1,430 عدد المشاهدات
الكاتب : خليل البري
قلنا في العدد الماضي: إنَّ الحديث عن إمارة الفجيرة يتميز بالحلاوة، فقد حباها الله من الجمال ما يؤهلها لأن تكون عروس بحر العرب إذا ما وجدت الاهتمام الكافي.
إنَّ الصحارى الشاسعة والكثبان الرملية تكاد تنعدم في هذا الجزء من الوطن؛ فأينما ذهبت، وحيثما حللت تشاهد الجبال الشامخة والسهول الخضراء الواسعة، والشواطئ الجميلة، والأشجار المثمرة وغير المثمرة، ونستطيع القول إنَّ المنطقة زراعية وسياحية بامتياز.
زراعية لكثرة بساتينها وأشجار الفاكهة المتنوعة، ولوجود زراعات الخضار بشكل كبير، ولخصوبة أراضيها أعطت بعض مزارعها إنتاجاً بعد 45 يوماً من زراعتها.
إلا أنَّ تلك الزراعات ما زالت بدائية ووفق الأسلوب القديم. ويحدثنا السيد علي راشد البدوي مدير مكتب وزارة الزراعة في الفجيرة عن هذه القضية المهمة في الإمارة قائلاً: حتى الآن لا يوجد خطة واضحة ومدروسة للنهوض بالزراعة، وهذا يعود لإهمال هذا الجانب المهم من حياتنا واعتمادنا على البترول، فماذا نفعل إذا نضب النفط؟ لماذا لا نسارع منذ اليوم لجعل الزراعة مصدراً أساسياً للدخل القومي يأتي بعد النفط مباشرة. طالما أنَّ جميع الشروط الأساسية اللازمة للزراعة متوافرة؛ الأرض الخصبة، المياه العذبة، الأيدي العاملة، والنقود كذلك.
مياه عذبة
وفي هذا المجال، أكد السيد عبد الله سلطان السلامي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، الذي اصطحبني في جولة طويلة في عدة مناطق زراعية من الإمارة، أنَّ أجدادنا كانوا يأكلون القمح من سهول الإمارة، إذ كانوا يزرعونه بكثرة ويطحنونه بواسطة الرحى، كما شربت ماءً عذباً من حفرة بالرمال لا تبعد أكثر من عشرين متراً عن مياه البحر، ظننت معها أنني على شاطئ نهر الفرات، وليس على ساحل بحر العرب.
ويعود مدير مكتب وزارة الزراعة في الفجيرة ليحدثني عن الخدمات التي تقدمها الوزارة للمزارعين، ولكنها تتضاءل أمام الواقع الزراعي الذي يحتاج إلى انتشال؛ فعلى الرغم من أنَّ الوزارة تقدم خدمات زراعية وإرشادية وتسهيلات مصرفية ومالية للمزارعين، إلا أنَّ نقص الوعي وانتشار الأمراض الزراعية يكادان يلتهمان كلَّ تلك الإيجابيات.
ما الأسباب التي تقف عائقاً دون تحقيق خطة زراعية متكاملة؟
هناك سببان رئيسان هما:
1 – عدم منح وزارة الزراعة الصلاحيات الكافية للقيام بالمهام المنوطة بها.
2 – وجود دوائر زراعية محلية تعارض الوزارة في مهامها وتحدُّ من صلاحياتها في مناطقها.
حتى أنت يا هاتف!
خورفكان لا تبعد أكثر من 15 كيلومتراً عن الفجيرة، وإذا ما أردنا الاتصال بها فعلينا أن نطلب الشارقة عن طريق البدالة، ونطلب عن طريقها خورفكان، وبانتظار أن يأتيك الخط بإمكانك الذهاب إلى خورفكان والعودة منها ثلاث مرات!
الصحة تحتاج لعربة إسعاف
أجل الصحة في الفجيرة تحتاج لعربة إسعاف. وعندما سألت صاحب السمو الحاكم عن المستشفى الكبير الذي بني منذ عامين قال سموه: لقد مضى عام آخر على موته. ولهذا المستشفى قصة طريفة يحدثني عنها السيد أحمد محمد شاكر مدير مكتب الصحة قائلاً: لقد تسلَّمته وزارة الأشغال العامة من المقاول منذ قرابة عامين، وعندما طُلِبَ منّا تسلُّمه رفضنا ذلك لعدة أسباب منها:
1 – وجود الرشح في سقوف المستشفى، وخاصة في غرفة الأشعة والعنابر وسكن الممرضين، ما يعرضه ليكون بحيرة شتاء.
2 – الطرقات الداخلية غير صحيحة.
3 – عدم وجود عازل لحجرة الأشعة.
4 – سقوط السور الخارجي للمستشفى قبل أن يدخل حيز التشغيل.
5 – وجود شروخ عدة في البناء، وألوان مختلفة في الدهانات، ما يجعلها غير لائقة بمظهر المستشفى.
6 – التمديدات الداخلية للكهرباء غير كاملة.