3,038 عدد المشاهدات
خاص – مدارات ونقوش
يروي متحف شرطة دبي لزوّاره تاريخ تأسيس الشرطة منذ عام 1956، وقصة تطوُّر ومجد وعزة ترسَّخت على مدى العقود الماضية، ليغدو صرحاً شامخاً شاهداً على قوة شرطية مهيبة حقَّقت إنجازات أمنية ومجتمعية عظيمة، ولم يتخطَّ عمرها بضعة عقود. وقد تمَّت إضافته إلى قائمة المتاحف العربية من قِبَل المجلس الدولي للمتاحف عام 1995.
ويهدف تأسيس هذا المتحف إلى الحفاظ على التراث من الاندثار، وتوثيق ما أنجزه السلف الأوائل الذين عاصروا نشأة شرطة دبي.
حيث يعدُّ بناء المتحف هو الأول من نوعه على مستوى الدولة، والذي صُمِّمَ على شكل قبعة ضخمة تغطي سقف المبنى بقطر دائرة يبلغ 40 متراً، ويتكوَّن المبنى من أربعة طوابق وأنظمة ذكية من ناحية الاتصالات وشاشات العرض 3 دي و4 دي، إلى جانب خدمة الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، إضافة إلى قاعة تدريب وقاعات عرض وقاعات للبحث، وأكبر أرشيف وثائقي لشرطة دبي منذ تأسيسها حتى الآن؛ من أفلام وصور وزيارات وتوثيق لكافة القضايا التي كشفتها شرطة دبي.
يحتوي المتحف على أكبر عدد من المعروضات والتحف، كما أنَّ مساحته ستكون أكبر من مساحة المتحف الحالي، وسيتم تخصيص قاعات للبحث تتيح للباحثين الوصول إلى المعلومات التي يحتاجون إليها بسهولة عن تاريخ شرطة دبي وإنجازاتها.
يُذكَر أنَّ المتحف الحالي الذي تمَّ افتتاحه عام 1987 يوثِّق مراحل تطوُّر شرطة دبي وإنجازاتها منذ عام 1956، متضمناً صوراً شخصية وتاريخية، ومقتنيات لأدوات وأسلحة قديمة لم تعد تستخدم، وأزياء عسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي، ومعدات اتصال سلكية ولاسلكية ورادارات قديمة، وحملات توعية مرورية نظمتها الشرطة خلال الألفية الماضية، فيدخل الزائر في مقارنة بين ما كانت تقدمه شرطة دبي وما امتلكته من إمكانيات، وما حقَّقته اليوم من قدرات وأجهزة تكنولوجية حديثة ومبتكرة جعلت منها قوة شرطية رائدة وسباقة في تطويع التكنولوجيا والخدمات الذكية لخدمة المجتمع وتحقيق الأمن والسلامة لأفراده، إلى جانب وثائق ومعلومات عن أهم وأبرز قضايا القتل والجرائم الغامضة، وأساليب إخفاء المخدرات وطرق التزوير.
إنَّ أبرز ما يقدمه المتحف للزائر هو تلك الصور والوثائق والمقتنيات التي يمكن الاطلاع عليها، فضلاً على ناقلات الأفراد القديمة (برازيلية الصنع) ويمكن للزوّار الدخول إليها والاطلاع على محتوياتها، وأيضاً مدافع من ستينيات القرن الماضي، وبعضها يستخدم اليوم للإعلان عن لحظة الإفطار في شهر رمضان، وسيارة عصابة النمر الوردي التي استخدمها أفراد العصابة لإخفاء المسروقات، وقارب “السمبوك” الرياضي الذي حقّقت به شرطة دبي انتصارات في مسابقات رياضية عدة، وصاروخ المفاجآت العلمية الذي ابتكرته شرطة دبي للفعاليات العلمية.
صُمِّم باب المتحف بشكل تراثي، فما إن يلج الزائر من خلاله حتى يبدأ رحلته في ذاكرة قوة شرطية مهيبة، فينتقل من قاعة إلى أخرى عبر ممر طويل تزخر جدرانه بصور فوتوغرافية تاريخية عابقة برائحة الماضي، فاتحة نافذة على أهم الزيارات لشرطة دبي من قادة عرب وأجانب وشخصيات فاعلة ومؤثرة.
على يمين الممر يبدأ الزائر جولته بالاطلاع على قاعة اليوبيل الذهبي التي أُنْشِئَت خصيصاً بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس شرطة دبي من عام 1956 وحتى عام 2006، وتعرض صوراً لأوائل من خدموا في شرطة دبي، وصوراً لتشكيلات قيادات شرطة دبي المتعاقبة، إلى جانب أول شرطي إماراتي في شرطة دبي وهو المرحوم محمد سعيد بوحميد، وأول دفعة للشرطة النسائية شملت 18 طالبة عام 1977 وغيرها الكثير، ثمَّ تليها قاعة المشاركات المجتمعية التي تظهر الدور المجتمعي الذي تقوم به شرطة دبي، إلى جانب قسم خاص يستعرض الحرف والنماذج التي ينتجها قسم الحرف اليدوية التابع للإدارة العامة للمؤسَّسات الإصلاحية والعقابية، وقسم آخر يعرض الأدوات القديمة للفرقة الموسيقية التي أسَّسها المرحوم النقيب محمد حسين كرم مؤسِّس فرقة موسيقى الشرطة عام 1962.
