مسارات الطرق القديمة في الإمارات

block-2 الإمارات مجلة مدارات ونقوش – العدد 14

 2,435 عدد المشاهدات

إعداد وترجمة: فاطمة بنت ناصر

نُقدِّم في هذه المادة جزءاً من تقرير بريطاني تمَّ إعداده عام 1935م، وهو أحد مقتنيات المكتبة البريطانية (أوراق خاصة وسجلات مكتب الهند) وتتكوَّن المادة من مصادر أقدم بكثير من تاريخ إعداد التقرير الذي بين أيدينا، حيث تمَّ تضمين معلومات لعدة مسؤولين بريطانيين جمعوها في فترات مختلفة تعود إلى عام 1908م، كبعض المواد الواردة في كتاب «دليل الخليج» الذي أعدَّه المقدم صمويل باريت مايلز.

تكمن أهمية هذه المادة في تنوُّع مصادرها وشموليتها، فهي لا تتطرَّق فقط إلى وصف مسارات الطرق بين حاضرة وأخرى كذكر طول المسافة بينهما والمدة التي تستغرقها كلُّ رحلة بالساعات، ولكنها تتضمَّن الكثير من البيانات الديموغرافية المهمة كعدد السكان في كلِّ منطقة، وعدد ما يملكونه من الماشية، إضافة إلى مصادر المياه المتوافرة ووصف النباتات التي تتميَّز بها كلُّ منطقة، وذكر أهمِّ معالم البنيان من حصون وأسواق وغيرها.

 

الطريق الأول: الرحلة من دبا إلى رأس الخيمة

بيانات عامة عن هذا الطريق:

نقطة الانطلاق: دبا

نقطة الوصول: رأس الخيمة

المسافة: (37 ميلاً = 59.54 كيلومتراً)

مدة الرحلة: 14 ساعة

 

البيانات القادمة عن مسار هذا الطريق تمَّ إعدادها بالاستعانة بالمصادر التالية:

–          مادة حول طرق البلاد العربية من إعداد كولونيل ليوت وديسبرو والكابتن بويل كتبت عام 1865.

–          المعجم الجغرافي للخليج العربي كتب عام 1908.

–          معلومات من السكان المحليين.

 

الوصف العام للمسار

مسار هذا الطريق سالك دون صعوبات تذكر، وهو طريق تسلكه البغال بيسر، في الأميال الأولى تصادف عدداً من الشجيرات المنخفضة، بعدها سيتسع مسار الطريق إلى (17 ميلاً = 27.35 كيلومتراً) وبعدها سوف تصادفك منطقة شجرية أخرى. عند الوصول لرأس الخيمة سوف تعبر طريقاً يمرُّ برأس خور رأس الخيمة الذي يمتد لنحو (4 أميال = 6.43 كيلومترات). المياه متوافرة في هذا المسار والآبار على طريق رأس الخيمة تتوافر بها كميات جيدة من المياه وكذا الحال بالنسبة للمؤن الغذائية، فهي متوافرة خاصة على أول وآخر ممر طريق «الخالدي».

 

نقطة الانطلاق

تقع دبا في الجانب الغربي، وهي شاطئ رملي يبلغ عرضه (6 أميال = 9.6 كيلومترات)، وهي مفتوحة من جهة الشمال والشمال الشرقي حتى جهة الشرق. وتقطن في المدينة 1000 نفس، وبها 175 مسكناً. إضافة إلى عدة آبار تحوي كميات جيدة من المياه، ويصل عمقها إلى 24 قدماً. أمّا النخيل في هذه المدينة فيبلغ عددها 10 آلاف نخلة. ويملك سكانها 20 جملاً و50 حماراً و700 من رؤوس الغنم والماعز.

 

طريق رأس الخيمة

يمتد الطريق لمسافة (37 ميلاً = 59.54 كيلومتراً)، وفي بداياته يمرُّ بمنطقة تكثر فيها الشجيرات المنخفضة. وبعد أن تقطع (5.5 أميال = 8.52 كيلومترات) يصل الطريق بك إلى «ممر الخالدي»، حيث ستجد فيها قرية زهونهة zhunhah، التي تقع في جهة الشمال. وعلى بعد (8 أميال = 12.97 كيلومتراً) وبجانب برج مهجور ستجد بئر الفي Al fie.

