1,851 عدد المشاهدات
مدارات ونقوش (خاص)
مثَّلت مجلة «صوت البحرين» التي أصدرتها نخبة من مثقفي البحرين في خمسينيات القرن المنصرم، علامة فارقة في تاريخ الصحافة البحرينية، إذ حفلت أعدادها بكثير من المواضيع المتنوعة ذات الطرح المتزن واللغة الرصينة، وتميَّزت بالتنوع والشمول، من حيث معالجة القضايا الفكرية والأدبية والتاريخية والسياسية والاجتماعية. وقد كانت بحق مرآة صادقة، تعكس مجمل أوضاع المجتمع البحريني وشؤونه آنذاك، وكان توجهها أدبياً واجتماعياً. وقد لعبت المجلة دوراً مميزاً في تفعيل الحركة الثقافية والأدبية، واهتمت بشكل خاص بالشأن التعليمي في فترة مهمة من فترات التعليم. ولقد كانت تحقيقاتها وموضوعاتها ملتقى يعكس تطلعات الأمة العربية والإسلامية عموماً، وأوضاع المنطقة الخليجية على وجه الخصوص.
من هنا كان لمنطقة الإمارات العربية المتحدة ورموزها نصيب وافر بين صفحات تلك المجلة العريقة والرائدة من بين ما حفل به تراث الصحافة الخليجية من إصدارات ودوريات واكبت مخاض ولادة الدولة الخليجية الحديثة والمتطورة، في فترة بالغة الأهمية من تاريخ المنطقة.
وقد أسهمت ثلة من الأدباء والكتّاب في داخل البحرين وخارجها من الأقطار العربية في إثراء المجلة بالموضوعات الرصينة، وترسيخ اسمها واحدةً من المجلات الرائدة التي كانت تعمل على تعميق الوعي الثقافي والسياسي والارتقاء بالذوق الأدبي عند القرّاء، وكان النَّفَس الوطني والقومي بارزاً بوضوح في ثنايا المواضيع المنشورة بالمجلة. وقد حفلت أعداد المجلة بتراجم الكثير من العلماء والشعراء والأعيان والشخصيات العامة، وطرحت عدداً من المواضيع المتصلة بالآثار والتاريخ.
وفي عددها هذا، تغوص «مدارات ونقوش» في أعماق تلك المطوية الممتعة، لتلتقط لقرّائها ما اكتنزت به من أخبار رجال إماراتيين حفلت بذكرهم صفحاتها، ودوّنت مآثرهم عبر تحقيقاتها وموضوعاتها الأثيرة.
رحلة قنص
ففي عددها الأول ( ذو القعدة سنة 1369/أغسطس سنة 1950)، وضمن فقرة «قال الراوي»، يسرد مبارك بن لندن تحت عنوان «القنص في بلاد العرب» أحداث رحلته الممتعة التي أمضاها مع حكيم العرب، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في أوائل صيف 1948، في منطقة البريمي، وحينها كان الشيخ زايد ممثلاً لحاكم أبوظبي في منطقة العين. وفيها يروي ما لمحه في شخصيته، طيَّب الله ثراه، من فضائل وشمائل ابن الصحراء، الذي صبغته أرضها الطيبة بالصبر والإصرار والجود، فكان يدعوه «بإلحاح للعودة في الشتاء القادم والخروج معه إلى القنص في أطراف الصحراء الجنوبية الكبرى».
كما يوثّق ذلك الملف الكثير عن حياة طائر الشاهين، الذي «يستلزم ترويضه في إنكلترا خمسين يوماً من الزمن، ولكن العرب ينتهون من ذلك في عشرين يوماً، لأنهم لا يفارقون طيورهم أبداً، فمن يتولى منهم ترويض طير يحمله معه دائماً في كل مكان، فيأكل والطير في يده اليسرى، وينام وهو (قائم) عند رأسه على وكره. إنه دائم المسح على ظهره والتحدث إليه»، ويبيّن أنَّ أتباع الشيخ حينما يجتمعون مساءً في القاعة الكبرى حول موقد النار لارتشاف القهوة تكون طيورهم على معاصمهم.
