2,292 عدد المشاهدات
شجر الغاف ورد في أشعار العرب وأخبارهم منذ القدم، وهو شجر منتشر في منطقة الخليج العربي، ولا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
في أحد أبيات الشعر التي يهجو فيها الفرزدق المهلب بن أبي صفرة، يقول:
فإن تغلق الأبواب دوني وتحتجبُ
فما لي من أمٍّ بغافٍ ولا أبِ
إلا أنَّ الفرزدق بعد أن هجا المهلب بهذه الأبيات عاد ومدحه وذكر فضائله، كما هي عادة الشعراء.
يقول في قصيدة أخرى:
إليك نشأت يا ابن أبي عقيلٍ
ودوني الغاف غاف قرى عمانِ
وجاء في شعر قيس بن خطيم:
أسد ببيشة أو بغاف روافِ
ورواف هذه منطقة قريبة من مكة، وهذا يدلُّ على أنها حجازية.
تكثر شجرة الغاف قديماً وحتى اليوم في سلطنة عمان والإمارات، كما وجدت في أماكن أخرى من الجزيرة العربية.
وأمّا المعاجم العربية فإنها ذكرت الغاف، حيث جاء في لسان العرب لابن منظور: «الغاف: العضاه، وهي شجرة نحو القرظ شاكَّة حجازية تنبت في القفاف». وقال الجوهري: ضرب من الشجر، وأنشد لذي الرُّمة قوله:
إِلَى ابنِ أَبي الْعَاصِي هشامٍ تَعَسَّفَتْ
بِنا العِيسُ، مِنْ حيثُ الْتقى الغَافُ والرملُ
وبسبب الفوائد العديدة لشجرة الغاف، فقد اهتمَّت دولة الإمارات العربية المتحدة بزراعتها والعناية بها.
شجرة الغاف تعدُّ من الأشجار الوطنية الأصيلة في الإمارات، فهي رمز للصمود والتعايش في الصحراء، وتمثِّل قيمة ثقافية كبيرة في الدولة. وفي ذلك يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعد اختيارها شعاراً رسمياً لـ«عام التسامح» 2019: «الغاف شجرتنا الوطنية الأصيلة، مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء».