3,868 عدد المشاهدات
دونكم أيُّها القرَّاءُ الكرامُ، قصيدتين حصلْتُ عليهما من أخي سعادة خالد بن أحمد بن سليم لم تنشرا من قبل، وهما من نوادر الشعر لشاعرين من كبار شعراء الإمارات المعاصرين؛ أحدهما اكتفى بالشعر الشعبي، ويدل شعره السهل الممتنع على معرفة ودراية بالشعر القديم والفصحى، والآخر أديبٌ ومؤرِّخٌ.. شاعر لا يشقُّ له غبار في الشعر الفصيح والشعبي. هذان الشاعران الكبيران هما: سعيد بن عتيق الهاملي، الذي مات شاباً في منتصف الأربعينيات تقريباً، والأديب الوزير أحمد بن سلطان بن سليم الفلاسي رحمهما الله. والقصيدتان من نوع قصائد الأصدقاء على بحر الوّنة، يشتكي الشاعر ابن عتيق لأحمد بن سليم من بُعد محبوبته عنه، التي ذكر اسمها لغزاً ممَّا نسميه في لهجتنا «الغطو»، وقد حلَّ اللغزَ ابنُ سليم في جوابه، وقدم له بعض النصائح. ويظهر من القصيدتين أنَّ الشاعرين تربطهما علاقة وطيدة كأنهما أصدقاء، ولعلَّ الصداقة بدأت مع الشاعر عبدالله بن سليم أولًا؛ الأخ غير الشقيق لأحمد، وله قصيدة مشهورة ردَّ على قصيدة الهاملي التي مطلعها:
صاح ابزَقرْ لِمْنادي بخطوفهْ يوم السفن بتشلْ
فرد عليه الشاعر عبدالله بن سليم بقصيدة مطلعها
صاح ابزَقرْ لِمْنادي بِهْدُوفَهْ يوم الَوعِد وَصّلْ
يَتْك الهِيِن تِنْقادِ مَزْفُوفَه يَا لْغِرّ لِمْعَزَّل
وأظنُّ أنَّ العلاقة بدأت بينهما عندما جاور الشاعر ابن عتيق في دبي، وأصبح مقرَّباً من الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم إباّن حكمه لدبي ما بين ( 1906 – 1912 ) يقول الشاعر سعيد بن عتيق الهاملي يشاكي الشاعر أحمد بن سلطان بن سليم، كما رواها المحامي محمد سعيد النجار الفلاسي رحمه الله
أحمد ياك امتثالي
أحيدك تفتهمْ
لي صاحبٍ ميّالي
ايزور و يغتتمْ
كلما نشرت احبالي
ياني دربه عسمْ
أحمد قلّ احتيالي
لى منّه ما رحمْ
عود الهوى الميّالي
هو روحي والنسمْ
ياك اسمه في غتالي
عن نقّال الوهمْ
كم العوا والدالي
والياء ميم السلَمْ
رد أحمد بن سلطان بن سليم:
أهلا بعزيز غالي
لى قلّدني رسمْ
عد المزن هطّالي
لى بارجها يزمْ
تشجي وزا م الغالي
لي صوّبك ابسهمْ
يتعب صيد الغزالي
لى منّه في الحزمْ
إكمن له في غتالي
كود أنه ينلزمْ
يا سعيد جسمي بالي
من لبَّاس الختمْ
عوده لدن ميّالي
يتهادا م النسمْ
رمز الكتاب إتسالي
فسرٍ عروضه كمْ
ميمٍ وياه الدالي
يا هذا وافتهمْ
صلوا عدد هطّالي
مزن سيله عرمْ
على النبي والآلِ
ما صلّوا في الحرمْ