1,568 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
منذ يومين وأنا أقرأ في الوثائق المسربة من الخارجية السعودية ـ حماها الله ـ ووجدتُ بعضها قد تكون حقيقية وقد تكون هناك وثائق زوّرت أثناء النقل من يدٍ إلى يدٍ، لأنّ توقيت النشر غريبٌ ويأتي مع أول زيارة لولي ولي عهد المملكة السعودية إلى روسيا وتوقيع اتفاقيات مشتركة بين الدولتين مما يثير بعض التساؤلات: هل بين الحدثين من علاقة تجمعهما أم أنّ الأمر وقع بمحض الصدفة؟ ولعلّ من لا يؤمن بموضوع المؤامرات الدولية من القوى العظمى سيقول إنّ المؤامرات لا تكون إلا في خيال الروائيين ولا مجال عنده لوقوع مثل هذه التصرفات من دول كبيرة! وردي عليهم في كل مرّة ٍ يثيرون هذا المسألة إنّ الله عزّ وجل يقول في محكم تنزيله: “ويمكرون ويمكر الله” وقال: “ومكروا مكراً كبّاراً” أي عظيماً وغير ذلك من الأدلة النقلية والعقلية التي لا يكذبها من لديه معرفة وفهم بكتاب الله وبقواعد اللعبة السياسية العالميةوإذا صدّقنا ما يقوله هذا وقلنا أنّ تسريب هذا الكمّ الهائل من وثائق الخارجية السعودية في هذا التوقيت الخطير ليس بمؤامرةٍ فسنقول للجميع بأنّ ريح تسريبها لم يكن عكس سفننا بل جاءت مفيدة لنا ومعينة لمن قُدّر له أن يطلع عليها على الوصول إلى نتيجة واحدة بأنّ المملكة العربية السعودية دولة مؤسسات عريقة وليست من الدول التي تتلاعب بها الأهواء، هذا فيما ظهر لي من صحة بعض الوثائق وهناك وثائق بأن فيها التزوير والتحريف وتغيير المسميات وخُلطت بغيرها ويظهر تزويرها أو تحريفها من أول وهلةٍ لكل مطلّع واعٍ خبير
هذا ويعود هذا الاختراق لوثائق الوزارة السعودية في الثاني والعشرين من شهر مايو 2015 حيث أعلنت منظمة تطلق على نفسها الجيش اليمني الإلكتروني بأنها اخترقت الوزارة وحصلت على وثائق كثيرة وبدأت بنشر بعضها في المواقع وكانت وثائق غير مهمة حسب ما اطلعت عليه حينئذ ثم صدر بيان في اليوم التالي من الخارجية السعودية ذكرت فيه أنّ الاختراق كان محدوداً وغير مؤثر وحذّرت الشعب من التزوير الذي قد يقع من المخترقين، ثم بعد شهر من هذه الحادثة تُفاجئنا وكيليكس المشبوهة بنشر ما يقارب نصف مليون وثيقة نشرت ستين ألفا منها وستواصل النشر خلال الأسابيع القادمة مما يجعلني أشك في هذا الموضوع كله وأنه ليس هناك جيش يمني إلكتروني ولكنه لعب من الكبار للضغط وتشويه صور الدول المعنية خاصة وأنّ وكيليكس لعب دوراً محورياً في أحداث الربيع العربي المشؤوم وأظنهم يريدون من النشر نفس النتيجة، ولكن هيهات هيهات فالشعب السعودي وشعوب دول مجلس التعاون أوعى بكثير وأذكى من ترّهات الدجّالين الأفاكين
وقد كتبتُ جملةً من التغريدات في المقهى العالمي تويتر حول هذا الموضوع فلاقت تفاعلاً كبيراً من الإخوة والأخوات إلا المتطرفين الذين دخلوا على حسابي بالسباب والشتم فعلمت أنها أوجعتهم أقول فيها
– أظهرت لي وكيليكس السعودية كيف أنّ المملكة دولة مؤسسات عريقة وكيف يتم محاسبة الخطأ ومتابعته وكيف تسعى لصالح جمع العرب ومحاولة التوفيق بينهم
– أثبتت لي وكيليكس السعودية بأن السعودية دولة عريقة تتعامل مع المتغيرات الدولية بكل ذكاء وأنها أهل لكل خير وستبقى كذلك والخطأ طبيعة بشرية
-منذ ظهور وكيليكس السعودية والمنظمات الإرهابية قتلة المسلمين ومدمرو البلاد العربية يطبّلون عليها وهم بذلك يروجون للسعودية وليس العكس
– سينبحون ويتحدثون عن رسالة مغنية أو تأشيرات أو طلبات دعم أو دعم للإعلام في وكيليكس السعودية وأقول لهم انبحوا كيفما شئتم لأنّ السعودية سماء
– مشاريع السعودية داخل المملكة يوم وفاة الملك عبدالله رحمه الله بلغت (2 ترليون) فليروّج الخفافيش الظلام لوكيليكس السعودية لأن السعودية ستبقى شمس النهار