وعلى بعد 10.3/4 أميال و 11.1/2 كيلومتر نجد 3 آبار؛ اثنان رأس غبيّ / فرسة الفي وواحدة تسمّى المحترقة  Mithturgah وكلها ذات مياه جيدة. ينتهي ممر الخالدي بعد 22 كيلومتراً. وعند الكيلومتر 23 يصل بك الطريق إلى واحة الأصلي garden of al asli وفي جنوبها تقع قلعة الهباب  Habbab Fort وعلى بعد ميل واحد في الاتجاه الشمالي الشرقي، وبعد وصولك لمسافة 24 كيلومتراً ستصل إلى قرية خت khatt وبها 100 مسكن و20 ألف نخلة. وعند الكيلومتر 27.5 ستجد قرية الفحلين Falain وبعدها بكيلومتر ونصف الكيلومتر ستجد الحيل Hail. وعند قطعك 30 كيلومتراً ستصل إلى الفلية falaiyah وبعدها بنصف كيلومتر ستصل إلى القصيدات Qasaidat. بعد ذلك سينعطف بك المسار لجهة الجنوب لتجنب خور رأس الخيمة.

تمَّ قياس المسافة في هذا الطريق بدءاً من قلعة دبا وحتى منتصف قرية رأس الخيمة.

 

بيانات عن رأس الخيمة

تقع رأس الخيمة بموازاة الأراضي الرئيسة للمنطقة على لسان من اليابسة لا يتجاوز طوله 2.5 كيلومتر. خور رأس الخيمة يعدُّ جيداً ومؤمن المراسي خاصة للقوارب المحلية. يبلغ عمق الخور (9 أقدام = 2.7 متر) ولكن مدخل الخور أقل عمقاً بكثير فهو لا يتعدى (القدمين = 0.6 متراً) إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنَّ السفن الكبيرة تحتاج على الأقل إلى عمق يتراوح بين (2 إلى 3.5 أمتار). ومصادر المياه هنا شحيحة إلى حد ما. عدد السكان هنا 5 آلاف، وهم يملكون عتاداً جيداً من الأسلحة. وبالمدينة قلعة وسور قديم متداعٍ يقع في المنطقة الواقعة بين الماء واليابسة. وبالمدينة 1000 مسكن نصفها من الحجر والنصف الباقي على هيئة أكواخ من سعف النخيل. وبها 15.600 نخلة و20 حصاناً و130 جملاً و175 حماراً و150 رأساً من الماشية و800 رأس من الماعز و48 سفينة بحرية و120 مركب صيد.

 

الطريق الثاني: الرحلة من أبوظبي إلى البريمي

بيانات عامة عن هذا الطريق:

نقطة الانطلاق: أبوظبي

نقطة الوصول: البريمي

المسافة: (104 أميال = 167 كيلومتراً)

تقسيم الرحلة: 5 أجزاء

 

البيانات القادمة عن مسار هذا الطريق تمَّ إعدادها بالاستعانة بالمصادر الآتي ذكرها:

–          زويمر 1901 

–          الرائد بي. زد كوكس 1902

–          معلومات من السكان المحليين

 

الوصف العام للمسار:

هو طريق للقوافل تسلكه الجمال يمرُّ عبر كثبان الصحراء وهو مقسم إلى 5 أجزاء حسب أماكن الانطلاق والتوقف:

1- أبوظبي Abu Dhabi

2- المقطع al maqta (10 أميال = 16 كيلومتراً)

3- سوق إبليس suq iblis (14 ميلاً = 22.5 كيلومتراً)

4- نهشلة Nahshilah (28 ميلاً =  45 كيلومتراً)

5- بوالحويل Bul Huwail (15 ميلاً = 24 كيلومتراً)

 

الماء والأعلاف والوقود:

 لا توجد مياه في النقاط 2 و4 (منطقة المقطع ونهشلة)، بينما تتوافر المياه بكميات شحيحة في بقية المناطق، ما عدا واحة البريمي التي توجد بها كميات جيدة من المياه. وكذا الحال بالنسبة للغذاء والمؤونة فهي شحيحة في معظم المناطق عدا البريمي.

