2,849 عدد المشاهدات
عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الشعلان
تعدُّ الخلافة الأموية من المحطات المهمّة في تاريخ الإسلام؛ إذ شهدت أحداثاً وفتوحات توسَّعت عبرها رقعة الدولة إلى أماكن شتى من العالم، وهذا ما يجعل دراسة الولاة في تلك الحقبة من الأهمية بمكان لمعرفة ما اكتنف ذلك العصر من أحداث وتحليلها. ولم تكن منطقة اليمامة بمنأى عن تلك الأحداث المهمة، رغم عدم تسليط الضوء عليها في الدراسات والبحوث المتخصِّصة.
وفي هذا العدد، تتناول «مدارات ونقوش» الجزء الثالث والأخير من البحث الذي يتناول «ولاة اليمامة من صدر الإسلام إلى نهاية الخلافة الأموية»، لنضع القارئ على إضاءات مهمة من تاريخ منطقة اليمامة وتاريخها وأخبار ولاتها.
الباب الثالث: ولاة اليمامة في عهد الدولة الأمــوية
في عهد معاوية (رضي الله عنه)
ذكر حمد الجاسر: أنَّ مروان بن الحكم تولى المدينة في زمن معاوية tمرتين تخلَّل ولايتيه سعيد بن العاص، ثمَّ ولى معاويةُ الوليدَ بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة حتى توفي معاوية ، ورجح أنَّ اليمامة كانت مرتبطة بوالي اليمامة. (1)
قال الباحث: وقفت على دليل يؤكد صحة ما رجحه الشيخ الجاسر من ارتباط عامل اليمامة بوالي المدينة زمن معاوية، وهو ما جاء في الخبر: أنَّ أسيد بن ظهير كان عاملاً على اليمامة وأنَّ معاوية كتب إلى مروان أيما رجل سُرقت منه سرقة فهو أحقُّ بها حيث وجدها، فكتب مروان إلى أُسيد بذلك؛ فكتب أسيد أنَّ الرسول r قضى بأنه إذا كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير مُتهم فخُيِّر سيده؛ فإن شاء أخذ ما سرق منه بثمنه أو اتبع سارقه، ثم قضي بذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فكتب بذلك مروان إلى معاوية t فكتب معاوية إلى مروان: لستَ أنتَ وأُسيد قاضيين عليَّ، ولكني قضيتُ عليكما فيما وليت عليكما فانفذ لما أمرتك، فبعث مروان بكتاب معاوية إليَّ فقلت: لست أقضي ما وليت بما قاله معاوية.
وجاء الحديث عند النسائي على روايتين؛ الأولى قال: أخبرني هارون بن عبد الرحمن قال حدثنا حمادة بن مسعدة عن ابن جريج عن عكرمة بن خالد قال: حدثني أسيد بن حضير بن سماك أن رسول الله قضى أنه إذا وجدها في يد رجل غير المتهم فإن شاء أخذها بما اشتراها، وإن شاء اتبع سارقه وقضى بذلك أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما).
الرواية الثانية: قال: أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا سعيد بن ذؤيب قال: حدثنا عبد الرازق عن ابن جريح، ولقد أخبرني عكرمة بن خالد أنَّ أسيد بن ظهير الأنصاري ثمَّ أحد بني حارثة أخبره أنه كان عاملاً على اليمامة، وأنَّ مروان كتب إليه أنَّ معاوية كتب إليه…الحديث. (2)
وفي مسند الأمام أحمد: عن عكرمة بن خالد أنَّ أُسيد بن حُضير الأنصاري ثمَّ أحد بني الحارثة أخبره أنه كان عاملاً على اليمامة…الحديث. (3)
وأخرج الحاكم في “المستدرك” الحديث بأسانيد عن ابن جريج حدثني عكرمة بن خالد أنَّ أسيد بن حضير بن سماك حدثه قال: كتب معاوية إلى مروان إلى أن يقول: فكتب إليَّ بذلك مروان وأنا على اليمامة… الحديث، قال الحاكم: هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(1) الجاسر: ابن عربي
(2) النسائي: سنن النسائي ج7 كتاب البيوع
(3) أحمد ابن حنبل: مسند الإمام أحمد،ج4 مسند الشاميين.
(4) الحاكم: المستدرك على الصحيحين، ج2- كتاب البيوع
قال الباحث: وقد جاءت الأسماء في هذه الروايات: أسيد بن عقير بن سماك، أسيد بن حضير الأنصاري ثم أحد بني حارثة، أما أسيد بن الحضير بن سماك فهو صحابي جليل مشهور واسمه: أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، قال عنه الرسول (نعم الرجل أسيد بن حضير) وهو من السابقين إلى الإسلام وهو أحد النقباء ليلة العقبة توفي t سنة 20 أو 21هـ، زمن عمر .
أما أسيد بن ظهير فهو ووالده صحابيان واسمه أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جثم بن حارثة الأنصاري الحارثي ـ ابن عم رافع بن خديج ـ يكنى أبا ثابت، أخرج له أصحاب السنن، قال الترمذي بعد أن خرج له حديثاً في الصلاة في مسجد قباء: لا يصح لأسيد بن ظهير غيره.
