1,218 عدد المشاهدات
الكاتب : عبد الغفار حسين
الذي يميز بو عبد الرحمن، الأستاذ جمال بن حويرب، هو مثابرته وحرصه على تحفيز العمل الثقافي في الإمارات، وجعل ذلك موازياً لما تشهده هذه البلاد من نمو عمراني واقتصادي واجتماعي في جميع المناحي، بفضل قياداتها الرشيدة التي تبذل ما في وسعها من الجهد لجعل بلادنا في الصفوف الأولى من البلدان المتقدمة..
وليس من شك في أن الثقافة والانفتاح الثقافي عامل مهم في المساعدة للحفاظ على المنجزات، ووجود المثقف داعم أساسي يمهد الطريق ويسهل السير إلى الغاية المنشودة.. وأمامي وأنا أستكمل ما شرعت فيه من قراءات في كتب من الإمارات ونشرته على حلقات، كتاب لمؤلف يجلس في الصفوف الأمامية مع مثقفي وكتاب الإمارات، هو بوعبدالرحمن، جمال بن حويرب، وهذا الكتاب هو، «نقوش على جدران الحياة»، وهو اسم جميل يدل على ذوق فني عند مؤلفه بوعبدالرحمن..
وكتاب «نقوش على جدران الحياة» يكاد يقتصر محتواه على سير وتراجم لشخصيات محلية وإسلامية عديدة، وأهم الشخصيات المحلية التي تناول نبذاً عنهم هو، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، والمرحومة لطيفة بنت حمدان بن زايد، وقد بدأ المؤلف بو عبد الرحمن، بالكتاب المشهور «الخالدون مئة، أعظمهم محمد رسول الله» لمؤلفه الأمريكي مايكل هارت، حيث استعرض سيرة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، بكل إنصاف وحيادية مما جعله في المقدمة من كُتاب غير المسلمين الذين تناولوا سيرة رسول الله وتمجيده، ويعتبر مايكل هارت، ثاني اثنين بعد توماس كارليل، وكتابه «الأبطال»، من الغربيين الذين أشاروا إلى رسول الإسلام إشارة حسنة..
ويتناول بو عبد الرحمن، في كتابه سيرة شخصية إسلامية كبيرة المقام، وهي سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي استطاع بعبقريته وخططه، التي يقف التاريخ مندهشاً أمامها، إلحاق الهزيمة بدولتين في مستوى أمريكا وروسيا في عصرنا هذا وهما دولة الفرس ودولة الرومان، مما وضع هذا القائد الكبير في رأس القادة العظام في التاريخ الإنساني..
والكتاب الذي تربو صفحاته المتوسطة الحجم على مائتي صفحة يحتوي على حوالي أربعين موضوعاً تجمع بين السيرة والترجمة والنقد والبحوث التاريخية في لغة شيقة تنم عن عمق فائق في المعرفة والاستدلال والتحليل..
وفي رأيي أن هذا الكتاب هو من بين أحسن ما أخرجته المطابع العربية في العام الذي صدر فيه وهو العام 2016، ومن أحسن ما نشر من كتب في الإمارات، وما قرأته في العامين الماضيين، وإني أنصح بقراءته لأنه يحوي من المعارف المفيدة الشيء الكثير..
والشيء الجدير بالذكر والباعث للسرور لدى المهتمين بالأدب والثقافة، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، قد أحال إلى الأستاذ جمال بن حويرب وظيفة المستشار الثقافي لسموه، والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وتبعاً لذلك فقد أقام الأستاذ ابن حويرب نادياً أدبياً يستضيف فيه الأدباء والشعراء والباحثين، للحديث عما يعن لهم من الشأن الثقافي..