1,660 عدد المشاهدات
في جلسة استضافها مركز جمال بن حويرب للدراسات في مقره بجميرا مساء أول من أمس الأحد، تحدث الكاتب والباحث السعودي قاسم بن خلف الرويس عن «عمان في الصحافة العربية.. جريدة الشورى نموذجاً»، مستعيناً بوثائق من التاريخ ، وبحضور جمع من الباحثين والمهتمين والإعلاميين، حيث قدمه للحضور المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في الإمارات، نيابة عن رئيس المركز الباحث والكاتب جمال بن حويرب.
وتحدث الرويس عن المعاناة التي واجهها الطاهر خلال مسيرته الصحافية الطويلة، وما تخللها من سجن وإبعاد وملاحقات ، بدءأ من مصر، مروراً بدمشق، وانتهى به المطاف في بيروت، حيث أقام بها معززاً مكرماً، وراح يكتب في جرائد لبنان والمهجر، عن أحوال أمته من مشرقها إلى مغربها، إلى أن توفي في 22 أغسطس 1974م ، تاركاً خلفه مجموعة من المؤلفات المطبوعة منها: «نظرات الشورى»، «أوراق مجموعة» ، «معتقل هاكستب»، «ظلال السجن»، «خمسون عاماً في القضايا العربية»، و«عن ثورة فلسطين 1936».
وقال قاسم الرويس: إن الصحيفة نشرت عن عمان ومسقط 186 خبراً ومادة، بلغت أوجها في العام 1929 م الذي حوى أكبر نسبة من المواد المنشورة، تمثلت في 50 مادة، بنسبة 26,88 % ، لكنها تقلصت إلى أقل نسبة في العام 1930، حيث بلغت 12 مادة وخبراً فقط، وبنسبة 6,45% ، فيما بلغ متوسط نشر المواد 26,65 مادة في السنة الواحدة. تركزت على النواحي السياسية، بحكم الحالة السياسية غير المستقرة في عمان وما جاورها، إضافة إلى السيطرة البريطانية على الخليج العربي بصورة عامة، كما نجد اهتماماً بالإصلاحات الاقتصادية والتنظيمات الإدارية، مع إشارات للأوضاع العلمية والثقافية في المناطق العمانية، كما نلاحظ توثيقاً لزيارات العمانيين وأسفارهم للخارج، وكذلك توثيق زيارات بعض الشخصيات لعمان.
واستطرد المحاضر..الملاحظ أن السائد فيما كتب من مسقط وعمان، أو عنهما، من مقالات أو تعقيبات، باستثناء بعض الكتاب، كانت تنشر بدون توقيع، أو بأسماء مستعارة، خوفاً من ملاحقة سلطات الاستعمار البريطاني، ومن هذه الأسماء: (خبير، عماني ، مكاتب، العصامي، عابر سبيل ، عماني عربي، أزدي ، عربي صميم، وطني غيور، عماني حر، عماني منصف) . لدرجة أن الجريدة استخدمت صيغاً أخرى لا تدل على أن مصدر هذا الخبر أو ذاك هو أحد مراسليها المعتمدين ، مثل «كتب إلينا من مسقط» أو أو «اتصل بنا» أو «ورد إلينا» أو« حمل إلينا البريد من مسقط » أو «ورد إلينا من مكاتبنا في الخليج» . أو ما شابهها من صيغ لا تريد الجريدة أن تكشف عن مصادرها من خلالها.
واختتم المحاضر بالقول: إن هذه المواد الصحافية التي بين أيدينا ، سيجد فيها الباحث في تاريخ الخليج بصورة عامة ، وتاريخ عمان بخاصة، ما يساعده على سد بعض الثغرات، أو تحليل بعض الحوادث أو الاستدلال على بعض الأحوال، أو فتح آفاق لأبحاث ودراسات مفيدة، خاصة وأنها توثق علاقات عمان والعمانيين بالصحافة العربية ، واطلاعهم عليها ، وتعاملهم معها، واشتراكهم فيها، ومراسلتهم لها للتعبير عن رأيهم، ونشر إبداعهم في مرحلة مبكرة.
للكاتب والباحث السعودي قاسم خلف بن علي الرويس، المولود في محافظة الخرج عام 1969، 18 مؤلفاً، منها: بدويات وحضريات في الصحراء العربية، وثائق من تاريخ الدوادمي، مختارات من تاريخ الملك فيصل، شذرات من التاريخ السعودي ، من أخبار الإمارات، ماذا في الكويت ؟ : أوراق من عشرينيات القرن العشرين، سوانح أفكار لأمير البيان شكيب أرسلان، و مسائل الجوار والحماية عند البادية في الجزيرة العربية.
وتتركز اهتمامات الباحث الذي تخرج من كلية التربية بجامعة الملك سعود في العام 1993، بصورة عامة على العناية بتاريخ الجزيرة العربية وآدابها وتراثها.