قال ابن حجر: وقد أخرج له ابن شاهين حديثاً آخر، ولكن فيه اختلاف على رواته، قال ابن عبد البر: مات في خلافة عبدالملك بن مروان. فتبين من هذا أنه هو المقصود بدليل أنه حارثي وقد نصَّ في الروايتين أنه أسيد من بني الحارث،(5)
أما أسيد بن حضير فهو من بني عبد الأشهل، وقد توفي زمن عمر فكيف يتولى لمعاوية (رضي الله عنهم أجمعين)!
وقد ذكر ابن خميس: أنَّ مروان بن الحكم أرسل (أبا حفصة) والياً على اليمامة في زمن معاوية. (6)
قال الباحث: وأبو حفصة هو موالٍ لمروان، وقد أعتقه يوم الدار وذريته بقيت في اليمامة ومنهم شعراء وولاة كما سيأتي. أما مروان بن الحكم فهو مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الملك، وهو ابن عم عثمان بن عفان وكاتبه، بويع له في الشام واستولى على مصر، ثمَّ تولى بعده ابنه عبد الملك، ومروان أول من ضرب الدنانير الشامية وكتب عليها (قل هو الله أحد).
وجاء في “الإصابة” نقلاً عن المرزباني في قصة منازل بن أبي منازل السعدي واسم أبي منازل فرعان بن الأعرف أحد بني النزل بن تميم يقول في ولده خليج بن منازل وقد عقه فقدمه إلى ابن عربي والي اليمامة من قبل مروان بن الحكم حين كان خليفة:
تظلمني مالي خليج وعقني
على حين صارت كالحني عظامي
وذكر أبياتاً… قال ابن حجر: وقصة خليج مع أبيه وسط المائة الأولى؛ لأنَّ مروان ولي الخلافة سنة 64هـ. (7)
(5) وهذه التراجم من كتاب الإصابة لابن حجر.
(6) ابن خميس: معجم اليمامة ج1
(7) ابن حجر: الإصابة، ص 1289
قال الباحث: ولم يكن لمروان أثناء خلافته سلطة على اليمامة فإنه قد ثار فيها نجدة بن عامر واستقل بها بل واستولى على البحرين واليمن وأطراف الحجاز، ولعلَّ القصة إنما وقعت في زمن عبد الملك فإنه ولى إبراهيم بن عربي ـ أو تكون حدثت لعامل مروان على اليمامة أثناء ولايته على المدينة أيام معاوية، وقد قال حمد الجاسر: فإذا صح ما ذكر ابن حجر عن تولية إبراهيم بن عربي اليمامة لمروان فإنَّ ذلك في عهد ولاية مروان على المدينة من قبل معاوية، حيث تولاها في فترتين من سنة 40 إلى 49هـ، ومن سنة 54 إلى 57هـ.
ومرَّ معنا أنَّ مروان بن الحكم، تولى المدينة في عهد معاوية رضي الله عنه، تخلل ولايته ولاية سعيد بن العاص، ثمَّ ولى معاويةُ الوليدَ بن عتبة بن أبي سفيان حتى توفى معاوية، وأنَّ عامل اليمامة كان يرجع إلى والي المدينة،
أما سعيد بن العاص فهو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ويعرف بابن أبي أحيحية، من صغار الصحابة، قُتِل أبوه يوم بدر مشركاً، ولاه عثمان الكوفة وكان معه يوم الدار وندبه عثمان t لكتابة المصحف لفصاحته وشبه لهجته بلهجة الرسول .
قال الذهبي: كان أميراً شريفاً جواداً ممدحاً حليماً وقوراً ذا حزم وعقل يصلح للخلافة: اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع معاوية، ولي المدينة غير مرة لمعاوية، غزا طبرستان فافتتحها توفي سنة 57 أو 58هـ. (8)
أما الوليد بن عتبة فهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ولاه عمه معاوية المدينة وكان ذا جود وحلم وسؤدد وديانة، ولما جاء نعي معاوية وبيعة يزيد -وكان الوليد والياً على المدينة- لم يشدد على الحسين وابن الزبير فانملسا منه فلامه مروان فقال: ما كنت لأقتلهما ولا أقطع رحمهما. أراده أهل الشام على الخلافة بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية فأبى، فلما قدم للصلاة على معاوية بن يزيد أخذه الطاعون في الصلاة فلم يرفع إلا هو ميت ـ وذكره الذهبي وابن عساكر.
(8) الذهبي: أعلام النبلاء،ج3، ص445
في عهد يزيد بن معاوية
وقد عزل يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة عن المدينة وولى مكانه عمر بن سعيد بن العاص، ثمَّ أعيد الوليد مرة ثانية، ثمَّ تولى بعده عثمان بن محمد بن أبي سفيان، والذي أخرجه أهل المدينة لما خلعوا يزيد، ثمَّ استقل بالحجاز عبد الله بن الزبيرـ سنة64هـ، وثار في اليمامة نجدة بن عامر الحنفي سنة 66هـ حتى قتل سنة71هـ.
وفي عهد عبد الملك بن مروان وبعد القضاء على حكم عبد الله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 73هـ، أسندت إليه ولاية الحجاز واليمامة.
