6 عدد المشاهدات
مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي
قال المستشار والمؤرخ جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ورئيس مركز جمال بن حويرب للدراسات إن اللغة العربية انطلقت من صور إلى العالم بأبجديتها المتطورة والمرنة لتقدم للعالم شكلاً حياً من اللغة التي ساعدت في انتشار المعرفة في معظم دول العالم.
وأضاف بن حويرب إن اللغة العربية لغة عظيمة لها تاريخ طويل حملها الفينيقيون من ساحل صور إلى الكثير من الدول، ومن بعدها تطورت الكثير من اللغات، فهي لغة العلوم ولغة المعارف، ومثلما كانت بعض اللغات السائدة في عصرنا الحالي كالألمانية التي كانت لغته العلم لأكثر من مئة عام قبل الحرب العالمية الثانية، ثم الإنجليزية مع ظهور قوى كبرى في العالم كالولايات المتحدة الأمريكية، لكن اللغة العربية كانت حاضرة لقرون طويلة كلغة علم استمرت في حوالي ثمانية قرون وهي وعاء معرفي تنقل من خلاله العلوم والحضارات بين شعوب الأرض.
جاء ذلك خلال أمسية رمضانية أقامها مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء الثلاثاء الماضي بعنوان “ما لا نعرفه عن تاريخ اللغة العربية” شهدها لفيف من المثقفين والأدباء والمهتمين وأدارها الشاعر والإعلامي حسين درويش حيث عَرّف بالمحاضر قائلا إنه باحث وشاعر وإعلامي، ونائب رئيس جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وأمينها العام منذ 2016، وله اهتمامات واسعة في البحث والتأليف ويقدم برنامجا تلفزيونيا ناجحا على قناة دبي بعنوان “الراوي”.

وقد استشهد المحاضر بنماذج من الأبجدية الفينيقية التي تعتبر جذر الأبجديات ويمكن مقارنتها مع أبجديات أخرى أخذت عنها شكلها وخطوطها واستعانت بأحرفها لتصبح أبجديات مستقلة للغات أخرى وبحكم حركة الفينيقيين من سواحل المتوسط تجاه الغرب تم نقل ذلك التأثير وخاصة النقوش الإملائية على الصخور أو الحفريات التي دلت أن اللغة العربية كانت هي الأقدم حول العالم.
وتناول بن حويرب خط مسند المتفرع عن الأبجدية الكنعانية، والمنتشر طوال الألفية الأولى قبل الميلاد في مناطق عربية شاسعة وقد تطور هذا الخط في جنوب الجزيرة العربية وأجزاء من عُمان وجنوب السعودية، حيث كُتبت به اللغات “العربية الجنوبية القديمة” بلهجاتها مثل السبئية والقتبانية والحضرمية والمعينية، ولاحقاً اشتقت منه الحروف المستعملة في إثيوبيا وإريتريا حتى اليوم. وأقدم شواهد معروفة لخط المسند هي تلك التي عثر عليها في لقى مكتشفة في منطقة ريبون في حضرموت، وقدر تاريخها بأواخر الألفية الثانية قبل الميلاد.
وأضاف بن حويرب أن هناك مفردات عربية لازالت حاضرة منذ ألفي سنة ويمكن فهم ذات اللغة والمعنى وضرب المحاضر مثلا بكلماته من اللغة الإنجليزية عمرها حوالي 600 سنة لم يفهمها أحد، ومن تجربته الذاتية قال المحاضر أنه سأل الذكاء الاصطناعي (أي اللغات ستكون خالدة) كان الرد هو اللغة العربية، أي أن اللغة العربية مستمرة في معانيها وزادها القرآن الكريم في حضورها عبر الزمن باعتبارها لغة الدين الإسلامي.
وعرج المحاضر على لغة العلوم عندما كانت العربية هي اللغة التي تنتقل عبرها معارف الصين والفرس والهند إلى الغرب وأيضا علوم الغرب إلى الشرق ولو لم يخترع العرب الصفر لما كانت الحضارة قد تطورت بهذا الشكل الكبير وقد ساهم اكتشاف الصفر في تقدم العلوم والاكتشافات وعلوم الفضاء وغيرها من العلوم التي كانت العربية وعاء له السنوات الطويلة.
وفي خام المحاضرة ساهم عدد من المهتمين بالحديث عن قيمة اللغة العربية ضاربين الأمثلة التي تعزز من حضور اللغة العربية وخاصة أن لها مرادفات كثيرة تجعلها لغة مرنة طيعة تستوعب علوم المستقبل وتتطور مع تطور الاختراعات والمكتشفات، وقد شارك بالحوار كل من ناجي بيضون ونادر مكانسي ود. خالد عبد الفتاح وعادل المدفع وسلطان إبراهيم وغيرهم.