 

نقطة الانطلاق

أبوظبي، مدينة ساحلية تقطنها 6000 نفس. وفي هذه المدينة قلعة. أمّا المساكن فمعظمها من سعف النخيل، ولكن هناك بعض المساكن المبنية من الطين. بالمدينة كذلك سوق صغيرة ومرسى متواضع. مصادر المياه هنا تعتمد على التجاويف الطبيعية والآبار، ولكن المياه ليست بتلك الجودة. الموارد في هذه المدينة شبه معدومة فلا يوجد حصاد بالمعنـى المعروف، فعدد النخيل هنا قليل جداً. تستورد المدينة كميات بسيطة من حاجتها الأساسية كالأقمشة والأرز والقهوة والسكر. وبالمدينة 750 جملاً و85 حصاناً.

المقطع (10 أميال = 16 كيلومتراً)

الطريق من أبوظبي إلى المقطع عبارة عن رمال مستوية حتى الوصول إلى المقطع الذي يعدُّ أحد الأخوار. ويبلغ عرض هذه المنطقة (200 ياردة = 182.8 متراً). وهذا الخور مياهه ليست عميقة فهي لا تتجاوز (5 أقدام = 1.5 متر). وفي وسط هذه المنطقة توجد قلعة.

سوق إبليس (14 ميلاً = 22.5 كيلومتراً)

عند المرور في الطريق الرملي تبرز من على جهة الشرق ربوة من الحجر الكلسي مشكِّلة منظراً رائعاً في وسط الكثبان الرملية البيضاء.

 

طريق نهشلة  Nahshilah  (28 ميلاً = 45 كيلومتراً)

 يحتوي هذا الطريق على تجاويف للمياه وهي شحيحة. وما زال الطريق حتى هنا طريقاً رملياً تتخلله الكثبان الرملية.

ملاحظة: هناك مسارات بديلة بالقرب من المسارات المذكورة، مثال: بدلاً من عبورك بسوق إبليس يمكنك تغيير مسارك للجنوب قليلاً لتعبر من خلال منطقة الحبل Al Habal ومنها تصل إلى منطقة تدعى مويه أرنب Muwaih Arnab التي تقابل منطقة نهشلة وبعدها إلى اليحر Juhar التي تقابل بو الحويل Bul Huwail وبعدها تصل إلى البريمي.

 

الطريق الثالث: من أم القيوين إلى الفجيرة

بيانات عامة عن هذا الطريق:

نقطة الانطلاق: أم القيوين

نقطة الوصول: الفجيرة

المسافة: (66 ميلاً = 106 كيلومترات)

تقسيم الرحلة: جزآن

مدة الرحلة: 3 أيام

البيانات القادمة عن مسار هذا الطريق تمَّ إعدادها بالاستعانة بالمصادر الآتي ذكرها:   

–          الرائد بي. زد كوكس P.Z Cox وليوتنانت جابرييل Lieutenant C.H Gabriel

–          معلومات من السكان المحليين

 

الوصف العام للمسار

يبدأ مسار هذا الطريق في أراض صحراوية ويستمر هكذا لمسافة (24 ميلاً = 38.6 كيلومتراً) بعدها تظهر السهول التي تستمر لمسافة تقارب (10 إلى 12 ميلاً = 16 إلى 18 كيلومتراً). بعد السهول يأتي طريق جبلي لا يشكِّل صعوبة أمام حركة الجمال. وفي الأميال الستة الأخيرة (9.6 كيلومترات) تظهر السهول مرة الأخرى وتستمر حتى يخفيها البحر.

 

الماء والأعلاف والوقود

الماء وفير خاصة في النصف الأول من الرحلة، ثمَّ يشح حتى الفجيرة التي تتوافر فيها المياه بشكل جيد. وعلى عكس المياه فإنَّ الغذاء والمؤونة يتوافران بصعوبة خاصة في النصف الأول من الرحلة وما إن نقطع (24 ميلاً = 38.6 كيلومتراً) وفور الوصول إلى منطقة سهل الذيد (Dhaid) حتى تتيسر الأمور ويمكن التزوُّد بما ينقص من مؤونة.