قال ابن كثير في أحداث سنة 73هـ: ولم يزل الحجاج مقيماً بمكة حتى أقام للناس الحج عامه هذا وهو على مكة واليمامة واليمن (9).
وقال نقلاً عن ابن جرير في أحداث سنة74هـ: وحج بالناس فيها الحجاج وهو على إمرة المدينة ومكة واليمن واليمامة.(10)
ثمَّ تولى الحجاج العراق بعد وفاة بشر بن مروان سنة 75هـ، وتولى اليمامة يزيد بن أبي هبيرة المحاربي وهو أول والي بعد الحجاج على اليمامة زمن عبدالملك.
قال الباحث: يلاحظ التفريق بين يزيد بن أبي هبيرة المحاربي وبين يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري؛ فالأول هو والي اليمامة اسمه يزيد بن أبي هبيرة بن أقيش بن جزيمة بن كلفة بن خفاف بن معاوية بن مر بن بكر بن معاوية بن علي بن جسر بن محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، وقد تولى اليمامة لفترة قصيرة – كما مرَّ معنا – ومما يلاحظ أنَّ حمد الجاسر أثبت في اسم يزيد بن (أبي) هبيرة ثمَّ سماه يزيد بن هبيرة دون ذكر (أبي).
أما الثاني فهو يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري؛ وهو والٍ أمويٌّ متأخِّرٌ قُتِلَ في أول عهد العباسيين، وكان ذا شهرة في عصره حيث لقب بـ(شيخ العرب) وقد تولى العراق في زمن مروان بن محمد وولى ابنه (المثني بن يزيد) على اليمامة كما سيأتي ـ وكانت ولاية اليمامة انتقلت إلى تبعية العراق.
(9)ابن كثير: البداية والنهاية، ج6، ص 332
(10)المصدر السابق، ج 7، ص 3
في عهد عبد الملك بن مروان
مرَّ معنا أنَّ الحجاج بن يوسف تولى اليمامة والحجاز واليمن قبل أن يلي العراق سنة 75هـ، في عهد عبدالملك.
وفي «تاريخ خليفة بن خياط» لما ذكر ولاة عبدالملك قال: يزيد بن هبيرة ثمَّ ابراهيم بن عربي الليثي حتى مات عبدالملك.(11)
قال الباحث: الصحيح أنه يزيد بن أبي هبيرة المحاربي. وأشار لنا إلى وجود والٍ آخر اسمه يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري كان والياً على العراق وولى ابنه المثني بن يزيد بن هبيرة على اليمامة.
ثمَّ تولى في اليمامة إبراهيم بن عربي الكناني واسمه إبراهيم بن عربي – عبد الرحمن – بن نافع بن منكث الكناني.
وذكر ابن الكلبي: أنه من بني عُبيد الرّماح بن مَعد وقد دخلوا في بني مالك بن كنانة، وأمه هي فاطمة بنت شريك بن سحماء البلوي، وشريك صحابي. (12)
وذكر ابن حجر: أنَّ أبا بكر أرسله إلى خالدt باليمامة.
وذكر ابن الكلبي: أنَّ فاطمة بنت شريك لما كان يوم الدار يوم قتل عثمان بن عفان t ضُرب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص فسقطا فوثبت فاطمة بنت شريك على مروان فأدخلته بيت القراطيس فأفلت، وكانوا يحفظون إبراهيم بن عربي ويكرمونه.(13)
وكان من خبر مروان يوم الدار ما جاء عند الطبري عن أبي حفصة اليماني [هكذا! وصحتها اليمامي] قال: وقاتل مروان حتى سقط فاحتملته فأدخلته بيت العجوز وأغلقت عليه وخرج مروان بالسيف يتمثل بهذا الشعر:
قد علمت ذات القرون الميلِ
والكف والأنامل الطفول
أني أَروعُ أوَّلَ الرعيلِ
بغارة مثل قطا الشليل
فقال عثمان لمروان: اجلس فلا تخرج، فعاد مروان فقال: والله لا تُقتل ولا يخُلص إليك وأنا أسمع الصوت، ثمَّ خرج إلى الناس وصاح: من يبارز! فوثب إليه ابن النباع فضربه ضربة على رقبته من خلفه فأثبته حتى سقط فما ينبض منه عرق فأدخلته بيت فاطمة ابنة أوس جدة إبراهيم بن العدي (هكذا ولعلَّ صحتها ابن عربي) قال: فكان عبد الملك وبنو أمية يعرفون ذلك لآل العدي [هكذا]… وفي رواية أخرى عن أبي بكر بن الحارث بن هشام قال: فخرج مروان فقال: من يبارز؟ فقال عبد الرحمن بن عديس لفلان بن عروة: قم إلى هذا الرجل، فقام إليه غلام شاب طوال فأخذ رفرف الدرع فغرزه في منطقته فأعور عن ساقه فأهوى له مروان وضربه ابن عروة على عنقه فكأني أنظر إليه حين استدار وقام إليه عبيد بن رفاعة الزرقي ليدفف عليه، قال: فوثبتْ عليه فاطمة ابنة أوس جدة إبراهيم بن العدي [هكذا] قال: وكانت أرضعت مروان وأرضعت له، فقالت: إن كنتَ تريدُ قتلَ الرجل فقد قُتل وإن كنت تريد أن تلعبَ بلحمه فهذا قبيح! فكف عنه، فمازالوا يشكرونها فاستعملوا ابنها إبراهيم بعد.
