1,107 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
لا أدري إن كان أحد من كتّاب الأعمدة قد تطرّق قبلي إلى موضوع خطير يغفل عنه معظم الناس، وهو سفر كبار السن، حفظهم الله وأطال في أعمارهم، وعادة ما يكون سفرهم – كما أشاهد ذلك بنفسي- من غير مرافق، لأنهم لا يزالون يشعرون بقدرتهم على السفر وتحمل التعب والحركة، كما كانوا أيام الشباب، ولم يعرفوا أنهم أصبحوا كما قال الشاعر:
تغيّرتِ الأيـــامُ ما أنا بالــذي
عرفتِ ولا أنتِ التي كنتُ أعرفُ
ورأيت بعضهم يسافر وحده إلى بلدان بعيدة جداً، وقد تكون من غير خدمات طبية ولا فنادق صحيّة، لتوهمهم القوة، بل تسمعهم يقولون: لا يغرك شيبي، فنحن أقوى منكم، وهم لا يشعرون بأنهم مرضى يحتاجون إلى الرعاية الكاملة، فيقعون في شَرَك الأمراض، ويصبحون في وضع يستدعي التدخل من أهلهم لمساعدتهم، ولكن كيف يصلون إليهم وهم في هذه البلدان النائية، والسفر يحتاج إلى تجهيزات وتأشيرات وغير ذلك.
تقوم سفاراتنا وقنصلياتنا بجهود كبيرة ومشكورة، وهم أكفاء، ولهم خبرة في التعامل مع هذه الحوادث، ولكن ماذا يفعل كبير السن إن حلّ في أرض ليس فيها سفارة لنا، ولا من يمثل دولتنا، ومن يقف مع هذا الكبير في مرضه ومحنته، وكذلك إن وُجدت السفارة، كيف يعرف مثل هؤلاء أن يتواصل معها أو يصلوها في وقت الإجازات وبعد الدوام الرسمي، وهناك كثير من الأمور قد تحصل لهم وهم لا يدرون.
قد نكون مطمئنين بعض الشيء على كبار السن الذين يسافرون من أجل العلاج في دول متقدمة، فيتلقون أفضل رعاية من هيئاتنا الصحية الموجودة في سفارات الدولة هناك، ولكن هذا الاطمئنان لا يعني أن نتساهل في سفرهم من غير مرافق يعينهم على نصب الأسفار وكدر تغيّر المكان، ويمكنهم أيضاً أن يلجأوا إليه بعد الله عند حاجتهم.
على ما قدمته لكم أعزائي، أخلص إلى أنّ هناك نتائج سلبية كثيرة بسبب سفر كبار السن لغير حاجة، ومن دون مرافق، وأقترح أن نتخذ هذه التدابير الآتية على الصعيد الشخصي والحكومي:
– تحذير كبار السن من مخاطر السفر من غير مرافق أمين وعاقل من أهله.
– إذا أصرّ الكبير على السفر، فإننا نحاول ألا نتركه يسافر وحده، بل نجتهد في إقناعه بعدم السفر، فإن أخفقنا في ذلك، فيجب على أحد أفراد أسرته مرافقته.
– أن تقوم حكومتنا الرشيدة بمنع كبار السن من السفر إلى البلدان التي ليس فيها رعاية صحية أو تفتقر إلى الخدمات.
– مناقشة هذا الموضوع في قنوات الإعلام المختلفة، وكذلك إدخالها في مناقشات المجلس الوطني.
– عمل آليّة ما تجعل سفاراتنا على علم بسفر كبار السن إلى جهاتهم التي هم فيها، وذلك بالتنسيق مع الناقلات الوطنية والصديقة.
هذا، وأتمنى من جميع أخواتي وإخوتي كتّاب الأعمدة والمغردين في شبكات التواصل الاجتماعي، الحديث عن هذا الموضوع المهم، ثم ننتقل من دور الكلام إلى العمل، حفظكم الله جميعاً في حلكم وترحالكم، وحفظ كبار السن الذين هم بركة البلاد وجمال حياتنا.
نشر بتاريخ: 29 مايو 2013