البدواوي يستعرض النشوء والجغرافيا والتطور في حتا عبر التاريخ

مجالس

 8,158 عدد المشاهدات

مركز جمال بن حويرب للدراسات   – دبي

في أمسية تراثية متميزة نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء أول من أمس، استضاف فيها المهندس أحمد بن ماجد البدواوي الأمين العام المساعد للأمانة العامة لمجلس الوزراء ، متحدثاً عن منطقة حتا عبر التاريخ بحضور لفيف من المهتمين والإعلاميين والأكاديميين ، طالب في ختامها الباحث والمؤرخ جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ببناء متحف في حتا لحفظ مقتنياتها وأوابدها المكتشفة ، كونها تمثل إرثاً تاريخياً ثميناً، يؤرخ للحضارات التي شهدتها المنطقة ، والأقوام الذين سكنوا المنطقة أو مروا بها.

ارتباط متجذر

 بداية تحدث المهندس أحمد البدواوي عن دولة الإمارات وتاريخها قائلاً: إن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ضارب في القدم، ويعود إلى عصور ما قبل التاريخ ، والمتأمل لهذا التاريخ يقرأ مدى حب الإماراتيين لبلدهم ، وارتباطهم بأرضهم ووطنهم متجذر في النفوس كابراً عن كابر.

واستطرد، صحيح أن الحديث عن حتا يقود إلى الحديث عن التاريخ والجغرافيا، فقرية حتا من أشهر القرى الجبلية في الإمارات لموقها الفريد بين الجبال ولخصوبة أراضيها.

وحتا ذات موقع جغرافي مميز، تحيط بها جبال شاهقة من جميع الاتجاهات، وتتخللها أودية من أشهرها وادي الحتاوي، وادي المجرة، وادي جيما، ووادي حتا، وسبق ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي، واليوم توجد في المنطقة سدود لحفظ مياه الامطار وأشهرها سد حتا.

 وتعتبر حتا موقعاً استراتيجياً مهماً، كونها منطقة حدودية ومعبرا للقوافل في القديم، وإحدى الطرق التجارية، وموقعها الجغرافي بمعالمه الجبلية والسهلية، منحها مكانة زراعية كبيرة.

والأسر في حتا أسر عريقة متمسكة بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، التي تأصلت في تربيتها لأبنائها ونشأتهم معتزين بعروبتهم، ويسعى الانسان في المنطقة لإثبات ذاته بالعلم أولا والتمسك بالعادات والتقاليد المتجذرة في مجتمعة.

أحمد بن ماجد البدواوي خلال الندوة

وسكانها من البدوات والذين عرفوا بالبدواوي وتتفرع إلى أكثر من عشرين قبيلة هم : الموايد، الصوالح، الولاي، السواعد، المطاوعة، وأولاد علي بن سيف، الهواشم، وأولاد بن غريب الصبيحات، الرعيتات، العميرات، الرواشد، الشراعنه، الشماسات، السويفات، الخوالد، العيالين، الحوامد، والشحيميين.

معالم بارزة

ومن معالم المنطقة الأبراج التي سميت بأسماء لأفراد أو لمواقع، مثل برج حتا الجنوبي، وبرج حتا الشمالي، وهما من أشهر الأبراج في المنطقة، وما زالت قائمة حتى اليوم، ومن الحصون هناك حصنان رئيسيان، هما حصن الجبل، وحصن الحاره، والاخير هو الأقدم، أما حصن الجبل فقد بناه محمد بن احمد بن خلفان المايدي البدواوي، وتسمى الأفلاج في المنطقة بالأفلاج الداوودية ربما نسبة إلى النبي داوود عليه السلام.

وعددها تقريبا سبعة أفلاج هي عبارة عن قنوات مائية ضخمة تحت الأرض، بنيت لغرض تنظيم اتجاه سير الأفلاج الفرعية وهي مازالت موجودة الى الان، ومن المساجد القديمة التي اشتهرت بها منطقة حتا، ثلاثة هي مسجد الحيل، ومسجد الولاي ومسجد الشريعة وهو أشهرها والذي يعود تاريخ بنائه لأكثر من 200 عام.

آل مكتوم وحتا الحديثة

أكد المحاضر أن أسرة آل مكتوم الكريمة لعبت دورا عظيما في المنطقة، حيث تم بناء حتا الجديدة على يد المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي كان على علاقة ودية مع كافة ابناء المنطقة، وكان يزورهم بشكل متواصل، كما بنى المساكن لأهالي المنطقة، وحفر الآبار، وأوصل لهم التيار الكهربائي، ورصف الشوارع، وبناء المستشفى، وبنى له قصرا في المنطقة مازال قائما حتى اليوم ويعد معلما حضاريا للمنطقة.

وتابع خطواته المغفور له الشيخ مكتوم، واستمرت عملية التطوير للمنطقة، وصولا إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي جعل من حتا منطقة متطورة، فيها العديد من المؤسسات الحكومية والخدمية ، وجعل منها وجهة سياحية مهمة بعد أن أمر ببناء سد حتا الكبير.

وتشهد المنطقة تطورا جديدا يوما بعد يوم، ويواكب تطويرها جنبا الى جنب أسوة بما يحدث في دبي المدينة المتميزة عالميا في جميع نواحيها.

إضاءات

أوجز البدواوي أهم نقاط المحاضرة بقوله:

*يقع وادي حتا ضمن سلسلة جبال حجر الغربية التي شكلت تضاريس المنطقة.

*أهم قرى الوادي القديمة هي:

“حتا ” الحجرين ، مصفوت ، ” سهيلة ” فلج بني قفيِر

* تم اكتشاف مقبرة أثرية في محيط جبل اليمح في حتا تضم أكثر من 80 مقبرة يعود تاريخها إلى العصور البرونزية والحديدية ، وتشير إلى أن عمرها يتجاوز 3000 عام ، لتكون بذلك أقدم منطقة استوطنها البشر في حدود إمارة دبي.

* تتميز المناطق الداخلية للإمارات بتمايز الانتشار القبلي فيها، والذي ساهم في رسم خارطة الإمارات السبع.

* اكتشفت مقبرة أثرية في محيط جبل اليمح في حتا تضم نحو 80 مقبرة يعود تاريخها إلى العصور البرونزية والحديدية، ، أي إلى نحو 3000 عام ، لتكون أقدم منطقة استوطنها البشر في حدود إمارة دبي .

*تتميز المناطق الداخلية للإمارات بتمايز الانتشار القبلي فيها، والذي ساهم في رسم خارطة الإمارات السبع.

*تسكن قبيلة البدوات منطقة حتا وما جاورها منذ أكثر من 350 عاماً، وتتفرع إلى أكثر من 20 عشيرة .

*قدر الباحث لوريمير في كتابه ” دليل الخليج” وجود 100 منزل للبدوات في الحجرين و50 منزلاً لهم في مصفوت و8 منازل في فلج بن قفيَر.

*تشتهر حتا بأفلاجها الداوودية القديمة وأشهرها فلج الشريعة.