خطة حكيم العرب
يذكر الكاتب في ثنايا حديثه أنَّ خطة الشيخ زايد كانت أن «نقضي ضمن دائرة كبيرة بين كثبان الجنوب الغربي من البريمي، حيث تكثر آبار الماء العذب، وحيث كوّنت الأمطار الغزيرة في أوائل السنة مراعي غنية في الصحراء. ركبنا نياقنا في أحد الأماسي في أواخر ديسمبر فاجتزنا منطقة النخيل. وكان يرافق الشيخ زايد أخوه خالد ونحو خمسة وعشرين بدوياً من الأتباع، وكان زايد قد بعث الإبل التي تحمل أمتعتنا في المقدمة وأمرها أن تخيّم عند حافة الرمل، وها نحن نجد السير على سهل تغطيه الحصباء ونغني أثناء سيرنا وكلنا منبسط الأسارير».
يقول مبارك بن لندن في تعليقه على تلك الرحلة: «من عادة الشيوخ حينما يخرجون للقنص ألاّ يحملوا معهم خياماً، بيد أن (العمال) جمعوا أعشاباً وكوموها في جهة الرياح ثم أضرموا خلفها ناراً كبيرة وجدناها تتأجج عند وصولنا، فاجتمعنا حولها في سرعة، فقد كان هواء الليل قارساً، نرتشف القهوة السمراء المطيبة بالهيل، بينما كانت دقات الهاون النحاسي الموقعة تدعو من يود المجيء إلينا».
لقد قدمت تلك المادة الصحفية الثرية مادة بالغة الأهمية التوثيقية، أرخت لعادات أهل هذه الأرض الطيبة في رحلات القنص، وطرق استخدام المعدات والحيوانات كالكلاب السلوقية وطيور الشاهين، وغيرها من المعلومات الغنية، خاصة أنَّ المعلومات جاءت من خبير بالصحراء وعاداتها وأصالتها، الذي أضفى حديثه ومعلوماته على المادة المصداقية في توثيق كل ما جاء فيها من معارف تراثية اختزنتها المنطقة. «عندما كنت مضطجعاً بعد ذلك تحت النجوم المتألقة أصغي إلى حنين النياق المتواصل من حولي، أحسست بغمرة من الفرح، فقد قدر أن يكون أول اشتراك لي في هذه الرياضة التليدة مع هؤلاء العرب أهل الضيافة والود».
عاشق دبي
الشيخ مبارك بن حمد العقيلي كان لذكره جانب من صفحات العدد السادس من الصحيفة (جمادى الثانية 1370هـ/ مارس 1951م)، فذكرت أنه من شعراء الأحساء المجيدين، وأنه «ارتحل إلى عمان ولا يزال بها حتى الآن».
ولا يخفى أن الشاعر الكبير مبارك العقيلي ارتحل من الأحساء إلى دبي، ومنها إلى سلطنة عمان، وهناك اتصل بالسلطان فيصل بن تركي بن سعيد ومدحه، فقربه السلطان، لكن يبدو أن دبي التي مرَّ بها من قبل، تركت أثراً في نفسه، فعاد إليها واستقر فيها، يتعاطى التجارة ويختلط برجال دبي ومثقفيها، ولما آل حكم الإمارة إلى الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم، أعجب بشعره فقرّبه وأحسن رعايته، وظل على صلة به حتى توفي، فقربه أبناؤه من بعده ورعوه، وطاب له المقام في دبي، فلم يبرحها حتى توفي.
وكيل صوت البحرين
وفي عددها السابع (رجب 1370هـ/ ابريل 1951م) نلمح توثيقاً جميلاً أتى في صورة إعلان للمجلة ووكلائها، حيث يظهر أنَّ دبي كانت تحظى بمركز توزيع ذي وكالة حصرية لمجلة «صوت البحرين» وأنَّ وكيلها في التوزيع بدبي هو المرحوم الحاج صالح بن عيسى الكرك (هكذا كتبت). وهذا الإعلان يكرر في كل عدد من الأعداد.
أمّا في عدها الثامن (شعبان 1370هـ/مايو 1951م)، فنطالع في (صوت البحرين) خبر انتخاب «الشيخ صقر بن المرحوم الشيخ سلطان بن صقر آل قاسم حاكماً على الشارقة، خلفاً لوالده، تغمده الله برحمته. ونتمنى له توفيقاً ومستقبلاً زاهراً».
