مركز جمال بن حويرب للدراسات يستضيف ندوة تأريخية خدمات دبي الصحية الحديثة ـ تاريخ وإنجازات

مجالس

 1,240 عدد المشاهدات

القطامي: 3568 منشأة طبية وصحية في دبي

المتحدثون: الإمارات أصبحت مقصداً عالمياً للسياحة الطبية

-القيادة الرشيدة وضعت المواطن في سلم أولوياتها في المجالات شتى

-د. بلهول: الشيخ راشد كان يوافق على ميزانية ” الصحة” فوراً ودونما نقاش

مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي

أكد معالي حميد القطامي مدير عام هيئة الصحة والخدمات الطبية في دبي، أن 3568 منشأة طبية وصحية مرخصة في دبي، وأن الهيئة تعد القطاع الصحي الخاص شريكاً استراتيجياً في جميع مراحل وخطوات تطوير المنظومة الصحية.

 

وقال القطامي إن الهيئة تنظر بكل تقدير للمؤسسات الصحية الخاصة الرائدة، وإنها تتطلع إلى دور مهم يمكن أن تقوم به هذه المؤسسات، لتعزيز توجهات الهيئة، وجهودها الرامية إلى توفير أعلى مستويات الرعاية الصحية، وتعزيز جودة الحياة.

جاء ذلك في مداخلة ألقاها على هامش ندوة نظمها ” مركز جمال بن حويرب للدراسات ” في مقره بالجميرا ، مساء أول من أمس ، بعنوان ” خدمات دبي الصحية الحديثة ـ تاريخ وإنجازات ” ، شارك فيها كل من الدكتور جمعة خلفان بلهول ، أول مدير عام إماراتي لدائرة الصحية والخدمات الطبية في دبي ، عقب إنشائها في العام 1970 من القرن الماضي ، وصاحب مجموعة مستشفيات بلهول في دبي ، والدكتور عبد الله الخياط ، المدير التنفيذي لمستشفى الجليلة ، ورئيس مركز دبي للرعاية الخاصة ، وأول طبيب إماراتي في طب الأطفال منذ العام 1980 م ، والدكتورة رفيعة غباش ، رئيسة جامعة الخليج العربي في البحرين ” سابقاً” ، ومؤسسة أول متحف للمرأة على مستوى الوطن العربي في دبي ، العام 2012 ، والأستاذ خالد الجلاّف ، الفنان الإماراتي المعروف في مجال الخط العربي ، ومدير إدارة البحوث والدراسات في هيئة دبي للخدمات الصحية ، بحضور معالي حميد القطامي ، والمستشار جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ، رئيس المركز ، وعدد كبير من الأطباء والمهتمين ، ورجال الأعمال والصحفيين.

العرب والطب

بداية تحدث خالد الجلاّف عن الخدمات الصحية في دبي، وما وصلت إليه من تطور ورقي وتميّز، خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل الرؤى السديدة للقيادة الرشيدة، التي جعلت صحة المواطن وتعليمه والارتقاء بمستواه المعيشي في رأس سلم أولوياتها.

صورة جماعية للمشاركين ونخبة من الحضور

وتحدث الجلاف عن ازدهار الطب عند العرب، قديماً، وبخاصة في ظل الدولتين الأموية والعباسية، بعد أن نقلوا وترجموا كتب الطب القديمة، أيام الرومان والبيزنطيين، فكان من الأطباء الأعلام العرب، والذين عرفهم العالم كله، الرازي وابن سينا وابن النفيس وابن زهر وغيرهم.

المجتمع والطب

أما الدكتورة رفيعة غباش فقد قالت: إن ازدهار الخدمات الصحية، يدل على ازدهار المجتمع وتطوره، وتطرقت إلى الطب الشعبي، ومخطوطة كتاب صالح المطوع، من أهالي دبي، حيث تطرق فيها إلى أشهر المعالجين الإماراتيين أمثال أحمد سالم المزروع في طب الكسور، ومنيرة المزروع في مجال العلاج، وقالت لقد كانت تجيد فن التصوير، وتصليح السلاح ، إلى جانب علاج المرضى.

وقدمت الدكتورة رفيعة عرضاً عن أشهر المعالجات الإماراتيات، أمثال رفيعة بنت ثاني بن قطامي، المتخصصة في معالجة الجروح العميقة، ومعالجة العيون. وكذلك مريم بنت سيف الحمر، روضة خميس المنصوري، فاطمة صقر سالم النعيمي، آمنة بو دبس، سهيلة الدل وعفراء سالم …وغيرهن كثر.

وبعد أن سردت الدكتورة غباش واقعة انتشار مرض الجدري في المنطقة في العام 1936 ، ودخول المبشرين والشركات الأميركية ، إليها تحت شعار المساعدة على التغلب على هذا المرض ، وغيره من الأمراض ، ودخول البريطانيين على الخط ، أكدت دور المغفور لهما بإذن الله الشيخ سعيد آل مكتوم حاكم دبي ، والشيخ شخبوط بن سلطان حاكم أبوظبي ، في معالجة وباء الجدري ، حيث رفض الشيخ سعيد المعروف بإنسانيته ، وبعد نظره ، عزل المرضى بعيداً عن مجتمعهم ، وأصرّ على بقائهم في بيوتهم ، أما الشيخ شخبوط فقد خاطب حاكم البحرين طالباً منه المساعدة لمعالجة المرض المتفشي .