(11) خليفة بن خياط: تاريخ خليفة بن خياط، ص 298
(12) ابن الكلبي: جمهرة النسب، ص 19
(13) ابن حجر: الإصابة، ص 584
وفي رواية أخرى: وبادر مروان يومئذ ونادى رجلاً فبرز له رجل من بني ليث يدعى النباع فاختلفا فضربه مروان أسفل رجليه وضربه الآخر على أصل العنق فقلبه فانكب مروان واستلقى فاجتر هذا أصحابه واجتر الآخر أصحابه.(14)
وفي هذه الروايات أنَّ جدة إبراهيم بن عربي هي فاطمة بنت أوس وأنها أرضعت مروان، وذكر الجاسر نقلاً عن البلاذري أنَّ أم إبراهيم بن عربي هي التي تولت تربية مروان.(15)
وذكر الجاسر نقلاً عن صاحب “الأغاني”: أنَّ يحيى ابن أبي حفصة، وهو مولى من موالي بني أمية تزوج بنت زياد بن هوذة بن شماس من بني أنف الناقة من تميم فاستعدى عماها عبد الملك بن مروان وقالا: أينكح إبراهيم بن عربي وهو من كنانة منك وإليك بنتنا وينكح هذا العبد ابن أبي حفصة هذه؟ فقال عبد الملك: بل العبد ابن العبد – والله – إبراهيم بن عربي وكان مغمور النسب في الإسلام وأن هذا لأشرف منه، وإن لأبيه من البلا في الإسلام ما ليس لأبيها ولا لأبيكما.
وكان إبراهيم بن عربي قد تزوج ابنه طلبة بن قيس بن عاصم المنقري.
ويحيى بن أبي حفصة هو يحيى بن مروان بن سليمان بن أبي حفصة ويكنى أبا الجنوب، وقد قال فيه عصام بن عبيد الزماني لما تزوج يحيى من بنت زياد بن هوذة بن شماس.
أرى (حجراً) تغير واقشعرا
وبدل بعد حلو العيش مراً
وبدل بعد ساكنه الموالي
كفى (حجراً) بذاك اليوم شراً
فأجابه يحيى:
ألا من مبلغ عني (عصاما)
بأني سوف أنقض ما أمرَّا
وهو: عصام بن عبيد من بني زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وقد ذكر المرزباني أن يحيى تزوج بنت طلبة بن قيس بن عاصم المنقري ولعلَّ الصحيح ما أثبتنا، أما بنت طلبة فقد تزوجها إبراهيم بن عربي كما في القصة السابقة.
(14) ابن جرير: تاريخ الطبري
(15) حمد الجاسر: ابن عربي، ص124
(16) المصدر السابق: ص127
وكان إبراهيم أسودَ، لذلك سمي الملك الأسود، وقد أقذع البعيث في هجائه حيث يقول:
ترى منبر العبد اللئيم إذا بدا
ثلاثة غربات عليه وقوع
يعني سواد يديه ووجهه في بياض ثيابه، فكان إبراهيم بعد ذلك إذا صعد المنبر تذامر به الناس وإذا رأى غراباً قال: لعنة الله على البعيث.(17)
وبخلاف هذا فقد مدحه الفرزدق بقوله:
متى تلقَ إبراهيم تعرف فضوله
بنور على خديه أنجح سائله
نصعد كفاه على كل غاية
من المجد لا تندي الصديق غوائله
بل الجود والأفضال منه عليهم
كغيث ربيع كدر الغيث وابله (18)
وكان إبراهيم بن عربي شديداً قوياً في حكمه يتشبّه بالحجاج وبنى في اليمامة سجن(دوار) (19) وقد سار بعض عماله وجباته وعرفائه على هذه السياسة فأخذوا الناس بالشدة والجور.
أما مدة ولايته فهو من أطول الولاة ويظهر أنه تكرَّر توليه على اليمامة أكثر من مرة؛ فقد أشرنا إلى رواية ابن حجر أن تولى لمروان، ورجحنا أنه ثبت صحة الرواية فتكون ولاية ابن عربي أيام مروان في ولايته على المدينة لمعاوية لا في خلافته، وقد ولاه عبد الملك على اليمامة بعد أن استقام الأمر له وذلك سنة 73هـ.
(17) البعيث: البعيث الحنفي، وعند الآمدي: البعيث بن حريث من بني الدول بن حنيفة، قال عنه الآمدي: شاعر محسن. وهو غير البعيث المجاشعي صاحب جرير، وعدّ الآمدي البعيث التغلبي.
(18) الفرزدق: ديوان الفرزدق،ج2 ص 147
(19)سجن شهير ورد ذكره في شعر معاصريه ممن حبسوا بين جدرانه أو عذبوا في حجراته.
