6,265 عدد المشاهدات
الكاتب : خليل البري
عندما دعيت إلى مؤتمر صحافي في الطابق الثالث والثلاثين في “برج راشد”، أو “مركز دبي التجاري العالمي”، انعقد لساني مما شاهدته من مشاهد بانورامية، وناطحات سحاب ومناظر تخلب الألباب، يعجز عن رسمها عباقرة الفن القديم والحديث، لكن رجلاً عبقرياً ذا رؤية ثاقبة، وضع أسسها قبل نيّف وأربعين عاماً، وكأنه يقرأ، بل ويؤكد ما ستؤول إليه المنطقة في المستقبل القريب. وليشكل هذا “البرج – المركز”، علامة فارقة، ليس في تاريخ دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، فحسب، بل في منطقة الخليج العربي، والشرق الأوسط.
كان جسمي مع زملائي الصحافيين في المؤتمر، لكن ذهني وتفكيري، ذهب بعيداً ليستعرض شريطاً من الذكريات على مدى أكثر من أربعين عاماً خلت، وتحديداً في أواخر شهر مايو “أيّار” من العام 1977م، يوم صعدت، وزميلي “تالوار”، مصور مجلة “أخبار دبي”، والمهندس “هيلد”، مدير مشروع إنشاء برج راشد، إلى الدور 35، مستقلين مصعداً خارجياً ضخماً ينقل مواد البناء والاحتياجات الأخرى من الأرض إلى الأدوار العليا التي يجري العمل فيها بوتيرة عالية، لإنهاء العمل بالمشروع الضخم في الوقت المحدد، الذي صادق عليه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.
فما قصة هذا “البرج” الذي أصبح رمزاً تجارياً عالمياً، منذ ما يزيد على أربعة قرون؟
معلم تجاري
في العدد الحادي والعشرين، السنة الثانية عشرة، الصادر في الرابع من يونيو “حزيران” 1977، نشرتُ في مجلة “أخبار دبي” تحقيقاً صحافياً يوثق قصة “برج راشد”، أو مركز دبي التجاري العالمي، الذي أمر ببنائه الشيخ راشد، ليستكمل تأسيس لبنات نهضة تجارية، اقتصادية، وعمرانية، وضعت دبي بخاصة، والدولة بعامة، في مصاف الدول المتقدمة، وراحت تنافس دولاً كبرى على “الأولية”، رغم أنه لم يمضِ على قيامها، آنذاك، سوى بضع سنين.
كتبت في التحقيق الذي نشر على سبع صفحات “12-18”: (عندما فكّر سمو الشيخ راشد في إقامة “البرج-المركز”، وضع نصب عينيه ما يمكن أن تكون عليه دبي بعد سنين عدة من الآن، وما يمكن أن تصل إليه دولة الإمارات من مستوى حضاري رفيع.. لذا قرر سموه في العام 1974 إنشاء المركز التجاري، وكلّف المهندس جون هاريس بوضع التصاميم، وفي شهر مايو “أيار” من العام ذاته، وافق سموه على التصميم الذي أخذ بعين الاعتبار إنشاء البرج والفندق وقاعة العرض.
في تلك الأثناء تمت الاستعانة بدراسات أجريت على مراكز تجارية مماثلة في المنطقة والعالم، للاستنارة بتجاربها، مع التركيز على رؤية ورغبة الشيخ راشد، رحمه الله، في أن يكون لهذا المركز تصميم مميز.
وفي أواخر العام 1974، وقع الشيخ راشد اتفاقية إنشاء المجمع، ما أتاح المجال لمباشرة العمل في مايو “أيار” 1975.
وكان أول ما اتجه إليه الجهد هو إنشاء 700 عمود لمبنى البرج، ومن ثمَّ إقامة المحور الرئيس.
وقد اتفق على أن يتم إنشاء المركز على مراحل، بحيث يتم إنشاء الفندق وقاعات العرض نهاية العام 1977، وأن يتم تسليم الطوابق الأولى من برج المكاتب ربيع 1978، ويسلم ما يتبقى من المشروع أواسط العام 1979.
وفي أكتوبر “تشرين أول” 1976، وقعت اتفاقية إضافية لزيادة ارتفاع البرج خمس طوابق أخرى، ليصبح 39 طابقاً، تضم 500 شقة في الطوابق الثلاثين الأولى، وهذا يمثل أعلى ارتفاع لأي برج في الوطن العربي. وأعقب ذلك اتفاقية أخرى وقعها راشد مع مؤسَّسة هيلتون العالمية لإدارة الفندق.