 

توافر المؤن ومستلزمات الحياة

المؤن بشكل عام محدودة، فالتمور تجنى في مواسم معينة في كل من: أم القيوين، فلج آل علي (المعلا)، حقالة Haqalah، والفجيرة. أمّا وسائل النقل من الحيوانات فهي محدودة في هذه المناطق. كما يمكن الحصول على القمح الطحين jowari من الفجيرة.

نقطة الانطلاق أم القيوين:

إحدى قرى ساحل عمان المتصالح (إمارة من دولة الإمارات حالياً). يحمي هذه المدينة سور تعلوه الأبراج، إضافة إلى مجموعة من المباني الدفاعية التي تشبه المنازل الصغيرة وتتيح التصويب من كلِّ الاتجاهات. بعض هذه المباني بني بمواد ثابتة ولكن معظمها من سعف النخيل. يبلغ عدد سكان أم القيوين 5 آلاف نسمة. وبالمدينة سوق يتكوَّن من 20 متجراً.

تتوافر المياه في المدينة بفضل الآبار التي تكون غالباً بعمق (6 أقدام = 1.8 متر) وكذا الحال بالنسبة للأعلاف والوقود فهي متوافرة بكثرة. أمّا المؤن ومستلزمات الحياة التي تنتجها المدينة فهي محصورة بشكل أساسي في التمور، إضافة إلى المواشي والأحصنة. فهناك 40 حصاناً و700 جمل و40 حماراً و10 أبقار و200 رأس من الغنم والماعز. وللمدينة نشاط بحري يتمثل في وجود 70 قارباً لصيد اللؤلؤ، و60 قارباً لصيد الأسماك.

 

فلج آل علي (المعلا) (16 ميلاً = 25.7 كيلومتراً)

هذا المسار يقطع الصحراء ويمر بعدة آبار معروفة مثل: بئر المويه Muwaih وجهارا Ghara وبيته أو بياته Beatah وأم النغول  Umm an naghul. وفي فلج آل علي (الذي يطلق عليه محلياً الفلي) عدة آلاف من أشجار النخيل التي تسقيها الأفلاج بنظام القنوات المائية. ويعد وادي منغول Wadi Manghol المغذي الرئيس لهذه الأفلاج. أمّا الحيوانات فمعظم ما يوجد في هذه المنطقة هو الجمال.

 

الفجيرة (50 ميلاً = 80 كيلومتراً)

هذا المسار يشق طريقه بمحاذاة وادي منغول من جهة الشمال. بعد أن تجتاز (6 أميال = 9.6 كيلومترات) ستصل إلى آبار المرقبات Muraqqibat والتي تقع على الضفة اليمنى لوادي منغول. بعد (3 إلى 4 أميال = 4 إلى 6 كيلومترات) شمال منطقة الذيد سيقطع الطريق سهل الذيد ومنطقة البيرودي Al Biruddi ووادي حقالة / هقالة Wadi Haqalah. الطريق يقع تماماً أسفل قرية تحمل نفس اسم هذا الوادي في المنتصف بينها وبين سهل المدام Madam. بعدها ستقطع الطريق تلال جبلية مروراً بمنطقة السيجي وبعدها يمرُّ نزولاً بوادي حام الذي لا يبعد كثيراً عن منطقة مسافي. ويستمر مسار الطريق في وادي حام ماراً بقرية البليدة والبثنة حتـى ينتهي في الفجيرة. وفي الفجيرة ميناء يعرف بغلاه/ جلاه Ghalah. وبهذه القرية 150 بيتاً منها المصنوع من الطين ومنها المصنوع من الحجارة. ويحيط بها سور دفاعي محكم يصل ارتفاعه إلى (9 أقدام = 2.7 متر). وفي جانب السور الغربي والجنوبي يوجد خندق ومتاريس لتعزيز الحماية. ويوجد بمحاذاة القرية وفوق قمة تلة قلعة حصينة.