قطع وابتكارات
ثمَّ يصل الزائر إلى قاعة دكان المتحف التي تقع في نهاية الممر والتي تحوي تذكارات وقطعاً فنية ومقتنيات لشرطة دبي، إلى جانب لوحات توضح إدارات الشرطة ومهامها وأدوارها الفعالة والمؤثرة بالمجتمع، ثمَّ تليها قاعة التجهيزات الفنية والعسكرية التي تحوي أسلحة مختلفة منها ما تمَّت مصادرته من أشخاص حاولوا إدخالها بطرق غير شرعية لأرض الدولة، والأدوات التي استخدمت في مكافحة الشغب، إضافة لمعدات اتصال سلكية ولاسلكية ورادارات بحرية وبرية، ورادارات المركبات، وأول جهاز هاتف مرئي يدخل شرطة دبي من نوع سوني، وأجهزة إعلام قديمة، وأول جهاز حاسوب دخل شرطة دبي بريطاني الصنع في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وجهاز حاسوب ناطق يسجل أماكن وجود الضباط والمسؤولين في الشرطة حسب أرقام نداءاتهم.
ثمَّ تليها قاعة التحريات والأدلة الجنائية، حيث تحتوي على وسائل إخفاء وتهريب المخدرات، وفي القاعة السادسة قاعة القيادة العامة لشرطة دبي، حيث تحتوي مجموعة من الهدايا التي منحتها دول عدة أثناء زيارتها للشرطة، إلى جانب مجموعة من الجوائز التي حصدتها القيادة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
واجهة حضارية
ويعدُّ هذا المتحف واجهة حضارية للشرطة يوثِّق إنجازاتها وما قدَّمه أفرادها من تضحيات وقدرات على كشف أعقد الجرائم وأكثر أساليب القتل غموضاً، ويستقطب زوّاراً عرباً وأجانب وسياحاً، وقيادات شرطية من أوروبا ودول عدة، إلى جانب الطلبة.
قبعة ضخمة تخلد عالم الأمن والسلامة
المتحف الجديد تمَّ بناؤه على شكل قبعة شرطية ضخمة، ومن المتوقع أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر قبعة شرطة في العالم، بكلفة مبدئية تبلغ 30 مليون درهم، ويضم البناء الجديد أربعة طوابق، ويشرف على شارع الاتحاد والملا بلازا، وذلك ضمن مجمع أبنية شرطة دبي وبطريقة تضمن مشاهدة ركاب محطة القيادة له كأحد المعالم المهمة في المدينة، على اليمين في المدخل الرئيس للقيادة العامة لشرطة دبي مقابل المختبر الجنائي الجديد.
المبنى الذي يأتي على شكل قبعة فيه كافة الأنظمة الذكية من ناحية الاتصالات وشاشات العرض 3 دي و4 دي كما فيه خدمة الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، إضافة إلى قاعة تدريب وقاعات عرض وقاعات للبحث، كما سيتضمَّن أكبر أرشيف وثائقي لشرطة دبي منذ تأسيسها حتى الآن من أفلام وصور وزيارات وتوثيق لكافة القضايا التي كشفتها شرطة دبي، ومساحته ستكون أكبر من مساحة المتحف الحالي، كما يحتوي على قاعات للبحث تتيح للباحثين الوصول إلى المعلومات التي يحتاجون إليها بسهولة عن تاريخ شرطة دبي وإنجازاتها.
ويضمُّ وسائل لتثقيف الجمهور في كيفية الحفاظ على النظام واحترام القانون في البلاد، كما يضمُّ المتحف صوراً توثِّق مختلف مراحل تطوُّر العمل في شرطة دبي، وكمية من الأسلحة التي تمّت مصادرتها والمعدات السلكية واللاسلكية القديمة التي كانت تستخدم من قبل الشرطة والعديد من التحف والوثائق الأخرى.
شرطة خليجية
كما يضمُّ المبنى قسماً للشرطة بدول مجلس التعاون الخليجي، وقسماً خاصاً بالحرف اليدوية كالأثاث والقوارب والمجسمات المنحوتة، ويضمُّ أيضاً نماذج من صناعات الحرف والنماذج التي ينتجها قسم الحرف التابع للإدارة العامة للمؤسَّسات العقابية بشرطة دبي، كما أنَّ هناك قسماً خاصاً بحملات التوعية المرورية التي تنظمها شرطة دبي منذ العام 1984م.
ويحتوي المتحف على قاعة اليوبيل الذهبي، وتشتمل هذه القاعة على صور خاصة بالاحتفالات التي أقيمت في دبي بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء شرطة دبي، حيث تجسّد هذه الذكرى الإنجازات التي حقَّقتها شرطة دبي، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العربي أو الدولي، كما يتعرَّف الزائرون في هذه القاعة إلى التسلسل التاريخي لتشكيلات قيادات شرطة دبي المتعاقبة من قادة وضباط وإلى رتبهم العسكرية. وأيضاً تشتمل معروضات القاعة على ركن خاص بالصور التذكارية المتنوعة، منها صورة للمغفور له محمد سعيد بوحميد أول شرطي في قوة شرطة دبي عام 1956، وصورة تاريخية مهمة لأول تصميم لشعار شرطة دبي.
أبرز الزوّار
ويعدُّ متحف شرطة دبي أول متحف مؤسسي تابع لجهة حكومية في الدولة بشهادة هيئة دبي للثقافة، كما تمت إضافته إلى قائمة المتاحف العربية، ومن أبرز الشخصيات التي قامت بزيارة المتحف، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، إضافة إلى وفود من الشرطة العربية والقنصليات الأجنبية في الدولة، ودبلوماسيين عرب وإماراتيين.