في مارس 1975 بدأت الحياة تدب في البقعة الكائنة في مدخل مدينة دبي من جهة أبوظبي “سميت باسم شارع الشيخ زايد، لاحقاً”، وكانت منطقةً بوراً آنذاك، كغيرها من المناطق. لكن مع بدء العمل في مشروع “برج راشد” الذي راح يرتفع عن الأرض تدريجياً من خلال ورش تعمل على مدار الساعة، وتضم نحو 1700 عامل، و100 مهندس يعملون جاهدين لإنجاز المشروع المقرر له أواسط العام 1979. (تم إنجازه قبل الموعد المقرر بثلاثة أشهر، بفضل المتابعة المستمرة واليومية من قبل الشيخ راشد، وكذلك الدوائر والأشخاص الذين كلفهم سموه بمتابعة المشروع). وقد جاء المركز ملبياً لكل المستلزمات التجارية العالمية، إذ يضم مكاتب واسعة، وفروعاً للمصارف، وفندقاً من الدرجة الأولى، ومطعماً وساحات عرض للغايات المتعددة، وصالات للمؤتمرات والمعارض، ومسرحاً للمحاضرات والعروض السينمائية ومواقف تتسع لآلاف السيارات، وغيرها من الخدمات والاتصالات.
وقفة عند التفاصيل
كتبت في التحقيق يومها: (لا يدرك ضخامة العمل، وبالتالي أهمية المشروع، إلّا من يطلع عن كثب على سير العمل فيه، أمّا العابرون على الطريق المار بجانبه فقد لا يلفت انتباههم سوى الارتفاع المتصاعد للبرج الذي شارف على الانتهاء ليصبح ارتفاعه 500 قدم، ما عدا سارية التلفزيون التي ترتفع 100 قدم، ليصبح ارتفاع البرج 600 قدم).
كانت هذه البقعة الصغيرة التي أضافت ما يزيد على 200 مليار درهم إلى إجمالي الناتج المحلي في الإمارة واستضافت أكثر من 5000 فعالية تجارية متنوعة من عام 1979 إلى عام 2018.
كما استقطبت أكثر من 30 مليون زائر منهم 12 مليوناً من الأسواق العالمية، كانت آنذاك خلية نحل لا تهدأ، هنا ورش الحديد، وهناك ورش النجارة، وتلك ورش العمل الإنشائي، وقفنا مبهورين إزاء عملية صب الإسمنت في القواعد.
وفي الجزء الجنوبي تستلقي بيوت المهندسين، وعلى بعد منها مساكن العمّال، والمصعدان الكبيران يضجان بحملهما من العمال والمواد المختلفة التي ينبغي إيصالها إلى الطابق الخامس والثلاثين الذي كان يجري به العمل لدى زيارتنا.
المهندس البريطاني هيلد، مدير العمل في المشروع قال لنا: “احتل مبنى البرج أرضاً طولها كيلومتر واحد، وعرضها نصف كيلومتر. ويعدُّ العمود الفقري في مشروع المركز المكون من 39 طابقاً، الطابق 33 منه خصص للمطعم والنادي، والرابع أنشئ فيه مسرح صغير يستوعب قرابة 200 شخص. وتم تركيب مصعد إلى الصالة المكشوفة في الطابق 37، والطابقان العلويان خصصا لمحطة الإرسال التلفزيوني، مع تركيب سارية للإرسال ارتفاعها 100 قدم.
ويخدم مبنى البرج 10 مصاعد ذات سرعة كبيرة، خمسة منها تعمل حتى الطابق 19، والباقية تخدم الطوابق من 2 إلى 5 ومن 19 إلى 33، ومصعدان للبضائع حتى الطابق 35.
وقد أنشئ البرج من الخرسانة المسلحة، وقد روعي في التصميم الظروف المناخية والأرضية للمنطقة، كما روعي في الشكل الخارجي المحافظة على طراز الهندسة الإسلامية، مع توفير الحماية من أشعة الشمس المباشرة لتهيئة أفضل ظروف العمل للمكان.
وفي حديث مع المنهدس هيلد، آنذاك، قال: لقد صمم محور البرج، ليكون ثابتاً جامداً لا يتمدد ولا يتقلص، حيث زود بمكيفات من الداخل تحافظ على درجات الحرارة بصورة ثابتة ومستمرة، ولكن من الخارج فإنه يتكيف وفق الظروف المناخية، فيتقلص شتاءً وليلاً، ويتمدد نهاراً وصيفاً.
كما صمم ليكون مقاوماً للهزات الأرضية الخفيفة، واستخدمت لذلك أنواع خاصة من الحديد والإسمنت فضلاً عن التصاميم المدروسة بدقة.
وزودت الجدران بألواح عازلة تمنع تسلل الحرارة وأشعة الشمس العالية لئلا تؤثر في الداخل. كما تمَّ طلاء البرج بنوع من “الكونكريت” لحماية جدران البناء الخارجية.
