1,257 عدد المشاهدات
الكاتب: جمال بن حويرب
لا زلت أذكر تلك الليلة التي رافقت فيها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، لأداء شعيرة العمرة في ليلة السابع والعشرين من رمضان عام 1999م، وقد وجدته يحمل في يديه أوراقاً فسألته عنها ونحن في الطائرة، فأجاب أريد كتابة قصيدة في والدي رئيس الدولة الشيخ زايد، بمناسبة اختياره الشخصية الإسلامية، وحاولت أن أكتب في هذه الأوراق ولكنّ الشعر لمّا يأتِ بعدُ، ومن عادتي أني إذا بدأت أمراً لا أتركه حتى أتمّه! فقلتُ في نفسي: سبحان الله هذه عادة أهل العزم العظماء في صغير أمرهم وكبيره.
بدأنا بأداء شعيرة العمرة مع الوفد المرافق لسموه، فما كان منه إلا أن تأخر قليلاً، ونحن في الطواف بدأ ينشدني الأبيات الأولى من القصيدة، وفيها دعاء وتضرع لله وثناءٌ عليه وهي من أجمل ما سمعت من القصائد الارتجالية التي يقول في مطلعها:
سجدت باسمك إلهي عالي الشانِ
يا الواحد الفرد نظرة منك تغنيني
عندما وصلنا إلى الطائرة بعد العمرة قال لي سموه: أخبرني بما أنشدتك من الأبيات فأنشدته وبدأ يكمل كتابة قصيدته الرائعة (سيرة المجد) في تلك الأوراق التي في يديه وقد علمتُ أنه أنشد غيري أيضا من رفقائه من حرصه على عدم ضياع هذه التحفة الأدبية التي بدأها وهو في الطواف، وأسألكم هنا أيها الأعزاء: من خلال هذا الموقف من سموه، ماذا يعني لكم حرصه على الأدب والشعر والثقافة بشكل عام وهو حاكم مشغول جداً ومن عظماء الحكام في العالم؟!
نشر في البيان بتاريخ: 18 أبريل 2015