في الفجيرة توجد المياه العذبة بوفرة وهي تجلب من عدة آبار يبلغ عمقها (24 قدماً = 7.3 أمتار). كما يتوافر العلف والوقود بكميات وفيرة. أمّا المؤن الرئيسة التي تنتجها القرية فهي عبارة عن تمور بكميات بسيطة والقمح وطحين جواري jowari والتبغ.

 

الطريق الرابع: الرحلة من دبي إلى شناص

 

بيانات عامة عن هذا الطريق:

يبدأ الطريق بمسار رملي منبسط يمتد لمسافة (30 ميلاً = 48 كيلومتراً) بعدها تظهر الكثبان الرملية ذات الارتفاع المعتدل، ويرتفع بها المسار لظهور منحدرات جبل الفياح Faiyah والتي تمتد لمسافة (37 ميلاً = 59.5 كيلومتراً). نصل بعدها إلى المرحلة الثانية من الطريق وهي مقسمة إلى قسمين؛ الأول يقطع هضبة المدام، والثاني يصل بنا إلى طريق جبلي يمر بمحاذاة منطقة الظاهرة. والمسار في هذه الهضبة يبعد (21 ميلاً = 33.7 كيلومتراً) من الساحل. ينتهي مسار هذه الهضبة بالوصول إلى وادي حتا وفيه يستمر الطريق حتى الوصول إلى شناص.

 

نقطة الانطلاق: دبي

نقطة الوصول: شناص  

المسافة: (90 ميلاً = 144.8 كيلومتراً)

 

البيانات القادمة عن مسار هذا الطريق تمَّ إعدادها بالاستعانة بالمصادر التالي ذكرها:

– الرائد بي. زد كوكس P.Z Cox وليوتنانت جابرييل Lieutenant C.H Gabriel

– معلومات من السكان المحليين  

 

الماء والأعلاف والوقود                                                  

لا يعاني قاطع هذا الطريق انعدام المياه، فهي متوافرة إمّا على هيئة آبار، وإمّا عيون تصادف سالك الطريق كلَّ بضعة كيلومترات. أمّا الأعلاف فهي نادرة في المحطات الأولى وخاصة في منطقة (المحدثة/ Muhdathah) و(يفر الفياح/ Yahfar Al Faiyah).

 

توافر المؤن ومستلزمات الحياة:

تقريباً معدومة بسبب انعدام زراعة الحبوب في كل من دبي وشناص.

 

دبي:  

بُنِيَت هذه المدينة على خليج صغير، وبها العديد من البيوت المصنوعة من الحجر، إلا أنَّ معظم البيوت مصنوعة من سعف النخيل. هناك بقايا سور يحيط بالمدينة لحمايتها، إلا أنَّ معظمه تهدَّم. كما توجد عدة أبراج دفاعية، ويسكن بالمدينة 15 ألف نسمة.

الوقود والأعلاف وفيرة في دبي، غير أنَّ مستلزمات الحياة كالأغذية قليلة وتقتصر على التمور والبرسيم والسمك المجفف. المحاصيل الزراعية بالكاد تُذْكَر؛ فهي مدينة لا تعتمد على الزراعة. وتملك دبي عدداً كبيراً من الجِمال والحمير إضافة إلى البقر والماعز وعدد قليل من الأحصنة.

 

المحدثة Muhdathah (20 ميلاً = 32 كيلومتراً)

من هنا يبدأ مسار الرحلة ويستمر لمسافة 32 كيلومتراً. وطريق هذا المسار من الرمال المستوية. وبعد قطع (7 أميال = 11 كيلومتراً) يصادفك بئر المتينة أو المتنة Matinah وبعدها وعند بلوغ الميل (14 = 22 كيلومتراً) يقع بئر الخوانيج khawanij. أمّا في المحدثة فهناك بئر تحتوي على كميات جيدة من المياه تغذيها واحة البريمي.

 

يفر الفياح أو الفلاح Yahfar Al Faiyah (20 ميلاً = 32 كيلومتراً)

هذا الطريق الذي يعبر في السهول سيتحوّل مع الوقت ليأخذ مساراً تصاعدياً وبعد (10 أميال = 16 كيلومتراً) تجد بئر غاتا أو جهاته Ghatta. في الميل السابع عشر (17 ميلاً = 27 كيلومتراً) سيتصاعد الطريق لمروره فوق السلسلة الجبلية لجبال الفياح Jabal Faiyah وحين تنتهي تلك السلسلة ينحدر الطريق بشكل مفاجئ في سهل المدام. في يفر الفياح هناك بئر واحدة عمقها يبلغ 40 قدماً، كما يوجد بها عدد من الأشجار المصفوفة بانتظام.

