1,377 عدد المشاهدات
*السؤال الأول:
وجدت هذه اللوحة لمكة المكرمة منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتذكر أنها لوحة للمؤرخ الإغريقي هيرودوتس، فهل تصح هذه اللوحة؟
محمد عبد الله/ مسقط
**الجواب:
هذه اللوحة ليست للمؤرخ الإغريقي هيرودوت أو هيرودوتس، الذي كان حياً في القرن الخامس قبل الميلاد، أي قبل عصر الجاهلية بتسعة قرون، ولم يُعْرَف عنه أنه زار مكة المكرمة أو الجزيرة العربية، وإنما زار مصر وسمع هناك عن الجزيرة العربية، فكان أول من ذكرها، ولكنه ذكر أموراً مضحكة بسبب جهله بحقيقة ما عليه العرب وصحراؤهم حينها.
والمتأمل في هذه اللوحة يعلم أنها لوحة حديثة تخيلية لما كان عليه حال أهل قريش قبل الإسلام وبعض الأصنام حول الكعبة، لكن الذي رسمها فاتته معلومات كثيرة؛ منها: طريقة الطواف، ومن يطوف، والشكل المعماري لبيوت أهل مكة، كذلك لون كسوة الكعبة، حيث تطوَّرت كسوة الكعبة من الجاهلية إلى الإسلام حتى اليوم؛ فقد كانت تُكْسى ببسُطٍ من الجلود وثيابٍ يمنية مخططة، وفي الإسلام كُسِيَت بالكسوة القباطية، المنسوبة إلى قبط مصر، وكانت بيضاء رقيقة، ثمَّ كُسِيَت بالديباج، ثمَّ في عهد المأمون كساها بالديباج الأحمر والديباج الأبيض، حتى جاء عهد الخليفة الناصر العباسي (ت 622هـ) فكان أول من كساها بالكسوة السوداء، فتعوّد الناس من حينها هذه الكسوة.
وعلى هذا، فإنَّ هذه لوحة غربية حديثة، لعلها رُسِمَت لمتحف أو لكتاب أو لمقال أو لمشاهد من فيلم أجنبي، والله أعلم.
*السؤال الثاني:
هل قبيلة الهوامل الياسية تعود أصولهم إلى قبيلة مطير أو الدواسر؟
م. الهاملي
**الجواب:
قبيلة الهوامل من فروع قبيلة بني ياس الهوازنية، كما عرّفهم أهل المعرفة بالأنساب من قبيلة بني ياس، كالمؤرخ أحمد بن سليم والمؤرخ حمد بوشهاب، رحمهما الله، وغيرهما، ولا علاقة لهذه القبيلة الكريمة بالقبائل الأخرى إلا بتشابه الأسماء.
والمتتبع لأسماء قبائل العرب القديمة والحديثة، الكبيرة والتي دُونها في العدد، سيجد هذا التشابه كثيراً، ومن بينها قبيلة «مُرّة أو مُرّ»، ومن يتتبع هذين الاسمين فسيجدهما نسبة إلى مجموعة من القبائل وفروعها، منهم في الجاهلية: مُر بن أد، ومُر بن عمرو بن جلهمة، وهناك مُرّة بن كعب، ومُرّة بن عوف من قيس بن عيلان، وفي العصور المتأخرة ظهرت قبيلة مُرة من قبائل يام الهمدانية الكريمة، وليس لهم صلة بقبيلة المرر الياسية الهوازنية إلا بتشابه الاسم؛ فالنسبة إلى القبيلتين «مري»، والمرر في الإمارات ينتمون إلى جدهم الذي يسمونه «مروان» ويختصرون اسمه فيقولون «المر» يقول أخي الشاعر سيف المري:
رضت مروانُ أنّي من بنيها
رضا الشَّمسِ المنيرةِ بالضِّياءِ
فنسب قبيلته إلى مروان كما تتوارثه هذه القبيلة الكريمة. وهناك غيرهم من القبائل يشتركون في الاسم نفسه مثل كعب وعقيل وهكذا.
وأيضاً تشابه عزوة الهوامل من بني ياس مع قبيلة أخرى لا يدل على الأصل الواحد؛ فالعزوات مثل وسوم الإبل تتكرَّر في القبائل، ومثلها الأسماء، والله أعلم.
*السؤال الثالث:
ما القريقعان؟ ولماذا هذا الاسم؟ وهل له أصل في التاريخ؟
علي سعيد/ دبي
**الجواب:
القريقعان: اسم لليلة الاحتفال بمنتصف شعبان ورمضان. أصلها ديني، ثمَّ أصبحت من التراث الخليجي، وتُعْرَفُ بهذا الاسم في معظم دول الخليج العربي إلا الإمارات وعمان.
وقريقعان تصغير لقرقعان، مشتقة من قرع الباب؛ لأنَّ الأطفال في هذا اليوم يقرعون الأبواب لأخذ الحلوى وللاحتفال بليلة النصف من شعبان أو ليلة النصف من رمضان، التي تسمّى في الإمارات «حق الليلة» وكذلك في البحرين وقطر، لديهم نفس الاسم مع اختلاف في نطقه؛ فالبحرينيون ينطقونه «قرقعون»، والقطريون «قرنقعوه» وهو بنفس المعنى.
وقد شاع الاحتفال بليلة النصف من شعبان منذ زمن بعيد. يقول ابن كثير (ت 774هـ) رحمه الله في البداية والنهاية:
«الوزير فخر الملك محمد بن علي بن خلف أبو غالب الوزير (ت 407هـ)، كان من أهل واسط، وكان أبوه صيرفياً، فتنقَّلت به الأحوال إلى أن وزر لبهاء الدولة، وقد اقتنى أموالاً جزيلة، وبنى داراً عظيمة، تعرف بالفخرية، وكانت أولاً للخليفة المتقي لله، فأنفق عليها أموالاً كثيرة.
وكان كريماً جواداً، كثير الصدقة، كسا في يوم واحد ألف فقير، وكان كثير الصلاة أيضاً، وهو أول من فرَّق الحلوى ليلة النصف من شعبان (وقيل النصف من رمضان)، وكان فيه ميل إلى التشيُّع».
وعلى قول ابن كثير وغيره من المؤرخين، لم يكن في الإسلام هذه العادة حتى سنّها أبو غالب الوزير، رحمه الله، في القرن الخامس الهجري.