وفي العدد الحادي عشر (ذو القعدة 1370/ أغسطس 1951م) تسلّط المجلة الضوء على زيارة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، أخي الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وأنه نزل ضيفاً على «صاحب العظمة».
ملحمة خورفكان
تزينت صفحات العدد الثاني من السنة الثانية للمجلة (1371هـ/ نوفمبر 1951م ) بخبر عن دانة الدنيا دبي، وهو الاحتفال بافتتاح «البناية الجديدة للمستشفى». وفي العدد نفسه نقرأ اهتمام حاكم الشارقة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، بالمحتوى الراقي الذي تخرجه المجلة، إذ سأل -رحمه الله- «أحد محرري هذه المجلة، مظهراً اهتمامه بها، عن الأسباب التي تحول دون إصدارها مرتين في الشهر. وقال: إنها تسد فراغاً كبيراً، وإنَّ صدورها مرة واحدة في الشهر غير كافٍ. ونحن نشكر لسموه هذا الاهتمام، ونرجو أن يحقق الله في القريب هذه الأمنية».
ومن ذاكرة نضال أهل هذه الأرض الطيبة، يشير الكاتب عبد الرضا الجبيلي في العدد الثالث (ربيع الأول 1371هـ/ ديسمبر 1951م ) إلى الملحمة البطولية التي خاضها سكان منطقة الساحل الإماراتي من خلال مقال مطول بعنوان «إيران وتاريخ البحرين العربية السياسي في عهد البرتغاليين». وفيه يذكر ما فجع به أهل هذه البلاد من العدوان الغاشم الذي صبه أولئك الغزاة على سكان الأرض العزل، بقيادة «البوكركوي» على طول ساحل عمان، وكيف أغار على عدة مدن أخرى وعاملها بوحشية. ومن المعلوم أن من مدينة خورفكان كانت المدينة التي وقفت في وجه ذلك القائد المحتل، وقدمت التضحيات التي سطرها تاريخ المجد لها بأحرف من ذهب في تلك الأحداث.
وفي العدد نفسه تخصص مجلة «صوت البحرين» صفحتين من إعداد عبد الله محمد الطائي، للتحدث عن مآثر وفضائل الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، التي تولى مقاليد الحكم فيها «شاباً، فأصبح صرحاً للرجاء، وملك شعبه يافعاً فغدا أفقاً ترمقه كل عين». وقد أحبت أن تقدمه «صوت البحرين» في ذلك العدد بعيداً عن دهاليز السياسة التي برع، رحمه الله بها، ولكن أرادت أن تقدمه للقرّاء «شاعراً يعتدُّ به بين شعراء الجزيرة، وأديباً يعوّل عليه في رفع اسمها عالياً. وليس من الغريب أن يجتمع الأدب والإمارة لدى أمير عربي؛ فلنا من التاريخ أمثلة نجدها واضحة إذا ما قلبنا الصفحات عن ابن المعتز وأبي فراس والمعتمد بن عباد وغيرهم».
قامة أدبية
ويختار الكاتب من النتاجات الأدبية الراقية التي أفاض بها الشيخ صقر بن سلطان القاسمي في عدد من المناسبات،
فهو «يشاهد التقدم العالمي وتغيُّر الأحوال وافتخار القوم بالحضارة الجديدة فيهتف:
هذا الجديد وإن تقدم خطوة
ما زال يفخر بالقديم ونعم
وهو دليل صارخ على أنَّ الحضارة سلسلة متصلة من قوم إلى قوم يعود الفضل إلى من أسَّسها وإلى من أوصلها إلى ذروة الفكر. ويلاحظ ضعف العرب وتقاعس شبيبتهم فيصرخ:
أروني تأريخ الجدود وما بنوا
وهل شِيْدَ ذاك المجد إلا بلهذم
طلائع فخر كلما دار ذكرها
على خاطري أهميت من حسرة دمي
ثمَّ تطالعنا صفحات المجلة البحرينية العريقة في العدد نفسه، بخبر زيارة «الشيخ عبد الله السالم حاكم الكويت، دبي والشارقة. وقد أهدى له الشيخ صقر بن سلطان حاكم الشارقة علبتين؛ إحداهما من الفضة وتحتوي على نسخة من القرآن الكريم مجلدة تجليداً فاخراً جداً مطعماً بالصدف والأحجار الكريمة، وعلى غطاء العلبة مرسوم صورة حصن الشارقة. أما العلبة الأخرى فذهبية، وتحتوي على خاتم فضي له فص أثري يعود تاريخه إلى ما قبل 400 سنة، وقد كتبت عليه سورة التوحيد والشهادتان. وقد استخرج هذا الفص (المطاف) في رأس الخيمة، وهي خرائب يعتقد أنَّ (جلفار) التاريخية كانت أصلاً لها».
إمارات واحدة
وتحت عنوان «اتحاد إمارات الخليج العربي»، في العدد الرابع (ربيع الثاني 1371هـ) ترصد المجلة تطلعات أبناء المنطقة «إلى مستقبل إماراتهم، متمنين خلق كيان ثابت لهم يقوم بتمثيلهم في الخارج أسوة بإخوانهم العرب من أبناء الدول العربية الأخرى… ففكرة تأسيس كيان سياسي خاص لكل إمارة منفصلة ليست فكرة عملية في الواقع. ليس أمام شباب الخليج إذن إلا طريق واحد لتحقيق غايته وهدفه النبيل، ألا وهو الاتحاد، فباتحاد إمارات الخليج، وأعني بها: الكويت، البحرين، مسقط، دبي، الشارجه (هكذا كتبت)، وقطر وغيرها من الإمارات الصغيرة المتبعثرة، نعم باتحاد هذه الإمارات جميعاً يستطيع أبناؤها بناء كيان قوي ثابت لها».
أما العدد الخامس (جمادى الأولى 1371هـ) فنقرأ من خلاله خبر «الاستعدادات في إمارة الشارقة لفتح أول نادٍ رياضي ويقوم بها الشيخ خالد بن سلطان آل قاسم أخو الشيخ صقر حاكم الإمارة».
ابن ماجد
الملاح أحمد بن ماجد، ابن إمارة رأس الخيمة، كان له نصيبٌ أيضاً من الذكر الطيب في المجلة البحرينية، ضمن العدد الثاني عشر (ذو الحجة 1371هـ) في مادة بعنوان «الملاح العربي أحمد بن ماجد.. أول من هدى أوروبا بحرياً إلى طريق الهند والخليج العربي». وقد سلكت المجلة في ذلك المسلك المشهور من مساعدة ابن ماجد للبرتغاليين في تلك الكشوفات البحرية، إلا أنَّ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أماط اللثام ونفض غبار تلك الشائعات التي ألصقت بهذه الشخصية الفذة، ومحصها بالبحث العلمي الدقيق، متتبعاً الوثائق التاريخية المعتبرة، ضمن كتابه الثمين «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد».
الأديب الكبير الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، رحمه الله، أفردت له «صوت البحرين» في عددها الأول والثاني محرم وصفر 1372)، مساحة لقصيدته «هدف المجاهد»، التي أهداها لشاعر اليمن محمد محمود الزبيري، ومطلعها:
سر في طريقك غير آبهْ
وتحدَّ خصمك في جوابهْ
واقدم بعزمٍ نابت
إن الحياة طريق نابهْ
العدد الخامس (جمادى الأولى 1372هـ/ يناير 1953) عادت المجلة البحرينية للحديث عن التاريخ الأسود للبرتغاليين مع أهل الخليج، وذلك في مقالة بعنوان «آخر دولة بحرية على الخليج العربي» لعبد الرضا الجبيلي. وفيها يذكر صناع «البوكرك» في المنطقة وهجومه على الخليج العربي، واشتباكه مع سكان المنطقة في عدة وقائع، «ولما استقر فيها (جزيرة العرب) أعاد الكرة على ساحل عمان، واستعان بالأمير ناصر بن مرشد وأمده هذا بالمال والسلاح، ليقوى على خصومه، فصار للبرتغاليين بعض النفوذ نتيجة لذلك على مسقط ومطرح وصحار والقريات، ولكن الأمير ناصراً عندما توفي البوكرك طرد بقايا الجنود البرتغاليين من رأس الخيمة وأقصاهم عن بلاده ثم فرض عليهم الجزية».
الشيخ شخبوط
«مرَّ بالبحرين الشيخ شخبوط بن سلطان حاكم أبوظبي، في طريقه إلى لندن للعلاج». هذا ما جاء في الصحيفة من عددها التاسع (رمضان 1372هـ).
ومن توثيقات أخبار رجالات الإمارات خبر مرور في العدد الحادي عشر (ذو القعدة 1372هـ)، «جاسم محمد المدفع، من أهالي الشارقة، في طريقه إلى الحجاز، لأداء فريضة الحج، وهو يحمل معه هدية إلى صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، وهذه الهدية عبارة عن شجرة من الفضة كتب على جذعها وأوراقها سلسلة نسب آل سعود، وآل الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالذهب، ابتداءً من عدنان. ويبلغ وزن هذه الشجرة 1300 توله، أي ما يعادل 32 رطلاً ونصف الرطل، وبها 23 توله من الذهب، أي أكثر من نصف رطل، وقد بلغت تكاليفها أكثر من 13000 روبية».
وفي ابتداء أعداد السنة الرابعة من عمر مجلة «صوت البحرين» (محرم 1373هـ) يصدح أحمد بن سلطان بن سليم، في فقرة أدبية ممتعة بعنوان «شاعر دبي» لعبد الله محمد الطائي؛ يغوص فيها بحور الشاعر الفريد الذي «بدأ خطواته نحو الشعر جريئاً وثاباً فعرف بين أفراد شعبه بالأصالة فيه وبأهم من ذلك بالنسبة إليهم عرف بأنه يعبر عن آمالهم بأسلوب جديد حية متدفقة وعواطف جياشة متأججة».
رصد الاتحاد
ومن العددين الثالث والرابع (ربيع الأول والثاني 1373هـ/نوفمبر و ديسمبر 1953م) تتابع المجلة أحداث اتحاد الإمارات، وأنه «بات من المتوقع أن ينعقد أول مؤتمر لرؤساء إمارات الخليج العربي في البحرين أو في الكويت في أواسط الخريف، وأشيع هنا أنَّ المؤتمر سيعقد بعد عودة سمو أمير الكويت من الهند، حيث سيقضي سموه بضعة أسابيع للراحة والاستجمام، والمتوقع أن يبحث هذا المؤتمر في توحيد النقد والتجارة وتوحيد بعض الأنظمة الداخلية الأخرى بين الإمارات الأخرى، تمهيداً لاتحاد أكبر ربما يتناول الشؤون السياسية».
أما عددها الثامن (شوال 1373هـ/ يونيو 1954م) فنعى وفاة «السيد حسن عبد الرحمن المدفع، وهو من أعيان الشارقة، وقد توفي في بمباي (كذا وردت) على أثر مرض ألم به. لقد كان، رحمه الله، من خيرة شباب تلك الإمارة، بما امتاز به من كرم ومكارم أخلاق، وإنه لمن الخسارة فقدان هذا الشاب الطموح في مقتبل عمره. تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه ومعارفه الصبر والسلوان».
أما مسك ختام أخبار منطقتنا الإماراتية في مجلة «صوت البحرين» فكان في العدد التاسع والعاشر (ذو القعدة وذو الحجة 1373هـ/يوليو و أغسطس 1954م) مع المغفور له الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، حاكم الشارقة آنذاك، الذي «مرَّ بالبحرين في طريقه إلى لبنان ومصر، وكان مجلسه طيلة مكثه بالبحرين عامراً بالزوّار، وخاصة أدباء الشباب. وهو يحمل معه هدية نفيسة للواء محمد نجيب، هي نسخة تاريخية من تفسير ابن عباس».
وبهذا العرض الممتع، نكون قد جمعنا لآلئ من الدر التوثيقي لما تناثر في صفحات تلك المجلة االمجلة الغرّاء، نخرجه للقرّاء؛ باحثين ومطلعين، لتوفّر عليهم عناء البحث والتنقيب عن جواهر تراثنا الإماراتي في الإعلام الصحفي منذ مهده الأول في المنطقة.