 

شناص (50 ميلاً = 80 كيلومتراً)

طول هذا المسار (50 ميلاً = 80 كيلومتراً) ويسير باتجاه الشمال بمحاذاة زاوية سهل المدام، وبعد اجتياز (4 إلى 5 أميال = 6 إلى 8 كيلومترات) يصادفك جبل روضة Jabal roza وبعدها مباشرة يتحوّل المسار إلى طريق جبلي متصاعد ليجتاز السلسلة الجبلية التابعة لسلطنة عمان. بعدها سيكون مسار الطريق في بطن وادي حتا، وسيعبره حتى يصل إلى نهايته عند الساحل، وهذا الطريق يمرُّ بعدد من القرى المتتابعة منها: حدف Hadaf، مصفوت Masfut، هجارين Hajarain، فلج بني غافر Falaij Bin Qafaiyir، طميت tamait، مشابه Mushabbah، وأخيراً عجيب Ajib التي تطل على منظر عجيب؛ فمنها يمكنك رؤية ساحل الباطنة الخصب؛ وذلك بسبب وقوعها على ارتفاع يبلغ نحو 1000 قدم.

 

شناص

بلدة عمانية ساحلية صغيرة الحجم يقدّر عدد سكانها بنحو 2000 نسمة. وأبرز معالمها القلعة والسوق. يعتاش سكان هذه البلدة من العمل في زراعة النخيل وصيد الأسماك وغيرهما من المهن المرتبطة بالبحر. أمّا الماء في هذه البلدة فيتم استخراجه من الآبار. ويملك ميناء هذه البلدة 4 سفن من نوع بقارة baqarahs.

 

الطريق الخامس: الرحلة من الشارقة إلى مرير

بيانات عامة عن هذا الطريق:

يبدأ المسار بطريق صحراوي رماله بيضاء، ويستمر كذلك حتى انقضاء (25 ميلاً = 40 كيلومتراً)، بعدها يصعد المسار فوق هضبة قاطعاً مسافة (15 ميلاً = 24 كيلومتراً) وفي هذا المسار عليك اجتياز القمة الجبلية التي يعدُّ صعودها سهلاً بفضل مجاري المياه التي تتخلل ذلك الجبل. أمّا الهبوط فهو أصعب بكثير، حيث تتفاجأ بالانحدار المفاجئ. بعد النزول من الجبل يستمر المسير في بطن الوادي حتى الوصول إلى الساحل.

 

نقطة الانطلاق: الشارقة  

نقطة الوصول: مرير

المسافة: (80 ميلاً = 128.7 كيلومتراً)

تقسيم الرحلة: 3 أجزاء

 

البيانات القادمة عن مسار هذا الطريق تمَّ إعدادها بالاستعانة بالمصادر التالي ذكرها:  

– معلومات من السكان المحليين جمعها كلٌّ من: الرائد بي. زد كوكس P.Z Cox وليوتنانت جابرييل Lieutenant C.H Gabriel

 

الماء:

الماء شحيح جداً في المرحلة الأولى من هذا الطريق، ولكنه وفير في منطقة الذيد. وكذلك في المرحلة الثانية فهو شحيح فيها، عدا وادي القور Wadi Al Qor.

 

الوقود والأعلاف

متوافرة بشكل عام في كافة المراحل عدا المرحلة الأولى.

توافر المؤن ومستلزمات الحياة:

معدومة في كافة المراحل عدا في الشارقة.