أما بالنسبة للحرائق فقد ركبت وسائل دقيقة تعمل ذاتياً، منها وحدتان رئيستان لإطفاء الحرائق، وهناك 100 إطفائية مركزية تعمل تلقائياً في حال نشوب أي حريق، وإذا شب حريق حول مبنى البرج فإن مياهاً تنزل من السقف لإطفائه، ناهيك عن وجود كثير من الأجهزة الفرعية التي تعمل ذاتياً.
والأغرب من هذا أنَّ المكيفات التي تعمل من أجل التهوية تتوقّف تلقائياً في حال نشوب أي حريق، منعاً لامتداد ألسنة اللهب، إضافة إلى وجود سلالم تربط الطوابق مع بعضها لاستخدامها أثناء الحوادث والحرائق.
أما التكييف فقد زود البرج بأربعة مكيفات مركزية ضخمة في كل جانب من جوانبه الأربعة، توزع الهواء إلى الأعلى والأسفل. وقد وضع المكيف الأول في الطابق الأول، والثاني وضع في الطابق الثاني عشر والثالث في الرابع والعشرين والرابع في الطابق 34.
بانوراما دبي
طلبت من المهندس هيلد، اصطحابنا للصعود إلى أعلى البرج لالتقاط بعض الصور. وبعد خمس دقائق من الصعود بوساطة مصعد كبير، تم تركيب اثنين منها، يتسع كل منهما لأكثر من خمسين عاملاً مع معداتهم، نزلنا إلى الطابق 35 حيث كان يجري العمل هناك، وبدا لي الموقع كخلية نحل، عشرات العمال كانوا منهمكين في عملهم.. تجاوزناهم جميعاً وألقينا نظرة على الأفق المحيط.
هذا هو طريق أبوظبي وقد ظهر كشريط أسود ضيق عليه لعب أطفال وليس سيارات! وتلك هي منطقة جبل علي، التي يجري فيها العمل على مدار الساعة لإنشاء أحدث مدينة صناعية، وأضخم ميناء في المنطقة.
وأمامنا عن قرب بدا لنا ميناء راشد كأم رؤوم تضم بين ذراعيها أطفالها الصغار والكبار، وهم يتراكضون للاستئثار بقربها والنوم على ذراعيها الممتدتين في زرقة البحر، مناظر رائعة تخلب الألباب، ما كان يوازيها جمالاً وروعة إلّا ذلك الهواء العليل الذي يهب على الطوابق العليا من البرج، وددت معها البقاء والنوم هناك، هرباً من الحر الشديد الذي نعانيه على الأرض.
وذاك هو خور دبي الذي امتد وسط المدينة وعلى جانبيه تربض بنايات ضخمة وعمارات شاهقة، تناطح السحاب، بدت كقلاع كبيرة على ضفتي الخور، في الوقت الذي بدت فيه السفن والبواخر قزمة أمام هذه القلاع العملاقة.
في الحقيقة يعجز القلم عن وصف كل ما شاهدته من على “برج راشد”، بل إن ذلك يحتاج إلى صفحات وصفحات، وإلى فنان بارع يجلس أعلى البرج ليخلد بريشته “لؤلؤة الخليج”.
40 عاماً من التألّق
بدأت رحلة “البرج-المركز” من أعلى مبنى في العالم العربي ورمزاً للأعمال، لتصبح موطناً للشركات الإقليمية والعالمية في مجمع «مركز دبي التجاري العالمي» الذي تبلغ مساحته 1.3 مليون قدم مربعة في قلب دبي، حيث احتل الدور المحوري للريادة العالمية للمدينة في قطاع الفعاليات. وقد ظهرت صورته على العملة الورقية من فئة 100 درهم، لمساهمته في بناء القدرة التنافسية للإمارة بصورة مطردة كوجهة للأعمال والمعرفة وملتقى للتواصل.
وقد احتفل المركز في الثاني من مارس الماضي بمرور أربعين عاماً على تأسيسه في هذا الشهر، حيث أصبح رمزاً للتجارة على مستوى المنطقة منذ العام 1979، ليتطور بعدها ويصبح جزءاً لا يتجزأ من التجارة العالمية وتمكين الأعمال في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وشبه القارة الهندية.
وجاء إنشاء المركز تجسيداً لرؤية المغفور له الشيخ راشد، وسعيه لجعل دبي نموذجاً عالمياً يحتذى، حيث أسهم على مدى أربعة عقود في دعم التطوُّر الذي شهدته المدينة، وترسيخ مكانتها كمنافس عالمي رائد في مجال سياحة الأعمال والفعاليات والاستثمار.
