3,100 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
في أوائل التسعينات التقيت طبيباً ألمانياً جرّاحاً يُعدُّ من كبار الأطباء الألمان عندما كان جيل عظماء الطب لا يزالون في أعمالهم، وأذكر أنّي سألته: إنّي قدمت لهذا المستشفى عدة مرّات ولم أجدك؟ فقال: إنّي أسافر كثيراً إلى «أميركا»، فقلتُ له: وما هو سبب كثرة أسفارك إلى هناك؟ فقال لي باختصار: الطبُّ كله هناك!. عجبتُ من قوله وقلتُ: كيف يحكم بهذا الحكم وبلاده تعجُّ بالمستشفيات الحديثة وكبار الأطباء والأنظمة الحديثة؟!
فلما مرّت الأيام ورأيت هؤلاء الكبار يتقاعدون ويرحلون ويحُلُّ محلّهم من هو دونهم وبدأت المستشفيات تتحول من الطب إلى التجارة، علمتُ حنيئذٍ ما يعنيه ذلك الطبيب الكبير، فهو يعني أنّ النظام الأميركي في العلاج لا يشاكهه (يماثله) نظامٌ في العالم ولا حتى “ألمانيا” فهي سلسلة عظيمة من مراكز الأبحاث الطبية التي يجتمع فيها كبار العلماء وليست مستشفيات تجارية فقط كما نراه في كل مكان، ولهذا كان هذا الطبيب يحرص على حضور المؤتمرات وتبادل العلم مع الأطباء الأميركان، وحُقّ له ذلك.
البحث عن أفضل المستشفيات في العالم لم يعد أمراً صعباً بعد خروج جميع التقنيات الحديثة التي تستطيع من خلالها البحث بسهولة عن مقالات علماء الطب في العالم حول أهم المستشفيات وأفضلها وأكثرها نفعاً بل هناك دراسات محكّمة سنوية تصدرها مؤسسات علمية كبرى مع الإحصائيات والإفصاح عن أسباب تقديم هذا المستشفى وتأخير ذاك، ولا يتمُّ ذلك إلا بعد دراسة كاملة للمكان والأنظمة ومستوى الأطباء ورضا المراجعين، والغربيون كما تعلمون أيها الأعزاء لا يجاملون في هذه الدراسات وينشرونها لتستفيد منها الجهات المعنية ومراكز الأبحاث في الدول المتقدمة التي تتلقّف هذه التقارير بكل حرص ٍ للمقارنات ومساعدة المستشفيات في تحسين جودة خدماتها الطبية.
لا شك أنّ لكلّ جهةٍ من جهات التقييم معايير تختلف عن الأخرى ولكنّ الاختلاف لن يكون كثيراً، وكذلك لا تبالي أكثرها بالمقارنات العالمية بل تكتفي بإقليمها المحيط بها خاصة إذا كانت دولة عظيمة مثل “الولايات المتحدة الأميركية” التي تتميز بتقدّم الطب فيها لعقود عن الدول الأخرى مثل “ألمانيا” وغيرها من دول العالم المتطوّر، ولهذا سأكتفي في هذه المقالة بالمقارنة بين أهم المستشفيات في أميركا لأنّها هي أم الطبّ في هذا الزمن ولا حاجة لنا في إجراء مقارنات ٍمجحفة ٍمع باقي المستشفيات خارجها إذ يصدق أن نقول هنا:
ألم ترَ أنّ السيفَ ينقصُ قدرهُ
إذا قيلَ إنّ السيفَ أمضى من العصا
نعم لا يصح التشبيه، وأين الثرى من الثريّا؟! وأين مستشفى (مايو كلينك) و(جون هوبكنز) و(كليفلاند) الأميركي من تلك التي رأيتُ وتعاملتُ معها وشتّان ما بينهما، وهذه عينة من قائمة طويلة للأمراض وأفضل المستشفيات لعلاجها حسب تصنيف (يو أس نيوز US NEWS) لعام 2013م:
-أمراض القلب: مايو كلينك -كليفلاند -مستشفى جامعة نيويورك.
-أمراض الجهاز العصبي وجراحات الأعصاب: مايو كلينك -كليفلاند
-جون هوبكنز
وهكذا في جميع التخصصات الطبية ستجدون أنّ (مايو كلينك) و(جون هوبكنز) و(كليفلاند) في المراتب الأولى الخمس ضمن أفضل المستشفيات الأميركية الكبرى، ولهذا نصيحتي لكم ولوزارة الصحة والهيئات الصحية وهي -نصيحةٌ خالصة من قلبي- أن يتم توجيه المرضى إلى هذه المستشفيات الكبيرة وسيكونون في أيدٍ أمينةٍ، مع يقيننا بأنّ الشفاء والصحة من الوهّاب العليم الشافي المعافي ولكننا نأخذ بالأسباب، مع تمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية.