2,404 عدد المشاهدات
الكاتب:جمال بن حويرب
عيد الاتحاد، عيد كل العرب وليس لأهل الإمارات فقط، وهو أيضا عيدٌ لكلِّ من يحبُّ هذه البلاد الحبيبة، ولا عجب في ذلك، فالإمارات أمٌّ للجميع يتساوى فيها الناس بل تحرص الحكومة وشعبها على رعاية ضيوفها المهاجرين إليها من ضيم الأيام، والقادمين من أصقاع الدنيا ليقيموا فيها ويجدوا الأمن والراحة، ويشاركوا أبناءها في بناء هذا الوطن العظيم ويصدق علينا قول الشاعر:
يا ضيفـــنا لوْ جــــئتنا لوجـدتــنا
نحنُ الضيوفُ وأنتَ ربُّ المنزلِ
ونحن كذلك يصح فينا قول الأول :
الخالطيــــــنَ غنيّهم بفقيرهمْ
حتى يعـــود فقيرهمْ كالكافي
وهذا الأمر لا يجحده إلا حاقدٌ حاسدٌ لهذه البلاد، ولكنْ..هل تستحق هذه الدولة الكريمة في عيدها المجيد ما صنعه شبابنا قبل البارحة؟ حيث قام بعضهم بتشويه المظهر الحضاري للدولة بحجة الاحتفالات والبهجة العامة، والقيام بأمور خطيرةٍ كادتْ أن تودي بحياة بعضهم، ولكن الله حفظ هؤلاء الشباب المندفع! فقد قام أحدهم بإلقاء هذه الأوراق الملتوية كالمعكورنة والتي ترمى على السيارات فسقطت في عين طفل لم يبلغ سنة ونصفا و كادت أن تزيل عينه من قوة اندفاعها، وقد تداركته عناية الله وأجريت له عملية ناجحة!!
وهل التعبير عن الفرحة التي نشعر بها جميعاً بإلقاء هذه الملوثات في الشوارع العامة، وتكليف البلديات العمل 10 مراتٍ لتنظيفها من بعدهم؟! وهل الاحتفال بالعيد الوطني الأربعين يكون بالرقص من فوق السيارات بشكل مزرٍ لا أعرف كيف أصف لكم شعوري لما رأيته رغما عني، ووالله وودت أن لم أكن في هذا المكان، وأشاهد هذه المظاهر غير المسؤولة من شبابنا ومستقبلنا وحياتنا القادمة الواعدة.
هناك ولا شك شباب وهم الأغلبية -كانوا على قدرٍ من الكمال العقلي والحس الوطني، الذي لا جدال عليه فهم أبطالنا وهم أحلامنا المنشودة ولا نقول عنهم إلا ونعم بارك الله فيهم ومن قام بتربيتهم وتنشئتهم على الطريق الصحيح.
أذّن الظهر أمس وذهبت للصلاة في مسجد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جميرا الثانية، وأنا أدخل السيارة في مواقف المسجد انتبهت إلى صوت بناتٍ صغيراتٍ وهنّ في أيديهنّ مكانس لتنظيف مخلفات المسيرة، وسمعت إحداهن تنادي يا حصة من هنا نظفي فعلمت أنهن من بنات الدولة فأخرجت جوالي مباشرة وقمت بتصويرهن، عجباً لفعلهن وإكباراً لهن، فالشباب ألقوا جميع ما تظنه من مخلفاتٍ في عيد دولتهم والشابات قمن بتنظيفه صباح اليوم التالي، والله إنه لدرس في الأخلاق وهو دليلٌ على أن الاتحاد بلغ غايته في القلوب الطاهرة المحبة والكريمة.
قرأت في «التويتر» أنه قد يكون هذا الأمر من الاستعراض والرياء فقلت لهم مباشرة: يكفي من حقارة تنظيف الشوارع أن تأنف منه النفوس وتستقذره، ويكفي خروجهن في الشمس بدل أن يقمن بالجلوس على الآرائك ومشاهدة التلفزيون أو التجول في الأسواق أو غير ذلك، كل هذا ألا يكفي دليلا على نبل معانيهن وسمو تطلعهن في الحفاظ على نظافة دولتهن!! والله إنه لكافٍ شافٍ لمن له عقلٌ وقد ميّز الحقّ من الباطل، وهكذا يجب كلنا أن نكون فداء لدولتنا التي لم تبخل علينا بشيء ونحميها ولا نسيء إليها بهذه الأفعال..روحي فداء الإمارات.
نشر في البيان
بتاريخ: 04 ديسمبر 2011