في عهد الوليد بن عبد الملك
وبعد ولاية يزيد بن أبي هبيرة واستمر طوال خلافة عبد الملك، ثم ابنه الوليد ثم عزل في عهد سليمان، واستمر عزله إلى نهاية حكم عمر بن عبد العزيز وأول حكم يزيد بن عبد الملك، ثم تولى بعد ذلك إلى أيام هشام كما سيأتي
وفي “معجم البلدان”: قال ابن السلماني: وكان إبراهيم بن عربي والي اليمامة قد قَبض عليه وحُمل إلى المدينة مأسوراً، فلما مرَّ بسلع قال:
لعمرك إني يوم سَلْع للائمٌ
لنفسي ولكن من يردّ التلوّمُ
أأمكنتُ من نفسي عدُوي ضلةً
ألَهْفًا على ما فاتَ لو كنتُ أعلم
لو أن صُدور الأمر يبدون للفتى
كأعْقابه لم تُلفه يتندم
لعمري لقد كانت فجاجٌ عريضة
وليل سُخاميُّ الجناحين مظلم
إذ الأرض لم تجهل علي فروجُها
وإذ لي من دار المذلة مَرْغَمُ (20)
وذكر حمد الجاسر: أنَّ اسم الشاعر ورد في كثير من المصادر مصحفاً وصحته (ابن البَيْلماني) وهو: عبدالرحمن بن أبي زيد البيلماني –من الأبناء – وصفه الهمداني بأنه أشعر شعراء اليمن في عصره وكان ينزل نجران، وأورد الجاسر ستة أبيات منها اثنان لم يردا في نص ياقوت والبيتين هما:
فلو شئت إذ بالأمر يُسر لقلصت
برحلي فتلاء الذراعين عيهم
إذا ما انتخت ما بين (لحج) و(برثم)
وأين لإبراهيم (لحْجٍ) و(برثم) (12)
وفي “معجم البدان”: العقير باليمامة نخل لبني ذُهل بن الدئل بن حنيفة، وبها قبر الشيخ إبراهيم بن عربي الذي كان والي اليمامة أيام بني أمية. (22)
قال الباحث: وقد يستدل من هذا أنه بقي والياً إلى أن توفي، أو لعله بقي هناك حتى بعد عزله.
20) ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج3، ص 268، لحج وبرثم: مواضع باليمن، يعني أنه لجأ إليها وأبعد عن سلطة إبراهيم.
(21) حمد الجاسر: ابن عربي ص 171
(22)ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج4،ص 156
في عهد سليمان بن عبد الملك ( 96- 99ه )
تولى سفيان بن عمرو العقيلي، وفي عهد سفيان خرج مسعود بن أبي زينب مولى عبد القيس، وكان رأس الزينبية الخوراج فقتلته بنو حنيفة وكانت أخته زينب معه فقتلت؛ فقال الفرزدق:
لعمري لقد سلتْ حنيفةُ سلةً
سيوفاً أبتْ يوم الوغى أن تُعيرا
سيوفاً بها كانت حنيفة تبتني
مكارمَ أيامٍ تُشيبُ الحَزَوَّرا
بهن لقوا بالعرضِ أصحابَ خالدٍ
ولو كان غير الحق لاقوا لأُنكرا
أرين الحَرُوريين يوم لقيتهم
ببرقان يوماً يقلب الجون أشقرا
فأبدتْ ببرقان السيوف وبالقنا
من النصح للإسلام ما كان مضمرا
جعلن لمسعود وزينب أُختِه
رداءً وجلباباً من الموت أحمرا (23)
وقال الفرزدق يمدح سفيان بن عمرو العقيلي:
ستبلغ مدحة غراء عني
ببطن العرض سفيان بن عمرو
كريم هوازن وأمير قومي
وسبقاً بالمكارم كل مُجر
فلست بواجد قوماً إذا ما
أجادوا للوفاء كأهل حجر (24)
في عهد عمر بن عبد العزيز ( 99- 101 هـ)
وفي عهد عمر بن عبد العزيز تولى زرارة بن عبد الرحمن. وذكر ابن خميس أنه في عهد عمر بن عبد العزيز تولى اليمامة نوح بن هبيرة، وأن زرارة بن عبد الرحمن تولى في عهد يزيد بن عبد الملك (25).
وتولى عمرو بن عبد الله الأنصاري وهو محدث تابعي.
(23) الفرزدق: ديوان الفرزدق،ج1 ص 251
(24) المصدر السابق: ج 1 ص 382
(25) ابن خميس: معجم اليمامة ج1
في عهد يزيد بن عبد الملك ( 101- 105هـ)
وفي عهد يزيد بن عبد الملك رد يزيد إبراهيم بن عربي إلى ولاية اليمامة، وقد ذكر الجاسر أنَّ خليفة خياط لم يذكر اسم ابن عربي في الولاة في عهد يزيد بين سنتي (101- 105هـ) ويشير إلى أنَّ ولاية إبراهيم بن عربي في عهد يزيد بن عبد الملك شملت البحرين، ولكن مؤرخين آخرين نصّوا أنَّ ولايته امتدت إلى عهد هشام، وأنَّ هشام كتب إليه ليبعث له من خيل باهلة فرساً مشهورة من نسل (الحرون) وأنه قد وفد على هشام بناس من أهل اليمامة. (26)
في عهد هشام بن عبد الملك (105-125هـ)
تولى المهاجر بن عبد الله وهو من بني أبي بكر عبيد بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويلقب المهاجر بـ(أبي خضاف).
