4,194 عدد المشاهدات
دبي مركز جمال بن حويرب للدراسات:
طالب الباحث والأديب الكويتي صالح خالد المسباح ، والمؤرخ والباحث والأديب جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالحفاظ على الوثائق والنشرات والصحف القديمة من خلال نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ، قبل أن تندثر وتموت دون أن تستفيد منها الأجيال والباحثون والمهتمون .
جاء ذلك في أمسية ثقافية غاصت في أعماق مسيرة الصحافة الكويتية، منذ البدايات الأولى لنشأتها حتى اليوم ، نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات ، (عن بعد) مساء أول من أمس ، تحدث فيها المسباح عن ” نشأة وتاريخ الصحافة الكويتية ” ، قدمه خلالها الأديب والباحث المهندس رشاد بوخش ، رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة ، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين .
بدأ المسباح حديثه قائلاً:
تعد الصحافة بصورها كافة أحد أهم مصادر المعلومات التي يعتمد عليها المجتمع الكويتي ، فهي الأداة الناطقة باسم المجتمع الكويتي والمعبرة عن آرائه وطموحاته ، لذلك فإن دولة الكويت تولي الصحافة اهتماماً خاصاً منذ بدايات ظهورها في أوائل القرن الماضي ، حتى اليوم.
وأسهم في الحديث عن أوائل الإصدارات من المجلات والصحف، حيث صدرت أول مطبوعة شهرية باسم مجلة الكويت، للمرحوم الشيخ عبد العزيز الرشيد عام 1928م، في حين صدر أول قانون خاص بالمطبوعات ينظم العلاقة بين الصحافة والدولة عام 1956م.
ما قبل الاستقلال
قال المحاضر تعد هذه الفترة من أهم الفترات في تاريخ الصحافة الكويتية ، فخلال هذه الفترة تم اصدار أول صحيفة في الخليج العربي وهي (مجلة الكويت) ، ثم جاءت بعدها مجلة (كاظمة) تولى إصدارها كل من عبد الحميد الصانع وعبد الصمد تركي جعفر وأحمد زين السقاف، وتزامن صدور هذه المجلة مع افتتاح أول مطبعة تابعة لدائرة المعارف وتم اصدار هذه المجلة في عام 1948 واستمرت في الصدور حتى عام1949 ، أما عن مرحلة الخمسينات فقد شهدت ميلاد العديد من الصحف والمجلات الناشئة نذكر منها (اليقظة) وهي مجلة طلابية تم اصدارها في عام 1952م ومجلة (الرائد) شهرية ايضاً اهتمت بمعالجة الأوضاع الاجتماعية وتم اصدارها عن نادي المعلمين، في العام 1952م واستمرت حتى 1954م ، فضلاً عن (الإيمان) – شهرية، اهتمت بالشؤون السياسية والاجتماعية، أصدرها النادي الثقافي القومي في عام 1953م واستمرت حتى عام 1955م ، ومجلة (الإرشاد) أصدرتها جمعية الإرشاد الإسلامية في عام 1953م. وجريدة (الكويت اليوم) أسبوعية، وكانت هي الجريدة الرسمية للكويت، وتم اصدارها في عام 1954م ومازالت تصدر حتى الآن، ومجلة (الرائد الأسبوعي) وهي مجلة أسبوعية جامعة، تم أصدرها نادي المعلمين في العام 1954م وتوقفت في عام 1956م. ومجلة (العربي) وهي مجلة شهرية عامة تم اصدارها في عام 1958م ولا تزال تصدر حتى الان .
وتطرق المسباح إلى مجلة (الكويت والعراقي)، التي أصدرها كل من عبد العزيز الرشيد والصحافي والرحالة العراقي يونس بحري في العام 1931 ، وتوقفت عن الصدور العام 1932.
صحافة الاستقلال
قال المحاضر …كلنا نعرف أن دولة الكويت حصلت على استقلالها في العام 1961. وتزامن مع هذا التاريخ مع اصدار قانون المطبوعات في العام ذاته لتدعيم العمل الصحافي بالكويت، وتعد صحيفة (الرأي العام) التي تم اصدارها في 16 أبريل من العام 1961م هي البداية الحقيقية للصحافة اايومية في دولة الكويت ، وبالفعل شهد عام 1962م والأعوام التالية إلى اليوم اصدار عدد كبير من الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، ونستعرض منها عدد قليل وهي: مجلة (الاتحاد) وهي شهرية أصدرها الاتحاد الوطني في عام 1965م ومجلة (أسرتي) والتي تم اصدارها في عام 1965 والتي اهتمت بشؤون المرأة ومجلة (الاقتصاد الكويتي) وتم اصدارها في عام 1964م وجريدة (الأنباء) وهي يومية سياسية، تم اصدارها في عام 1976م ، بالإضافة الى (البلاغ) وتم اصدار العدد الأول منها في عام 1969م ومجلة (البيان) وهي مجلة شهرية أدبية فكرية. وجريدة (السياسة): وهي يومية سياسية، تم اصدارها في 3 يونيو من عام 1963م. وجريدة (الطليعة): وهي جريدة أسبوعية سياسية جامعة صدرت في عام 1962م. وجريدة (القبس): وهي جريدة يومية سياسية، وصدرت في عام 1972م. ومجلة (الوطن) وهي مجلة أسبوعية جامعة تم اصدارها في عام 1962م ثم يومية سنة 1974م. و(الوعي الإسلامي): صدرت العام 1965.