 

الشارقة:

على عكس الكثير من المدن لم يكن هناك سور للشارقة وقت هذه الزيارة. ويعدُّ مقر سكن الشيخ وتلك الأبراج المصنوعة من الطين، والتي تشرف على المنطقة الواقعة بين قلب المدينة ومزارع النخيل، الخط الدفاعي الوحيد للمدينة في وقت كتابة هذا التقرير. هناك عدد لا بأس به من البيوت ذات البناء الجيد، ولكن معظم المساكن هي من سعف النخيل. يقدر عدد سكان الشارقة بـ(15) ألف نسمة، ويوجد بها (200) متجر. أمّا الماء – جيد إلـى حد ما – فيجلب إليها من الآبار. الوقود والأعلاف وفيرة هنا. وكذلك الحال بالنسبة للمؤن ومستلزمات الحياة والتنقل؛ فهناك التمور والحيوانات التي يقدر عددها بـ (500) جمل و(550) حماراً و(130) بقرة و(2200) رأسٍ من الغنم، إضافة إلى (22) حصاناً.

وتملك الشارقة عدداً من القوارب منها 5 من نوع “البغلة”، و13 من نوع “السمبوك”، و182 قارباً لصيد اللؤلؤ، وعدد مثله من قوارب صيد الأسماك.

 

الذيد (30 ميلاً = 48 كيلومتراً)

منطقة الذيد هي المرحلة الأولى في هذا المسار، ويبدأ كطريق صحراوي بالقرب من آبار الزبير wells of Zibair. بعد قطع (25 ميلاً = 40 كيلومتراً) يبدأ الطريق في التحوُّل التدريجي من طريق صحراوي إلى سهول مشجرة مغطاة بالنباتات المختلفة.

والذيد منطقة بها قلعة مكونة من 4 أبراج ويسكنها 700 نسمة. والمياه بها وفيرة ومصدرها مجرى مائي قوي التدفق. أمّا المؤن ومستلزمات الحياة؛ فالتمور تشكِّل الجزء الأكبر منها وهناك القليل من القمح وعدد قليل من المواشي.

 

مرير (50 ميلاً = 80 كيلومتراً)

بعد مسافة بسيطة من بداية هذا المسار ستصادف بئر الوشاح Wushah عند مسافة (3 أميال = 5.6 كيلومترات)، بعد هذه البئر سيستمر الطريق في عبوره في سهل المدام لعدة أميال أخرى. بعد اجتياز سهل المدام يتصاعد الطريق تدريجياً بسبب التلال، وحينذاك نكون وصلنا لسلسة جبال منطقة الظاهرة Alzahirah. وهذا المسار يقطع طريق بطن وادي القور Wadi al Qor الذي ينتهي بانحدار شديد حين ينتهي مساره بالقرب من الساحل. ويلتقي هذا الوادي بالساحل في نقطة بو بقرة Bu Bqairah. وهناك عدة قرى صادفتنا بالتوالي في هذا الطريق وهي قرية راحة عند (35 ميلاً = 56 كيلومتراً) وقرية فشرة أو فاشرة Fashrah عند (37.75 ميلاً = 60.7 كيلومتراً)، وقرية نوسلة أو نسلة عند (38 ميلاً = 61 كيلومتراً) وبالقرب من هذه القرية يلتقي وادي سافي أو سفي بالوادي الرئيس، وعند (41 ميلاً = 65.9 كيلومتراً) نصل إلى أسود Aswad.

تعدُّ مرير ميناءً لمنطقة وادي القور Wadi al Qor على الرغم من أنَّ هذا الوادي يلتقي بالبحر عند منطقة بو بقرة Bu Baqairah التي يزرع فيها التبغ والقمح وحبوب الدخان. وتملك هذه القرية (10) من الجمال و(20) حماراً و(30) بقرة و(200) رأس من الأغنام والماعز، إضافة إلى (2000) نخلة و(25) قارباً. أمّا مرير فتملك (20) جملاً و(20) حماراً و(35) بقرة و(250) رأساً من الأغنام والماعز. ويملك سكان هذه القرية (15) من قوارب البغلة والبتيل، والتي يبحرون بها إلى مسقط. وبهذه القرية (4000) نخلة. أمّا منطقة مرير (الكبيرة) فتملك (25) جملاً و(25) حماراً و(40) بقرة و(200) رأس من الأغنام والماعز، وبها (3000) نخلة تزرع وتحصد بالطرق التقليدية المعروفة. ويملك سكان مرير الكبيرة (18) من قوارب البقارة baqarahs.