وقد تولى إمارة اليمامة والبحرين حتى وفاته وهو والٍ مشهور تدلُّ سيرته على أنه كان على جانب كبير من الحلم والعدل، وحب الأدب فأخباره الأدبية متوافرة في كتب الأدب وأطباق الشعراء على مدحه ووصفه بالعدل والخيرية.
وهذه قصة طريفة تدل على نباهة الرجل وعدله جاء في البيان والتبيين:
خاصم أبو الحويرث السحيمي حمزة بن بيض إلى المهاجرين عبد الله في طوي له فقال أبو الحويرث:
غمَّضتُ في حاجة كانت تؤرقني
لولا الذي قلت فيها قلَّ تغميضي
قال: وما قلت لك فيها؟ قال:
حلفت بالله لي أن سوف تُنصفني
فساغ في الحلق ريقي بعد تجريض
قال: وأنا أحلف بالله لأنصفنك. قال:
سل هؤلاء إلى ماذا شهادتهم
أم كيف أنت وأصحابُ المعاريض
قال: أوجعهم ضرباً. قال:
فاسأل سحيماً إذا وافاك جمعهم
هل كان بالبئر حوض قبل تحويضي
(26)الجاسر: ابن عربي
فتقدت الشهود فشهدت لأبي الحويرث، فالتفت إلى ابن بيض فقال:
أنت ابن بيض لعمري لست أنكره
حقاً يقيناً ولكن من أبو بيض؟
إن كنت أنبضت لي سهماً لترميني
فقد رميتك رمياً غير تنبيض
أو كنت خضخضت لي وطباً لتسقيني
فقد سقيتك محضاً غير ممخوض
إن المُهاجر عدل في حكومته
والعدل يعدل عندي كل عريض (27)
كما يصفه جرير بالعدل والحزم فيقول:
لقد بعث المهاجر أهل عدل
بعهد تطمئن به القلوبُ
تنجبك الخليفة غير شك
فساس الأمر مُنتجب نجيب
ينكل بالمهاجر كل عاص
ويُدعى في هواك فيستجيب
فحكمك يا مهاجر حكم عدل
ولو كره المنافق والمريب (28)
كما يصفه بالكرم ويمدح قومه:
إن المهاجر حين يبسط كفه
سبط البنان طويل عظم الساعد
قرم أعز إذا الجدود تواضعت
سامي من (البزرى) بجد صاعد (29)
والبزرى: هم بنو بكر بن كلاب، قوم المهاجر ـ سموا كذلك لكثرتهم وعزتهم،
كما مدحه الفرزدق:
إليك ابن عبد الله أسنفت ناقتي
وقد أقلق النسعين للبطن ضامره
إلى قوله:
أبادر كفيك اللتين نداهما
على من بنجد أو تهامة ماطره
دعي الناس وأتي بي المهاجرَ إنه
أراه الذي تعطي المقاليدَ عامرُه
(27) الجاحظ: البيان والتبيين، ج 2، ص275
(28) جرير: ديوان جرير، ص 55
(29) المصدر السابق: ص 125
ثم يقول:
بحق امرئ لا يبلغ الناس قبصه
بنو البزرى من قيس عيلان ناصره
رأيت هشاماً سد أبواب فتنة
براع كفى من خوفه ما يحاذره
بمنتجب من قيس عيلان صعدت
يديه إلى ذات البروج أكابره (30)
ومدحه ذو الرمة بقوله:
وجدنا أبا بكر به تُقرع العلا
إذا قارعت قوماً على المجد عامر
مساميح أبطالاً كراماً أعزة
إذا شل من برد الشتاء الخناصر
أشد امرئ قبضاً على أهل ريبة
وخير ولاة المسلمين المهاجر
تعاقب من لا ينفع العفو عنده
وتعفو عن الهافي وقبضك قادر (31)
وكان لجرير عند المهاجر مكانة حتى قيل إنَّ له كل يوم أربع شفاعات ليس فيهم حد ولا دم، وبني المهاجر داراً حذاء منزله لجرير وكان يرسل إليه ثلاثين رجلاً من أهل الشام يقصدون باب جرير حتى يخرج فإذا خرج مشوا معه إلى المهاجر – إشفاقاً عليه من ربيعة – وذلك أنَّ جريراً كان يهجو بني حنيفة هجاءً مقذعاً وفيه قوله:
أصحاب نخل وحيطان مزرَّعة
سيوفهم خشب فيها مساحيها
ذلَّت وأعطت يداً للسلم صاغرة
من بعد ما كاد سيف الله يغنيها
صارت حنيفة أثلاثاً فثلثهم
أضحوا عبيداً وثلث من مواليها
وقال أيضاً:
أبني حنيفة نهنهوا سفهاءكم
إني أخاف عليكم أن أغضبا
أبني حنيفة إنني إن أهبكم
أدع اليمامة لا تواري أرنبا
وفي رواية الديوان (أحكموا سفهاءكم)، إنني إن (أهجكم) (32) وقد تقدم ذكر البيتين.
