701 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
عرف العرب صناعة المعاجم قبل كلّ الأمم حيث تشير الاكتشافات الحديثة التي وُجدت في سوريا بأنّ أول معجم في التاريخ وُضع في زمن الإمبراطورية الأكدية ذات الأصول العربية وذلك قرابة 2500 قبل الميلاد عندما احتاجوا إلى معجمٍ يفسّر المفردات السومرية، وهي أقرب ما تكون إلى لغتهم وإلى اللغة العربية لأنّ منبعهما واحد، وهذا مما لا شك فيه عندي لأنّ التقارب كبير بين العربية والسومرية القديمة كمفردة (أب وإبريق وعرض وحتى) وغيرها كثير من المفردات الموجودة في اللغة السومرية والعربية باللفظ نفسه مما جعل المؤرخين يؤكدون الأصول العربية لهذه الدول البائدة القديمة.
ثم عُرفت بعض المعاجم اللغوية بعد ذلك قبل الإسلام عند الصينيين والفرس وذلك بسبب تقدّمهم الحضاريز. أما العرب فقد كانوا في جزيرتهم العربية بلا حضارة أميّين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة إلا أفراداً قليلين ولم يفكّروا في جمع معجمٍ للغتهم حتى جاء الإسلام فانشغلوا بالعلوم وأبدعوا في صناعة المعاجم اللغوية بل أبهروا العالم وأصبحت المعاجم العربية أصلاً لكل معاجم الدنيا ومن بينها المعاجم الغربية التي بدأت بالظهور في القرون الوسطى بعد قرون طويلة من ظهور أول معجم عربي وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي (100-170هـ) في معجمه العجيب (العين) ورتّبه الكناني من بعده ليكون لنا السبق أولاً وتالياً واليوم سيعود لنا السبق بمعجم محمد بن راشد آل مكتوم.
نشر في البيان
بتاريخ: 09 مايو 2015