وتطرق المسباح إلى بعض الإصدارات من الصحف والمجلات المتخصصة مثل مجلة النفط التي تحولت لاحقاً إلى مجلة الكويتي، ثم المجتمع، الشعب، ثم الصحة المدرسية ، ثم الطب والمجتمع ، الموظف ، الاستقلال ، وغيرها .
مجلة الكويت
وأطنب المحاضر في الحديث عن مجلة «الكويت»، قائلاً أنها من الإصدارات الرائدة في مجال الثقافة والفكر والفن والاستطلاع، ويتضمن محتواها الصحافي الطويل أرشيفا مهما يوثق الكثير من مظاهر الحياة القديمة والحديثة في الكويت.
فهي المجلة التي أصدرها وترأس تحريرها الرائد التنويري عبد العزيز الرشيد والتي صدرت في 20 يونيو عام 1928، ورغم مرورها بالكثير من الصعوبات إلا أنها تمكنت من أن تصدر وتؤدي دورها المنشود على مختلف الأصعدة، وبالتالي أصبحت علامة بارزة في تاريخ الصحافة الأدبية والفنية على المستويات المحلية والخليجية والعربية .
وتبرز أهمية مجلة «الكويت» في أنها أول مجلة تصدر على المستويين المحلي والخليجي، والتي شهدت الكثير من الأحداث وعاصرت نهضة الكويت منذ بدايتها، وتعاقب على الكتابة فيها خيرة الكتاب من الكويت ومختلف الدول العربية، كما أنها أسهمت بصورة فاعلة – وما زالت تسهم- في التثقيف والتنوير باستمرار.
مجلة العربي
تحدث المسباح ، بإسهاب ، عن مجلة العربي التي صدر العدد الأول منها في الكويت في ديسمبر 1958 في عهد الأمير الراحل (الشيخ عبدالله السالم الصباح) رحمه الله، وقد كانت العربي خطوة جديدة في الصحافة الثقافية العربية لمثل ذلك النوع من المجلات، بعد أن اختفت مجلات كان لها وزنها الأدبي والعلمي مثل المقتطف والرسالة والثقافة والتي كانت تصدر في مصر.
توقفت مجلة العربي سنة 1990 بسبب الغزو العراقي لدولة الكويت ومن ثم عاودت الصدور مرة أخرى سنة 1991 بعد تحرير الكويت، ولاتزال المجلة تصدر بشكل شهري عن وزارة الإعلام الكويتية حتى يومنا هذا . ويقدر عدد النسخ التي تطبعها بـ 250 ألف نسخة. وتعاقب عليها عدد من رؤساء التحرير، هم:
1958 – 1975 د. أحمد زكي ـ مصر
1976 – 1982 أحمد بهاء الدين ـ مصر
1982 – 1999 د. محمد غانم الرميحي ـ الكويت
1999 – 2013 د. سليمان إبراهيم العسكري ـ الكويت
وتعود أهمية مجلة العربي إلى مساهمتها في معالجة إشكالات المجتمعات العربية الاقتصادي منها, والاجتماعي, والعلمي , وفي تعريف القارئ العربي بوطنه من خلال الاستطلاعات التي نقلتها للقارئ عن كل أجزاء الوطن العربي الشامل وحضارته, وماضيه, وتاريخه, وأصبحت بحق نافذة القارئ العربي على ثقافات وحضارات وجغرافية وطنه, مثلما هي نافذته على حضارات الشعوب الأخرى .
لقد غطت مجلة (العربي) عبر سنوات طويلة من انتظام الإصدار, موضوعات متنوعة وشاملة غطت الكثير من القضايا العربية والعالمية, والحضارات والفكر والتراث والإبداع والفنون والآداب والعلوم الطبيعية والتقنية, والبيت والأسرة, إضافة إلى عرضها لأحدث الكتب العالمية والعربية, إلى جانب ما قدمته من مسابقات ثقافية وفكرية .
بل إن إصدارها للعربي الصغير شهرياً مساهمة واعية منها في بناء وعي الأجيال والبراعم الفتية, إضافة إلى إسهاماتها الفعالة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ونقل الحرف العربي وصورته وروحه إلى الشعوب والأمم الأخرى .
وأشاد المحاضر بالدور الرائد لمركز البحوث والدراسات الذي أعاد طباعة كثير من الصحف والمجلات، بعد أن جمع أعدادها ، ووضعها في مجلدات تخدم القارئ الكويتي والعربي ، وتلبي تطلعات الباحثين والمهتمين في الصحافة الكويتية ، أينما كانوا.
وأنهى المسباح محاضرته بحوارات شيقة شارك فيها جمال بن حويرب الذي أشاد بدور الصحافة الكويتية لما لها من دوررائد في ترسيخ قيم الثقافة والمعرفة لدى أبناء الخليج ، كما أشاد بدور مركز البحوث والوثائق الذي أسسه الدكتور عبدالله يوسف الغنيم في توثيق وتسجيل جميع أنواع الصحافة الكويتية . قائلاً …إن أهلنا في الكويت والسعودية فاقوا التوقعات في حفاظهم على وثائقهم ومخطوطاتهم القديمة ، وحبذا لو أقدم أهلنا في الإمارات على خطوات كهذه.