(30) الفرزدق: ديوان الفرزدق،ج 1ص 352
(31) ذو الرمة: ديوان ذي الرمة ص 529
(32) جرير: ديوان جرير، ص483
(33) المصدر السابق، ص 63
ولما مات جرير صلى عليه المهاجر وحدره في قبره، وقد أوصى إليه جرير.
وفي “الأغاني” أنَّ الفرزدق نعى إلى المهاجر بن عبد الله وعنده جرير، فقال:
مات الفرزدق بعدما جدعته
ليت الفرزدق كان عاش قليلاً
فقال له المهاجر: بئس لعمر الله ما قلت في ابن عمك، أتهجو ميتاً؟! أما والله لو رثيته لكنت أكرم العرب وأشعرها. فقال جرير: إن رأى الأمير أن يكتمها علي فإنها سوأة، ثم قال من وقته:
فلا وضعت بعد الفرزدق حامل
ولا ذات بعل من نفاس تعلت
هو الوافد الميمون والراتق الثآي
إذا النعل يوماً بالعشيرة زلت (34)
وفي الديوان: هو الوافد المجبور والحامل الذي
والثأي: الفساد، يقال رتق الثأي، في إصلاح الخلل العظيم، وذكر ابن سلّام أنَّ المهاجر قال له: لبئس ما قلت تهجو ابن عمك بعدما مات لو رثيته كان أحسن بك! قال: والله إني لأعلم أنَّ بقائي بعده لقليل وإن كان نجمي موافقاً لنجمه فلأرثينه، قال: بعد ما قيل لك! لو كنت بكيته ما نسيتك العرب.
ووفد أبو نخيلة الراجز على المهاجر وكان أبا نخيلة أشبه خلق الله به وجهاً وجسماً وقامة لا يكاد الناظر إلى أحدهما أن يفرق بينه وبين الآخر فدخل عليه فأنشده وأورد رجزاً مدح به المهاجر فأمر له بناقة فتركها ومضى مغضباً وقال يهجوه:
إذا الكلابي اللئيم الأثرما
أعطى على المدحة ناباً عرزما
ما جبر العظم ولكن تمما
فبلغ ذلك المهاجر فبعث فترضاه وقام في أمره بما يحب ووصله، فقال أبو نخيلة: هذه صلة المديح فأين صلة الشبه؟ فإنَّ التشابه في الناس نسب، فوصله حتى أرضاه، فلم يزل يمدحه بعد ذلك حتى مات ورثاه بعد وفاته فقال:
خليلي ما لي باليمامة مقعدٌ
ولا قــرة للعين بعد (المهاجر) (35)
وللمهاجر قصص كثيرة مبسوطة في كتب الأدب، لا يتسع المجال لإيرادها.
(34) أبو الفرج: الأغاني ج 21 ص 271
(35)ديوان الفرزدق: ج 2، ص 32
الخاتمة
تُعدُّ فترة صدر الإسلام وفترة الدولة الأموية من الفترات المهمة والمؤثرة في تاريخ العالم الإسلامي؛ فهي الفترة التي شهدت بداية ظهور دولة إسلامية، ونهوض حضارة عربية، اكتمل نضج حضارتها في عهد الدولة العباسية، وقد شهدت الفترة الزمنية مدار البحث ظهور التنظيمات الإدارية، ومن ذلك تقسيم الولايات وتعيين الولاة والأمراء فيها، ورأينا كيف كان أثر الوالي في ولايته؛ فهو في الغالب صاحب صلاحيات واسعة، وقد يكون مطلق اليد في ولايته، فقد كان والي اليمامة إبراهيم بن عربي مثلاً صاحب نفوذ واسع وقسوة في الحكم وقد طالت ولايته، وبينما كان المهاجر بن عبدالله شخصية حظيت باحترام الجميع وتقديرهم، ونجد كذلك من الولاة من كانت ولايته قصيرة، أو تأثيره ضعيف بحكم أنه كان عاملاً يتبع والياً أكبر منه، ولاحظنا أنه في بعض الفترات التي حصلت فيها فتن ومنازعات أو فترات الاضطرابات يختفي الحديث عن الولاة كجزء من الوضع السياسي المضطرب، وهذا يفسّر عدم ذكر أسماء بعض الخلفاء أو عدم ذكر اسم الوالي أو التفصيل في أخبارهم.
أما الولاية نفسها فرغم ملامحها الإقليمية الثابتة إلا أنَّ وضعها الإداري التنظيمي كان متغيراً إلى حد ما؛ فهي بشكل عام ولاية مستقلة إلا أنها قد تضمُّ مع ولايات أخرى كتقسيم يعتمد في الغالب على شخصية الوالي الذي قد تُضم له الولايات العديدة لحظوته أو الثقة به وكفاءته.
وقد خبا بريق هذه الولاية المهمة وانحسرت عنها أضواء المؤرخين والكتّاب تبعاً للتغيرات السياسية، مما جعلها تدخل في فترة مجهولة طال أمدها.
وأنتهز الفرصة لأدعو الباحثين والمهتمين بالبحث في تاريخ هذه المنطقة، وإظهار ما يتعلَّق بها من أخبار طالما لفها النسيان وقلة الاهتمام، أو كان التركيز منصباً على جانب دون البقية؛ فالملاحظ أنَّ كثيراً من الدراسات ركَّزت على حروب الردة وأخبارها، وكأن تاريخ المنطقة قد توقَّف عند هذه الجزئية.
وقد جهدت وسعي أن أجمع أخبار الولاة الذين أسعفتنا المصادر بأسمائهم وأخبارهم، وما هو إلا جهد المقل، وأتمنى أن أكون قد وُفِّقْتُ في جمع هذه المادة وتقييد ما هو مفيد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع
- الأصفهاني، الحسن بن عبدالله: بلاد العرب، تحقيق حمد الجاسر وصالح العلي (الرياض، دار اليمامة).
- البكري، أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تحقيق مصطفى السقا، (القاهرة، مكتبة الخانجي، الطبعة الثانية، 1417هـ).
- الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر: البيان والتبيين، (بيروت، دار الهلال 1412هـ).
- الجاسر، حمد بن محمد: مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ (الرياض، دارة الملك عبدالعزيز، 1422هـ)
- الجاسر، حمد بن محمد: ابن عربي موطد الحكم الأموي في نجد (الرياض، 1414هـ).
- ابن جنيدل، سعد بن عبدالله: المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية -عالية نجد-، (الرياض، دار اليمامة، 1399هـ).
- ابن حجر، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة ( بيروت، بيت الأفكار، 2004م).
- الحموي، ياقوت: معجم البلدان، تحقيق فريد عبدالعزيز الجندي (بيروت، دار الكتب العلمية).
- ابن حنبل، الإمام أحمد بن حنبل: مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: عبدالقادر أحمد عطا، ومحمد أحمد عاشور (القاهرة، كتاب الاعتصام).
- ابن حوقل، أبي القاسم بن حوقل النصيبي: كتاب صورة الأرض، (القاهرة، شركة نوابغ الفكر، 1430هـ).
- الخطفى، جرير بن عطية: ديوان جرير، شرح عمر فاروق الطباع (بيروت، دار الأرقم بن أبي الأرقم 1417هـ).
- ابن خلدون، ولي الدين عبدالرحمن بن محمد: العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر – تاريخ ابن خلدون- (بيت الأفكار الدولية).
- ابن خميس، عبدالله بن محمد: تاريخ اليمامة مغاني الديار ومالها من أخبار وآثار (الرياض، مطابع الفرزدق).
- ابن خميس، عبدالله بن محمد: المجاز بين اليمامة والحجاز، (جدة، تهامة، الطبعة الثالثة، 1402هـ).
- ابن خميس، عبدالله بن محمد: المعجم الجغرافي للملكة العربية السعودية – معجم اليمامة- (الرياض، مطابع الفرزدق، الطبعة الثانية، 1402هـ).
- ابن خياط، خليفة: تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق أكرم ضياء العمري، (الرياض، دار طيبة 1405هـ).
- الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان: سير أعلام النبلاء، الجزء الثالث، تحقيق شعيب الأرنؤوط (بيروت، مؤسسة الرسالة، 1412هـ).
- الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر: مختار الصحاح (بيروت، مكتبة لبنان 1985م).
- الطائي، أبو تمام حبيب بن أوس: الحماسة، تحقيق أحمد حسن بسج (بيروت، دار الكتب العلمية 1418هـ).
- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك –تاريخ الطبري- (بيت الأفكار الدولية).
ضيف، شوقي: تاريخ الأدب العربي (القاهرة، دار المعارف).
- الفرزدق، همام بن غالب: ديوان الفرزدق، شرح مجيد طراد (بيروت، دار الكتاب العربي،1414هـ).
- القزويني، زكرياء بن محمد بن محمود: آثار البلاد وأخبار العباد (بيروت، دار صادر).
- ابن كثير، أبو الفداء الحافظ ابن كثير: كتاب البداية والنهاية (بيروت، دار الفكر).
- الكلبي، هشام بن محمد بن السائب: جمهرة النسب، تحقيق ناجي حسن (بيروت، عالم الكتب، 1407هـ).
- المرزباني، أبو عبيدالله محمد بن عمران بن موسى: معجم الشعراء، تحقيق فاروق اسليم، (بيروت، دار صادر 1425هـ).
- ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم: لسان العرب (بيروت، دار صادر،ط3، 1414هـ).
- النسائي، الإمام الحافظ أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان: سنن النسائي الصغرى (الرياض، دار السلام، 1421هـ).
- الهجري، أبو علي هارون بن زكريا: التعليقات والنوادر عن أبي علي هارون بن زكريا الهجري، بقلم حمد الجاسر.
- الهلالي، حميد بن ثور: ديوان حميد بن ثور الهلالي، تحقيق عبدالعزيز الميمنى (القاهرة، دار الكتب المصرية، 1995م).
- الهمداني، أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب: كتاب الإكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير، تحقيق محمد بن علي بن حسين الأكوع. (صنعاء، مكتبة الإرشاد 142هـ).
- الهمداني، الحسن بن أحمد بن يعقوب: صفة جزيرة العرب، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي (صنعاء، مكتبة الإرشاد1410هـ).
- الموقع الإلكتروني لمكتبة المصطفى-al-mostafa.com