2,521 عدد المشاهدات
أدوار كثيرة:
قال المحاضر: كان البروفيسور محمد عبده غانم، أول شخص في الجزيرة العربية، يحصل على شهادة من الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1936 ، ومازلت أحتفظ بهذه الشهادة حتى اليوم، وكانت من أفضل الجامعات.
وأضاف: كان للدكتور محمد عبده، أدوار كثيرة في حياته التي كانت حافلة بالمعاناة والعمل والعطاء؛ منها:
– في مجال التربية والتعليم، حيث كان يدرس اللغة العربية، وقد درَّس الصف الرابع الابتدائي لأكثر من عشرين عاماً، وكان أول عميد للدراسات العليا في جامعة الخرطوم، وهو مَنْ شكَّل لجنة لتأليف الكتب في عدن، وكانت اللجنة تجتمع في منزلنا.
– في مجال الشعر، كان رئيساً للجنة الشعر في عدن، وكتب سبعة دواوين شعرية، طُبِعَ منها ستة في حياته، والسابع طبعته بعد وفاته. كما أنَّ له مؤلفات في مجالات الأدب، والرحلات، والسياسة.
– هو أول من أسَّس للحركة الموسيقية في اليمن، في العام 1949 ، التي كانت تعنى بالغناء والموسيقى العدنية، إلى جانب الغناء الحضري والصنعاني واللحجي، وكانت لجنة الموسيقى والغناء تجتمع في منزلنا أيضاً.
– كان له اهتمام كبير بالرسم، وخاصة المناظر الطبيعية، والرسومات الانطباعية.
– هو أول من أسَّس جمعية للأحداث الجانحين، ووضع خططاً لإعادة تأهيلهم.
– كان شغوفاً بالرحات والمغامرات، ووضع أكثر من كتاب في هذا المجال؛ منها كتاب عن الباد العربية والعالم.
– كانت له اهتمامات رياضية، وقد أسَّس نادي «صيرة » للتنس في عدن.
الشاعر الكاتب:
قال شهاب غانم: لوالدي ستة أبناء؛ منهم أربعة شباب يحملون شهادة الدكتوراه، أما ابنته «عزة » فتعدُّ أوَّلَ بروفيسورة في تاريخ اليمن.
وأضاف: عندما كان والدي طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت اشتغل أمين التحرير لمجلة «العروة الوثقى » المشهورة، التي أسَّسها ورأس تحريرها، المفكِّر والكاتب المعروف قسطنطين زريق، وكان يكتب فيها مقالات أدبية ووطنية وسياسية.
وقد حصل على خمس جوائز شعرية من «بي. بي. سي » عن قصائد شارك فيها بمسابقات عالمية.
وبعد أن عاد محمد عبده إلى عدن، راح ينشر قصائده، وكتاباته الأدبية في جريدة «الجزيرة » التي كان يملكها والد زوجته.
– وألقى قصيدة بعنوان «على الشاطئ المسحور » قال فيها:
البدر في القبة الزرقاء يأتلقُ
كانوا ملوكاً تهاب الناس دولتهم
يا للرزية في طود هوى فهوت
من للمنابر في الجلّى يزلزلها
أم للعروبة في الدنيا يصوغ لها
أم للمبادئ يرعاها ويكلأها
وحولك الفتية الأحرار قد عرفوا
فيك الزعيم إذا نادوك أو نودوا
من كل أروع تأبى نفسه كرماً
أن يستبدَّ بها جهل وتقليد
إذا قلت للحسناء جودي بقبلة
أبلّ بها نار الوى في الجوانب
تقول أما في الشيب للمرء زاجر
عن اللهو بالغيد الحسان الكواعب
وما علمت أني فتى شاب رأسه
وما زال في شرخ الشباب المواثب
فإن تكن الأيام أزرت بلمتي
فلي في الهوى قلب فتي التجارب
ولولا ازدرائي مذهب الغش في الهوى
لوارت مشيبي عنك صبغة خاضب
ولكن أبت لي همة ليس همها
سوى العزة القعساء خطة كاذب
فلا تحفلي بالشيب فالقلب عنده
جميع الذي تبغينه من مآرب
اليمن أنجبت كثيراً من الشعراء الكبار في العهود السابقة، لكنها فجأة توقفت عن الإنجاب.. فما السبب في رأيك؟