تأسيس دائرة الصحة

عاود خالد الجلاف الذي أدار الجلسة، الحديث عن تأسيس دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي بمرسوم من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حيث تم تعيين سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، رئيساً للدائرة، والدكتور ” هانيمان” مديراً عاماً.

وذكر الجلاف أسماء بعض المؤسسات الطبية آنذاك، مثل مستشفى سارة هوسمان في الشارقة (1952- 1994)، نستشفي الواحة في العين (1960- حتى الآن)، البعثة الطبية الكويتية (1962-1971)، ممثلة في مستشفى الكويت في دبي، ومستشفى الأمراض الصدرية في أم سقيم- دبي، وغيرها.

وشرح الجلاف بالتفصيل منشآت القطاع الخاص المرخصة في دبي، والتي أتى على ذكرها معالي حميد القطامي قائلاً: هي تتمثل في 18 مستشفى، 760 عيادة تجميعية، 124 عيادة تخصصية، 532 عيادة عامة، 31 مركز تشخيصي، 14 مختبر طبي، 157 مركز علاج طبيعي وتأهيل، 39 معمل أسنان، 504 عيادة أسنان بالمراكز التجميعية، 62 عيادة أسنان عامة، 864 صيدلية، 324 محل نظارات طبية، وبذلك يكون الإجمالي 3568 منشأة.

 

الصحة أولاً

وأخذ زمام الحديث الدكتور جمعة خلفان بلهول، الذي كان مولعاً بالطب منذ نعومة أظفاره، والذي درس المرحلة الإعدادية في قطر، وأتم ” الثانوية ” في الكويت ودرس الطب في القاهرة، وعاد إلى الدولة ليكون أول وكيل لوزارة الصحة في الدولة الناشئة، وكان الشيخ سلطان المعلاّ أول وزير للصحة.

وبعد أربع سنوات من تأسيس دائرة الصحة في دبي، تم تعيينه مديراً عاماً لها، وعين د. ” هوفمان ” مستشاراً لها.

وتحدث د. جمعة مطولاً عن الإنجازات التي حققتها الدائرة خلال عقدين من الزمن، قضاها كمدير لهذه المؤسسة المهمة، والتي كانت تعتمد على العنصر الأجنبي في كل شيء، وكانت شركة ” كراون” تدير كل شيء في الدائرة ، فكان لابد من إدخال العنصر المواطن والعربي . ثم تم إدخال نظام العمل بالكومبيوتر، وكانت الدائرة وشرطة دبي في الدرجة الثانية بعد بنك دبي الوطني في هذا المجال. وأضاف …بعد بضع سنين فكرنا ببناء مستشفى دبي لتغطية احتياجات الإمارة من الخدمات الصحية، خاصة بعد ازدياد حالات مرض الأطفال.

وعندما عرض الأمر على المرحوم الشيخ راشد، وافق على الفور، وأكد بلهول أن الشيخ راشد كان يوافق على ميزانية دائرة الصحة دونما نقاش، كونه يؤمن أن صحة المجتمع تأتي أولاً، وعلى رأس أولويات الحكومة. وكنا المؤسسة الوحيدة التي يوافق الشيخ على ميزانيتها فوراً.

وذكر د. بلهول العديد من الإنجازات، منها على سبيل المثال، السماح للأطباء المواطنين العمل بعد الدوام في عيادات تم تأسيسها في مستشفى راشد، تلاها السماح لهم بفتح عيادات خاصة، بعد الدوام، وذلك بموافقة سمو الشيخ حمدان بن راشد، رئيس الدائرة. كما تم إنشاء مركز الإخصاب الذي تطور لاحقاً، وسينتقل إلى مبنى خاص به، وفق حميد القطامي، مدير عام الهيئة حالياً.

كما تم تأسيس مركز جراحة القلب، الذي اقترحه الدكتور نجيب الخاجة، أول طبيب إماراتي متخصص في هذا المجال. وكذلك مركز جراحة الأعصاب، مؤكداً أن الدائرة لا تقدم على فتح أو تأسيس أي مركز مالم يتوفر طبيب إماراتي متخصص في مجاله.

وأكد د. بلهول أن الاستثمار في القطاع الصحي يعتبر استثماراً في الكفاءات البشرية، لذا فإن الدولة منحت القطاع الخاص أفضلية الاستثمار في المجال الصحي، وأصبحت الدولة في مقدمة الدول التي تعنى في السياحة الطبية والصحية.

 

طب الأطفال

وتحدث الدكتور عبد الله الخياط عن العمل في مجال طب الأطفال، وقال كنا محظوظين أن عملنا في طب الأطفال في مستشفى راشد الذي بني في العام 1073م. حيث أنشئ القسم الخاص بهم في العام 1980، وعمل فيه كل من الأطباء جعفر وميرزا وعبد النبي.