صنّاع المستقبل
هلال سعيد المري، المدير العام لسلطة مركز دبي التجاري العالمي، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، قال في تصريحات صحافية: كان لدى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رؤية جريئة تهدف لأن تكون دبي مركزاً تجارياً وعالمياً معترفاً به عالمياً في أنحاء المنطقة.
ودافعاً لأجندة اقتصادية محلية قائمة على التنوع وغير تقليدية ومثالاً قوياً لأي بلد في منطقة الشرق الأوسط، ولتتخلى عن الاعتماد التقليدي القوي على النفط في تحقيق نمو الناتج المحلي الإجمالي. ولقد أرشدنا هذا المسار الذي رسمته قيادتنا خلال تنفيذ مهمتنا في مركز دبي التجاري العالمي لنرى مدينتنا تحقق ما يعتقده البعض مستحيلاً.
أولويات استراتيجية
وأوضح أن هذه التوجيهات منذ تأسيس مركز دبي التجاري العالمي كانت بمثابة منارة توجهنا نحو مهمتنا وأولوياتنا الاستراتيجية التي ركزت على مر السنين على بناء قدرات دبي الأساسية كوجهة للسياحة والتجارة وكمركز مالي عالمي. وطوال العقود الأربعة الماضية، تمَّ تكريمنا ووصفنا بصنّاع المستقبل، سواء بالنسبة للمنطقة ككل وخارجها.
ولعب المركز على مدى السنوات الأربعين الماضية، دوراً أساسياً في أجندة التنويع الاقتصادي في دبي، وفي تمكين التجارة والفعاليات خلال فترة بناء دبي الحديثة.
ودفع الإمارة بسرعة إلى آفاق جديدة من النجاح. كما دعم المركز نمو قطاع الفعاليات في دبي، ما أسهم في تعزيز جاذبيتها كخيار مثالي للمواهب المحلية والعالمية، ويواصل المركز التوسع كمعلم رئيس في النهضة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وواصل مركز دبي التجاري العالمي لعب دور أساسي في تعزيز مكانة دبي كوجهة اقتصادية عالمية، حيث أضاف ما يزيد على 200 مليار درهم إلى إجمالي الناتج المحلي في الإمارة واستضاف أكثر من 5000 فعالية تجارية متنوعة من عام 1979 إلى عام 2018
وإضافة إلى ذلك، استقطب مركز دبي التجاري العالمي أكثر من 30 مليون زائر من رجال الأعمال إلى دبي منذ تأسيسه وحتى عام 2018، منهم 12 مليون زائر من الأسواق العالمية، ما سهَّل التجارة الدولية وعزَّز مكانة دبي كوجهة عالمية للأعمال.
تنويع الاقتصاد
وأضاف المري أنَّ مركز دبي التجاري العالمي يحظى اليوم بسمعة طيبة على المستوى العالمي وبجاذبية في السوق وبتنوع لا مثيل له في قطاعات الأعمال، في ظل وجود مجموعة واسعة من القطاعات التي تغطيها أجندة الفعاليات عالية التطور المعروفة عالمياً.
ويستضيف مركز دبي التجاري العالمي أكثر من 600 فعالية سنوياً في مختلف القطاعات الرئيسة، بما في ذلك التكنولوجيا والابتكار والرعاية الصحية والطاقة والاستدامة والعقارات والأغذية والمشروبات والضيافة والسيارات والنقل وغيرها، وتتماشى جميعها بشكل وثيق مع الرؤية الاستراتيجية للتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات ودبي.
ويعدُّ مركز دبي التجاري العالمي عامل تمكين رئيساً لدعم حركة التجارة العالمية في دولة الإمارات وغيرها من الاقتصادات العالمية، حيث يتم منح الشركات العالمية الرائدة متعددة الجنسيات والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، المنصة والفرصة للتواصل مع أسواق جديدة وعملاء مرموقين.
ثقة المستثمرين
وقال هلال المري إنَّ مركز دبي التجاري العالمي ومن خلال عروضه المتنوعة، ساعد بشكل كبير على تعزيز ثقة المستثمرين باقتصاد دبي، حيث ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارة إلى 4.84 مليارات دولار خلال النصف الأول من عام 2018 وحده، بحسب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار.
كما تعمل المنشآت الجديدة التي طوّرها المركز، على تعزيز قدرة الإمارة على جذب الشركات العالمية بصورة مستمرة، فضلاً عن الاستثمار الأجنبي على المدى الطويل.
ومن المتوقّع أن تزداد كثافة هذا النمو بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة المقبلة، ويرجع ذلك في حد كبير إلى الفرصة التي يوفرها معرض إكسبو 2020 دبي، حيث تستعد المدينة لاستقبال 20 مليون زائر.