخية إلى أن الصين من أوائل الدول في العالم التي دخلت إليها اللغة العربية بصورة طبيعية ، مع دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي ، حيث تم قبولها وتعلمها واستخدامها من قبل المسلمين الصينيين ، ثم تقديرها من قبل الدولة.
واستطرد المحاضر…تثبت البيانات التاريخية أن العلاقات الصينية العربية تمتد في عمق التاريخ ، فقد أتقن الصينيون اللغة العربية في عهد أسرة تانغ ” القرنان السابع والثمن” ، وكان لهم تبادل تجاري مع العرب باللغة العربية.
كما أسس حكام أسرة يوان أكاديمية ( هوي هوي قوه زي ) في بكين العام 1289م ، وكانت أول مدرسة لتعليم اللغات الأجنبية في الصين ، وتدرس فيها اللغتين العربية والفارسية. واستمر هذا النظام في أسرة مينغ وأسرة تشينغ.
العربية في المساجد والمعاهد
قال علي وانغ …بدأ تعليم اللغة العربية المبكر في مساجد الصين ، كون التعليم الديني الذي يتم باللغة العربية هو الأكثر مواءمة في المساجد ، التي كانت تبنى في مناطق تواجد المسلمين ، وكانت مفتوحة لجميع المسلمين ، حيث يمكنهم الاستمتاع بإقامة مجانية ورسوم التعليم مجاناً.
وأضاف …يوجد حالياً أكثر من 50 كلية وجامعة تدرس اللغة العربية في الصين ، حيث تعتبر ” العربية” تخصصاً رئيساً للتعلم والمعرفة والمهارات الثقافية الأخرى . وتضم اللجنة التوجيهية لتعليم اللغات الأجنبية ، التابعة لوزارة التعليم في الصين ، مكتباً توجيهياً لتعليم اللغة العربية ، وتحت إشرافه يتم تعليم اللغة العربية في أنحاء البلاد كافة.
كما تم إنشاء جمعيات أبحاث في الأدب العربي ، وتعليم اللغة العربية في الصين ، كان لها إسهامات مهمة في هذا المجال .
وأردف المحاضر …في العام 1955 ، وبموافقة الحكومة المركزية تم إنشاء معهد العلوم الإسلامية الصيني في بكين . وتنقسم مناهجه إلى فئتين رئيستين : دراسة العلوم الإسلامية ، ودراسة العلوم الجامعية الأساسية الأخرى . وتمثل اللغة العربية نسبة كبيرة من محتوى التدريس ، وانضم المعهد لاحقاً إلى جمعية أبحاث تدريس اللغة العربية – الصينية.
وفي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي تم إنشاء 9 معاهد أسلامية محلية في مدن عدة ، مثل بكين ، شنيانغ ، أرومتشي ، شينينغ ، ينشوان ، لانتشو ، تشنغتشو ، كونمينغ ، وشيجياتشوانغ وأماكن أخرى. لأن التدريس والمحتوى والنظام التعليمي لهذه المعاهد هو في الأساس ذات أهداف المدارس الإسلامية الصينية. كما يتم تقديم حصص اللغة العربية في بعض المدارس المتوسة والمهنية المنتشرة في مدن ومقاطعات عدة ، مثل بكين ، شانهاي ، باوتو ، تيانجين ، شانشي ، سانشي ، جانسو ، خنان ، تشينغهاي ونينغشيا.
مركز زايد ل” العربية”
قال علي وانغ … بعد أن أصبحت اللغة العربية مقرراً إلزامياً ، تم افتتاح مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة بكين لدراسة اللغات الأجنبية على نفقة الشيخ زايد ” رحمه الله وأحسن مثواه” . في العام 1995 ، وكان ولا يزال للمركز دور كبير في نشر اللغة العربية في الصين.
وبما أن اللغة العربية في المساجد يمثل طريق التعليم التقليدي ، فقد كان هناك فصول في المعرفة الدينية والثقافية ، إضافة إلى دورات متنوعة في اللغة العربية لأغراض مختلفة ، منها ماهو للزيارة أو العمل في الدول العربية ، وبعضها لتسهيل دراسة قضايا الشرق الأوسط ، وتتفاوت مدد هذه الدورات من شهر حتى سنة واحدة ، حسب الغرض المنشود منها.
المطبوعات العربية
أضاف المحاضر …بالنسبة للكتب المدرسية ، أصدرت جامعة بكين لدراسات اللغات الأجنبية ” اللغة العربية ” مجموعة من المجلدات في اللغة العربية الأساسية والمحادثة العربية التطبيقية والقواعد الأساسية في اللغة العربية ، العربية دورة الاستماع والتحدث ، العربية في الاقتصاد والتجارة ، السياسة والدبلوماسية العربية والعلاقات الصينية العربية ، بالإضافة إلى دورات في الترجمة من العربية إلى الصينية نظمتها جامعتا بكين وشنغهاي ….إلخ
كما تم إصدار عدد من القواميس والمعاجم منها ” معجم العربية الصينية ” عن جامعة بكين ، ” معجم الصينية العربية ” و ” معجم الصينية العربية المبوب ” و” قاموس المصطلحات الاقتصادية والتجارية ..عربي- صيني ” ، عن جامعة التجارة والاقتصاد الدولية ، إضافة إلى ” قاموس المثل العربي الصيني ” و” قاموس الأدب العربي” عن جامعة شنغهاي الدولية.
وتطرق علي وانغ إلى مجموعة من الدراسات نشرتها جامعة بكين للدراسات الأجنبية ، مها … المفردات العربية ، اللسانيات العربية ، معجم اللغة العربية ، لغويات النص العربي ، اللغة العربية والثقافة العربية ، الميراث ، التكامل مع الثقافة العربية – التاريخ العام للجزيرة العربية ، الأفكار الإسلامية الحديثة ( عن جامعة بكين) ، مخطط تاريخ الثقافة الإسلامية ، تاريخ الأدب العربي ، تاريخ تطور اللغة العربية ، اللغة العربية ، من إصدار جامعة شنغهاي للدراسات الدولية.
وأتى المحاضر بالذكر على مجموعة من أمهات الكتب العربية التي تمت ترجمتها إلى الصينية منها على سبيل المثال …القرآن الكريم ، ألف ليلة وليلة ، كليلة ودمنة ، الأعمال الكاملة لجبران خليل جبران ، الأيام لطه حسين ، ثلاثية نجيب محفوظ ( بين القصرين ، قصر الشوق والسكرية ) ، ، تاريخ الثقافة العربية الإسلامية لأحمد أمين وفجر وضحى وظهور الإسلام ” 3 مجلدات ” ، إضافة إلى يوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم …ومجموعات أخرى كثيرة من المؤلفات الثقافية والأدبية العربية.
وتطرق إلى عدد من الكتب الدينية الصادرة بالصينية مثل قصص القرآن ، شرح الوقاية واللؤلؤ والمرجان.
وذكر وسائل الإعلام الصينية الناطقة بالعربية ، منها المجلة الشهرية ” الصين اليوم ” ، وراديو الصين ، ووكالات أنباء تبث بالعربية ” وكالة شينخوا”.
فن الخط العربي
ذكر المحاضر أسماء عدد من المساجد الصينية التي تمت زخرفتها بالنقوش والخطوط العربية المعروفة . وعرض صوراً من أعمال فن الخط العربي بالطراز الصيني ، قائلاً …إن انتشار الخط العربي واستعماله في الصين مضى عليه حوالي ألف سنة . وتفيدنا التطبيقات أن الخط العربي ما أن انتقل إلى الصين حتى تكيف مع العادات المحلية ، وتطور تطوراً سليماً، واختلط مع الحضارة العربية الصينية بالتدريج ، واستفاد من مزايا فن خط اللغة الصينية . ومع مرور الأيام تكون لدينا ما يعرف ب ” الخط العربي الصيني ” ، كطراز جديد يختلف عن الخط العربي الأصيل تماماً ، ويمكن تلخيص أشكاله في 7 أنواع هي:
. 1-خط فرشاة الشعر المتأثر بالحضارة الصينية وخط لغة هان
2-خط الأقلام الخيزرانية المتأثر بالخط النسخي والخط الرقعي والخط الفارسي.
3-الخط الأفقي المتأثر بيافطات الكتابات السينية.
4-الخط المربع المتأثر بالخط الكوفي.
5- الخط الارتجالي المتأثر بكتابات لغة هان الارتجالية.
6-الخط الخليط من الخطين الصيني والعربي.
7- الرسوم المكونة من الكتابات الصينية والعربية.